الثلاثاء, أبريل 16, 2024
Homeاخبار منوعةبسبب تخلف جيشها.. خسرت روسيا الحرب العالمية الأولى

بسبب تخلف جيشها.. خسرت روسيا الحرب العالمية الأولى

بسبب تخلف جيشها.. خسرت روسيا الحرب العالمية الأولى

الجيش الروسي افتقر للعدد الكافي من البنادق والذخيرة

نشر في: آخر تحديث:

ما بين عامي 1914 و1918، شهدت الحرب العالمية الأولى انهيار العديد من الإمبراطوريات التي هيمنت على مناطق شاسعة من أوروبا طيلة القرون السابقة. وإضافة لإمبراطورية النمسا المجر والإمبراطورية الألمانية، شهدت الإمبراطورية الروسية بقيادة القيصر نيقولا الثاني نهاية تراجيدية تجسدت أساسا في مذبحة يكاترينبورغ (Ekaterinburg) خلال الليلة الفاصلة بين يومي 16 و17 تموز/يوليو 1918 التي اغتيل خلالها القيصر نيقولا الثاني رفقة زوجته وابنه ألكسيي وبناته الأربعة على يد البلاشفة.

إلى ذلك، تربّع القيصر الروسي عشية اندلاع الحرب العالمية الأولى على واحدة من أكبر الإمبراطوريات بالتاريخ حيث حكم الأخير 150 مليون نسمة وامتدت مساحة بلاده ما بين المحيطين الهادئ والأطلسي. لكن مع اندلاع الحرب يوم 28 تموز/يوليو 1914، انكشف للعالم ضعف جيوش الإمبراطورية الروسية التي حققت نجاحات محدودة وتكبدت هزائم وخسائر فادحة.

إمكانيات محدودة للجيش

في الأثناء، جاءت الحرب العالمية الأولى لتثبت ضعف وتهالك روسيا القيصرية. فعقب الهزيمة المذلة ضد اليابان بحرب 1904 – 1905، شهدت روسيا جملة من الأحداث الدامية التي زادت من كراهية الروس للقيصر نيقولا الثاني. فيوم 22 يناير/جانفي 1905، عاشت البلاد على وقع أحداث الأحد الدامي التي قتل خلالها جنود القيصر أعدادا كبيرة من المحتجين السلميين قرب قصر الشتاء.

وسنة 1912، قمعت القوات القيصرية بشراسة احتجاج عمال مناجم الذهب بلينا وقتلت أكثر من 200 منهم. وقد تزامنت هذه الأحداث حينها مع تدهور الظروف المادية والاجتماعية للعمال بالمناجم والمصانع لتزيد بذلك من حدة غضب وسخط الروس على النظام القيصري.

من ناحية ثانية، أعاق النظام القيصري طيلة سنوات عملية تحديث روسيا. وبسبب ذلك، عانت الأخيرة من تأخر تقني واجتماعي مقارنة ببقية دول أوروبا الغربية. ومع اندلاع الحرب العالمية الأولى، امتلك القيصر الروسي نحو 800 ألف عسكري بالخدمة افتقر العديد منهم للبنادق. وأثناء فترة التدريبات، أجبر نسبة كبيرة من جنود القيصر على التدرب اعتمادا على بنادق قديمة يعود تاريخ ظهورها لمنتصف القرن التاسع عشر.

وبناء على مصادر تلك الفترة، أقحم عدد من الجنود الروس بالمعارك دون أسلحة واضطروا للانتظار على جبهات اقتال لاستلام بندقية أحد القتلى. أيضا، امتلك الروس كميات محدودة من الذخيرة. وبسبب ذلك، أجبر جنود القيصر على استخدام عدد محدد من الرصاصات يوميا وتعرضوا للعقاب في حال تخطيهم لهذا العدد.

خسائر مذلة

من خلال قرار صادم، اتجه القيصر الروسي نيقولا الثاني لقيادة الجيش، على الرغم من افتقاره للخبرة العسكرية، تاركا بذلك مهام الاعتناء بالعاصمة سانت بطرسبرغ لزوجته ألكسندرا ذات الأصول الألمانية والشعبية المتدنية حيث أثارت الأخيرة حينها غضب أهالي العاصمة الروسية بسبب ثقافتها الألمانية وكرهها للتقاليد الروسية والقصص التي تناقلها الجميع عن علاقاتها المشبوهة وتخابرها مع الألمان.

وبعد نحو شهر من اندلاع المعارك، تلقى الروس هزائم متتالية كانت أهمها بمعركة تاننبرغ (Tannenberg). في أواخر أغسطس 1914، كادت القوات الألمانية أن تقضي بشكل كامل على الجيشين الأول والثاني الروسيين فكبّدتها خسائر جسيمة قرب بروسيا الشرقية حيث قتل وأصيب نحو 70 ألف عسكري روسي ووقع 100 ألف آخرون أسرى في قبضة الألمان.

وما بين شهري أغسطس وسبتمبر 1915، باشر الجيش الروسي انسحابه الكبير وتخليه عن بولندا أمام تقدم القوات الألمانية والنمساوية. وفي خضم المعارك ببولندا وغاليسيا، بلغت الخسائر الروسية أرقاما قياسية وغير مسبوقة حيث قتل وأصيب نحو نصف مليون جندي بينما وقع مئات الآلاف أسرى بقبضة الألمان. إلى ذلك، مثّل الفلاحون الروس أهم ضحايا هذا النزاع حيث أجبر عدد كبير منهم على التطوع بالجيش للدفاع عن النظام القيصري الروسي. وتزامنا مع فقدانهم لأبنائهم، رفض أهالي هؤلاء الجنود سياسة نيقولا الثاني وطالبوه بإخراج روسيا من الحرب وإعادة أبنائهم.

وأمام تواصل الهزائم وتفشي المجاعة، شهدت العاصمة سانت بطرسبرغ احتجاجات مطلع العام 1917. وتزامنا مع التحاق العديد من الجنود بالمحتجين بالعاصمة ضغط قادة الجيش على القيصر نيقولا الثاني وأجبروه على التنازل عن العرش يوم 15 آذار/مارس 1917.

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular