يزدا كانت ولا تزال وستظل منظمة إيزيدية مستقلة وبعيدة عن أي نشاط حزبي أو سياسي. بحكم عملنا في المناصرة والمدافعة عن القضية الإيزيدية وقضايا الأقليات في المنطقة، يتحتم علينا التعامل مع مختلف الجهات السياسية، الاجتماعية والمدنية في العراق، إقليم كوردستان العراق، وفي جميع دول العالم المهتمة بالقضية الإيزيدية. لكن هذا التعامل لا يعني أن يزدا جزء من طرف على حساب الآخر أو أنها تعمل لصالح جهة على حساب الجهات الأخرى. يزدا كمنظمة إنسانية تراعي حقوق الإنسان ومسجلة في أكثر من دولة، وتعمل وفق نظامها الداخلي الذي يعتمد على سياسات ومبادئ العمل الخيري المبني على الحياد، النزاهة والاستقلال.
استراتيجية يزدا منذ تأسيسها في عام 2014 وحتى يومنا هذا تتمثل في الوقوف بشكل متوازن والعمل بحيادية مع جميع الجهات المهتمة بالقضية الإيزيدية. خلال السنوات العشر الماضية، تم اتهام يزدا عدة مرات بأنها تعمل بدعم من البككة، الاتحاد الوطني الكوردستاني، أو الحزب الديمقراطي الكردستاني. وبالمقابل، تم اتهامها أيضًا بالعمل لصالح الحكومة العراقية والأحزاب الشيعية ضد حكومة إقليم كوردستان. إلا أن هذه الاتهامات جميعها لا أساس لها من الصحة ولا تستند إلى أي أدلة.
في جميع الفعاليات والمؤتمرات التي تعقدها يزدا أو تشارك فيها، نحاول جاهدين جمع المتخاصمين والمنافسين والمهتمين بالقضية الإيزيدية في غرفة واحدة وعلى طاولة واحدة من أجل المصلحة الإيزيدية العليا ولإيجاد حلول للقضايا العالقة التي تؤثر بشكل كبير على مستقبل مجتمعنا. على سبيل المثال، مؤتمر يزدا في ذكرى الإبادة عام 2018 كان برعاية رئيس الجمهورية الدكتور فؤاد معصوم، وفي الأعوام 2019 و2020 كان برعاية وحضور رئيس الجمهورية الدكتور برهم صالح، وفي عام 2021 كان برعاية وحضور رئيس مجلس الوزراء السيد مصطفى الكاظمي، وفي عام 2023 كان برعاية وحضور رئيس إقليم كوردستان السيد نيجيرفان برزاني. في جميع هذه المؤتمرات، شاركت مختلف التوجهات في المجتمع الإيزيدي (المستقلين والمنتمين إلى الأحزاب الكوردية والإيزيدية)، بالإضافة إلى الناجين والناجيات، وممثلي المجتمع الدولي، وممثلي الأحزاب والحكومات والمكونات المختلفة في العراق وإقليم كوردستان.
استراتيجيتنا بقيت ثابتة دون أي تغيير في تنظيم والمشاركة في مئات المؤتمرات والندوات والاجتماعات التي تخص القضية الإيزيدية. يزدا لديها نظام داخلي ومجلس إدارة، وتعمل وفق القوانين والمعايير الدولية والمحلية. كمديرة تنفيذية، لا أستطيع ولا أي موظف آخر في يزدا تغيير هذه القوانين والإجراءات. رؤية يزدا مبنية على العمل الجاد وثقافة الحوار المدني البعيد عن التشدد وإقصاء الآخر، وتقبل مختلف الآراء والمقترحات. تم و يتم عرض أعمالنا على موقعنا الإلكتروني وصفحات وسائل التواصل الاجتماعية والتقارير السنوية ويمكن لأي شخص التحقق منها.
نحن الإيزيديين، وضعنا معقد وشائك كبقية الأقليات الدينية والإثنية في العراق وسوريا ودول المهجر. لدينا العديد من القضايا العالقة، لكن لا خيار أمامنا سوى مواصلة العمل بإخلاص وعدم الاستسلام. يزدا عملت بجد وصدق وأمانة قل نظيرها في العشر سنوات الماضية وحققت العديد من المكاسب لمجتمعنا، ولم تقدم على أي خطوة تضر بالقضية الإيزيدية أو قضايا الأقليات الأخرى. يزدا ستواصل العمل على نفس النهج في الحاضر والمستقبل.
نأمل من الجميع التركيز على القضايا المهمة التي تخص مجتمعنا، مثل خطر تفشي خطابات الكراهية ضدنا، انتهاء ولاية فريق التحقيق الدولي “اليونيتاد” ومغادرتهم العراق، وعودة النازحين الراغبين في العودة إلى ديارهم، إعادة إعمار سنجار والمناطق المجاورة وتعويض المتضررين، وجمع الأدلة لملاحقة المنتمين إلى داعش ومحاكمتهم، وتوفير الدعم المادي والمعنوي للناجين والناجيات، والعمل على حل قضايا رفض طلبات اللجوء للعديد من الإيزيديين. ساحة العمل تتسع للجميع، لذا نأمل أن نركز جميعًا على العمل ونبتعد عن تأجيج الخلافات الصغيرة وتلفيق التهم الباطلة بحق بعضنا البعض دون وجه حق.
أخيرًا، أود أن أسلط الضوء على خطر المعلومات المضللة، خاصة عندما يتم تضخيمها من خلال وسائل التواصل الاجتماعي. من المهم جدًا التحقق من صحة المعلومات والتأكد من دقتها قبل نشر الشائعات أو الهجمات التي لا أساس لها.
ناتيا نفروزوف
المديرة التنفيذية ليزدا
بيان من المديرة التنفيذية لمنظمة يزدا
RELATED ARTICLES