الأربعاء, أبريل 24, 2024
Homeاراءالاربعاء خميرة الحياة والحدث الأكبر في العالم : خيري شنكالي

الاربعاء خميرة الحياة والحدث الأكبر في العالم : خيري شنكالي

بمناسبة رأس السنة الأيزدية الجديدة ( چارشەما نیسانێ) ودخولنا السنة (٧٧٩٥) بالتقويم الأيزدي والتي تصادف يوم الأربعاء( ١٥ من نيسان ٢٠٢٠ )… اهنىء وابارك جمبع الأيزديين والشعوب الذين يخلدون هذا العيد ودعائنا للباري عز وجل ان يعم العالم بالخير والبركة وتحقيق السلام وانهاء تفشي وباء كورونا واعادة الحياة الطبيعية…. وانقاذ الاحياء من المختطفات والاسرى لدى داعش والرحمة لشهدائنا.
اما بعد فالجواب الشافي في موضوعنا هذا الذي يؤكد بان لالش خميره الارض والاربعاء نبع الحياة وخميرتها ،حيث هبط مساء هذا اليوم المقدس طاؤوس ملك في ارض لالش لانقاذ ادم وحواء من المحنة وكان الارض مغطاة بالصقيع والثلوج وكون طاؤوس ملك من نور الله ولسخونته بدئت الثلوج والصقيع بالذوبان وفاضت الانهار والينابيع وخلقت اول خلية حيوانية وهي البيضة واول خلية نباتية او(بذرة) وهي (شقائق النعمان- كوگیلکا نیسانێ) باعتبارهما البذرة الاولى وخميرة الحياة في انتعاش البيئة .وكان قد اغمى على ادم وحواء مدة اربعون يوما وهم في سبات ولحظة حضور طاؤوس ملك بالقرب منهما استعادا عافيتهما ونهضا، وقد علمهم على الحياة اليومية على الارض والتناسل البشري والعبادة في لالش.
ولالش منبع الحضارات اي انه مصدر قانون حمورابي حيث ورد في ( مژدەھا ڕۆژ-تاليف الشيخ حسن الداسني المتوفي سنة (744هجرية- 1246 ميلادية/ترجمة انور المائي /طبعة 2001/كوردستان العراق) وتم اقتباس المعلومات من متنها حيث ورد :
ارسل الملك حمورابي رسولا اسمة (کەڤۆ) الى لالش والتقى بخدر والياس وبعد الاستفسار منه عن سبب زيارته للالش فقال انا رسول من الملك البابلي حمورابي وقد احتار في امره وتاه في شورته اية شريعة يستمد منها قانونا ليطبقها في بلاده. بعد مشاورات تقرر ارسال (رەڤۆ) الزاهد والمعتكف في (شكەفتا سبەھێ) والذي يعتبر افقه رجل في بلاد داسن وميديا واعلمهم بمكنون الجلوة الى بلاد الكلدان ليعلم ملكها الصالح حمورابي الجلوة ويستمد قانونه منها وقد اغتسل (رەڤۆ) سيع مرات في (العين البيضاء – كانيا سپی ) . وانطلق الى بلاد الكلدان واستقبله حمورابي واركان دولته بالاناشيد والموسيقى وبقي هناك ستة اشهر وقد علم حمورابي على الجلوة وترجمها حمو رابي الى اللغة الكلدانية ومن ثم اصدر قانونا سماه خبراء الاثار والتنقيب ب(قانون حمورابي).

وللاربعاء قدسية ولهاجذورها التاريخية حيث تعود قدسية الاربعاء الى العديد من الاسباب منها في هذا اليوم هبط طاؤوس ملك في لالش لانقاذ ادم وحواء من المحنة ، وكما يعتبر الأربعاء يوم استراحة الرب بعد ان خلق الكون بستة ايام واستراح في يوم الاربعاء، بحسب النصوص الدينية كما ولد ملك فخر الدين في يوم الاربعاء وانتقل الى جوار ربه في يوم الاربعاء ايضا .يعتقد قيام طوفان نوح في يوم الاربعاء ونهاية العالم ايضا سيكون في يوم الاربعاء .ولقدسيتها يمتنع الايزديين من التزاوج في كل ايام الاربعاء وفي شهر نيسان بكامله وذلك بالاستناد الى (قەولێ چار )

د بيژمە وە گەلە ئێزدیە
ل شڤا چارشەمێ نەفسێ نەبن شەهوەتێ
ژ بەر خاترا ئاخرەتێ.
***
هەكە هون د دكرن ئاخرەتێ
ل ل چارشەمبوێ خۆ دووركن ژ خەلەتیێ
دا وە بخووننە باغێ جنەتێ
***

هذا اليوم يقع في شهر (نيسان ⁄ سالا نو⁄نورۆژ) او( نيشان) اي العلامة او الهدف او الرمز والوسام وكذلك تعني( الوفرة والبركة) ، وباللغة العربية يعني الهدف او الوسام. وفي المفهوم السومري(باكورة او اول شيء) وفي اللاتينية يعني التفتح (انظر مقالة الاستاذ خالد علوكة -عيد راس السنة الايزدية /صفحة بحزاني نت الالكترونية ).
للاربعاء قدسية لدى الزرادشتيين والكاكئيين (اهل الحق)، وكان السومريون والبابليون والاشوريون يقيمون هذا العيد التي كانت تدعى عيد (زاغموك / الميلاد) وكان يجري المراسيم في قصر( اگيتو ) ولمدة 13 يوم ويجري فيها العديد من المراسيم منها :-
اشعال النار المقدس واداء طقوس السما والموسيقى الدينية وتغيير الملوك القداما بملوك جدد.
مازال الفرس يستذكرون هذا اليوم وتجري مراسيمها في اخر اربعاء من السنة الفارسية القديمة والبدء بسنة فارسية جديدة ويسمى ب(الاربعاء الاحمر / چاشەما سوھر )، حيث يقيمون المهرجان بمراسيم وتقاليد قديمة منها اشعال النار والقفز عليه وترديد الدعاء ( يانار خذي صفار وجهي وامنحيني حمرتك) كما يذرون الاملاح ويرمون الجرة من علو فاذا كسر يحقق امنياتهم ، ونريد ان نشير اليها في اعياد الايزديين ( مێلمێلاڤ وباتزمي وبێلندێ وگورگە گا ) هم ايضا يشعلون النار ويقفزون عليه وكذلك اثناء دخول العروس لبيتها الزوجية ايضا ترمي جرة على الارض واذا تكسرت سيجلب الحظ السعيد للعائلة .
يحتفل العلويين في سوريا بالقرب من (بانياس) في الرابع من نيسان من كل عام بعيد (الرابع) لعل قد اختلط عليهم الامر بدلا ان يعيدوا في اول اربعاء من شهر نيسان يعيدون في الرابع منه وذلك بمناسبة قدوم الربيع.
كما هناك دعاء الاربعاء لدى المسلمين وفيه العديد من النقاط المشتركة مع (قەولێ چارشەمێ/ قول الاربعاء) لدى الايزديين ، حيث يشير الدعاء الى قدرة الله على احياء الانسان ، ورد في المقطع الثاني من الدعاء(لك الحمد انك بعثتني من مرقدي) وفي نص اخري ورد (وعلى العرش استويت) وهذا يدل على اكمال خلق الكون واستراحة الرب باعتبار ذلك اليوم يوم استراحة الرب لدى الايزديين…الخ.
قبل حلول موعد العيد تقوم العوائل بالاستحضارات منها ذبح القرابين وسلق البيوض وتلوينه وجمع شقائق النعمان (زهرة نيسان) وتزيين بوابات البيوت والمعابد بها ، هذا التزيين يدل على التضحية بالقرابين وعلامة لعدم دخول ميركي كولي للبيوت وقد اقتبست خرقة بوقتار الحمراء من هذه الفكرة وكذلك لكونها اول خلية نباتية خلقت كما ان للبيضة قدسيتها كونها اول خلية حيوانية خلقت والوانها تعكس زهو الربيع، كما تقوم العوائل بعمل انواع المعجنات من حلويات وكليجة وخبز الدهن المسمى( سةوك).وتزور المتزوجات حديثا لذويهن وتجلبن معهن انواع الاكلات والحلويات وذلك لقضاء العيد بين ذويها من الوالدين والاخوة والاخوات.
حتى منتصف السبعينات كان هناك مسابقة لحيوانات الركوب تسمى ب (عێل عەوال) يقوم بها ابناء القرى في مساء العيد لبيان مدى استفادة حيواناتهم من عشب الربيع وخيراته، اضافة الى ذلك كانت هناك المقامرة بكسر البيوض في الازقة والساحات.
تخليدا لذكرى هبوط طاؤوس ملك في مساء يوم الاربعاء اي مساء العيد بموقع لالش وقبل رحيل قرص الشمس نحو الغروب يقوم البابا شيخ بتوزيع الوشاحات على رجال الدين الذين يشاركون في المراسيم الدينية ومن ضمنها السما . حيث يبدء البابا شيخ باعطاء الايعاز في اشعال المشاعل واحدا بالاخر (نور على نور ) لحين وصول عددها بالالاف حيث تقوم النسوة بالزغاريد والهلاهل مع ايقاع الدف والناي وتلاوة القصائد، نود هنا الأشارة الى ان هذا المساء يعتبر(شەڤبەرات) الأيزديين والعالم بمناسبة نزول طاؤوس ملك ، ملك الرحمة والنور ،وللأسف قام الشيخ حسن بتغيير موعد ال(شەڤبەرات) وجعله في منتصف شعبان بالتاريخ الهجرى وهي مناسبة اسلامية لتحويل قبلة الصلاة من بيت المقدس نحو الحرم المكي ، ندعو المجلس الروحاني الى اعادة هذه الليلة الى موعدها ليكون العيد عيدين … وفي صباح اليوم التالي يستمر الأحتفال بالعيد وفيه العديد من المراسيم كزيارة المراقد والمزارات ومباركة بعضهم للبعض واستقبال الضيوف واقامة الولائم وصفاء القلوب والتسامح ...

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular