الخميس, أبريل 25, 2024
Homeمقالاتالشرط المشبوه : سعاد عزيز

الشرط المشبوه : سعاد عزيز

مع إن الذي يبدو من سياق الاحداث والتطورات الجارية أمام وخلف کواليس محادثات فيينا، إن هناك عزم على المضي قدما من طرفي المحادثات بإتجاه التوصل لإتفاق نووي بشأن البەنامج النووي الايراني، لکن ليس هناك من بإمکانه أن يضمن بأن النظام الايراني سوف يلتزم مستقبلا بما قد وقع عليه ويقوم بتنفيذه کما هو مطلوب، ذلك إن هذا النظام معروف بتقديمه شرحا وفهما مغايرا للبنود بحسب مقتضيات مصلحته کما حدث وجرى بالنسبة لقضية صواريخه الباليستية في إتفاق عام 2015.
الجدل الدائر بشأن الشرط الذي وضعه النظام الايراني بشأن إزالة الحرس الثوري من قائمة المنظمات الارهابية للتوصل الى الاتفاق المطلوب، الى جانب إنه شرط مشبوه فإنه ليس هناك من يمکنه أبدا ضمان”تعهد خلف الکواليس”المقدم من جانب النظام خصوصا إذا ماکان هناك أيضا إمکانيات مالية کبيرة بإطلاق المليارات المجمدة بحسب الاتفاق النووي، فإنه عندئذ هناك ألف طريقة وطريقة لهذا النظام کي يلتف على إلتزاماته ويجب أن لاننسى هنا إن النظام الايراني قد وضع طرقه واساليبه التي يتبعها للإلتفاف على العقوبات وعلى إلتزاماته الدولية أمام الروس بعد غزوهم لأوکرانيا لکي يستفادوا منها!
بهذا السياق فإن تأکيد مسؤولون أميركيون وإسرائيليون، مساء الأربعاء المنصرم، من أن إيران لم توافق على الالتزام علنا بخفض التصعيد في المنطقة، مقابل إزالة الولايات المتحدة، الحرس الثوري الإيراني من قائمة الإرهاب، نقلا عن موقع “أكسيوس” الإخباري، يمکن أن يکون بسبب إن هذا النظام لايريد إعلان الحقائق أمام العالم کله لأن ذلك يقلص کثيرا من مساحات مراوغاته ومناوراته ولعبه وتحايله في حين إن الامر لو أصبح خلف الکواليس وبعيدا عن أنظار العالم فعندئذ فسوف تکون المساحات المخصصة له کبيرة ويمکنه من التحرك واللعب فيها بکل راحة.
حاجة النظام الايراني الماسة للحرس الثوري وإشتراطه الملفت للنظر على إزالته من قائمة المنظمات الارهابية يأتي لأنه يواجه ظروفا وأوضاعا بالغة الحساسية والخطورة على صعيدي نفوذه في بلدان المنطقة حيث تراجع دوره وظهور بوادر رفض شعبي واضح له في العديد من البلدان وأوضاعه في داخل إيران من حيث تزايد الاحتجاجات الشعبية ووجود بوادر إمکانية إندلاع إنتفاضة شعبيىة أخرى بوجهه الى جانب تصاعد دور ونشاط وحدات المقاومة التابعة لمنظمة مجاهدي خلق في سائر أرجاء إيران وتعانها وتنسيقها بشأن التحرکات الاحتجاجية ضد النظام، ويبدو واضحا بأن الورقة والوسيلة الوحيدة بيد النظام من أجل التصدي لأوضاعه وظروفه السيئة إقليميا وداخليا ليس إلا الحرس الثوري، وعندما سيوافق الغرب عموما والامريکيون خصوصا على هکذا شرط، فإن ذلك يعني إن الغرب والولايات المتحدة سيضعون أنفسهم ليس في مواضع الشك بل وحتى أکثر من ذلك!

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular