سلام عادل ليس شهيدا شيوعيا فقط، بل شهيد وطني قدّم حياته في سبيل مبادءه وشعبه ووطنه متحملّا أقسى أساليب التعذيب على أيادي وحوش البعث والحرس القومي في مسلخ قصر النهاية سيء الصيت والسمعة. سلام عادل سليل العائلة الدينية النجفية، جسّد بصموده الأسطوري معنى النضال في سبيل وطنه وحياة الناس الفقراء. ولو عاد اليوم الى الحياة لسار في نفس الطريق، والفقراء يملئون شوارع النجف وبقية مدن العراق في عهد هيمنة المرجعية والأحزاب الشيعية على مقدرّات البلد.
إنّ تغيير إسم شارع الشهيد سلام عادل بقرار من مجلس محافظة النجف في الثامن من شباط الأسود الى أي إسم آخر، له دلالات عدّة. منها حنين من أصدر هذا القرارالى ذكرى جرائم الثامن من شباط، ومنها حقده الدفين على سلام عادل وحزبه ، ومنها تملقا للسيد مقتدى الصدر، وكأنّ النجف خلت من شارع يطلق عيه إسم شهيد ما الا شارع سلام عادل!
غريب أمر هؤلاء الإسلاميين وهم كانوا يعتبرون العلم العراقي لا يمت للعراق بصلة وهم في المعارضة، وإذا بهم يرفضون تغييره وهم في الحكم لأنّ المجرم صدام حسين ( قشمرهم) بعبارة الله اكبر التي كتبها بين نجوم الوحدة العربية وبدمه النجس حتى وإن كان الدم طاهر بالإسلام!! وليس بغريب قرار محافظة النجف بتغيير إسم شارع الشهيد سلام عادل عليهم، وهم لا يغيّروا إسم شارع الثامن من شباط بنسخته الإسلامية، أي شارع 14 رمضان الى إسم آخر، نزولا عند قوانين المحاصصة الطائفية التي تقتسم كل شيء، حتى هواء المدن مستقبلا على ما يبدو.
في كل بلدان العالم تكون للرموز الوطنية والتاريخية والطبيعة الجغرافيّة، والشخصيات السياسية والعلمية والرياضية وغيرهم مكانا في عقلية من يخطط تلك المدن ويطلق عليها الأسماء، فنراه يطلق أسماءا لنهر معيّن أو سلسلة جبال معيّنة، أو قائد ثورة أو سياسي أصلاحي، أو عالم أو شاعر أو فنان أو رياضي أو ملك تاريخي على شارع أو ساحة في مدينة ما، الّا في العراق الإسلامي، فهم يريدون أحتكار كل شيء حتّى الأسماء. متناسين من أنّ أسماء الشوارع ليست مقدّسة وتستبدل الى أسماء أخرى تحت ظل ظروف تختلف عن ظروف أطلاق أسمائهم المأثورة عليها. وتغيّر الأسماء هذه تجري في جميع بلدان العالم دون تمييز، ولدينا أمثلة عراقية عديدة عليها في عراقنا اليوم. فهناك شوارع وساحات بل وحتى مدن تغيرت أسمائها من نظام حكم سياسي الى آخر..
على مجلس محافظة النجف أن يعيد النظر في قراره المستعجل بتغيير أسم شارع الشهيد سلام عادل، فلا فرق بين شهيدين أستشهدا على يد البعثيين الفاشيين، وليبحثوا عن شارع آخر ليطلقوا عليه أسم الشهيد مصطفى الصدر. وعلى مجلس محافظة بغداد أن يجد أسما آخرا غير إسم شارع 14 رمضان الذي يذكّر العراقيين بذكرى أنقلاب فتح أبواب الجحيم على بلادنا، ويا حبّذا لو سمّي شارع 14 رمضان بإسم شارع الشهيد عبد الكريم قاسم، بإعتباره جزء من الذاكرة الوطنية العراقية.
زكي رضا
10/2/2025
الدنمارك