الجمعة, أبريل 19, 2024
Homeمقالاتفلننتظر ... لنرى من في النهاية سينتصر؟ : جان كورد

فلننتظر … لنرى من في النهاية سينتصر؟ : جان كورد

لو ألقينا نظرةً سريعة على تاريخ الأمة الكوردية منذ أن تفاعلت “شعوب زاغروس الشجاعة” واكتسبت بتلاحمها اسم الشعب “الكوردي” عبر عصورٍ طويلة ودامية من الصراعات الداخلية والحروب التي دافعوا فيها عن أرضهم التي سماها الغرباء قبل أصحابها ب”كوردستان: وطن الكورد”، فإننا سنجد سلسلةً طويلة من المآسي والويلات التي نجمت عن غزوات المحتلين القادمين من شتى الأصقاع ليستولوا بقوة الحراب والسيوف على هذه البلاد الثرية بمراعيها ومياهها وثمارها وحيواناتها وهوائها العليل وليخضعوا لملوكهم الشعب الكوردي المحارب، وذلك من ليديين وآشوريين وبابليين وإغريق وحيثيين وفرس، ومن ثم تعرّضت أرض كوردستان إلى غزوات المغول والتتار والصليبيين بمختلف أسمائهم من فرنجٍ وطليان وبريطانيين واسبان وسواهم، كما شهدت كوردستان غزوات المكدونيين والرومان، إضافة إلى تاريخٍ حزين من الزلازل والأمراض المعدية والمجاعات والتنكيل حتى الإبادة بهذا الشعب لأسباب دينية واقتصادية مختلفة، كان آخرها الغزوات العربية القادمة من بلاد نجد والحجاز واليمن تحت شعار “الفتح الإسلامي” الذي اتسم بالسلب والنهب والسبي والاستعباد واقتطاع الأراضي والمدائن التي عمّرها وتسليمها للغزاة الذين لم يرحموا حتى الأطفال ولكنهم كذبوا وقالوا فيما بعد بأن “التاريخ لم يجد فاتحاً أرحم من العرب!” ومن يعود إلى كتب التاريخ يجد أنهاراً من الدماء أينما ساروا وهللوا وكبّروا بإسم الدين.

رغم هذا كله، ورغم امتداد ظل الجهل في ظل الدولة العثمانية قروناً عديدة على كوردستان ومجازر الطورانيين من آل عثمان ومن آتاتوركيين في مختلف أنحاء الوطن الكوردي، منافسةً لظلم الدولة الصفوية ومن بعدها الشاهانية، بل رغم مآسي وادي زيلان وتقتيل الكورد بالجملة وزجهم في المغارات وسدّها عليهم أو رميهم أحياءً في الأنهار مكبلين بالأصفاد، أو حتى قصفهم بالغازات السامة كما في حلبجة، أو بشن “حرب الأنفال” التي راح ضحيتها مئات الألوف من المدنيين الكورد، و تسليط الإرهابيين على الشعب الكوردي، كما في المناطق غير المحررة من كوردستان وفي شنگال الصامدة التي عاث فيها الإرهابيون فساداً وتقتيلاً وسبياً للنساء والفتيات القاصرات وبيعهن في أسواق النخاسة، وفي كوباني “ستالينغراد الكورد” وجبل الكورد “عفرين” وسواهما، ورغم كل الإعدامات التي قام ويقوم بها ملالي الضلالة في شرق كوردستان، إضافةً إلى كل سياسات تقسيم كوردستان حسب اتفايات دولية اسنعمارية وقمع ثوراتهم وانتفاضاتهم ومنع الكورد عن التمتّع بحقوقهم في امتلاك ثرواتهم وتعمير بلادهم وممارسة لغتهم، ، فإن كفاح هذا الشعب لم ينطفىء ولن تقدر قوى الشر التي ألّفها الأعداء في اتفاقياتٍ سرية فيما بينهم أن تتمكّن من إخماد النار التي أشعلها الثائر كاوا الحداد قبل قرونٍ طويلة في صدور الكورد وعلى ذرى جبالهم المروية بالدماء.

كان الكورد يحاربون في بداية ثورة أيلول المجيدة (1961-1975) ببندقية البورنو، واليوم يمتلكون جيشاً كبيراً من البيشمركة (الذين يواجهون الموت) متمرّساً في مختلف أنواع القتال ويمتلك من السلاح ما يردع كل غازٍ ومحتل ويمنعه من القضاء على انجازاتهم في مختلف الميادين، وكان للكورد في بدايات نضالهم السياسي صحيفة واحدة متواضعة تصدر في القاهرة هي (كوردستان) ومن ثم إذاعة (صوت كوردستان) الضعيفة التي كانت تتعرّض للتشويش باستمرار من قبل أعدائهم، واليوم لدى الكورد مئات الصحف والمجلات وعشرات الأقنية التلفزيونية، بل اتحادات للمثقفين والمؤلفين والصحافيين، وتصدر في كوردستان أسبوعياً سلاسل الكتب باللغات المختلفة، كما لدى الكورد العديد من جمعيات الدفاع عن حقوق الإنسان وجاليات في مختلف أنحاء العالم تدافع عنهم في كل حين، ولديهم عشرات الأحزاب التي لها علاقات وصداقات في العالم، ويسيطرون عسكرياً على مساحاتٍ هامة من أرضهم كوردستان، فمن ذا الذي سيقهرهم بعد الآن؟ من ذا الذي سيقضي على مكتسباتهم بعد اليوم بعد أن جرّبوا كل قواهم وعملاءهم ومرتزقتهم الإرهابيين من أمثال داعش؟

من سخافة الأعداء وضعفهم أنهم يتهمون الكورد بتحريك الشارع الأمريكي ضد البيت الأبيض، فهل جن جنونهم أم أنهم لايدرون ماذا يقولون ويفعلون؟ ومن غباء بعضهم أن مئاتٍ منهم لم يوقعوا بياناً مشتركاً للمطالبة بوحدة الأوطان التي يسمونها بالعالم العربي وإنما يرفضون في بيانهم الذي مصدره الحقد على كل ما هو كوردي ونتيجته بث الكراهية بين الشعوب أن تجري مفاوضات كوردية – كوردية في سوريا بهدف التعاون والتنسيق والاتحاد فيما بينهم…  فلننتظر…. لنرى من في النهاية سينتصر!

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular