شددت الامم المتحدة اليوم على ضرورة اجراء انتخابات مبكرة حرة ونزيهة في العراق محمية من التدخل السياسي وحذرت من مخاطر استمرار تفشي جائحة كورونا في البلاد وشددت على دعم حكومة الكاظمي لفرض سيادة البلاد.
وأكدت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق جينين هينيس- بلاسخارت رئيسة البعثة الاممية في العراق “يوناني” دعم الحوار العراقي – الأميركي وأي حوار آخر يسهم في استقرار العراق وضمان سيادته على المدى الطويل.. مشددة على ضرورة تجنيب العراق تنافس المصالح بين الخصوم الإقليميين والعالميين.

انتخابات نزيهة بعيدة عن التدخل السياسي
وبخصوص الانتخابات المبكرة وإمكانية إجرائها أوضحت بلاسخارت في تصريحات الاثنين لصحيفة “الصباح” العراقية شبه الحكومية وتابعتها “إيلاف” أن حكومة العراق تعهدت بإجراء انتخابات مبكرة وحرة ونزيهة وذات مصداقية لكن الحكومة لا تستطيع تحقيق ذلك بمفردها، فهي بحاجة إلى دعم القوى السياسية في مجلس النواب وخارجه ويحدونا الأمل في أن تتعاون الحكومة والقوى السياسية لتحقيق هذه الغاية، وبالتالي تلبية أحد المطالب والتطلعات الشعبية الرئيسة .
وشددت على ان الأمم المتحدة مكلفة بتقديم المشورة والدعم الفني للمؤسسات الوطنية العراقية، ونحن نقوم بذلك، وسنستمر في تقديم كل المشورة والدعم المطلوب.. مؤكدة أن هذه الانتخابات يجب أن تكون بقيادة العراقيين ومِلكاً للعراقيين، ولكي تكون الانتخابات ذات مصداقية ومقبولة لجميع العراقيين، يجب حماية المفوضية العُليا المستقلة للانتخابات من التدخل السياسي .
وعن تقييم الأمم المتحدة لسياسات العراق الخارجية خلال المرحلة الحالية، اشارت بلاسخارت الى أن الحكومة العراقية تعمل على بناء علاقات متوازنة وذات منفعة متبادلة مع دول المنطقة والشركاء الاستراتيجيين وبقية المجتمع الدولي وهو أمر مشجع .
وأضافت ان هذه العلاقات تتجلى أهميتها خاصةً في هذه الأوقات الصعبة حيث يحتاج العراق إلى دعم خارجي مستمر بشأن مجموعة واسعة من القضايا الداخلية – كتنفيذ الإصلاحات ومعالجة الأزمات الصحية والاقتصادية ومكافحة داعش والحفاظ على السيادة وسلامة الأراضي.

‎⁨بلاسخارت تحذر من مواجهة العراق لمخاطر صحية كبرى⁩

تحذير من خطر جائحة كورونا
وفي ما يخص مواجهة جائحة كورونا قالت بلاسخارت إن العراق معرّضٌ للخطر على وجه الخصوص بسبب محدودية خدماته الصحية ونتيجة لموقعه الجغرافي في منطقة تسجل أعداداً كبيرة من حالات كوفيد-19.
وبينت ان العراق حقق نجاحاً في المراحل الأولى من حربه ضد الجائحة، إلا أن الوضع بات يشهد ارتفاعا في عدد الحالات مؤخراً ويمكن أن يُعزى ذلك إلى زيادة الفحوصات والرصد، فضلاً عن ضعف الالتزام بالتدابير الوقائية وتنفيذها .
وأضافت ان الأمم المتحدة في العراق تعمل حالياً بشكل وثيق مع وزارة الصحة وشركاء الصحة وأعدت خطة استعداد واستجابة بقيمة 41 مليون دولار أميركي لتعزيز النظام الصحي والبنية التحتية في العراق، كما خصص العديد من منظمات الأمم المتحدة خططاً للاستجابة بملايين الدولارات، وتشمل الأنشطة شراء المعدات الطبية الهامة مثل أجهزة التنفس، وإنشاء وحدات العزل، وتوفير معدات الحماية الشخصية للعاملين في مجال الرعاية الصحية وتدريب الملاكات.

الحوار العراقي الأميركي والتجاذبات الاقليمية
وحول دعم الامم المتحدة للحوار العراقي الاميركي الاستراتيجي، أكدت المسؤولة الأممية ان الأمم المتحدة في العراق، وتماشياً مع تفويضها، تدعم سيادة العراق وتؤيد جهود حكومة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي في هذا الصدد، لا سيما مكافحتها للإرهاب، فلقد هُزمت داعش عسكرياً لكنها لا تزال تشكل تهديداً، لذلك، فإن مواصلة المناقشات حول كيفية المضي قدما بشأن هذه القضية مع الولايات المتحدة تعد أمراً بنّاءً، وأكيداً مع الدول الأُخرى صاحبة المصلحة أيضاً، على أساس احترام السيادة والمصالح المتبادلة.
واشارت الى ان العراق يواجه تحديات اجتماعية وسياسية وأمنية واقتصادية وصحية متعددة، وسيتطلب الأمر دعماً واسعاً للتغلب على هذه القضايا، وتؤكد الحكومة في برنامجها السيادة الوطنية والعلاقات المتوازنة والتعاون بوصفها الركائز الثلاث لأجندتها للعلاقات الخارجية.
وأكدت بلاسخارت ضرورة تجنيب العراق تنافس المصالح بين الخصوم الإقليميين والعالميين وشددت على ان العراق يستحق فرصة للتعافي بعد سنوات من عدم الاستقرار و حماية العراق من الاستقطاب الإقليمي ستساعد العراقيين على إيجاد حلول لمشكلاتهم الداخلية العديدة بمفردهم. وأضافت انه على المدى المتوسط إلى المدى البعيد، من المهم أيضاً الالتفات إلى أن عراقاً أقوى وأكثر ازدهاراً يمكن أن يصبح منتدىً للحوار الإقليمي بدلاً من ساحة للصراع بالوكالة .

توسيع نطاق الاستجابة للطوارئ في مخيمات النازحين
وفي ما يخص النازحين تطرقت بلاسخارت إلى الجهود التي تبذلها الأمم المتحدة في سبيل تقديم الدعم لهم في المخيمات داخل البلاد، مؤكدة انه قد تم إيلاء اهتمام خاص للنازحين واللاجئين في المخيمات من خلال توسيع نطاق الاستجابة للطوارئ وخطط التأهب للتعامل مع وباء كورونا في أماكن المخيمات.
واشارت الى ان مفوضية شؤون اللاجئين UNHCR وبرنامج الأغذية العالمي WFP قد وصلا إلى ما يزيد عن 700,000 شخصٍ بالمساعدة النقدية، مما أتاح للنازحين واللاجئين شراء مواد النظافة الشخصية الضرورية وغيرها من المواد.
واوضحت ان المنظمة الدولية للهجرة IOM تقدم ايضا مساعدة نقدية للمهاجرين الضعفاء الذين فقدوا وظائفهم بسبب جائحة كورونا وتعمل مع الهيئات الحكومية لتعزيز القدرات عند منافذ الدخول الحدودية من أجل استجابة شاملة لديناميات التنقل البشري واتجاهات تفشي الجائحة.

ايلاف