السبت, أبريل 20, 2024
Homeمقالاتمنى سالم الجبوري:سليماني يتقدم في العراق

منى سالم الجبوري:سليماني يتقدم في العراق

على الرغم من الذي قيل بشأن حسم مسألة إختيار رئيس مجلس النواب العراقي وتحديد محمد الحلبوسي لهذا المنصب، لکن وکما رأينا فإن العديد من الاوساط أشارت الى إن عملية الاختيار قد جرت وفقا لما أرادته طهران وعمل من أجله قاسم سليماني وايرج مسجدي، وإن أول تصريح أطلقه الحلبوسي رافضا فيه العقوبات الاقتصادية على إيران وإن العراق سيکون دائما الى جانب الشعب الايراني، قد کان بمثابة تأکيد واضح لذلك.

هذا المکسب السياسي الايراني الذي وکما أکدت مصادر مطلعة بأنه کان نتيجة للجهود المکثفة التي قام بها قاسم سليماني، قائد قوة القدس التابعة للحرس الثوري الايراني، من شأنه أن يفتح شهيته لکي يحقق نفس النتيجة على صعيد منصبي رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء، في الوقت الذي يتم فيه لمس تراجعا واضحا للدور الامريکي وإنکماش للدور السعودي، ومع هناك من لايزال يميل الى إنه لايمکن لطهران أن تستفرد بإختيار الرئاسات الثلاث وتأخذ الجمل العراقي بما حمل، وإنه سيکون هناك جهدا واضحا بوجه مساعي سليماني وتابعه السفير الايراني في بغداد ايرج مسجدي.

حالة الذهول في الشارع العراقي لدى إختيار الحلبوسي کرئيس لمجلس النواب، رافقتها أيضا حالة من السخط والغضب من إحتمال إستمرار الاوضاع السابقة بإعتبار إن الوجوه نفسها ستٶدي الادوار الرئيسية وإن طهران ستمسك بخيوطالعرائس العراقيةلتحرکهم کما تشاء مصالحها، خصوصا وإن من مصلحة طهران أن يکون هناك حالة من الفوضى وعدم الاستقرار النسبي في العراق لأنها مقبلة على الدفعة الثانية من العقوبات الامريکية الاقسى ويهمها أن تکون البوابة العراقية مفتوحة أمامها والمفاتيح کلها في أياديها.

في خضم هذا الوضع الغريب القائم في العراق، ليس من الغريب أبدا أن تعلق صحيفة اللوموند الفرنسية على الدور المشبوه للنظام الايراني في العراق فتصفه بالوصاية حيث ذکرت حرفيا: الوضع في العراق باعتباره (تحت وصاية) النظام ليس جيدا. تشكيل الحكومة الجديدة في بغداد واجه تعثرا طال أمده، مما يعكس المعارضة المتنامية لتدخلات النظام الإيراني في الشؤون الداخلية العراقية حتى بين الشيعه في العراق الذين أضرموا النار في قنصلة الجمهورية الإسلامية في البصرة.”، وهذا الکلام لابد أن يکون له وقعه وتأثيره بعد أن تجاوز الدور الايراني الحدود المسموحة له بکثير.

النظام الايراني وهو يواجه مرحلة صعبة جدا ويمکن وصفها بالمصيرية بالنسبة له خصوصا وهو يواجه رفضا شعبيا عارما قد يشتعل في شکل إنتفاضة کبرى لاتبقي على شئ، ولذلك فإنه لايرغب أبدا بمشاهدة حکومة عراقية ذات ميول وطنية وتعمل من أجل النأي بنفسها عن النفوذ والهيمنة الايرانية، وهي ستسعى جاهدة لإنتقاء حکومة عراقية بمواصفات إيرانية محددة ولايمکن المراهنة على موقف المرجعية الدينية بهذا الصدد فإيران ومن خلال قاسم سليماني الذي يقوم بعقد صفقات مختلفة مع أطراف عراقية مختلفة ويلعب على الاختلافات ويقوم بتوظيفها لصالح النظام في إيران، ولحد الان يبدو إن سليماني سيتقدم المزيد مالم يکون هناك من کابح له، وإننا نعتقد بأن الکرة الان في ملعب الشعب العراقي بإعتباره الطرف الوحيد الذي بإمکانه قلب الطاولة على رأس الجميع بمن فيهم قاسم سليماني نفسه!

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular