الجمعة, أبريل 19, 2024
Homeاراءداود حمو الذي غادرنا بصمت..:صباح كنجي

داود حمو الذي غادرنا بصمت..:صباح كنجي

 

 

صدمة كبيرة بفقدان مبكر لرجل وانسان لا يعوض كان يعمل في أكثر من مجال.. كأنه خلق ليكون رجل ضل.. لا يعبه بالشهرة.. ولا يهتم للظهور في الخطوط الأمامية.. وقانع بإداء دوره بصمت دون مقابل.. تعرفت عليه كصديق وفي.. منذ وصولي الى المانيا منتصف عام 1997.. حينما كان طالباً يدرس الحقوق في جامعة هامبورغ متجاوزاً صعوبة العيش بالاعتماد على مساعدات الضمان الاجتماعي فقط.. وبقي في ضواحيها حيث كان يسكن في مدينة (نور در شتيت) لسنوات.. قبل ان يغادر الى هانوفر ليعمل في أكثر من مجال..

وبقي يواصل النشاط في مجال الاعلام الالكتروني من خلال موقع أصداء قبل ان يتعرف على مدير موقع بحزاني لاحقاً وينسق معه ليصبح المشرف الفني عليه.. الذي شهد تطوراً وتقدماً وتوسعاً في نسبة الكتاب والمتابعين لما ينشر فيه.. وأصبح من المواقع المهمة.. خاصة بعد تشكيل مكتبة بحزاني.. التي أصبحت مرجعاً للباحثين والمهتمين بتاريخ الأديان والمعتقدات..

وكان بالإضافة الى هذا يمارس دوره السياسي بنفس الاسلوب الهادئ.. ويلاحق الأحداث في بلده ويتابع اخبار اهله المنكوبين بألم ووجع كبير.. خاصة في مرحلة الأجرام الداعشي في العراق وسوريا.. كعادته يكون في مقدمة المتوجهين للعمل والنشاط والمشاركة في المظاهرات والاعتصامات.. بالإضافة الى دوره الفعال في خلق أكثر من مؤسسة سياسية.. كانت تعمل وما زالت لرفع صوت المضطهدين والمنكوبين المهجرين في المخيمات بين العراق وسوريا ولبنان والأردن وتركيا.. وبقي يتواصل مع أصدقائه وزملائه في سوريا والخارج من مختلف القوميات ممن جمعهم العمل المشترك والتوجه الإنساني..

بالإضافة الى نشاطه في مجال الدفاع عن اللاجئين ومساعدتهم في المانيا وأوربا وتقديم النصح والمعلومات القانونية لهم بلا مقابل بلا كلل حتى رحيله..

برحيله فقدنا شخصية ونموذجاً راقياً للإنسان النقي الذي كان يحمل هموم المعذبين والمضطهدين وكرس الجهد الأكبر من حياته للدفاع عنهم..

رحيل.. يشكل خسارة لعائلته وذويه واصداءه ومحبيه لا تعوض..

لترقد روحك بسلام..

ـــــــــــــــــــــــــــــ

صباح كنجي

16 نيسان 2012

 

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular