الخميس, أبريل 25, 2024
Homeاراءحكاية اغتيال نازح أيزيدي وابنته القاصر : ابراهيم سمو

حكاية اغتيال نازح أيزيدي وابنته القاصر : ابراهيم سمو

مدخل ممهد إلى عوالم قهرية للحكاية:
يدلل الواقع المريرلأكثر من ثلاثمائة ألف متشرد من أيزيديي النزوح القسري، إلى إقليم كردستان ومناطق أخرى من العراق، على تعرض أولئك النازحين الناجين، من الإبادة الداعشية، إن بصورة فردية أم جماعية، في مخيماتهم؛ بمعنى إقامتهم الجبرية، لتجاوزات غير مشروعة، وأفعال جرمية يوصّفها القانون العراقي، بحسب شدتها وجسامة آثارها الجرمية، جنحاً وجنايات، قد تمس الحياة، أو الصحة، أو السلامتين البدنية والعقلية، أو تهتك الأعراض، أو تحط من الكرامة الإنسانية، مُثقَلة ـ هي الأفعال والتجاوزات كلها ـ بمقاصد جرمية شتى، ليس للعرض هنا، أن يعرّج على تفاصيلها، لكن دوافع مقترفيها في مجملها، يفضحها الواقع، فتظهر شائنة دنيئة، تتعسف بل تعصف بالأيزيديين المعتدى عليهم، الذين لا يزالون مُؤرَّقين، بـ”اضطرابات ما بعد صدمة “الإبادة الداعشية، وتحولهم إلى “ضحية مزدوجة”، أو ضحية “لجرائم متعددة “، الأمر الذي من شأنه أن يفاقم ـ من ههناك ـ الأذيين النفسي /المعنوي والجسدي، ليس فقط لدى المعتدى عليهم بالمعنى الحسي المادي، بل تتسع آثارها الأخطبوطية، لتمتد كي تشمل “مجتمع النازحين الأيزيديين”، المغلوب على أمره كله، وتهوّل ـ من ثم ـ من المعاناة المأساوية، بعد معاناتهم الأولى مع داعش.
حكاية اغتيال النازح الأيزيدي فاروق ميرزا وابنته القاصر:
تلقى فاروق النازح مهاتفة من صديق مزعوم، يستحثه على تقديم عون ما، فلم يصبر، استكرى سيارة أجرة، مستديناً لإعساره “بدل النقل” من الجيران، وانطلق كسهم ملبياً نداء الصداقة، إلى مكان صديقه /العدو، مصطحباً إياه ابنته “آخين”، ذات السنوات الست.
الرجل لم يكن راغباً في ذلك، لكن الصغيرة آخين ألحّت، فأبى أبوها أن يكسر خاطر مدللته، وشرع يطمئن من حسن روحه، قلق زوجته الممانعة: ليكن بل…لا ضير، فوجهتنا إلى صديق حميم.
لكن الصديق، لم يكن بمستوى حسن ظن فاروق به، فقد انقلب؛ كشر عن أنياب وحش، وفتك.
تفاصيل جرمية خاصة بهندسة الحكاية:
يشكل اغتيال فاروق ميرزا وطفلته آخين، اللذين كانا يقبعان مع العائلة، في مخيم “جم مشكو” قرب زاخو، قبيل أسابيع، بعد تقهقرهم القهري، من جحيم الإبادة الداعشية على شنكال وقراها، صورة مصغرة للواقع المأسوي اليومي، لذوي النزوح الاضطراري من الأيزيديين، ودليلاً صارخاً على الانتهاكات المؤلمة، التي يكابدونها في نزوحهم المرعب، الذي أفقدهم أبسط مقومات الحياة الحرة الكريمة، وزعزع كثيراً في دواخلهم “الأمن الشخصي”، فضلاً عن “الأمن المجتمعي”. فالجريمة المروعة، التي أقدم من خلالها مجرم متنفذ، بالاعتماد على نفسه أو بالاشتراك، متعمداً مع سبق الإصرار والترصد، على قتل الطفلة البريئة آخين، بأساليب وحشية منقطعة النظير، تمهيداً لاغتصابها، والتفنن ـ كذلك ـ في قتل صديقه الصدوق؛ والدها فاروق ميرزا، بعد استدراجهما ـ كما ذكرنا آنفا ـ بدسائس احتيالية إلى مكان الجرم، وتجدر الإشارة هنا، إلى أن القاتل ليس من مرتادي الجرائم وحسب، بل إن سجله العدلي يبين، أن لديه قدرات خارقة وسريعة، على التملص غير المشروع، من الملاحقة والعقاب.
ترجيحات سنداً إلى ملاحظات عيانية ووقائع الحكاية:
أدلت مصادر مطلعة أن المجني عليها القاصر آخين فاروق ميرزا كانت لا تزال حين انتشال جثمانها من تراب الجريمة معصوبة العينين تتوزع على كامل مساحة جسدها آثار ضرب مبرح وتعذيب واغتصاب ومسرى طلق ناري في الرأس، وأكدت تلك المصادر أن جثة والدها فاروق اشتملت كذلك على علامات تبرهن على ضرب وتعذيب فظيعين فضلاً عن بتر اللسان بأداة حادة واستهداف الرأس بعيار ناري.
وجاهرت المصادر عينها أن جثة آخين الصغيرة احتوت على أمارات لعملية جراحية ورجحت أن يكون قد تم نزع أعضاء من جسد هذه الطفلة بقصد الإتجار بها. وإذا صدقت هذه الشكوك المسندة إلى تلك الملاحظات العيانية، فإن لها أن تغير كثيراً في حل طلاسم هذه القضية الشائكة، بخاصة وأن نزع الأعضاء البشرية لا يمكن أن يتم إلا بمعرفة طبية مختصة، الأمر الذي يبدّل مسار وتوصيف الجريمة من “جريمة عادية” إلى”جريمة منظمة”.
من سوابق الجاني الجرمية أو ماقبل الحكاية:
ـ محكومية بثلاث سنوات، عن جرائم سابقة اقترفها.
ـ الاتهام بخطف فتاتين، من اللاجئين السوريين، وتبرئته من القضاء الكردستاني.
ـ الاتهام بخطف ولد قاصر، وتقريرعدم مسؤوليته عن الجرم، من قبل القضاء في كردستان.
ـ الاتهام بإحراقه إحدى زوجتيه، والنفاذ من العقاب.
ظروف وحيثيات ملتبسة ومعلومات متسربة عن مهندس الحكاية:
يستغرب مراقبون، أن تتكتم السلطات الكردستانية، وكذلك الإعلام في كردستان، عن التصريح باسم الجاني، وكأن لسان حالهم يتساءل: هل ذلك مرده إلى أن القاتل يحمل “هوية بشمركة”، ورتبة رائد متقاعد، أم لكونه يعمل وكيلاً، وفي مزرعة، تعود ملكيتها لشخصية “فوق قانونية” في إقليم كردستان، تسمى (محمد خالد بوصلي)، أم لأسباب وموانع ومعطيات، وكواليس محرجة أخرى؟.
طهارة دم آخين البريئة، ووالدها تضع السلطات، وأصحاب القرار في كردستان والعراق، أمام امتحان إنساني أخلاقي، فضلاً عن قانوني عسير، وقادمُ الأيام سيثبت:
هل تتنتصر كردستان للأبرياء المستضعفين، وتسند ـ من ثم ـ تشريح جثث المجني عليهما فاروق ميرزا وطفلته، إلى لجان طبية مختصة، كفوءة، مستقلة، ومشهورة بالحياد والنزاهة والشفافية، وتحرص ـ من ههناك ـ على ضمان حسن سير العدالة، في ملف هذه الدعوى الإنسانية بحزم وشفافية، وتشرع على ضوء ذلك، بالملاحقات القانونية، وجمع الأدلة، والتحقيق والمحاكمات، بصورة عادلة، قانونية، حازمة ومهنية شفيفة، أم تتراخى أمام التدخلات، والتأثيرات السلبية، لـ”لوبيات النفوذ”، و”جماعات الضغط”، وأصحاب المزايا، والمحسوبيات الوظيفية، أو الحزبية، أو العشائرية، أو العائلية، أو حتى الدينية.
وحري هنا بالبيان، أن أكثر من أربعمائة ألف أيزيدي، تم إقصاؤهم عن موطن آبائهم والأجداد؛ شنكال، على إثر الغزو الداعشي، الذي تم بتاريخ 03.08.2014، حيث هاجر من تمكن منهم إلى أوروبا والولايات المتحدة وأوستراليا ودول أخرى، أما القسم المتبقي، فما يزال ملزما بـ”الإقامة الجبرية”، في مخيمات إقليم كردستان، كنازحين.
آخات أنين آخين تتساءل؛ تسائل عن اغتصابها، عن إهراق دم والدها ودمها، عن الوأد البربري لرفات كليهما، وتحث على قصاص عادل رادع.

 

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular