الخميس, أبريل 18, 2024
Homeمقالاتخيار التعامل الحازم والصارم مع النظام الايراني : منى سالم الجبوري

خيار التعامل الحازم والصارم مع النظام الايراني : منى سالم الجبوري

التباين في المواقف الصادرة من الاوساط السياسية المختلفة في طهران بشأن البرنامج النووي والجلوس على طاولة المحادثات، لايعني بالضرورة أبدا إن هناك ثمة مساحة للحرية والتعبير في نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية وإن القرار السياسي يتم إتخاذه في ضوء ذلك، بل إن 41 عاما من عمر هذا النظام أثبت وأکد بأن القرارات الهامة والحساسة التي يتم إتخاذها مرکزية.

قرار الموافقة على وقف إطلاق النار في الحرب العراقية ـ الايرانية تم إتخاذه من جانب شخص خميني نفسه، کما إن قرار الدخول في المفاوضات النووية والموافقة على الاتفاق النووي في عام 2015، قد تم إتخاذه من جانب خامنئي، بل وحتى إن تحريك أذرع النظام بصورة غير عادية يتم أيضا بقرار مرکزي من النظام الايراني، ومن هنا، فإن کل مايصدر من مواقف عن هذا النظام بشأن التعامل مع المجتمع الدولي بخصوص البرنامج النووي، إنما هو لذر الرماد في الاعين وليس له من أي تأثير على السياق العام، وإن النظام الايراني وکما هو معروف عنه يحاول المقاومة حتى اللحظة الاخيرة من أجل الحصول على مکتسبات تدرأ عنه الاخطار والتهديدات المحتملة بشأن إنهاء حلمه النووي.

الحقيقة المهمة التي يجب على المجتمع الدولي الانتباه لها وأخذها بنظر الاعتبار دائما هي أن هذا النظام لايمکن أبدا أن ينصاع للمطالب الدولية من خلال المحادثات والاتفاقيات التي فيها مجال أو ثمة ثغرات أو لاتکون بنودها مشروطة وملزمة، إذ أن سجل هذا النظام بهذا الصدد حافل ولايحتاج الى أي نموذج أو مثال وإن تخوف النظام الايراني من التفاوض على الاتفاق النووي الذي تم إبرامه وليس العودة إليه کما کان، سببه إن النظام يعلم جيدا بأنه ستکون هناك بنود حازمة وصارمة تجبره على رفع درجة السرية عن برنامجه وجعله تحت الاضواء، وهذا مايرعبه ذلك إنه وبعد أن أهدر مئات المليارات على هذا البرنامج من أموال الشعب الايراني، فإن إنهاء حلمه النووي يتطلب بالضروة أن يجيب على سٶال کبير هو: مالذي جناه الشعب الايراني من هذا البرنامج من بدايته الى هذا اليوم؟!

بطبيعة الحال فإن الاجابة عن هذا السٶال سيميط اللثام عن إن النظام الايراني قد مضى في طريق شائك وخطير من دون أن يتحسب لنتائج وآثار وتداعيات ذلك، وهو قد بدد مئات المليارات على هذا البرنامج من دون أن يتمکن من حسم النتيجة بشأنه، ولاريب من إن هذا الموضوع يثير الغضب والالم لدى الشعب الايراني، ذلك إن هذا النظام قد قام ويقوم بجانب إهدار هذه المليارات بتبديد مليارات أخرى على تدخلاته السافرة في بلدان المنطقة، وهي تدخلات لم يجن الشعب الايراني من ورائها سوى الفقر والحرمان والمعاناة المعيشية الوخيمة، ولذلك من المهم جدا على المجتمع الدولي أن لايلقي بطوف نجاة للنظام فيما يخص ببرنامجه النووي بل من الضروري والى أبعد حد إتباع مبدأ التعامل الحازم والصارم معه فهو الخيار الافضل الذي لامناص منه أبدا.

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular