الأربعاء, أبريل 24, 2024
Homeمقالاتتخوف من الحقيقة أم ماذا؟! : منى سالم الجبوري

تخوف من الحقيقة أم ماذا؟! : منى سالم الجبوري

مع إن بلدان العالم کلها تعيش کابوس وباء کورونا الى حد الهوس وجعلت من همها الاکبر التصدي لهذا الوباء والعمل من أجل وقاية شعوبها منه، لکن الامر مختلف تماما في إيران، ذلك إن الهم الاساسي والشغل الشاغل للقادة والمسٶولين في نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية هو العقوبات الدولية المفروضة عليه والتي جعل منها شماعة يعلق عليها کل مشاکله وأزماته بما فيها وباء کورونا نفسه!

إدارة الرئيس ترامب، أکدت لمرات عديدة من إنه لم تخضع الأدوية للعقوبات على الإطلاق. أعلن السفير السويسري في طهران في 30 يناير 2020 ، أنه تم تفعيل آلية استيراد الأدوية إلى إيران دون أي خلل. بدأت هذه القناة التجارية لتصدير الأدوية إلى إيران بمعالجة أول مدفوعاتها على أساس تجريبي في 27 يناير. ويقال أنها ستعمل بكامل طاقتها في المستقبل القريب. کما إن دول الاتحاد الاوربي تقوم هي الاخرى بإرسال الادوية والمستلزمات الطبية لإيران وقد تم الاعلان عن العديد من الوجبات التي وصلت بهذا الصدد، والانکى من ذلك عبد الناصر هماتي ، محافظ البنك المركزي الإيراني في 3 فبراير/شباط الماضي قال ردا على إرسال الادوية السويسرية لإيران:” إن كمية العملات الأجنبية التي قدمها البنك المركزي للأدوية والمعدات الطبية وتم استيرادها إلى إيران في الأشهر العشرة الماضية أكثر من أربعة مليارات دولار بسبب مساعي البنك المركزي والمؤسسات الحكومية الأخرى ، قمنا بإلغاء العقوبات، وتم توفير الأدوية اللازمة. وسوف يستمر هذا الاتجاه في المستقبل. “، لکن الذي يثير السخرية هنا هو عندما بادر المتحدث باسم وزارة الخارجية، عباس موسوي ، في 4 فبراير/ شباط، قائلانحن لا نعترف بالقنوات الإنسانية أو ما شابه ذلك. نحن لا نعترف بالعقوبات. لم تتم الموافقة على الأدوية والطعام ، لذلك لم تكن هناك حاجة إلى قناة لتقديمها ولخلق كل هذا الصخب“! مع ملاحظة إنه وفي نفس هذا اليوم أي 4 فبراير/ شباط، قال وزير الصحة سعيد نمكي: “على الأقل في الأشهر المقبلة ، ليست لدينا مشكلة في توفير الأدوية والمعدات الطبية والمرافق لغرفة العمليات“!! وبطبيعة الحال فإننا لحد هنا من حقنا أن نتسائل من الصادق ومن الکاذب؟ لکن مع إستدراك إن مدير منظمة الغذاء والدواء کان قد أعلن في يوم السبت 21 مارس/ آذار، أنه يتم استيراد الملابس والأقنعة والمواد الصحية الفريدة بسرعة. يتم تقديم المواد المطلوبة في غضون 48 ساعة. في الواقع ، تمكن النظام من استيراد مجموعات الاختبار دون عقبة منذ يناير. بل وإن روحاني بنفسه قد صرح قبل فترة قصيرة بأنه:” حتى اليوم ، لم يكن لدينا نقص في الأسرة أو الممرضات أو الأطباء. حتى في وحدات العناية المركزة (ICU) ، في معظم المدن والمحافظات ، لدينا احتياطيات. بالأمس ، كنت قلقة بشكل خاص بشأن مشهد في هذه الأيام ، لكن تبين أن 30٪ من أسرة العناية المركزة كانت فارغة. هناك تخطيط جيد في المكان!”

المشکلة إن النظام وفي کل هذه الحقائق وهذه التناقضات التي تظهر مدى تمادي القادة والمسٶولين في النظام الايراني في الکذب والخداع ولاسيما عندما يرکزون على إن الاوضاع السلبية التي يعانون منها وتجعلهم لايستطيعون التصدي لوباء کورونا هي بسبب العقوبات الدولية، لکننا وکما رأينا فإن الحقيقة غير ذلك تماما لکن النظام کما يبدو يتخوف من أن يعترف بالحقيقة کاملا لأنه بعدها لن يجد هناك أية شماعة يمکن أن يعلق عليها سلبياته ومساوئه وإخفاقاته!

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular