الجمعة, أبريل 19, 2024
Homeمقالاتماهر ضياء محيي الدين : الأسر العراقية بين الماضي والحاضر

ماهر ضياء محيي الدين : الأسر العراقية بين الماضي والحاضر

 

قوة وتماسك ونجاح  وتقدم المجتمع تعتمد على عدة عوامل من أهمها مخرجات نواتها الأولى ، والمقصود هنا دور الأسرة لأنها المعلم الأولى والمدرسة لنا جميعا .

في ماضينا  الجميل  كانت  العائلة  الواحدة  أو أكثر  تجتمع على المحبة والتفاهم والانسجام ، والحديث يكون في مجمل القضايا الخاصة   سواء كانت التي تخص الأسرة أو الجار والصديق ، ومن يتصدى للحديث كبار السن بحكم العمر والخبرة والتجارب ليكون  حديثهم  ينطوي على الحكمة والموعظة والمعرفة ، وعلى الصغار بحكم السابق الاستماع والاستفادة من هذه الدروس المجانية المعرفية .

أما اليوم نجتمع  بصورة مغايرة عن الماضي بكثير جدا  وسط لغة عدم التفاهم والانسجام والقلوب غير صافية في قضايانا الأسرية وغيرها ، ولو تحدثنا في قضية  سياسية أو مسالة دينية أو حتى رياضية  لتكون نقاشتنا حادة و ترتفع الأصوات العالية ، وما تسببه من خلافات التي مزقت نسيج الأسرة  الواحدة لتصل  الأمور  بعدها   إلى أكثر من ذلك  من عراك وضرب  و حمل السلاح في بعض الأحيان ، و لا يعطى مجال أو دور للكبار لان الكل أصبح  في  وضع لا يتقبل سماع حديثهم أو نصحهم .  

وفي صورة أخرى نلتقي لساعات ، واغلب هذا الوقت  يمضي في استخدام لعنة اسمه الموبايل،وما يدور من حديث بينا يكاد يكون في بعض المفردات بين إلقاء السلام والتحية وكرم الضيافة وحديث مختصر جدا والتوديع ، وينتهي الموضوع على هذا المنوالالمر .

ما نمر به اليوم  من مشاكل  أو أزمات أو وضع البلد  يرثى له في مختلف الجوانب  والنواحي  سببها  الرئيسي مخرجات الأسر التي تواجه مخاطر الغزو الثقافي وتحديات المرحلة الحالية والسابقة ، وانعدام  دور أو كلام  الكبار يكاد يكون نادر أو محصور في بعض القضايا ، و عدم الاستعانة أو الاستفادة منهم في الأزمات والشدائد .

من يعيد بناء أسرنا كما كانت في الماضي الجميل ؟  لتكون  مخرجاتها قادرة على مواجهة مخاطر وتحديات ما نعيشه في وقتنا الحاضر سوال إلى من يهم الأمر ؟ .

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular