الخميس, أبريل 25, 2024
Homeاراءذكرياتي مع أحد مناضلي ثورة أيلول التحررية "نعمان فرحان _ نعمان ئيزدي":خلف...

ذكرياتي مع أحد مناضلي ثورة أيلول التحررية “نعمان فرحان _ نعمان ئيزدي”:خلف كرسافي

كان لتهميش حقوق الشعب الكوردي أثره البالغ في دفع أغلب شرائح الشعب ومكوناته للنضال من أجل رفع الغبن عنهم وتحقيق العدالة لهم، الأمر الذي دفعني والكثير من أقاربي للإلتحاق بثورة أيلول في ربيع عام 1974م، حيث كنا في أوج حماسنا الثوري، وريعان الشباب، غير مكترثين بالعواقب، ومهما كانت نتائجها!

وإلتحاقنا في بادئ الأمر إلى السرية الأولى للپيشمرگه بقيادة الراحل “نعمان فرحان، والملقب ب نعمان ئيزدي” كان في منطقة باصفنئ القريبة من عين سفني (مركز قضاء الشيخان)، ومعلوم لپيشمرگه ذلك الوقت، أن السرية الأولى كانت تابعة للبتاليون الأول، ومسؤولها “حجي ميرخان”، المنضوية تحت إمرة قوات – هيز- شيخان وعقرة، والتي كان يترأسها الپيشمرگه الراحل “حسو ميرخان”، رحم الله جميع المناضلين.

وعلى الرغم من بقائنا معه لفترة وجيزة، تقدر بشهرين، فأنا أتذكر جيداً بأننا قد تعرضنا وقتذاكَ لهجمتينِ منفصلتين من قبل مفارز قوات النظام، أحدهما في باصفنئ نفسها، والأخر قرب جسر بيتنار في مجمع مهت (الواقعة ما بين عين سفني وجبل مقلوب)، وكانت معززةً بالطائرات والدبابات وغيرها من الأسلحة الثقيلة.

كما كانت لنا طلعات استطلاعية كثيرة لتمشيط المنطقة، وفي كل حين كنت أستغرب بالدور الذي كان يقوم بهِ المرحوم “نعمان” أمر السرية، حيث كان یتقدم صفوف رفقائه من الپيشمةرگه، متماسكاً، صلداً يحرضهم على القتال والصمود، مما أثر فيّ لدرجة أستذكر فيها أدق تفاصيلي معه.

وما لفت نظري بشدة، ولا يستطيع صاحب ضمير أن يتجاهله، هو مواقف المناضل “نعمان” وجرأته وإقدامه وإرادته الصلبة، فضلاً عن إخلاصه لقضيته .. كيف لا! وهو أصغر پيشمرگه يستلم هذهِ الصفة العسكرية ضمن قوات الپيشمرگه أنذاك، لدوره وشجاعته في المنطقة عامةً.

فبينما كان الظلام دامسٌ، والهدوء جاثمٌ، وجميع أفراد سريتنا يترقبون بحذر قدوم مفارز النظام إلى المنطقة، لاسيما بعد أن وصلتنا معلومات عن تقدمهم إلى منطقة باسك القريبة من جبل مقلوب في إتجاه مجمع مهت، وكان لزاماً علينا تصديهم، وعدم السماح لهم بالتغلغل إلى المنطقة، وفي عتمة الليل تقدمنا إلى المنطقة المستهدفة، وقبل بلوغ الهدف، أوقفنا أمر سريتنا “نعمان” وقال لنا “سوف أمضي أمامكم لمسافة الـ (200متر إلى 300متر)، فإذا رأيتم قد وقعت في كمينهم تقومون بالهجوم عليهم، وهكذا أكون قد أوقعتهم في كمينكم، وأنقذتكم من كمينهم”! وكان كلامه جاداً لدرجة إنه لم يمنحنا فرصة الاعتراض أبداً! وخاصة أمراء الفصائل ضمن السرية، منهم الپيشمرگه “سليمان عبو” و”محمد صالح ميرخان أغا”.

وقد عهدتهُ جسوراً لا يهاب الموت، وخشية من أن يتأذى أحدٌ من مقاتليه الپيشمرگه، في الوقت الذي كان هو يتقدمهم في كل مهمة أو معركة، وقد كان هذا ديدنه، واضعاً روحه فداءاً لرفاقه ولقضيته.

وإنه لموضع أسفٍ كبيرٍ، لم يدم بقائنا في سريته طويلاً، حيث تم نقلنا في صيف نفس العام، 1974م، إلى سرية حماية مقر هيزا عقرة و شيخان وحماية عائلة المرحوم “حسو ميرخان” شخصياً في قرية شكفتى .

وللتاريخ أقول، وإنصافاً للحقيقة، ووفاءاً مني للدور البطولي للمناضل “نعمان فرحان” سطرت هذه الكلمات، وكم كنت أتمنى، وما زلت، أن ينصف التاريخ المناضلين أمثاله، ويدونهم في أنصع صفحاته.

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular