الأربعاء, نوفمبر 6, 2024
Homeاراءأنين فتاة أيزيدية في الأسر الداعشي 5 : فرماز غريبو

أنين فتاة أيزيدية في الأسر الداعشي 5 : فرماز غريبو

18-3-2024م     قصة قصيرة هادفة
بعد يئست من الحصول على المراد وما أتيت لأجله في العراق  ,قررت الرجوع إلى سوريا لإيصال الخبر إلى تلك الفتاة ,ذهبت إلى ساحة القلعة في مدينة هولير(اربيل)عاصمة كوردستان العراق لأجل إيجاد سبيل للتوجه نحو سوريا ,عند القلعة شاهدت جموعا من الناس ومن مختلف الأجناس والألوان ,واثناء تجولي في السوق مررت بمجموعة من الناس الذين كانوا يتكلمون بلهجة الكورد السوريين,وقفت عندهم واستمعت إليهم كي أتأكد من حسي وشعوري وبأنهم فعلا من سوريا ,عندئذ تأكدت من توقعاتي وتوجهت إليهم بسلام فردوا عليّ السلام ,سألتهم أأنتم سوريون ؟قالوا نعم ,قلت لهم هل ستذهبون إلى سوريا ؟قالوا نعم ,قلت متى ؟قالوا بعد أن نجد وسيلة أي سيارة ,قلت لهم هل من الممكن  أن آتي معكم ؟قالوا نعم ,ولكن بالأول يجب أن نجد سيارة مناسبة وبسعر مناسب ,قلت وهكذا ,بعد لحظات وجدنا سائق تكسي وتكلم معه هؤلاء وتم الإتفاق ,فركبنا السيارة وتوجهنا نحو الحدود السورية العراقية ,سرنا حوالي ساعتين حتى وصلنا إلى الحدود ,نزلنا من السيارة ودفعنا اجرة السيارة للسائق الذي غادرنا وبقينا هناك ,نظرت إلى المحيط فوجدت في الجانب الذي كنا فيه ,وجدت علما بلون أحمر وأخضر وابيض وبالوسط شمس ,فعرفت بأننا ما زلنا بكوردستان العراق ,نظرت إلى الطرف المقابل ,وجدت علما بألوان أحمر وأخضر وأصفر ولكن بدون صورة الشمس , فعرفت بأن الجانب الذي امامي هو جزء من كوردستان سوريا ,حتى حرس الحدود كانوا يختلفون عن بعضهم ,ذهبنا إلى يجب تقديم طلبات الدخول ألى سوريا في الجانب العراقي ,طلبوا منا اوراقا تثبت بأننا سوريون ,قدمنا لهم ما طلبوا ,وعبرنا الحدود وفي الجانب المقابل طلب منا حرس الحدود الأوراق الثبوتية كذلك ,فأعطيناهم ما طلبوا ,ختموا الأوراق ودخلنا أراضي سوريا ,بعد التفتيش الروتيني بحثنا عن سيارة لتقلنا إلى حيث نود ,شاهدنا سائق سيارة واتفقنا معه على السعر ,قلت للسائق بأنني سأنزل في بلدة ترسبي (القحطانية)أو قبور البيض , فقال نعم أعرف البلدة ,من معبر سيمالكا الحدودي إلى تربسبي استغرق حوالي ساعة ونصف ,مررنا بكل من بلدة رميلان وجا آغا ومن ثم وصلنا لبلدة ترسبي ,في وسط البلدة توقفت السيارة ونزلت منها ومن ثم تابعت السيارة رحلتها نحو مدينة القامشلي .
بعد أن نزلت من السيارة تجولت بعض الوقت في سوق البلدة الذي طرأ عليه الكثير من التغيير ,عرفت بعض الباعة ولم بعضهم الآخر ,تناولت بعض الطعام في مطعم صغير هناك ومن ثم توجهت نحو منزلي في حي تشرين ,وصلت للبيت وكان يسكن فيه شخص غريب ومن غير منطقتنا ,نظرت للبيت الذي كان نصف مهدوم بسبب قلة الإهتمام ,جلست عند الحائط وبكيت كثيرا على وضع بيتي النصف مهدوم وعلى حالي ,تلك الحال التي يرثى لها بسبب الغربة والهجرة والتعب والمعاناة الي نعانيها في وطن الغير ,تذكرت الأهل والأصدقاء الذين قلّ عددهم بسبب هجرتهم للخارج ,بعض أن ارتحت بعض الشئ تجولت في الحارة فلم أجد من أعرفه ,رجعت للبيت وطلبت من الذي يسكن فيه بأن يأذن لي بالنوم ليلة هناك ,مضيت ليلة هناك وفي الصباح استيقظت من النوم وغسلت وجهي وتوجهت إلى السوق ,هناك استأجرت سيارة وتوجهت إلى قريتي أو بالأصح إلى مقبرة قريتي لأن قريتي قد أصبحت خالية من سكانها ولم يبق فيها سوى بيتان ,ولكن من دون سكن دائم ,عند المقبرة طلبت من سائق سيارة البك آب بان يتوقف قليلا هناك ويبقى عند السيارة إلى حين رجوعي ,نزلت من السيارة وتوجهت للقبور لزيارة قبور أهلي وخاصة قبر والدي الذي تعب كثيرا لأجلي حتى وصلت إلى المكان والمركز الذي وصلت إليه ,وصلت لعند القبر طفت به وقبلت الحجر الذي عند الرأس وكذلك بست تراب القبر وجلست إلى جانب القبر وبكيت كذلك كثيرا وصرت اخاطب والدي واتكلم وكأن والدي حي ويسمعني ,هناك ارتحت كثيرا وتذكرت كل شئ من فقر وغنى ,طفولة وشباب ,الجيران والأهل والأصدقاء ,بعد ذلك تجولت في المقبرة بعض الوقت ومن ثم غادرت المقبرة وتوجهت نحو السيارة ,هناك ركبنا السيارة ورجعنا إلى بلدة تربسبي ,لم اطول البقاء هناك لأنني توجهت إلى حيث تكون تلك الفتاة كي أخبرها بكل ما جرى وكل ما وجدت .
RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular