الخميس, أبريل 25, 2024
Homeمقالاتعقدة الأشرفيين : منى سالم الجبوري

عقدة الأشرفيين : منى سالم الجبوري

عند مراجعة أکثر من أربعة عقود من تأسيس نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، فإن واحدة من الحقائق التي باتت ترقى الى مستوى بديهية هي إن منظمة مجاهدي خلق کانت ولازالت أقوى خصم وند سياسي ـ فکري لهذا النظام، ومع إن هذا النظام قد قام بإستغلال کل الطرق والسبل من أجل القضاء على المنظمة حتى وصل الامر الى حد إرتکاب مجزرة عام 1988، الخاصة بإعدام أکثر من 30 ألف سجينا سياسيا من أعضاء وأنصار منظمة مجاهدي خلق بناءا على فتوى للخميني بهذا الصدد، لکن القصة لم تنتهي هنا بل وحتى يمکن القول بأنها صارت بداية الصراع والمواجهة النوعية لمجاهدي خلق ضد النظام ولاسيما عندما صعدت المنظمة من نضالها وجعلتها على الصعيدين الداخلي والدولي.

خوف وکراهية النظام الايراني من مجاهدي خلق کان ولازال لتأثيرهم على الشعب الايراني وتوعيتهم ودفعهم بإتجاه المطالبة بحقوقهم المختلفة ولاسيما الحرية التي تم سلبها منهم تحت غطاء الدين، وحتى إن معسکر أشرف لأعضاء مجاهدي خلق في العراق کان له أثرا کبيرا على الداخل الايراني وخصوصا من حيث مواصلة المضال من أجل الحرية، قد أصبح هدفا للنظام الايراني وبعد الاحتلال الامريکي للعراق قام النظام وبمساعدة عملائه في العراق بشن هجمات عديدة ضده کان من أکثرها دموية مجزرتي 8 نيسان 2011، والاول من أيلول2013، بل وقام هذا النظام بمساعدة حکومة سئ الذکر نوري المالکي بفرض حصار غذائي ودوائي شديد عليهم، وکان النظام يدرس خطة إبادة ساملة لسکان أشرف لکن عملية الانتقال السلمي من العراق الى ألبانيا أجهضت هذه الخطة.

لکن حتى بإنتقال الاشرفيين الى ألبانيا ظل النظام الايراني يعاني من تأثيرات أشرف 3 في ألبانيا، ولذلك فإنه قام بالعمل من أجل العمل لتنفيذ مخططات متنوعة ضدهم وحتى إن مخطط تفجير التجمع السنوي للمقاومة الايرانية في باريس عام 2018، والتي قادها الارهابي الدبلوماسي أسدالله أسدي، أحد هذه النماذج وقبل ذلك في مارس من نفس العام، أحبطت السلطات الألبانية خططا لنشر شاحنة مفخخة في مجمع مجاهدي خلق في ألبانيا.

وظل النظام الايراني يحرص على التخطيط للمٶامرات والمخططات الارهابية ضد الاشرفيين، وفي الشهر الماضي، نفذت السلطات في ألبانيا أوامر تفتيش في أكثر من عشرة عقارات واستجوبت حوالي 20 شخصا يشتبه في تجسسهم لصالح النظام الإيراني. ووفقا لوسائل الإعلام الألبانية، فقد تم تنفيذ العملية لمنع “أي هجوم إرهابي محتمل”، مما يشير إلى أن الحكومة لديها معلومات استخبارية تشير إلى وجود خطط لشن هجوم من قبل خلية إيرانية داخل البلاد.

الاشرفيون أصبحوا أکبر عقدة للنظام الايراني ولايعرف کيف السبيل للتخلص من هذه العقدة وخصوصا بعد أن جرب کل مافي جعبته من طرق وأساليب في سبيل القضاء عليهم أو الحد من دورهم وتأثيرهم لکنه وفي نهاية المطاف فشل فشلا ذريعا ذلك إن الاشرفيون مصرون أشد إصرار على مواصلة نضالهم حتى بزوغ شمس الحرية في إيران.

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular