الخميس, أبريل 25, 2024
Homeمقالاتقتل قاسم سليماني جريمة ضد الانسانية : منى سالم الجبوري

قتل قاسم سليماني جريمة ضد الانسانية : منى سالم الجبوري

لانبالغ أبدا إذا ماقلنا بأن خبر قتل قاسم سليماني، بقدر مانزل نزول الصاعقة على رأس القادة والمسٶولين في نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، فإنه نزل بردا وسلاما على قلوب ونفوس شعوب بلدان المنطقة خصوصا والعالم عموما بل وحتى ساد شعور بالارتياح والبهجة لأن سليماني لعب دورا دمويا من الصعب جدا نسيانه ولاسيما وإن آثار وتداعيات دوره لازالت باقية لحد الان. ولأن الدور والخدمة التي قدمها سليماني للنظام لم يتمکن خليفته قاآني من ملئ فراغه فإن النظام من جراء ذلك يعاني الامرين ولايزال يثير قضية مقتله ويطالب بالتحقيق في مقتله.

أکثر ماقد لفت النظر هو ماجاء في تصريحات في مقابلة صحفية مع شبکة”سي. بي.إس” وهو في غمرة الاستعداد للذهاب الى نيويورك للمشارکة في الدورة ال77 للجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث أشار فيها الى قضية مقتل قاسم سليماني بصورة غير مسبوقة عندما قال إن إصدار:” الأمر بقتل الجنرال سليماني من قبل الحكومة السابقة وترمب نفسه كان جريمة معادية للإنسانية”! والجريمة ضد الانسانية لها مواصفات من أهمها إنها ترتکب ضد مجموعة کبيرة من البشر العزل ومن دون وجه حق، لکن هل کان سليماني أعزلا؟ وهل کان بريئا ولاعلاقة له بکل تلك الاحداث السلبية التي جرت في المنطقة خلال فترة قيادته لفيلق القدس الارهابي؟

الامر الذي يدعو لإثارة السخرية والتهکم بأکبر قدر ممکن، هو إن رئيسي الذي يصف مقتل سليماني بالجريمة ضد الانسانية، هو أساسا متورط في مجزرة صيف عام 1988 الخاصة بآلاف السجناء السياسيين حيث کان عضوا في لجنة الموت الرباعية التي نفذت المجزرة، بل وحتى إن هناك محکمة في نيويورك أمامها دعاوي ضد رئيسي لدوره الرئيسي في تلك المجزرة، وهو عندما يصف مقتل سليماني ذو الماضي الدموي على مختلف الاصعدة بأنه جريمة ضد الانسانية، فإنه سبق له وإن وصف دوره في مجزرة 1988، من خلال رده على سٶال لأحد المراسلين الصحفيين بأنه کان”دفاعا عن حقوق الانسان”، ولاريب من إن المقارنة بين وجهتي النظر من جانبه يدل على أية معايير شاذة وبعيدة عن کل المعايير والقيم الانسانية يستند.

هناك ملاحظة مهمة لابد من أن نشير إليها ونحن نتناول هذا الموضوع، وهي الجريمة النکراء التي إرتکبتها مايسمى بشرطة الاخلاق التابعة للنظام الايراني بقتلها للفتاة العشرينية مهسا أميني من جراء التعذيب، حيث إن إرتکاب هذه الشرطة القمعية لهذه الجريمة قد جاء بعد أيام من توقيع رئيسي نفسه لمرسوم يقضي بإطلاق يد هذه الشرطة ضد النساء الايرانيات بشکل خاص والشباب بشکل عام علما بأن رئيسي کان قد وعد أثناء الانتخابات الرئاسية التي جاءت به بأن يقوم بتحديد دور هذه الشرطة، لکن الاهم من ذلك هو تلك الانتفاضة الشعبية التي تداعت عن جريمة النظام والتي إجتاحت 30 محافظة من أصل 31 محافظة وخلال هذه الانتفاضة يتم حرق صور خامنئي وقاسم سليماني جنبا الى جنب!

RELATED ARTICLES

1 COMMENT

  1. أکثر ماقد لفت النظر هو ماجاء في تصريحات في مقابلة صحفية مع شبکة”سي. بي.إس” .. هذه العبارة وردت في المقطع الثاني ولم يذكر إسم الشخص الذي تمت مقابلته ..هل هو مصطفى الكاظمي أم الرئيس الايراني حيث توجه الاثنان لحضور اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة ..

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular