الخميس, أبريل 18, 2024
Homeمقالاتالهدف الذي يسعى إليه الجميع : منى سالم الجبوري

الهدف الذي يسعى إليه الجميع : منى سالم الجبوري

يمکن القول بأن أکبر صدمتين تعرض لها نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية وجعلته يعيد حساباته بصورة غير طبيعية بحيث إضطر الى تقديم تنازلات غير مسبوقة لروسيا والصين، هي الانتفاضة التي قام بها الشعب الايراني في اواخر ديسمبر2017، والانتفاضة الاخرى التي قام بها في نوفمبر2019، والقاسم المشترك الذي يجمع بين الانتفاضتين هو دور منظمة مجاهدي خلق القيادي فيهما، وهاتان الصدمتان وماقد نجمت عنهما من آثار وتداعيات على النظام کان بسبب دور المنظمة وفشله في کبح جماحها وتحديد علاقتها بالشعب، والذي توضح للعالم بأن ماقد حققته هاتان الانتفاضتان من تأثيرات نوعية على النظام لم يتسنى لأي من عوامل الضغط  الدولية الاخرى ضد هذا النظام قد حققتها، وهذا ماجعل الانظار تتجه بقوة الى العامل الداخلي والتعويل على المنظمة وعلاقتها بالشعب کعامل حيوي في التغيير السياسي الجذري في هذا البلد الذي صار هذا النظام کابوسا ليس على شعبه بل وعلى المنطقة والعالم أيضا.

هذا النظام الذي تمادى وإندفع بصورة جنونية في سياساته غير الحکيمة ولم يستمع او يصغي لمنطق العقل والحکمة أبدا طوال العقود الاربعة المنصرمة، وبعد أن إستنفذ المجتمع الدولي مختلف الخيارات المطروحة أمامه للتعامل والتعاطي معه لمعالجة مختلف الاشکالات القائمة معه وعلى رأسها برنامجه النووي المشبوه، والملفت للنظر إن لا الاتفاق النووي الذي أبرمته مجموعة 5+1 مع النظام ولا الانسحاب الامريکي من الاتفاق النووي، قد تمکن من کبح جماح المساعي المشبوهة له من أجل الحصول على السلاح الذري، بل وإنه قد ضاعف من مساعيه وهو ماأثبت مرة أخرى من إن العقوبات والضغوطات الدولية المختلفة من دون أخذ العامل الداخلي الايراني لايمکن أن تکون فعالة وذات نتيجة مفيدة.

التشديد والتضييق على النظام الايراني من جانب المجتمع الدولي، تشاء الاقدار أن يصادف مع مرحلة يعاني فيها هذا النظام من العديد من المشاکل والازمات الحادة على مختلف الاصعدة خصوصا على الصعيد الداخلي حيث يزداد الرفض الشعبي لسياسات النظام وبصورة خاصة بعد الانتفاضتين الاخيرتين والاحتجاجات المتواصلة التي أعقبتهما وتتسع الهوة بين النظام وبين الشعب بحيث أن العديد من القادة والمسٶولون الايرانيون باتوا يتخوفون من هذه المسألة و يطالبون بإيجاد حل مناسب لها قبل أن تتفاقم الامور و تصل الى نقطة اللاعودة ولاسيما فيما يتعلق بالفساد الذي تجاوز کل الحدود المألوفة، لکن، وفي ظل المتابعة المستمرة للعقوبات الامريکية التي هي الاقسى والاکثر تأثيرا في تأريخ النظام خصوصا وإنها تأتي في ظل أوضاع وخيمة لإيران على مختلف الاصعدة ، فإن الخيارات المتاحة لحل ومعالجة الاوضاع الاقتصادية الداخلية ستکون قليلة جدا بل وحتى تقترب من حافة المستحيل، والذي يدفع للإعتقاد بأن خيارات النظام ستضييق وتضييق أکثر فأکثر هو العزم والتصميم الدوليين على المضي قدما في هذه السياسة الجديدة، التي لاتعتمد على الاتفاق النووي الذي کما يظهر لم يحد أبدا من الدور المشبوه للنظام في المنطقة کما إنه لم يکبح من جماح عدوانيته ضد شعبه.

المقاومة الايرانية ولکي يتم ضمان تحقيق الهدف المرجو من وراء فرض العقوبات وممارسة الضغوطات على النظام، فإنها طالبت المجتمع الدولي دائما وحثته على إتباع سياسة متشددة مع النظام الايراني وأکدت مرارا وتکرارا من أن هذا النظام لايفهم ولايرعوي إلا بمنطق واسلوب القوة، أکدت أيضا بأن الحل لايکمن في ممارسة الضغوطات السياسية والاقتصادية الدولية لوحدها فقط على الرغم من تأثيرها، وانما يجب أن يشفع ذلك بدعم ومساندة الشعب الايراني والمقاومة الايرانية في النضال والکفاح من أجل الحرية والديمقراطية إذ أن إغناء الموقف الدولي المتشدد من النظام بهذا البعد الاضافي المهم والحساس جدا سيکون من شأنه حصر النظام في زاوية ضيقة جدا بحيث لايمکنه التحرك والمناورة فيها کما فعل ويفعل خصوصا وإن الارضية والاجواء في داخل إيران مهيأة أکثر من اللازم والمطلوب هو تفعيل الموقف الدولي وجعله أکثر قوة وفعالية من حيث دعم وتإييد نضال الشعب الايراني والمقاومة الايرانية من أجل الحرية والتغيير فذلك هو السبيل الوحيد الذي سيحقق الهدف الذي يسعى إليه الجميع مع هذا النظام.

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular