الثلاثاء, أبريل 16, 2024
Homeالاخبار والاحداثالمحنة التي ايقظتنا من سباتنا وغيرت حياتنا الأبد

المحنة التي ايقظتنا من سباتنا وغيرت حياتنا الأبد

 

كل صباح تستيقظ “شهامة” باكرا تعد طعام اشقائها وشقيقاتها سريعا وهم نيام وتخرج الى عملها مشيا على الاقدام بمسافة كيلو متر او اكثر و هي تقوم بتدريس الأطفال في روضة المخيم أكثر من سبع ساعات في كل يوم، بالاضافة الى عملها ضمن فريق إعادة تأهيل ضحايا داعش ودمجهم في المجتمع وتقديم أعمال ترفيهية ل 150 طفل وطفلة ضمن برنامج توعوي لصالح منظمة مجتمع مدني .

“كنا نعيش حياة بسيطة هادئة، العوز لم يكن يفارقنا لكن أيامنا لم تكن تخلو من الفرح ايضا.. لم يخطر ببالنا يوما أن نصبح نازحين نعيش لسنوات في خيم لا تتعدى مساحتها مترين مربعين… أي صدمة هذه” بهذه الكلمات تصف الفتاة الإيزيدية “شهامة” الحياة قبل وبعد الإبادة الجماعية التي تعرض لها الايزيديون في سنجار في 2014.
شهامة خزيم (21 عاماً) قضت طفولتها في منزل طيني صغير في قرية “عزير” التي تضم نحو خمسين منزلا، تكاد تكون منفصلة عن العالم الخارجي، وهي تبعد عن مدينة سنجار مسافة سبعة كيلومترات فقط.
هناك كانت حلقة الحياة صغيرة جدا، تدور بين أفراد العائلة المؤلفة من عشرة اشخاص، وبين عدد محدود من الأقارب والجيران ينشغل جلهم بالزراعة والرعي، قبل ان يقلب هجوم تنظيم داعش حياتهم رأسا على عقب ليجدوا أنفسهم خلال ساعات “كفرة يحق قتلهم وسبيهم” مطاردين ثم نازحين في مناطق لم يعرفوا أبدا ليؤسسوا منها حياة جديدة لم يفكروا بها أبدا.
“تلك الكارثة، بما حملته من محن ايقظتنا من سبات طويل، ونبهتنا أن أمامنا طريق طويل، ليس لاستعادة حياتنا السابقة بل لبناء حياة جديدة منفتحة بعد قرون من الانغلاق” تقول شهامة التي تحلم اليوم بالتخرج من الجامعة مثل باقي الفتيات .
“حلمي الأكبر اليوم أن أتخرج وأعيل عائلتي وادخل شيئا من الفرح الى قلب والدي الذي قضى عمره في حقول مجمع تل قصب يعمل مزارعا او سائق “حصادة” في أشهر الحصاد.
ذاكرة الغزو
اثناء غزو داعش لمدينة سنجار في الثالث من أغسطس عام 2014 حاولت عائلة شهامة ان تنجو بنفسها من بطش مقاتلي التنظيم، لكن اثنين من أشقائها خطفوا مع عشرات آخرين من سكان قريتها ومئات من سكان قرى جنوب المدينة، ليظل مصيرهم مجهولا الى اليوم، فيما تمكن الآخرون من النزوح الى الجبل ومنه بعد أسابيع مثل الاف العوائل الإيزيدية الى إقليم كردستان.
بحسب احصائيات مكتب انقاذ المختطفين الايزيديين تم اختطاف نحو 6417 ايزيدي من قضاء سنجار وتحرر لحد الان نحو 3500 منهم ومازال مصير البقية مجهولا.
“لا انسى تلك الصور التي تذكرني دائما بقسوة الحياة. سيارات تحمل رايات سود ومقاتلين بوجوه قذرة يدخلون من ازقة ترابية الى القرية والى المجمعات والى مركز المدينة وخلال ساعات يعم الخراب وتصبح مدنا كاملة خاوية تماما بعد ان قام التنظيم بقتل كل الرجال الذين وقعوا بين أيديهم وخطف النساء والأطفال… هربنا نحو الجبل ملاذنا الأخير” تقول شهامة.
تضيف “وصلنا الى الجبل مشيا على الاقدام، والخوف يبدد قوانا والقلق على مصير اخوتي يشل تفكيرنا.. عشنا في ظروف قاسية جدا لأكثر من عشرة أيام في ظل شحة الماء والطعام، قبل ان يفك الحصار عنا ونصل الى إقليم كردستان “.
النزوح… خلق معاناة وفرصاً
مع وصولهم الى مخيم ايسيان في دهوك تركت “شهامة” دراستها بسبب الفقر، كما فقدت والدها الذي مات بعد فترة قصيرة حزناً على أبنائه المختطفين لتزداد معاناة العائلة.
تقول بعيون دامعة: ” لم يكن امامي خيار سوى ترك دراستي وأن أقوم بأي عمل يتوفر في المخيم .. عملت في المنظمات المحلية وصرت لأشقائي بمثابة الاب والاخ وانا احثهم على اكمال دراستهم.. ستة من اخواني واخواتي اليوم يدرسون في كليات ومعاهد ومدارس الإقليم..ادعمهم بكل قوة، واذكرهم بان انتصار مجتمعنا يتم بالعلم، وأحلم ان انضم مثلهم الى الجامعة”.
تكمل شهامة حديثها “تحرر اخي الصغير بعد أكثر من عام على اختطافه وأصبح لاحقا طالبا في الجامعة ومازال مصير اخي الكبير مجهولاً، كل أملي أن اعود الى دراستي في التمريض.
جهود النساء
خالدة داود سفوك كانت بعمر 18 عاما عندما هاجم تنظيم داعش قريتها بهرافا بقضاء سنجار، وطالبة في مرحلة الابتدائية , كان تعيش في قرية نائية بلا خدمات او فرص للحياة وتقع على حدود العراقية السورية. نزحت مع عائلتها الى مخيم جم مشكو في غرب قضاء زاخو بمحافظة دهوك وسكنت فيه وتعيش سنوات من المعاناة والمأساة في المخيم.
“فقدت ابي في عام 2011 وعشنا أيامنا في الفقر , بعد ان سكنت في مخيم جم مشكو بقضاء زاخو , التحقت بالدراسة بعد ان تركتها لسنوات وحاولت ان احصل على فرصة عمل في المخيم , شاركت مع منظمة محلية في تدريبات مكثفة عن كيفية تزيين السيارات وتجهيز مستلزمات اعياد الميلاد وتغليف وبيع الهدايا وما شابه ذلك من الاعمال وحاولت بكل جهدي ان اخلق عملا مختلفا تماما عن اعمال في المخيم”.
تتحدث خالدة عن عملها وتضيف ” والدتي تعمل في محل صغير للخياطة وشجعتني للعمل وفتحت محلا خاص بي باسم ( محل نجمة ) في سوق المخيم في عام 2017, وكان اقبال الناس كثير على عملي و وجدت تشجيعا كثيرا من اهلي وزميلاتي “.
صقل المواهب
النساء الإيزديات بعد النزوح تأقلمن في ظل الوضع المعيشي الصعب واختلاف الثقافة المجتمعية ، وبحسب روناك سليمان (24 عاما) التي تعمل في مجال التوعية والمجتمع المدني النساء الإيزيديات يخلقن فرص عمل لانفسهن وتدعمن عوائلهن بعد النزوح وخاصة في المخيمات واليوم تعملن جاهداتٍ وتطالبن بحقوقهن وعلى كافة الأصعدة والمستويات “.
روناك كانت طالبة اعدادية في قرية دهولا بقضاء سنجار قبل عام 2014 وحاليا ناشطة وتخرجت وتعمل في المجال المدني والتوعوي، تقول ” في الوقت الحالي المئات من النساء الإيزيديات في المخيمات هن صاحبات اعمالهن ومجموعات أخريات تعملن معهن وفي مشاريعهن الخاصة، طبيعة النساء الإيزيديات بإمكانهن العمل تحت أي ظرف وتنجحن وحتى لو كان هناك معوقاتا تقف في طريقهن”.
في ظل النزوح برزت نساء ايزيديات على الصعيد المحلي والدولي ووصلت اصواتهن لأعلى مراكز صنع القرار الدولي وحصلن على جوائز عديدة بعد نجاحهن في ايصال رسالتهن للعالم ومنها العراقية ناديا مراد التي حصلت على جائزة نوبل للسلام لعام 2018 وسفيرة النوايا الحسنة لدى الأمم المتحدة .
خولة شمو (25 عاما) من دوكري شمال جبل سنجار نزحت الى مخيم خانك بقضاء سيميل وتتخرج من الاعدادية وتحصل على قسم علم النفس في جامعة الحمدانية التابعة لجامعة الموصل وحاليا تدرس الماجستير في العلاج النفسي وعلاج الصدمات لجامعة دهوك وبالتنسيق مع جامعة توبينغن في المانيا وتعمل الان معالجة نفسية مع المنظمات المحلية، تقول خولة ”
حياتي قبل النزوح كانت حياة طبيعية عادية مثل بقية الفتيات في سنجار، طالبة واذهب الى المدرسة خلال فترة الدراسة وفي الصيف اذهب مع عائلتي لزراعة البساتين في منطقة ربيعة في قضاء تلعفر، حياتنا كانت بسيطة جدا قبل النزوح حيث كان لكل واحد منا هدف الدراسة ومساعده اهله ”
تضيف “خلال فترة النزوح تغير كل شي في حياتنا بصورة عامة , عندما نزحنا كنت في الصف السادس الاعدادي ومن ثم سجلت في مدرسة بدهوك حتى اكمل دراستي ولكن بسبب الوضع المادي الضعيف ولاني كنت وحدي اذهب المدرسة واجرة السيارة كانت غالية عليَّ ويصاحبني الفقر، بعدها فتحت المدارس في المخيمات …سجلت في الاعدادية بمخيم خانك ، طبعا الدراسة كانت صعبة جدا في المخيم لان لم يكن هناك لا مدرسين اخصائيين ولا بناية ندرس فيها ولا كتب ، بدلا من المدرسين الإخصائيين كان يدرسنا محاضر او طالب تخرج وكنا ندرس في الخيم ومع كل هواء أو عاصفة كانت الخيم تسقط فوقنا”
تتابع شمو ” تخرجت رغم كل التحديات، حيث برهنت للمرأة الإيزيدية خلال النزوح انها قادرة على التغلب على كل الصعوبات، لان المرأة تعاني من مشاكل كثيرة في مجتمعاتنا ولكن نسبة كبيرة منهن تغلبن على معاناتهن نتيجة ثقتهن بأنفسهن والقوة التي يمتلكها قسم منهن بدأوا بمشاريع خاصة بهن وقسممنهن يعملن في المنظمات والكثير منهن حملوا مسؤولية عوائلهم، واستطعت مساعدة اهلي مادياً من خلال عملي في المنظمات وكذلك اساعدهم بالدعم المعنوي لكي أخفف ولو قليلًا من معاناتهم”
عملت شمو في كثير من الاعمال التطوعية في مخيمات النازحين بمحافظة دهوك ومنها مخيم خانك وشاريا و ايسيان وشيخان وتعمل الان في منطقة شاريا على إعادة تأهيل الناجيات من براثن تنظيم داعش
إيجاد الفرص
يقول قائمقام قضاء سنجار محمد خليل ان محاولاتنا كلها لدعم المرأة الإيزيدية وتخفيف معاناتها في النزوح لانها الضحية الكبرى .وتكون المرأة صاحبة مشاريع سواء أكانت في المخيمات او خارج المخيمات ولدينا تواصل مستمر مع المنظمات المحلية والدولية من اجل ان تدعمهن وتفتح لهن مشاريعًا وقد قمنا بتقديم تلك المشاريع الى المنظمات والى الحكومتين المركزية والإقليمية بهذا الخصوص”
يوضح خليل ” ان الإدارة المحلية لقضاء سنجار ساهمت بفتح مشاريع للشباب في المخيمات وذلك من خلال فتح محلات صغيرة في المخيمات وساهمنا بتعيين مجموعة كبيرة من الشباب في المنظمات سواء أكانت المحلية او الدولية وعملنا باستمرار من أولى أيام الإبادة الجماعية، ونقف بقوة مع النساء وخاصة الناجيات الإيزيديات وانصافهن والحصول على حقوقهن ”
دفاع الايزيديات عن أنفسهن
نساء ايزيديات تمكن من التغلب على واقعهن الصعب وبيئة مغلقة تواجه عقد نفسية واجتماعية نتيجة تداعيات اعتداءات تنظيم داعش , تقول فيان اكرم ( 31 عاما ) التي تعمل ناشطة في مجال حقوق المرأة و مسؤولة قسم المتابعة والتقييم في منظمة داك لتنمية المرأة الإيزيدية ” مرت النساء والفتيات بظروف صعبة في حياتهن بسبب داعش وما حدث لهن في عام 2014 وبعد النزوح الى اقليم كوردستان و سكنهن مع عوائلهن في ( 17 ) مخيم في محافظة دهوك بدأت منظمات المجتمع المدني الدولية والمحلية في دعم النازحين و بالأخص النساء و الاطفال بسبب ما تعرضوا له من اقسى انواع العنف و خلال هذه الفترات راينا قوة واصرار المرأة الإيزيدية على الحياة و البقاء و محاولتها على التأقلم مع وضعها في المخيمات, ولكن الفتيات لم يقفوا فقط هنا و حاولن اظهار وجودهن و مشاركتهن في دعم بعضهن البعض و دعم مجتمعهن من خلال البدء في المشاركة في الكثير من الدورات والجلسة وتلقي العلاج النفسي حتى تم شفاء الكثير منهن بشكل تام و الان هن قصص نجاح للكثير من الاخريات و سلكوا الكثير من الطرق لإطهار هذا النجاح الحقيقي و كثير من الفتيات أصبحن صاحبات عملهن الشخصي و تعيلن عائلاتهن هذا كله والكثير لم يذكر بشكل تفصيلي تم تحقيقه من خلال اصرارهن و قوتهن و رغبتهن في دعم مجتمعهن يداً بيد مع الرجل و ايضا من اجل الدفاع عن حقوقهن المسلوبة وان يكن صوتاً للكثير من النساء الاخريات”
تتابع اكرم ” نحن كناشطات في البداية كان لنا الدور في دعمهم معنويا بالوقف معهن في ايامهم الصعبة ولكن بعد ذلك عملنا مع الكثير من المنظمات و اكتسبنا الكثير من المهارات و الخبرات لدعمهن بشكل صحيح و في جميع المجالات و قمنا بتأسيس منظمة حسب قدراتنا لدعم المرأة بشكل عام و المرأة الإيزيدية بشكل خاص ليتسنى لنا الدفاع عن حقوق النساء و تحقيق المساواة و التقليل من العنف و دعمنا الكثير من الفتيات لكونهن هن ايضاً ناشطاتاً من خلال مشاركتهن معنا في الكثير من التدريبات القيادية و على مستوى دولي و محلي و بالفعل رغبتهن في العمل والدفاع معنا عن حقوق المرأة وجدوا طريقهم نحو النجاح و تحقيق الكثير من الأهداف”
تكمل اكرم “الكثير من الفتيات لا يعرفن التغلب على معاناتهن او تحمل حجم المعاناة التي يعيشونها في المخيمات و تؤدين الى االتفريط بحياتهن للأسف الشديد ولكن الكثير من الفتيات تغلبوا على تلك المعاناة من خلال إكمال دراستهم او العمل مع المنظمات او العمل بشكل طوعي مع الكثير من المجموعات او العمل في المطاعم لكسب لقمة العيش و لقضاء أوقات فراغهن وايضا الكثير من الفتيات تعلموا الكثير من المهارات من خلال مشاركتهن في دورات المنظمات مثل الموسيقة والرسم و الخياطة …كما ان المجتمع المحلي كان له الدور في دعم النازحين بشكل عام مع خلال مساعدتهم ماديا و معنويا و النساء بشكل خاص من خلال دعم المرأة و تغيير الكثير من العادات والتقاليد للمشاركة في جميع المجالات لدفاع عن حقوقهن و تحقيق المساواة”.

دعم مجتمعهن
في المجتمع السنجاري وبعد ست سنوات من الإبادة الجماعية ومع المعاناة المستمرة نتيجة النزوح، سجلت المئات من قصص النجاح والتفوق في مخيمات النازحين الايزيديين سواء كان بمجال العمل او الدراسة وصقل هواياتهن، رغم مواجهة النساء في المجتمع الايزيدي لصعوبات كثيرة وكبيرة للتعايش والاندماج في ظل اختلاف الدين والثقافة والبيئة.
بهذا الصدد يقول بيشكفتي شكري أستاذ جامعي في إقليم كوردستان ” تتمكن النساء الإيزيديات وخاصة الناجيات منهن من التغلب على الصعاب بمساعدة ذويهن والمجتمع الايزيدي المحاط بهن لا سيما في مخيمات النزوح. هناك ايضا دور للمنظمات والناشطين الايزيديين في تخفيف معاناتهن ولكن هذا لا يعني انهن تغلبن على مشاكلهن بشكل نهائي ويتطلب الامر هذا الى الكثير من الجهود والوقت ايضا لكي يتم ولو جزئيا تحجيم مشاكلهن”
يضيف “فرضت النساء الإيزيديات قوتهن من خلال عرض مهاراتهن في الدورات والفعاليات التي تقيمها المنظمات وبتغطية اعلامية لا باس بها. لا يزال هناك اهتمام اعلامي عالمي بالنساء الإيزيديات اللواتي تحدثوا عن واقعهن بشكل موضوعي مما جعل منهن موضع اهتمام الكثير من وسائل الاعلام. اما بخصوص مستقبلهن، لا اعتقد ان هناك دراسات وخططا لرسم مستقبل النساء الإيزيديات ومجتمعهن ايضا وهذا ما يثير القلق”
اما الناشطة الحقوقية سراب الياس لديها رائ اخر ف تقول ، ان المرأة الإيزيدية عانت بعد دخول تنظيم داعش الارهابي لسنجار، وان النساء في القرى الإيزيدية نالوا النصيب الاكبر من الجرائم والانتهاكات الجسيمة فتعرضن الى جرائم بشعة وانتهاكات جسيمة من اختطاف وفصل عن ذويها وسبيها وبيعها في اسواق النخاسة وكذلك النزوح الى مخيمات تفتقر الى ابسط مقومات العيش .
تعيش النساء الإيزيديات اليوم كنازحات وناجيات وارامل في مخيمات تفتقر الى ابسط الخدمات منذ اكثر من ٦ سنوات دون اهتمام او رعاية من قبل الجهات الحكومية ومن اهم المشاكل والمعوقات التي تتعرض له النساء عدم وجود خدمات حيوية بما في ذلك الرعاية الصحية والتعليم ودعم سبل العيش وعدم توفير برامج لدعمهم وتوفير فرص العمل لهن من اجل اعالة اسرهم
وتتابع ” ومن جانب اخر فأن الكثير من النساء في المخيمات وبدعم بسيط من بعض المنظمات تمكن من فتح مشاريع صغيرة لهن مثل الخياطة ومعامل صنع الحلويات والطعام ومشاريع اخرى من اجل الوقوف على اقدامهن واعالة اسرهن بالرغم من التحديات الكثيرة التي تواجهها والتي تكون متعلقة بعمل النساء بشكل عام ونظرة المجتمع للمرأة العاملة والمضايقات التي قد تتعرض لها ولكن هذا لم يمنعها من اثبات وجودها واستمرت وهذا مايبعث الامل لهذا المجتمع لان المجتمعات ترتقي عندما ترتقي بواقع النساء فيه”.
وتدعو الياس الحكومة والمنظمات المحلية والدولية “الى دعم النساء على كافة الاصعدة وضمان مشاركتهم وتوفير برامج خاصة لهن من اجل اعادة دمجهن في المجتمع خاصة الناجيات منهن وايضا تفعيل وتشريع القضايا القانونية الداعمة لها منها قانون الناجيات والقوانين الاخرى التي تنصفهم كما ان اعادة الاستقرار في مناطقهن هو خدمة كبيرة لهن بالاضافة الى دعمهم بمشاريع صغيرة والاهم من ذلك هو ان يكون للمرأة الإيزيدية وجود في صناعة القرار الاداري والسياسي والاجتماعي والتعامل معها بعقلية تختلف عن عقلية ماقبل ٢٠١٤ لكون النساء الإيزيديات اليوم اقوى واكثر حضوراً من قبل الابادة.”

ويقول الكاتب حسو هورمي ” للنساء الإيزيديات في المخيمات رغم التحديات دور فعال في التجاوب مع محنتهن للتعبير عن رأيهن ورؤيتهن للحياة، بما يكشف عن قوتهن وصلابتهن وطاقاتهن المذهلة في زمن النزوح لإحساسهن بمسئولياتهن تجاه أسرهن وقضيتهن. لكنهنّ تمكنّ من التغلب على المعوقات او التحديات قدر الإمكان ليستطعن تحقيق مبتغاهن والخروج من محنتهن أكثر قوة ومتانة”.
وقال طلال هسكاني (35 عاما ) ناشط مدني ” كان لانفتاح المجتمع الايزيدي و اعطاءه الحرية للمرأة في القراءة و العمل دور في قدرة المرأة الإيزيدية على التغلب على الظروف و المحن و كان للمنظمات دور في الارشاد و التوعية و ان المجتمع الايزيدي مجتمع مفتوح و العلاقات الاجتماعية فيها تحدث بشكل سلس و هذا ما كان له دور بارز التغلب على الكثير من الصعوبات وان قوتهن تكمن في اعتماد الكثير منهن على انفسهن في فتح مشاريع خاصة بهن و كذلك اهتمامهن بالدراسة و هذا ما يزيد من عزمهن في بناء مستقبل لهن رغم الصعوبات في المخيمات و كذلك مناطق العودة ” ويضيف هسكاني ” واقعهن مرير بسبب انعدام فرص العمل و كذلك استمرار النزوح له دور في الكثير من التأثيرات وان المرأة الإيزيدية منذ سنوات اي قبل النزوح كان لها دور بارز في الساحة الاعلامية، السياسية و الاجتماعية فهذا التغير الحاصل ليس وليد اليوم او الامس و انما نتاج كفاحهن و طموحهن في نيل حقوقهن”.
تقول شهامة وهي تمسك القلم ” خسرنا كل ما نملكه في سنجار، ويمكننا التغلب على معاناتنا ووقف مأساتنا بالقلم ومطالبة حقوق ضحايا هذه الإبادة الجماعية التي مازلت مستمرة منذ نحو سبع سنوات بالقلم والفكر السليم، يجب علينا ان نعمل جاهدا لمنع انتشار الامية في مجتمعنا فكل الاعمال والأهداف تتحقق عندما تعمل عليها بجد”.

كتبت هذه القصة ضمن مشروع لمنظمة أنترنيوز لتدريب الصحفيين حول كتابة وإنتاج القصص الصحفية عن القضايا الحساسة المتعلقة بالنوع الاجتماعي (الجندر) في العراق.

شانة اوصمان

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular