الجمعة, أبريل 19, 2024
Homeاخبار منوعةما سرّ جنون المذعورين من كورونا بشراء مناديل الحمّام؟

ما سرّ جنون المذعورين من كورونا بشراء مناديل الحمّام؟

أثارت مخاوف الكثيرين من نفاد ورق المرحاض إلى نفاده فعلا في كثير من المحلات والأسواق حول العالم ودفعت محلات إلى تحديد الكمية التي يمكن للزبون الواحد شراؤها
أثارت مخاوف الكثيرين من نفاد ورق المرحاض إلى نفاده فعلا في كثير من المحلات والأسواق حول العالم ودفعت محلات إلى تحديد الكمية التي يمكن للزبون الواحد شراؤها

مشهد أصبح مألوفا حول العالم في الآونة الأخيرة: من الولايات المتحدة إلى فرنسا إلى أستراليا، صفوف من رفوف محلات السوبر ماركت التي كانت قبل فترة غير بعيدة تحتضن ورق المرحاض، فارغة تماما بسبب الشراء الهستيري المدفوع بالذعر الناجم عن تفشي فيروس كورونا.

ما قصة ورق الحمّام الذي أصبح بين ليلة وضحاها كأنه من الأحجار الكريمة؟ ولماذا سبب فوضى بين الناس على اختلاف ثقافاتهم، بما في ذلك شجارات وصدامات عنيفة فضحتها وسائل التواصل الاجتماعي؟

الجواب في أبسط صوره، وفق خبراء، يكمن في “نظرية الألعاب”: إذا اشترى الجميع ما يحتاجون إليه فقط، فلن يكون هناك نقص. أما إذا بدأ بعض الأشخاص في شراء مدفوع بالذعر، فإن الاستراتيجية المثالية هي أن يحذو آخرون حذوهم، للتأكد من أن لديهم أيضا ما يكفي لتخزينه من باب الاحتياط.

لكن ذلك لا يفسر بشكل شامل ما يحدث مع ورق الحمام الذي لن يخلص الناس من العدوى والمرض، والغريب أن اكتناز العناصر الرئيسية والضرورية للحياة مثل الأطعمة المعلبة، لم يكن بنفس المستوى الذي تهافت به كثيرون على ورق الحمام. لذلك يمكن القول إن شيئا آخر وراء الظاهرة الغريبة.

أثارت مخاوف الكثيرين من نفاد ورق المرحاض إلى نفاده فعلا في كثير من المحلات والأسواق حول العالم
أثارت مخاوف الكثيرين من نفاد ورق المرحاض إلى نفاده فعلا في كثير من المحلات والأسواق حول العالم

أستاذ علم النفس في جامعة بريتيش كولومبيا، ستيفن تايلور، أوضح في تصريح لوكالة فرانس برس “أعتقد أنها برزت على الأرجح في الصور الدرامية المنتشرة في وسائل التواصل الاجتماعي لأنها كانت واضحة تماما، وعلب الورق مميزة تماما وأصبحت في أذهان الناس كرمز للأمان”.

وقال تايلور صاحب كتاب “سايكولوجية الأوبئة”، إن الأفراد يشعرون بأن عليهم القيام بشيء ما للحفاظ على سلامتهم وسلامة عائلاتهم، لأن ما الذي يمكنهم فعله إلى جانب غسل أيديهم وعزل أنفسهم؟”.

وطرح تايلور نظرية أخرى متجذرة في كرهنا للأشياء التي تثير اشمئزازنا وقرفنا، والذي يزيد عندما يشعر الناس بالتهديد بالعدوى. وقال في هذا الإطار “لذا أعتقد أن هذا هو أحد الأسباب التي جعلتهم يتمسكون بورق المرحاض، لأنها وسيلة لتجنب الاشمئزاز”.

خبراء الاقتصاد قالوا من جانبهم إن اللهفة وراء ورق الحمام، قد تعود لمحاولات الكثيرين للقضاء على خطر واحد سهل نسبيا وسطحي، بدل القيام بشيء أكثر تكلفة وربما يقلل من المخاطر التي يواجهونها بقدر أكبر”. ويعرف هذا باسم “عدم التحيز ضد المخاطر” (Zero risk bias).

الخبير الاقتصادي في الصحة بجامعة إيست أنغليا البريطانية، فراسات بخاري، قال للوكالة “أظن أننا نريد أن نشعر بأننا نسيطر على الوضع ولدينا ميزانيات محدودة”، وأردف “لذلك نشري شيئا رخيصا يمكننا تخزينه، وتعلم أننا سنستخدمه بغض النظر” عن الظروف.

أما الأشياء الأكثر تكلفة رغم أنها ضرورية، والتي يمكن تخزينها سواء كانت الأطعمة المعلبة أو المجمدة، إذا كانت من الأمور التي لا يحبها الفرد فقد ينتهي بها الأمر في سلة المهملات ويكون الشخص قد دفع فاتورة كبيرة دون جدوى في حال عدم تدهور الأوضاع للأسوأ.

وأوضح تايلور أن الكثير من السلوكيات التي تحدث الآن، وقعت خلال أوبئة سابقة بما في ذلك الإنفلونزا الإسبانية في 1918 التي حصدت أرواح 700 ألف أميركي تقريبا ودفعت بمواطنين مرعوبين إلى تخزين المواد الأساسية بشكل جنوني.

وانتشرت حينها نظريات مؤامرة بأن الفيروس كان سلاحا بيولوجيا ألمانيّا، والآن يقال عن فيروس كورونا المستجد إنه سلاح صيني أو سلاح بيولوجي أميركي، بحسب الجهة التي يصدر عنها الاتهام.

الفرق الأبرز بين الوباء العالمي الحالي وتلك التي سبقته، يكمن في الانتشار الواسع لوسائل التواصل الاجتماعي والتي لها دور إيجابي وسلبي منذ ظهور كوفيد-19.

وساهمت وسائل التواصل في انتشار صور وفيديوهات دراماتيكية حول العالم ضخمت من شعور الناس بالخطر والاستعجال، لكن كان لها دور جيد في تقديم الدعم الاجتماعي خصوصا لمن يخضعون للعزل الذاتي.

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular