الخميس, أبريل 25, 2024
Homeمقالاتافغانستان: اتفاقية السلام، طريق لانهاية له لاستمرار خراب البلاد :ترجمة عادل حبه

افغانستان: اتفاقية السلام، طريق لانهاية له لاستمرار خراب البلاد :ترجمة عادل حبه

لقاء صحفي مع الرفيق أسد الله كشتمند القيادي  في جناح “پرچم”

مجلة “ليبريشون” البريطانية

ترجمة عادل حبه

اسد الله كشتمند

في الثالث من تموز عام 1979، أصدر الرئيس الأمريكي آنذاك جيمي كارتر الأمر قراراً بتقديم مساعدة سرية للمعارضة للحكومة التقدمية لحزب الشعب الديمقراطي الأفغاني في كابول. جاء الأمر قبل ستة أشهر فقط من وصول القوات السوفيتية لمساعدة الحكومة الأفغانية في الرد على التدخل الأجنبي في البلاد.

ومنذ عام 1980، عندما بدأ الرئيس الجمهوري اليميني رونالد ريغان – الذي خلف جيمي كارتر كرئيس – ورئيسة الوزراء البريطانية آنذاك مارغريت تاتشر حربهما الإمبريالية الشاملة غير المعلنة ضد الحكومة التقدمية اليسارية في أفغانستان، أصبحت الحرب والإرهاب وإلى اليوم سمة كارثية ودائمة لأفغانستان. كان هدف المتمردين الجهاديين المدعومين من الولايات المتحدة في أفغانستان هو الإطاحة بحكومة حزب الشعب الديمقراطي الأفغاني ووقف الإصلاحات الاقتصادية الجذرية في البلاد. وفي أعقاب هجمات الحادي عشر من أيلول الإرهابية عام 2001 التي شنتها منظمة القاعدة على أبراج مركز التجارة العالمي في نيويورك، تشكل تحالف من اثني عشر دولة وعلى رأسها الولايات المتحدة وبريطانيا بالشروع بقصف أفغانستان وإحتلال البلاد في تشرين الثاني من عام 2001.

وبعد ما يقرب من عشرين عاماً من الحرب واستمرار الحرب الأهلية، تفيد التقارير بأن الولايات المتحدة قد توصلت إلى “اتفاقية سلام” بين قوات طالبان الإسلامية الجهادية والحكومة الأفغانية.وقد أجرت مجلة مقابلة مع الرفيق أسد الله كشتمند، وهو ناشط سياسي تقدمي أفغاني، حول الأحداث الجارية في ذلك البلد. علماً أن الرفيق كشتمند كان عضواً في حكومة أفغانستان في عام 1980، وشغل منصب نائب رئيس لجنة العلاقات الدولية في اللجنة المركزية للحزب. وعلى مدى السنوات الخمس من حكومة حزب الشعب الديمقراطي الأفغاني، شغل منصب سفير جمهورية أفغانستان الديمقراطية في المجر وإيران وإثيوبيا. وقد زار كشتمند العراق، باعتبتره وزير التخطيط الأفغاني، في ربيع عام 1978، وزاره وفد من قيادة الحزب الشيوعي العرقي في مقر إقامته الرسمي في بغداد، ضم فخري كريم وعادل حبه، الذي كان على علاقة صداقة تعود إلى عام 1975 عندما عمل الرفيق عادل حبه ممثلاً للحزب في مجلة قضايا السلم والاشتراكية. ولكن بعد سويعات من اللقاء، اعتقل الوفد بذريعة لقائنا بشخصية أجنبية!! تزور العراق بصفة رسمية. يعيش الرفيق أسد الله كشتمند حالياً في لندن .(م)

 

سؤال: خلال سنوات الحرب، أنفقت حكومة الولايات المتحدة 18.8 مليار دولار لمساعدة أفغانستان ، والتي تم إنفاقها بشكل أساسي على نشر الفساد وتكديس ثروة النخبة المحلية. وفي الوقت نفسه، وبحسب التقارير الأخيرة ، فقد بلغت هجمات طالبان الآن أعلى مستوياتها منذ غزو قوات الاحتلال عام 2001. كيف تقيم سجل التدخل الأمريكي والبريطاني في أفغانستان؟

 

الرفيق كشمند: على مدى السنوات التسع عشرة الماضية، تمكنت الولايات المتحدة من إدارة الفساد بشكل فعال في أفغانستان. ونظراً للأهمية الجيوسياسية لأفغانستان ، كانت الولايات المتحدة تنوي دائماً البقاء في أفغانستان لفترة طويلة بحجة الحرب. وسمعنا من جنرال أمريكي أن الولايات المتحدة تنوي البقاء في أفغانستان خلال الخمسين عاماً القادمة. وتحتاج الولايات المتحدة إلى الاستمرار في الحرب طالما كان من الممكن لإدارتها تبرير التكاليف الباهظة والخسائر البشرية لمواطنيها ودافعي الضرائب الأمريكان جراء مواصلة احتلال أفغانستان. كما ساهم في تكريس هذه السياسة واقع كون للطالبان جذور عميقة في مناطق البشتون وتتمتع بدعم واسع النطاق من قبل المواطنين في هذه المناطق. وفي الوقت نفسه، تم تصميم النظام السياسي الأفغاني ليكون مناسباً ويضمن استمرار الاحتلال. فقد تم استبعاد القوى اليسارية بشكل منهجي من العملية السياسية، بينما تم دعم التكنوقراط (الذين عادوا لتوهم من الغرب) والمجاهدين لبناء قاعدة دعم قوية في النظام السياسي للبلاد. وأصبح الفساد أمراً مألوفاً على نطاق واسع ، مما جعل النخبة في البلاد تعتمد على استمرار الوجود الأمريكي في أفغانستان.

ونتيجة لكل هذه العوامل، يمكن الإشارة إلى عدة نقاط. أولاً ، الفساد متأصل في المشهد السياسي في البلاد وقد أثر على جميع جوانب المجتمع. ثانياً ، وصل إنتاج الأفيون وتوزيعه الآن إلى أعلى مستوياته على الإطلاق. فقد أنتجت أفغانستان 9000 طن من الأفيون في عام 2017. من الواضح أن عملية بهذا الحجم لا يمكن إجراؤها واستمرارها دون وجود جهاز معقد لتنظيمها وتنفيذها. يعتقد الكثير، بالإستناد إلى شهادات شهود العيان تؤكد ذلك، أن الولايات المتحدة هي التي تساعد على صيانة مثل هذا الجهاز. ثالثاً ، بلغ الفقر اليوم حداً في أفغانستان بشكل غير مسبوق. وتظهر التقارير الأخيرة الصادرة في تموز 2020، إن أكثر من 60٪ من سكان البلاد يعيشون تحت خط الفقر. ويعتبر الرئيس الحالي أشرف غني أن الوضع أسوأ من ذلك، ويقول إن نسبة الفقر تقترب من 90٪. رابعاً، منذ احتلال أفغانستان، اختفت كل بنيتها التحتية الصناعية، ومن بينها الصناعة الصغيرة التي تم دعمها في ظل حكومة حزب الشعب الديمقراطي. لقد أصبحت أفغانستان مجتمعاً استهلاكياً يعتمد كلياً الآن على المساعدات الخارجية. وبعد القضاء على الزراعة التقليدية في بعض أجزاء البلاد من أجل تطوير زراعة الأفيون، انخفضت نسبة الصادرات إلى الواردات بشكل حاد. في الواقع ، لم يستفيد المزارعون كثيراً من هذا التغيير. وعلى مدى السنوات التسع عشرة الماضية، كان هناك اتجاهان يعملان بالتوازي. فمن ناحية ، كان هناك إتجاه يسعى إلى إنشاء نظام سياسي يتأصل فيه الفساد، مع وجود قاعدة دعم قوية للغاية وراءه. ومن ناحية أخرى، كان هناك تيار يسعى بتعمد إلى استمرار الحرب.

سؤال: ما رأيك في سياسة إدارة ترامب بشأن أفغانستان؟ كيف اختلفت هذه السياسة عن سياسات الإدارة الأمريكية السابقة (أوباما)؟ ما رأيك في “اتفاقية السلام” المدعومة من الأمم المتحدة والموقعة في آذار الماضي؟

الرفيق كشمند: اهتمام ترامب بأفغانستان فقط إلى الحد الذي يمكنه من استخدام الورقة الأفغانية للفوز بالانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة. وعلى الرغم من أن أسلوب ونحو إدارة احتلال أفغانستان قد يختلف من حكومة إلى أخرى، إلا أن سياسة هذه الإدارات الشاملة طويلة الأجل لا تختلف. الحقيقة هي أن أفغانستان لها أهمية جيوسياسية، وهذا هو ما لعب على الدوام دورًا في سياسة الولايات المتحدة. عملياً، “اتفاقية السلام” هذه لا تغير من الموضوع. والدليل على ذلك هو الواقع اليومي لأفغانستان. اتفاقية السلام هذه ( اتفاقية الحكومة مع طالبان) لا تملك القوة لإنهاء الحرب. وإذا ما كان لها تأثير فهو اشتداد الحرب.

سؤال: ما رأيك في الرواية المفبركة الخاصة بمكافأة روسيا النقدية لحركة طالبان مقابل قتل جنود أمريكيين وعسكريين من التحالف في أفغانستان؟

الرفيق كشمند: روسيا نفت بشكل قاطع صحة هذه التقارير. ولكن لا ينبغي إغفال أن الأعداء، كلما سنحت لهم الفرصة، غالبًا ما يستغلون نقاط ضعف بعضهم البعض. فبسبب الموقف الأمريكي العدواني منذ انهيار الاتحاد السوفيتي، ما يزال شبح الحرب الباردة يلقي بضلاله على بقاع العالم. من المهم الانتباه إلى تصرفات روسيا خلال الانقلاب الفاشستي المدعوم من الولايات المتحدة في أوكرانيا عام 2014.

سؤال: طبعا نتائج التدخل الامريكي في افغانستان لا تقتصر على افغانستان. فقد أدى تمويل وكالة المخابرات المركزية للمجاهدين لمحاربة القوات السوفيتية في 1979-1980 إلى صراعات عسكرية أوسع وزعزعة للاستقرار في أجزاء كبيرة من العالم. وشارك متمردون دربتهم وكالة المخابرات المركزية في الهجمات على الولايات المتحدة ومواطنيها. ما هي الدروس التي يمكن أن نتعلمها من التدخل العسكري “الغربي” في دول العالم المستقلة؟

الرفيق كشتمند: من الواضح تماماً أن حقوق الإنسان وحقق الشعوب في تقرير مصيرها من أولى ضحايا مثل هذا الوضع. أثناء حكم حزب الشعب الديمقراطي في أفغانستان، كانت الولايات المتحدة وبريطانيا ودول غربية أخرى ، إلى جانب بعض دول المنطقة – مثل السعودية وباكستان والصين وإيران – في حرب غير معلنة مع أفغانستان. وانتهكت هذه الدول بسهولة جميع المعايير الأخلاقية، وركزت جهودها بالكامل على العدوان والاعتداء على أفغانستان والاتحاد السوفيتي. وردا على سؤال عما إذا كان يراوده الأسف لدور الولايات المتحدة في دعم الجماعات الإرهابية الأصولية، قال بريجنسكي إن سقوط الاتحاد السوفيتي كان أكثر أهمية من وجود مثل هذه الجماعات. إن تجاهله الكامل للإرهاب الذي يرتكبه المجاهدون يعكس موقفه غير الأخلاقي تماماً.

قدمت هذه الدول مساعدات مادية ومالية ولوجيستية وأيديولوجية ودعائية للجهاديين الإسلاميين المعادين للثورة. لقد تم تزويد هذه المجاميع زودوا بأضخم المساعدات المالية وأحدث الأسلحة (مثل صواريخ ستينغر الأمريكية وصواريخ بلو بايب البريطانية). كما استخدم المجاهدون هذه المنشآت لتفجير وتدمير المدارس والمستشفيات وتدمير الجسور وأبراج نقل الطاقة (أعمدة الكهرباء) وقتل المدنيين الأبرياء. واشتعلت النيران في شاحنات تحمل مساعدات مدنية سوفيتية، وأطلاق الصواريخ على سكان البلدات. إن تقدم البلاد أصبح رهينة تلبية مطالب الإرهابيين. في الوقت نفسه، قامت هذه الدول، دعماً للمجاهدين ومن أجل إبقاء لهيب الحرب مع جمهورية أفغانستان الديمقراطية مشتعلة، بنشر دعاية واسعة النطاق وتنفيذ عمليات تدمير وتخريب معقدة.

واستمرت حكومة أفغانستان ، رغم العدوان الداخلي والخارجي الذي تعرضت له في ذلك الوقت، في السعي بجدية إلى تحقيق أهدافها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية الطموحة:

فلم تكتفي حكومة حزب الشعب الديمقراطي الأفغاني فقط بترميم وإعادة بناء المؤسسات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، بل أنشأت أيضاً مؤسسات وشركات جديدة. وكانت البطالة منخفضة، وقدمت الحكومة الماء والغذاء بأسعار خاضعة للرقابة. لقد أصبحت المرافق التعليمية والخدمات الطبية متاحة للجميع مجانًا، وتعززت الثقافة والفن. وجرى الترويج للتعددية وشجعها. وتم تشجيع المرأة على المشاركة في الحياة السياسية للبلاد ووفرت الظروف اللازمة لهذه المشاركة. كما تم قبول الأطفال في رياض الأطفال ورياض الأطفال من سن ثلاثة أشهر. وتم توفير قسائم شهرية لتلبية الاحتياجات الأساسية للناس. وشرعتالحكومة بإتخاذ خطوات لتوفير السكن للجميع.

 حدث كل هذا في السنوات التي تلت كانون الأول عام 1979 في ظل حكومة حزب “پرچم”. كما تعلمون ، ففي الفترة بين نيسان عام 1978 وكانون الأول1979 ، ارتكبت حكومة حزب الشعب ( جناح خلق) فظائع تم إدانتها على نطاق واسع، وهي تستحق كل ذلك. ومن بين الممارسات التي قاموا بها اعتقال وسجن وتعذيب وإعدام المواطنين العاديين وأعضاء الحزب من جناح “پرچم”. وفي عهد نور محمد تركي و حافظ الله أمين ، بدء المجاهدون بالاستيلاء على السلطة في مناطق كثيرة، وبدأت الدول الغربية وحلفاؤها في التدخل في الشؤون الداخلية لأفغانستان. عولى الرغم من الطبيعة المثيرة للاشمئزاز لحكومة “خلق”، فليس هناك أي شك في أن الشعب الأفغاني فقط هو من له الحق في إدارة شؤونه الداخلية دون تدخل خارجي.

يمكن العثور على جذور المجاهدين وطالبان وداعش والقاعدة ومنظمات إرهابية أخرى بنفس الطرق التي استخدمتها وكالة المخابرات المركزية عند تشكيل مثل هذه المجاميع. ويمكن رؤية هذه الأساليب بشكل أوضح وأبرز في حالة المجاهدين. ولكن دور الولايات المتحدة في إنشاء ودعم الجماعات الإرهابية أدى لاحقاً إلى نتائج عكسية وأضر بالولايات المتحدة نفسها ، كما أكدته الأحداث الكارثية اللاحقة في الحادي عشر من أيلول عام 2001 والهجمات الإرهابية الأخرى.

سؤال: تحدثنا عن تورط الولايات المتحدة و “الغرب” في أفغانستان. لكن ماذا عن الصين؟ هل ينبغي الترحيب بالبرنامج العالمي الذي تبلغ تكلفته تريليون دولار لبناء ما يسمى بالبنية التحتية للبلاد “الحزام والطريق” ، والذي يتضمن مشاريع في أفغانستان؟

الرفيق كشمند: لقد تبنت الصين استراتيجيتين مختلفتين في أوقات مختلفة. خلال الحرب الباردة ، اتخذت الصين موقفا عدوانياً وعدائياً ضد أفغانستان، ودعمت بنشاط المعارضة في جمهورية أفغانستان الديمقراطيةوتسليحها. لكن الصين اليوم مهتمة أكثر باقتصادها. واستقرار أفغانستان يصب في مصلحة الصين ومصالحها الاقتصادية. نرى اليوم أن الصين تريد وتتوق للاستثمار في بلدنا.

لكن من الناحية العملية، تظل أفغانستان مصدر قلق. وطالما أن الوضع الأمني ​​في البلاد غير مستقر، فمن المشكوك فيه أن تتمكن أفغانستان من الاستفادة من مشاريع اقتصادية دولية وإقليمية مثل مشروع “الحزام والطريق”. حتى الآن، دفع هذا الوضع الأمني ​​غير المستقر الصين إلى تأخير الاستثمار في منجم أيناك للنحاس. وتشترك الصين مع أفغانستان في حدود طولها 92 كيلومتراً، والتي من خلالها يهدد الإرهابيون أفغانستان. في العام أو العامين الماضيين ، انتقل مقاتلو داعش من سوريا إلى شمال وشمال شرق أفغانستان، بالقرب من الحدود الصينية. يعتقد الكثيرون أن إعادة التوطين تم بدعم من وكالة المخابرات المركزية حتى يتمكنوا من التسلل إلى الصين وآسيا الوسطى من خلال قوات داعش. علاوة على ذلك، فإن مصير أفغانستان لا يزال مرتبطًا بالولايات المتحدة، بالنظر إلى التدخل الأمريكي في الشؤون الداخلية لأفغانستان ، فإن مدى استفادة أفغانستان من التعاون الاقتصادي مع الصين يعتمد على العلاقات الأمريكية الصينية. ومن المهم أيضاً أن نلاحظ بأنه لا يوجد أي بلد من البلدان المجاورة لأفغانستان، باستثناء تركمانستان ، من لها علاقات جيدة مع الولايات المتحدة.

سؤال: هل هناك أية قوة اجتماعية وسياسية أفغانية يمكن أن تشيع الأمل في تغيير إيجابي دائم لصالح الناس العاديين في أفغانستان؟

الرفيق كشتمند: فيما يتعلق بالنظام السياسي في البلاد، يمكن القول إن الفيدرالية يمكن أن تكون طريقة جيدة لمجتمعات ذات مكونات متعددة مثل أفغانستان، وهو ما لم يكن ممكناً تحقيقه في ظل النظام الحالي. يدعم النظام الفدرالي بشكل كامل المكون الطاجيكي في شمال وغرب البلاد ، والهزارة في وسط أفغانستان ، والأوزبك والتركمان في شمال وشمال شرق البلاد. لكن سكان الجزء الجنوبي من البلاد لا يتفقون مع النظام الفيدرالي. إذ يحتكر الپشتون تاريخياً السلطة في أفغانستان، وما زالوا يقومون بنفس الدور في النظام السياسي الحالي. لذلك، من الطبيعي أن تواجه أية إمكانية لتقسيم السلطة مقاومتهم.

في الوقت الحالي ، فإن أسس الاحتلال الأمريكي لأفغانستان قوية لدرجة أنه لا يترك مجالاً للقوى التقدمية واليسارية للعب دور مهم. لدى غالبية الشعب الأفغاني نظرة إيجابية تجاه فترة حكم قوى اليسار التقدمي ، والتي كانت مفيدة لهم ولحياتهم. لكن التفاوت الاجتماعي اليوم واسع جداً، والمسافة بين الطبقات أبعد من أي وقت مضى. لقد انفصل حزبان يساريان عن حزب الشعب الديمقراطي الأفغاني ، والذي لا يزال قائماً حتى اليوم. لكن الضغط النفسي الناتج عن احتلال البلاد وصعوبات الحياة اليومية للناس شديدة ومرهقة لدرجة أن القوى التي يمكن أن تحدث تغييراً جوهرياً لم يعد لها ذلك الدور. فلم يعد بإمكان القوى اليسارية في أفغانستان أن تكون قوة بديلة للتغيير. البديل الوحيد الممكن الآن هو إنهاء الاحتلال.

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular