الثلاثاء, أبريل 16, 2024
Homeالاخبار والاحداثطبيبة ايزيدية تحظى بجائزة دولية مرموقة

طبيبة ايزيدية تحظى بجائزة دولية مرموقة

لتقديمها الرعاية الصحية والنفسية للناجيات من قبضة داعش .. طبيبة ايزيدية تحظى بجائزة دولية مرموقة

كانت طبيبة النساء الإيزيدية، نغم نوزاد حسن (45 عاما) تداوي المرضى في مستشفى شيخان بمحافظة نينوى (مركزها الموصل) قبل سيطرة تنظيم داعش على شنگال (سنجار) والموصل.

لكن بعد وصول مسلحي داعش إقليم كوردستان في عام 2014 وارتكابهم أبشع الجرائم، تغير مسار الطبيبة.

واليوم تفوز بجائزة “نانسن” الإقليمية عن الشرق الأوسط وشمال أفريقيا “تقديرا لخدماتها الفائقة والتزامها الذي أبدته تجاه مجتمعها الإيزيدي وكذلك جموع النازحين في العراق”، وفق المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التي تمنح الجائزة.

عاشت الطبيبة  “الأيام المظلمة”، من عام 2014، كما قال عنها وزير الخارجية الأميركي السابق، جون كيري، عندما اجتاح إرهابيو داعش شمال العراق وأسروا النساء والأطفال الإيزيديين.

خلال تلك الفترة وبعد تحرير المناطق، عملت طبيبة النساء والناشطة على تخفيف الآلام الجسدية والنفسية لمئات النساء الإيزيديات.

وتقول المفوضية السامية لشؤون اللاجئين إن الدكتورة، المولودة في مدينة بعشيقة (12كم شرق الموصل)، تدربت في الموصل، وبدأت مهنتها في مجال الطب بحلم معالجة النساء غير القادرات على الإنجاب، ولكن بعد عام 2014، اتخذت مسيرتها المهنية مسارا مختلفا.

تقول الدكتورة نغم نوزاد : “رأيت الكارثة التي حلت بالنساء الإيزيديات. الطريقة التي تعرضن بها للإساءة اللفظية والاغتصاب”.

وعندما أخذ الجميع يلوذ بالفرار، اختارت أن تتصرف متوجهة نحو المخيمات لعلاج الناجيات.

وكانت الأسيرات السابقات بحاجة إلى علاج من الأمراض والإصابات الناجمة عن التعذيب والانتهاكات الجنسية، فضلا عن ظروفهن المعيشية السيئة.

وبعد فترة وجيزة، أنشأت الطبيبة نغم منظمة غير حكومية تدعى “صناع الأمل للمرأة”، وذلك لمعالجة الناجيات وكان هذا أثناء عملها مديرة لمستشفى شيخان العام.

وتضم منظمتها الآن 50 موظفا وعيادتين في شنگال تقدمان المشورة والطب النفسي وسبل الوصول إلى الناجيات داخل المجتمع ممن يعدن إلى ديارهن، حتى أن بعض من كانت تعالجهن أصبحن من المدافعات عن السلام وحقوق الإنسان بدافع من أنفسهن، وهو ما تصفه الدكتورة نغم بأنه مصدر فخر وسعادة كبيرين.

وعالجت الدكتورة نغم حتى الآن نحو 1200 ناجية، وفق مفوضية اللاجئين.

وتقديرا لجهودها، نالت الدكتورة جائزة ” المرأة الشجاعة” لوزارة الخارجية الأميركية، عام 2016.

وحظيت المستشارة الألمانية السابقة، أنغيلا ميركل، بجائزة “نانسن” الأساسية، وكانت الطبيبة العراقية بين 4 فائزين بجائزة “نانسن” الإقليمية للاجئين لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لعام 2022 ، وهي جائزة سنوية مرموقة تكرم أولئك الذين “قطعوا أشواطا استثنائية لمساعدة النازحين قسرا أو الأشخاص عديمي الجنسية”، وفق مفوضية اللاجئين التي نشرت تقريرا خاصا عنها.

Image

وتقول المفوضية: “يكون الشفاء ونسيان الماضي صعبا، لكنها (الطبيبة) منارة أمل للنساء اللائي عشن جحيم استعباد “داعش”.

وفي مخيم روانگا للنازحين الواقع في إقليم كوردستان، ترتدي الدكتورة نغم معطفا أبيض اللون وتطمئن كل مريضة على حدة. تقترب أكثر، ممسكة بيد إحداهن، ثم تستدير قليلا لتتفحص نبض امرأة أخرى بنظرة يغلب عليها التركيز الشديد، وفق تقرير المفوضية.

بعد 8 سنوات من إرغام هؤلاء النساء على الوقوع في العبودية، ينتابهن الآن إحساس نادر بالأمل ينعمن به خلال زيارة الطبيبة.

في شهر أغسطس/آب 2014، استولى مسلحو داعش على بلدة شنگال(سنجار) الواقعة شمال غرب الموصل، وأعدموا الآلاف من الرجال والنساء والأطفال من الكورد الإيزيديين، واختطفوا أكثر من 6000 إيزيدي، معرضين النساء والفتيات لأبشع الفظائع، لاسيما الانتهاكات الجنسية والاستعباد.

وقد تم تحرير شنگال بعد عام من ذلك التاريخ، لكن ما زال هناك حوالي 3000 من الإيزيديين في عداد المفقودين، وأكثر من 200 ألف من النازحين داخليا.

وفي عام 2016، قال وزير الخارجية الامريكي السابق جون كيري في حديثه عن الدكتورة العراقية لدى تسلمها “جائزة الشجاعة” إنها “لم تكن متهيئة، على أية حال، للأيام المظلمة من عام 2014 حيث تم إعدام وقتل النساء المسنات بالجملة ورميهن في مقبرة جماعية”.

May be an image of 2 people

لكن عندما تم كشف النقاب عن هذه الأعمال، كانت نغم من بين الأوائل الذين استجابوا لهذا الأمر.

وقدمت الدكتورة الدعم النفسي والمعاينة الطبية للفتيات اللواتي هربن، وزارت مخيمات للنازحين حيث كانت في أحيان كثيرة تقوم بإقناع الآباء والأمهات المرتعبين كي يسمحوا لبناتهم بتلقي المشورة والعلاج، وفق كيري.

وأطلقت حملة ضد الاعتداء الجنسي تسمى “أنا إيزيدية – أنا ضد التحرش”.

وفي الوقت الحاضر، تقوم الدكتورة حسن بزيارات منتظمة إلى مخيمات النازحين داخليا، والتي تقطنها أغلبية إيزيدية للقيام بالتوعية وتشجيع الآباء والأمهات على السماح لبناتهم بزيارة عيادتها للحصول على الرعاية الصحية الأساسية والدعم النفسي والاجتماعي.

وعلى الرغم من أنها حظيت بفرصة مغادرة العراق، إلا أن الدكتورة قررت البقاء “بشكل قاطع”، قائلة: “أنا باقية هنا لفترة طويلة. لدي رسالة ولدي قضية. أعتقد أن (الناجيات) لا يزلن بحاجة للمساعدة”.

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular