الخميس, أبريل 18, 2024
Homeمقالاتصباح كنجي:منظومة الاجرام الاسلامية .. أطباء مع داعش ..

صباح كنجي:منظومة الاجرام الاسلامية .. أطباء مع داعش ..

منظومة الاجرام الاسلامية .. أطباء مع داعش ..4
الطب والأطباء في منظومة الإجرام الاسلامية!

مدخل توضيحي عن منظومة الاجرام الاسلامية ..

لم يتبادر الى ذهني أو كان قد جال في خلدي.. أن افرز عنواناً للطب والأطباء في نطاق توثيقي لجرائم دولة الخلافة الاسلامية في الموصل وسنجار وبقية مدن سهل نينوى المستباحة .. كنت في السنوات الثلاث المنصرمة اجمع المعلومة واتقصى ما تفرزه الأحداث لتدوينها فقط .. على أمل العودة لها ـ بعد التدوين ـ حال الانتهاء من الاوضاع الشاذة مع استعادة الموصل وتلعفر وما تبقى من المدن التي استحكم بها الدواعش .. وهذا ما حدث.. حيث اكتفيت طيلة السنوات الثلاث الماضية بجمع المعلومات دون التفكير بنشرها رغم أهمية ذلك من باب مواكبة الأحداث..

 وكان حجم المتراكم لفرزة من اجل التوثيق عائقاً آخر حال دون مقدرتي على انجازه خلال الفترة السابقة .. حيث فاق ما وثقته وخزنته على الأربعين الف صفحة لحد الآن معززة بالصور والوثائق التي لها علاقة بمنظومة الاجرام الاسلامية وجذورها الممتدة في التاريخ السابق لنشوء الدين الاسلامي من  ثلاثة محاور هي ..

ـ  المحور الاول.. ما يتعلق بظاهرة العنف والاجرام في التاريخ الانساني..

ـ المحور الثاني .. العلاقة بين الديانات السابقة للإسلام و مظاهر العنف و الإجرام..

ـ المحور الثالث .. جذور العنف والإجرام في المجتمع العربي السابق للإسلام وعلاقتها بالقسوة  واستسهال الجريمة في الاسلام .. وانعكاسها في النصوص الواردة في القرآن والأحاديث المنسوبة لمحمد وما تلاها من فتاوى الفقهاء والفرمانات ..

خلالها ايضا كنت مدركاً باليقين الراسخ لحجم المعلومات التاريخية التي يمكن العثور عليها والاستفادة منها للتوثيق في المصادر الإسلامية قبل غيرها.. بحكم عروة العلاقة الوثيقة بين الاسلام والإجرام.. وما احتوته المدونات الاسلامية من تفاخر بالجريمة وتباهي بالإرهاب.. في المقدمة منها النص القرآني في آياته الواضحة و الصريحة ..  منها على سبيل المثال: 

( وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ ..)  .. ( لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلَافٍ ثُمَّ لَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ ) ..

وايضاً كنت مدركاً لحجم الدمار والخراب الذي خلفته الغزوات الاسلامية.. وما لحق بمن وصفهم المسلمون بأهل الكتاب و المشركين و الكفار.. واستباحوا قبائلهم و ديارهم .. من اليهود والمسيحيين والايزيديين والزرادشتيين والمندائيين .. بالإضافة الى ما لحق بالأرمن والفرس والكورد وسكان الهند والصين والشعوب الأوربية.. التي وصلتها جحافل القوات الاسلامية الغازية لأراضيها وما تلاها من اجرام دولة الخلافة الاسلامية في عهد الامبراطورية العثمانية ..

كما كنت موقناً مِنْ حجم الجرائم.. التي ارتكبها المسلمون بحق انفسهم.. بحكم تسلسل الجرائم بينهم منذ العهود الأولى من مطلع الاسلام وكانت اسماء.. خالد بن الوليد والمغيرة والحجاج والمنصور والسفاح والمعتصم والمأمون وصلاح الدين و بقية القائمة الطويلة من الخلفاء والسلاطين والامراء والقادة العسكريين تتسابق وتتالى في ذهني ..

في مواجهة اسماء اخرى لضحايا مسلمين ابتداء من مالك بن نويرة والحسين و عبدالله بن خباب ومن كان يرافقه والمئات من الاسماء التي وردت في مجرى توثيق التاريخ الاسلامي على يد كتاب ومؤرخين مسلمين ابتداء من ..

عروة بن الزبير .. أبو سعيد أبان بن عثمان بن عفان.. وهب بن منبه.. الزهري.. ابن اسحق .. ابي مخنف .. ومن ثم.. ابن الكلبي.. الواقدي .. ابن هشام .. البغدادي.. ابن الخياط .. الدينوري .. البلاذري ..الطبري .. اليعقوبي .. بن فضلان .. الهمداني .. المسعودي .. الراوندي .. ابن الجوزي.. ابن عساكر الدمشقي .. الحموي.. ابن خلكان.. ابي الفداء.. النويري.. ابن كثير .. المقريزي .. العسقلاني .. السيوطي .. القرطبي.. الخ..

وفي عهد القاعدة والدواعش .. شهدنا الاهداف التي هاجمها ودمرها عناصر من تنظيم القاعدة  الارهابي .. ابتداء من ابراج مانهاتن في نيويورك ووزارة الدفاع الامريكية والتفجيرات التي طالت الابرياء في أوربا وافريقيا والفلبين والهند.. ناهيك عن الجرائم التي ارتكبت في العراق وليبيا واليمن وسوريا ومصر وتونس والمغرب والجزائر ولبنان والسودان والباكستان ..

كان كل ذلك يجول في ذهني وانا اتوجه لتدوين جانباً من هذه الجرائم المرتكبة بحق الاطفال والنساء والشيوخ على يد القتلة من المتطرفين الاسلاميين .. لكن واقولها بصدق وألم.. ما لم يكن بالحسبان ولم اتوقع ان افرد له فصلا أو باباً مستقلا ليتجاوز المائتي صفحة بكثير.. هو هذا الكم الهائل من الاطباء والطبيبات المجرمين والمجرمات بين الدواعش.. ممن انغمسوا في الاجرام بشكل ملفت للنظر يستحق التوقف عنده وتدوينه وتوثيقه في هذه الصفحات ..

بالرغم من ان التاريخ الانساني.. وتاريخ الطب تحديداً.. قد ذكر لنا وجود اطباء اشرار وسفاحين قتلوا مرضاهم بطرق وحشية مدانة..

الطب رسالة انسانية وتضحية .. هذه هي القاعدة التي نفهمها ويسير عليها الأطباء في مختلف دول العالم .. بغض النظر عن طبيعة النظام الاجتماعي او السياسي في الدولة التي يتواجدون ويعملون فيها. بالإضافة الى فرق اطباء بلا حدود.. الذين يتسابقون في تأدية مهامهم الانسانية اثناء الحروب  والكوارث ويعرضون حياتهم للخطر.. من اجل الوصول للمرضى والمحتاجين لهم.. و يعتبرون ذلك مهمّتهم الأساسية.. لكن ثمة أطباء آخرين اختاروا طريقاً آخر .. شذوا عن القاعدة .. تصرفوا كوحوش وقتلوا مرضاهم لأسباب ودوافع مختلفة كما سيتضح في الفصول اللاحقة لهذا المدخل ..

 

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular