الثلاثاء, مارس 19, 2024
Homeمقالاتتصدع في رأس هرم النظام الايراني : محمد حسين المياحي

تصدع في رأس هرم النظام الايراني : محمد حسين المياحي

صار من الصعب على القادة والمسٶولون في نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية أن يخفون ويغطون على الاوضاع السلبية التي يواجهونها على مختلف الاصعدة ولاسيما إذا مالاحظنا حالة التخبط والتوتر التي يواجهها هذا النظام في أعلى هرمه الحاکم وبشکل خاص إرتفاع حدة الاختلاف والانقسام بين جناحي النظام وقيام الطرفين بشن هجمات لفظية حادة غير مسبوقة على بعضهما البعض.

هذه المواجهة التي توضحت أول معالمه بشکل صريح عندما بدأ المرشد الاعلى للنظام بها في 12 أکتوبر الجاري حيث قال في خطابه متهكمًا على روحاني وزمرته الذين حذروه في الأيام الأخيرة من الأوضاع المحلية والدولية البالغة الخطورة ودعوه إلى العودة إلى رشده والتحلي بالحكمة: ” يتحدث البعض عن العقل والعقلانية، وهم يقصدون بها الخوف، فعندما يدعونكم إلى العقلانية، فإنهم يقصدون أن تخافوا، أي أن تكونوا سلبيين، بمعني أنه يجب عليكم أن تفروا أمام العدو. لا وألف لا، فالجبناء ليس لهم الحق في ذكر اسم العقلانية على ألسنتهم”. ولم يقف الجناح الآخر بزعامة روحاني مکتوف الايدي حيال هجوم خامنئي وتهکمه هذا حيث رد عليه بحذر شديد بالإشارة والتلميح. فعلى سبيل المثال، تبجح بعبثية واصفا الولي الفقيه بالسير على خطي النبي، وقال مشيرا إلى أن خامنئي يعتبر نفسه فوق القانون: ” كان النبي يدير نظام الحكم وفقا للقانون والمواثيق”، وفي جزء آخر من خطابه، تهكم روحاني على خامنئي بسلام الإمام الحسن، مذكرا بكلام الإمام الحسن ردا على من تذمروا من دعوته للسلام، قائلا: ” أن المجتمع الإسلامي ليس أنتم الـ 10 أشخاص، وهلم جرا. وأرى أن الغالبية العظمى من المجتمع تسعى للسلام، ومن جانبي أختار السلام عندما يسعى الناس إليه”. ومن دون شك فإن الناس عموما والمراقبين والمحللين السياسيين خصوصا، يقرأون مابين السطور ويعلمون بأن الامور والاوضاع ليست کما تسعى وسائل  إعلام النظام الايراني تصويره والإيحاء به بل إنه بالغ السوء وإن مايجري في قمة الهرم هو في الاساس حاصل تحصيل له.

هذا الاختلاف والانقسام غير العادية في أعلى هرم الحکم في النظام الايراني، لايحدث إعتباطا بل إنه إنعکاس لما يجري ويحدث على الارض من أوضاع بالغة سلبية بالنسبة للنظام إذ الى جانب العزلة الدولية غيڕ المسبوقة التي يواجهها النظام ويعاني منها الامرين، فإن هناك أيضا الغضب والسخط الشعبي مستمر ومتواصل ويتجسد في الاحتجاجات المستمرة التي باتت تثير ذعر النظام وهلعه لأنه سيٶدي في النتيجة الى إنتفاضة عارمة کما حدث وجرى في 28 ديسمبر2017، و15 نوفمبر2019، إضافة الى نشاطات معاقل الانتفاضة التي تمارس نشاطاتها الثورية الحرکية التعبوية في سائر أرجاء ويضاف الى ذلك التحرکات والنشاطات الحثيثة التي تقوم بها المقاومة الايرانية على الصعيد الخارجي من حيث فضح وکشف مخططات النظام وأعماله ونواياه العدوانية الشريرة ضد العالم.

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular