الجمعة, مارس 29, 2024
Homeاراءتهديم المزارات والرموز الدينية الإيزيدية : حسو هورمي

تهديم المزارات والرموز الدينية الإيزيدية : حسو هورمي

‏الكتاب الاول من نوعه للتوثيقي ميسر الأداني الذي يتناول الإبادة الثقافية للإيزيديين من جانب علمي وساكتب عرض قصير عن الكتاب بهدف التعريف والترويج له .
البطاقة التعريفية للكتاب
عنوان الكتاب : تهديم المزارات والرموز الدينية الإيزيدية ” داعش تتوارث معاول الجريمة ” .
المؤلف: ميسر الأداني
مراجعة وتقديم : حسو هورمي
الإخراج الفني والتصميم : حسن عمر
الطبعة الاولى 2021
يتألف الكتاب من ثلاث فصول ، و230 صفحة مصورة .
من منشورات لينا للنشر والتوزيع
طبع الكتاب على نفقة المنظمة الإيزيدية للتوثيق.
الكتاب متوفر في مكتبة خاني بدهوك ومكتبات اخرى.
الإبادة الثقافية جريمة صامتة ، لا يشعر التاريخ بوجودها الا بعد توثيقها
إن الجرائم التي ارتكبها الدواعش بحق الاقلية الدينية الإيزيدية، تجلّ عن الحصر وتفوق الوصف، فقد طالت هذه الجرائم الارض والانسان والحضارة والثقافة والهوية والتاريخ الخاصة بأهالي المنطقة، وسنحاول في هذا البحث التوثيقي الذي بدأت ملامحه تظهر بمناقشتنا الجدية في النصف الاول من عام 2016 ،حيث نتعرض فيه إلى موضوعة تهديم معابد ومزارات وقبور وأضرحة ونياشين الإيزيدية من قبل دولة الخلافة الاسلامية “داعش” من خلال التواصل مع اهالي المنطقة المعنيين بشان هذه المزارات وزيارتها وجمع الاحصائيات والبيانات الخاصة بعملية تدمير التراث الايزيدي من صور وارقام وتواريخ ….الخ، كي تكون مصدرا موثوقا للمهتمين بالإبادة الجماعية من منظمات دولية وهيئات اممية وباحثين ومؤرخين من جهة وتبين للعالم الحر مدى فضاعة جرائم داعش التي ارتكبت بحق هذه الاقلية الدينية المسالمة وعلى كافة الاصعدة الحياتية، لا لشئ سوى انها تختلف عن الاخر في العقيدة ، من جهة اخرى .
بهدف طمس هوية الإيزيدية كاقلية دينية عريقة قام داعش بتدمير كل ما يمت إلى تاريخها الحضاري والإنساني في محاولة لازالة الشواهد والآثار المتعلقة بها ، إنه مشهد مؤلم ومثير للانتباه كونها جريمة بحق التاريخ والحضارة الإنسانية لن تغسلها إدانة من هذه المنظمة الدولية او هذا المسؤول الأممي أو ذاك السياسي المتآمر الداعم للإرهاب ، بل ستظل وصمة عار في جبين التجار وسماسرة الحروب ,الهدف من كل ذلك هو مسح أي ارتباط لأهالي هذه المنطقة بالتأريخ وجعلهم جماعات مشردة بدون هوية حضارية،أو انتماء للأرض .
ان ارتكاب داعش جريمة الإبادة الجماعية بحق الإيزيديين كانت تهدف بالمقام الاول القضاء على الهوية الإيزيدية الدينية والثقافية ومحو آثارها وازالتها من جذورها، فالصور المحزنة لتدمير 69 من المزارات الايزيديية تؤكد محاولة هؤلاء الظلاميون البائسة لطمس هذه الهوية والتحطيم النفسي للفرد الايزيدي وفتح ثغرة جديدة في جسده الذى طال التآمر عليه باساليب متعددة، فينزف جرح جديد فى جسد مثخن بالجراح، فتكرس القنوط فيهم من التجذر بارضه والتمسك بهويته .
لقد ابدع الناشط التوثيقي ميسر الأداني في فهرست جغرافية ومكان واسم المزارات ومتوليها مع معلومات تاريخية عنها وايضا تاريخ تدمير كل مزار من قبل داعش في سنجار وبعشيقة وبحزاني ومجمع بابيرا.
أُعلن سعادتي بالتجوُّلِ مع الموثق الميداني ميسر الاداني في هذه الجولاتِ المنتجة في شنكال وبعشقية وبحزاني وبابيرا ،والتي اثرت في كثيرا، من خلال تبادل الافكار منذ لحظة الشروع بالمشروع مرورا بمراجعة وتقديم الكتاب الذي يمتلكُ سرَّ استدعاء المهتمين والمتابعين للشأن الايزيدي لأكثرَ من قراءة واحدة ضمن حالة التنبيه التي يتيحها، كون العمل بهذا الحرص على التوثيق لما حبَّره قلم صديقنا الأداني يؤكد ما للتوثيق الميداني من قيمة علمية وتاريخية وحضارية ومهما كان حجم هذا التوثيق ضئيلا، يبقى دون ريب افضل بكثير من التنظير والكتابة في الموضوع ذاته دون تقديم معلومات مسندة، ولأنّ المعرفة مسؤوليّة والكتب المطبوعة في هذا المبحث نادرة وقد تكون هذا الكتاب هو الاول من نوعه .
في رحلةِ القراءة هنا بين طيَّاتِ هذا العمل الجاد، الذي يطوفُ بنا على معالِمَ شاهدةٍ من جرائم داعش في الإبادة الثقافية والتدمير المنهجي للتراث الانساني ، وتغييب للهوية وإلحاق قسري بالآخر ،فضلا عن تهميش الوعي بالوجود الايزيدي الشنكالي ، كل هذا ينعكس سلبا على السلم الأهلي في المنطقة على المدى البعيد .
RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular