لقد كتبنا الحلقات الخمسة السابقة عن "لماذا تخلّف الايزيديون؟" في ظرف قصير، وبذلك لم نعط الوقت الكافي للقراء الكرام لكي يدلوا برأيهم فيهم. ورغم استلامنا لبعض الردود المشجعة، إلا أننا لم نسلم من القذف والشتائم من العيار الثقيل ايضاً وكأنه بعملنا هذا، ننهش في جسم من لايريد لهذه الملة سوى الابقاء على حالها من التخلف ولا تريد لها أن تتبصر الحياة وتضع اصبعها على الجرح الذي لا يزال ينزف دماً وقيحاً. ولابأس في هذه الحلقة من التطرق أيضاً إلى بعض المقترحات والحلول لعبارة "لماذا تخلفنا".
ولو رجعنا بذاكرتنا ودققنا النظر في رأي الاخرين بنا، أو بالاحرى أحد أسباب تأخرنا، فأول ما يتبادر إلى أذهانهم في أول ذكر للإيزيدي هو، ساحات العمال وذلك الانسان الهزيل، الفطري، الشاحب، ذي الشاربين، والمهلهل الذي خلق محكوماً عليه بالاعمال الشاقة، وهو يركض خلف سيارات المقاولين وأصحاب العمل ليعمل في البناء وحمل الطابوق وكتل الخرسانة. وأن هويتهم وديدنهم في الفوز لدى أصحاب العمل هو الجدية في العمل بكل إخلاص ودقة ونزاهة لأنه تربى على تلك الذهنية مستلهما من تعليمات ديانته الاخلاص وعدم التعامل مع الغش أو النفاق أو الكذب. وكان ذلك الاخلاص هو نفسه السلوك الذي تعامل به سواء كان ذلك في العمل اليومي، أو في الجيش أو أثناء تاديته لواجباته الوطنية مهما كانت نوعيتها. أو عندما كان يعمل في حقول الدواجن، أو في العمل الزراعي؛ أي (القناعة) بالعمل في أصعب المهن وأكثرها إرهاقاً وبأقل الاجور، وكان هذا من بين أهم الاسباب التي دعته مضطرا للقبول بالتبعية، والشد به نحو الوراء، وما ترتب عليها من تخلف اقتصادي واجتماعي وعلمي وثقافي.
وقد تعرض الكثير منا ممن اخترقوا الحواجز الحديدية وأكملوا تعليمهم الجامعي إلى القول من قبل الغير وهم يقولون لنا بأنكم لا تشبهون الايزيديين، ضّنا منهم بانه يجب ان يبقى الايزيدي ذلك الانسان الذي لا يغادر ساحات العمال وكما تم وصفه فيما سبق. أو يجب أن نكون ونبقى كما تصورتها مخيلتهم هم، وليس كما يجب أن نكون نحن عليه. وبعبارة أخرى فهم الذين يجب ان يختاروا لنا ما نحن عليه، وما يجب أن نكون عليه حسب قياساتهم، وكما يريدوننا. أو كانوا في أحسن الاحوال يتجاهلون بأنهم قد تعاملوا مع إيزيديين يعملون في دوائر الدولة ولم يعرفوا عنهم طبيباً ناجحاً أو أستاذاً متميزاً أو مهندسا يدير مشروعاً حيوياً، إلا من خلال ما تعلق في ذهنيتهم بأنهم متواجدون فقط في ساحات العمال وباب الطوب بشكل خاص وفنادقها المتواضعة وهم يدخلون افواجا في مقاهي باب الطوب التي كان يغني فيها الفنان المشهور آنذاك المرحوم "بير كرو" بشكل اساسي. وبقت تلك النظرة ملازمة حتى للأستاذ الجامعي لان الاخر كان ينظر للأستاذ أو الطبيب أو المثقف الايزيدي من خلال ما تعلّق بذهنيته، فكان يقف أمام المثقف الايزيدي ولكنه يتخيل إنساناً بثوب عامل في ساحة العمال أو يعمل في حقل دواجن أو في مزرعة أحد الاقطاعيين. وكمحصلة فإن الآخر لم يكن يتصوّر الايزيدي إلا كائناً ذليلاً أمامه، وإن وجده مثقفاً ومتمكناً منه، عرض عليه أن يدخل الدين (الحق)، عارضاً عليه الجنه وكأن الجنة عبارة عن أرض تابعة لبلدية يديرها هو وأبوه ويوزع فيها الاراضي كيفما شاء ولمن يشاء حسب (شرع الله).
بهذه العقلية الفجة كان وما زال المقابل يتعامل مع الشخص الايزيدي مختزلاً نضاله وإخلاصه وشخصيته وتراثه وتاريخه ووطنيته وحتى معتقده في هذه الدعوة الرخيصة المستهلكة البالية. وكان من الطبيعي ايضاً أن تنتقل بعض آثار وانعكاسات تلك الصفات إلى الاجيال التي تلت تلك الايام بسبب ما كانوا يعانون من التهميش والتحقير والعيش في ظروف نفسية منكسرة ومقهورة. ولكن بالرغم من كل ذلك كان الايزيديون يتحولون إلى أسود كواسر عندما كانت تتعرض كرامتهم للمهانة، أو يحاول المقابل أن ينتقص من إعتبارهم وشهامتهم، مهما كان منصب المقابل أم صفته أو مقامه السياسي او الاجتماعي، وكان الآخر يتحول بالمقابل إلى شخص ذليل أمام شراسة الايزيدي الثائر انتقاما لذلك الانتقاص المتعَمد.
إذن هكذا بدأنا حياتنا الصعبة، وهكذا تعامل الآخر معنا ولا يزال، وهكذا يجب أن نخترق هذا الثوب ونمزقه ونبرهن عكس ماكان يتصور. ولكننا يجب أن لا نتخلَ عن عنصر الكرامة والشهامة التي رافقانا على مدى الدهر وتميزنا بها. وهي عناصر يجب أن نفتخر بها لأنها من العناوين الاساسية التي لازمتنا، وبها قاومنا حملات الابادة، ومن خلالها عرَفَنا العالم وشهِدوا لنا، واستشهدوا بمقاومتنا العنيدة وسط موجات الغزو والتكفير والابادة. وكنا نتحلى بتلك السمات لغاية سبعينات القرن الماضي، ومع بداية التسعينات تغيرت الاحوال بزاوية حادة عندما حفر الحصار في عظم المجتمع الايزيدي وذاقت به السبل وجعل منه إنساناً ضعيفاً أمام متطلبات العيش. وأني إذ أعتبر بأن تلك الفترة هي القشة التي أخترقت وقسمت ظهر المجتمع الايزيدي؛ ومنها، ومن خلالها دبّ الخراب في جسمه ونخرته كالسوس من العمق بشكل عام بعد أن كانت مقتصرة على حالات فردية، وبالتحديد في فترة العيش في ربيعة.
فبعد أن كان الآخر يهاب الايزيدي ويحسب له الف حساب حتى عندما كان يعمل في الحقل أو المزرعة أو كعامل بناء، بدأ يتقبل الذل والمهانة، واخترقه الآخر من زاوية الفقر بما في ذلك ما سرى من الدم الفاسد مقابل الحفاظ على مكانه لإعالة عائلته وإدامة ضرورات حياته. ولكن ستبقى تلك الأيام وصمة عار ووضاعة بقيم وشيم الجيرة في جبين شمر ربيعة لما اقترفوا من أخطاء بحق الايزيديين واستغلال ظروفهم القاسية، ويجب أن لا ننس الدور السلبي للحكومة آنذاك في خلق وتفعيل تلك الظروف بتهميش مناطق الايزيدية بتعمد سياسي-ديني مسبق.
فهل نسينا تلك المآسي، أو هل يجب أن ننسى تلك الأيام السود وتداعياتها السلبية؟ ومتى نستفيد إذن من عبر التاريخ؟ وهل التاريخ هو فقط عبارة عن أحداث تمر على الشعوب من غير أن يتم تحليل حيثياتها وتداعياتها؟ فالعمل شرف وليس فيه من عيب، ولكن كل العيب في أن تبقى تعمل في المهن التي تعزز فيك عنصر التخلف ولا تستفيد من الفرص وتستغلها لصالح تطورك وتقدمك وتوظف امكانياتك الذهنية في مغادرة ما يسبب لك تعطيل عجلة تقدمك.
ومن خلال متابعاتي لسلوك الفرد الايزيدي وعامته وحتى غالبية مثقفيه، أرى بأنه يفقد الكثير من التوازن في الفترات الانتقالية وأثناء المواقف الحادة ويظهر عن تعاطفه بشكل سريع بحيث يعطي للآخر إشاره بأنه من السهل اختراقه والاستفادة من امكانياته بدون مقابل، وبدون أن يفرض استحقاقاته، أي ليس له استراتيج على المدى البعيد. والشيء المهم الثاني هو أنهم لا يستوعبون دروس وعبر التاريخ بسهولة إلا عندما تصطدم جبهتهم بالواقع حيث يكون قد فات الوقت على استعادة اعتبارهم، فهم سهلي الانقياد وساذجي التفكير. فلا يتحسبون ويحللون المواقف قبل الوقوع في الفخ، ولكن بعد ذلك من الصعب أن يخرجوا منها كما دخلوا، أو على الاقل يكونوا قد دفعوا ثمنا باهضاً لوقوعهم في ما نصب لهم من الفخاخ والمكائد. وبذلك، فإن إحد أهم اسباب تخلّف الايزيديين هو تلك السذاجة والبساطة والثقة العمياء في التعامل مع المقابل، ومرّد كل هذا لابد من أن يكون من الجهل وقلة التعليم وتبعية المثقف.
فالحياة تطورت، ولغة المصالح بدت تفرض بنفسها ويجب أن نفهم ويتفهم الذين سيحرزون على قيادة المجتمع في المراكز السياسية والحساسة بأنهم ليسوا ملكا لأنفسهم فقط، وإنما يحتلون مواقع باسم المجتمع، وتقع على عاتقهم الكثير من المسئولية الاخلاقية والعمل الواجب تحقيقه سياسياً واجتماعياً واقتصادياً وامنياً وثقافياً. وعليهم أن يوظفوا امكانياتهم لتطوير أنفسهم ومجتمعهم بما يتناسب مع الحياة وروح العصر والحداثة. لذلك نقول، كفانا لوم رجال الدين وشيوخ العشائر عن أعمال لم يقدروا أن يحققوا أكثر، على الرغم من أن تأثيرهم السلبي لازال مؤثراً جداً. وعلينا المشاركة في صنع الحياة العصرية، وترك الخلافات الشخصية والانخراط بدون مقاصد مبيته في العمل السياسي لانه الضمانة الاكيدة والوحيدة التي يمكنها أن تنتشلنا من هذا الواقع المرير. فالمشاركة الجدية في الانتخابات القادمة سيكون لها أبلغ الاثر في المستقبل الايزيدي سياسياً وأمنياً وعلى مستوى التعبئة والتهيؤ لطفرات نوعية باتجاه تحقيق الاهداف وتعزيز الذات، فيما إذا أحسننا التعامل معها واخترنا الصح من الخطأ.
فهيا يا شباب للإنخراط في العمل الجدي والمشاركة الفعالة في اختيار ممثليكم وحسب قناعاتكم، وتمزيق ذلك الثوب المهلهل وشد الاحزمة لتبديد تلك النظرة الدونية من خلال العمل الدؤوب كما فعلها السود في أمريكا من خلال التعليم الجيد والبحث عن النقاط المضيئة التي من الممكن الاستفادة منها في رسم مستقبل مشرق لمجتمعنا ضمن هذا الشعب الخيّر الذي سيكّن لنا كل الاحترام إذا ما تمسكنا بأخلاقيتنا المعهودة في الاخلاص في العمل والوظيفة وميادين الحياة المختلفة؛ في الرياضة والزراعة والثقافة والتجارة والتعليم واحترام المرأة وحقوقها. فيجب أن نبحث عن ابطال في كل زاوية، وفي كل شريحة اجتماعية، وفي كل مكان ليبرزوا ويرفعوا صوتنا عاليا لكي يتعرّف علينا الاخر ويعلم بأننا لا نختلف عنه سوى في تفويت الفرص علينا من غير حق. ومتى ما توفرت تلك الفرص، فإننا لا نختلف عن أبرزهم خلقا وشجاعة وذكاءً، ويجب أن نقّدر امكانياتنا ونعلم بأنه لا مستحيل في الحياة مع توفر عنصر الارادة المبرمجة.
فليس سهلاً على المجتمعات البسيطة التي من حجمنا، والتي عاشت وعانت الويلات في وسط لا يعترف الآخر بوجوده، أن يحقق ذاته. ولايمكنه أن ينهض مالم يخترق الواقع بالعلم والمعرفة والعمل النوعي فارضا نفسه رغماً عنهم من خلال توحيد الجهود وتركيزها بيد مجموعة تحسن العمل والتعامل، وتستطيع التصرّف بحكمة مع المتغيرات. ويبدو بأن هذه هي النقطة التي يراهن عليها الآخر بحيث يجب أن لا تتحقق ولا ترَ النور لانها تتقاطع مع مصالحهم، مدركين أهمية الدور السياسي. وهي مفهومة ومهمة من قِبل مَن لايريد أي جمع بين أطراف هذا المجتمع البسيط لكي يبقى هامشياً، ويجتر التخلف ويحقق للغير ما يصبو إليه من غير أن يكون له نصيب في المقسوم.
إذن، فالتخلّف لم يكن اختيارنا طوعاً، ولم نكن متخلفين بالفطرة، ولم يأتِ ديننا بالتخلف بدليل تعليماته التي تقول؛ إذا تريد أن تمد يد العون والمساعدة للغير، فلا تسأله عن دينه. والقول؛ اللهم تشمل العالمين برحمتك ونحن معهم، فهل أكثر من هذه الدعوات إنسانية؟ ولكن الآخر فرِض التخلّف علينا فرضاً رغماً عنا بسبب الفتاوى الدينية وحملات الابادة. انظر (فتوى مفتي العمادية ابو السعود العمادي 896-982ه أن اليزيدية أشد كفراً من الكفرة، الامام أحمد 164-241ه، أبا الليث السمرقندي المتوفي سنة 373 ه، فخر الدين الرازي 544-606ه، أباح قتل اليزيدية وابكارهم وزوجاتهم وإباحة أسر نسائهم وذراريهم. عبدالله الربتكي 1060-1159ه، أعتبر اليزيديين مرتدين كفار بلا كتاب وبلا دين كافرين ويحل للسلطان مالهم ودمهم حتى يرجعوا عن ما هم فيه من ظلالة وكفر)، وغيرهم الكثير. لاحظ ماجاء في الفتوة بحيث يربط الدين بالسياسة وهو يقول "يحل للسلطان".
لنرَ، كيف تفوقت اليابان والمانيا التي دمرتا في الحربين العالميتين على أمريكا علميا واقتصاديا نسبياً، ولنفحص ما دعاهم إلى ذلك التفوق، ولنأخذ من الشريحة السوداء في أمريكا وماذا حصل لها. وقد يقول قائل بأنك إنسان مثالي بطرحك هذا عندما تقارن هكذا مواقف، بل إنك أكثر من خيالي وفوق الواقع. ولكني أرى الأمور بغير تلك العين عندما أستحضر أمكانياتنا التي لمستها بين طلبة الجامعة وتفوقهم من بين الالوف، ولسنا بحاجة سوى إلى موجّه ملهم، مخلص وشجاع يستطيع لملمة الشتات المبعثرة وتوظيفها وصياغتها.
فإننا بالتاكيد لا نستطيع أن نحمل "الرمانتين باليد الواحدة" كما يقول المثل، ولكننا نستطيع أن نرتب الامور حسب الأولويات ونختار الافضل من بينها. فماهي الاولويات إذن؟ وكيف يمكن ترتيبها؟ وما هو الافضل؟ فأولى الاولويات من وجهة نظري المتواضعة هو ترتيب وضع سياسي يجمع بين المختلفين، لان في ذلك الضمانة الاكيدة للمطالبة الحقة بحقوق الاجيال في الوقت الراهن، وهي نقطة الضعف التي يراهن مَن لايريد للإيزيدية التقدم بوجوب عدم التحقق. أما كيف يمكن أن يتحقق هذا الوضع السياسي المختلف؟ فهو ليس من السهولة أن يتحقق، ولكنه ليس مستحيل التحقيق. فالاحزاب الكردية تناحرت وملأت ارض كردستان من خيرة شبابها، ولكن عندما تطلّب الامر، تضامنت ونجحت في تحقيق الكثير لشعبها.
فلنعطِ الوقت للذين يعملون مع الاحزاب السياسية الايزيدية والكردية لكي يبرهنوا على صحة دعواهم بأنهم القادرون على تحقيق الحد الادنى للمطاليب المشروعة للمجتمع الايزيدي، وهنا بالطبع يجب عدم ترك الساحة من غير رقيب يتماشى مع الوضع الذي اختارته تلك المجموعات. فالتغيير الكامل محال في الظرف الراهن، ولكن لا بأس من التفكير في التغيير الجزئي على أساس الاختيار بوضع اليد على أهم العوامل التي جعلتنا أن ندور في حلقة فارغة، ومن ثم دراسة الالية التي تمكننا من تجاوزها على ضوء معطيات واقعية بدراستها وتمحيصها.
وليكن الاختيار الاول بجانب الجهد السياسي يبدأ من جهود بابا شيخ وبإشراف ورعاية سمو الامير تحسين بك والمجلس الروحاني (صاحب الايميل الجديد)، بدراسة امكانية المصالحة بين مختلف القضايا والقتل واختلاف رؤساء العشائر الذين نهشوا الجسم الايزيدي من خلال حملة من اللقاءات والمشاورات والدعوات لعقد العديد من الجلسات التمهيدية لبلورة مجموعة من الافكار بحيث يبدأ العمل بالقضايا الاسهل ومنها صعوداً لللأعقد لأكتساب الخبرة وجمع المتناقضات بعد فرزها من القضايا المتفق عليها، بهدف تسهيل العمل بالتعاون مع الوجهاء والسياسيين. فكما قلنا لا يوجد مستحيل مع النية الصادقة، وأكبر الادلة على ذلك هو المصالحة بين عائلة قاسم ششو وقاسم سمير والتي كانت تعد واحدة من أعقد القضايا العشائرية في تاريخ الايزيدية، فنبارك لهم ذلك ونتمنى للآخرين أن يحذوا حذوهم.
فأرى بأن على بابا شيخ (وهذه اعتبرها دعوة مفتوحة وملحة لسماحته ليطرحها بدوره على المجلس الروحاني) تبويب غالبية المشاكل التي مزقت الهيكل الايزيدي، وفرْزِها عن البعض ودراستها بجدية وبمشاورة القانونيين والوجهاء وخاصة الذين يمتازون بالخبرة ونزاهة الشخصية بحيث يكونوا مقبولين من جميع الاطراف، ومناقشتها من جميع جوانبها، وبالتالي البدء بوضع الحلول الافتراضية من قبل اللجان التي تشكلت لذلك الهدف. وهنا لايشترط أن يتم حل جميع المعضلات بالعصا السحرية، وإنما أي تقدم وفي أية قضية يعتبر إنجازاً كبيرا. وهكذا العمل ايضا مع القضايا التي لم تحل بعد، وتأجيلها لمراحل اخرى لحين تهيئة وإنضاج الظروف الموضوعية لإيجاد الحلول االمقبولة لها. وأقترح كذلك بفتح موقع على الانترنت لاستقبال الاراء والافكار والمقترحات والحلول من مختلف الجهات والشخصيات السياسية والقانونية والنسوية والمراكز الثقافية، وليس الاكتفاء فقط بعمل بريد الكتروني. وبذلك ستكون لدينا قاعدة معلومات يمكن الرجوع إليها ووضع اليد على جميع المشاكل بهدف وضع الحلول المناسبة لها تباعاً وحسب حجم المشكلة. فعلى بركة الله ومنه العون والتوفيق.
علي سيدو رشو
القاهرة في 11/1/2009