الثلاثاء, مارس 19, 2024
Homeمقالاترؤية مستقبلية حول خطر الحروب غير العادلة على شعوب العالم : الدكتور...

رؤية مستقبلية حول خطر الحروب غير العادلة على شعوب العالم : الدكتور نجم الدليمي

تميز الماركسية اللينينية وجود نوعين من الحروب،حروب عادلة وهي تلك الحروب التي تهدف الى التحرر السياسي والاقتصادي والاجتماعي من النظام الامبريالي العالمي والتضحيات في هذه الحروب مشروعة من اجل نيل الاستقلال الوطني، والتحرر من الهيمنة الاستعمارية التي تكرس التبعية والتخلف ونهب ثروات الشعوب لصالح دول المركز الامبريالي بزعامة الامبريالية الاميركية وحلفائها المتوحشين.
اما الحروب غير العادلة فهي تلك الحروب التي يشعلها ويبدأ بها النظام الراسمالي الطفيلي واللصوصي، وتشتد هذه الحروب اكثر عنفا وارهابا ضد الشعوب والانظمة الوطنية والتقدمية واليسارية بالدرجة الأولى. ان السبب الرئيس لهذه الحروب غير العادلة يكمن في ان النظام الامبريالي بشكل عام وفي مرحلته المتقدمة الامبريالية هو ان النظام الامبريالي يعيش ازمةعامة ازمة سياسية واقتصادية واجتماعية ومالية وأخلاقية… ويعود السبب في ذلك الى ان الملكية الخاصة الاحتكارية لوسائل الانتاج تصل الى درجة الازمة العامة وفي اقصى حد لها، بالتالي هذا وغيره يؤدي الى اشعال الحروب غير العادلة بهدف تصريف جزء من ازمة نظامهم المازوم بنيويا وبنفس الوقت الاستحواذ على ثروات الشعوب لصالحهم.
ان الامبريالية الاميركية وحلفائها المتوحشين دائماً ما يقفون وراء الحروب غير العادلة، لانها حروب ثمينة بالنسبة للاوليغارشية في اميركا وحلفائها وكذلك لصالح المجمع الحربي الصناعي في الغرب الامبريالي وخاصة للمجمع الحربي – الصناعي الاميركي بهدف تعظيم الارباح الخيالية ، التي يمكن القول عنها انها (( كنز من الذهب))، (ولن يتم التفكير حول الضحايا البشرية والخراب والدمار والكارثة التي تحل لهذا البلد او ذلك؟ بدليل اقدمت امبراطورية الشر والكذب والاجرام على اشعال الحروب والنزاعات المسلحة في العالم نحو 250 نزاع مسلح. ( التلفزيون الروسي، 13\1\2023) وذهب ضحية هذه الحروب غير العادلة، هذه النزاعات المسلحة غير المشروعة عشرات الملايين من المواطنين الابرياء، ماذا حدث للشعب العراقي منذ عام 1980 ولغاية اليوم؟ فقد الشعب العراقي اكثر من 3 مليون نسمة في حرب الخليج الاولى والثانية، والحصار الاقتصادي الضالم والغير عادل والغير مالوف والشاذ…..، وما بعد الاحتلال الامريكي للعراق ولغاية اليوم؟ يتحمل مسؤولية ذلك النظام الديكتاتوري السابق وكذلك اميركا وحلفائها المتوحشين جميعهم الدوليين والإقليميين. وما حدث من نتائج كارثية لما يسمى بالبيرويسترويكا الغارباتشوفية السيئة الصيت في شكلها ومضمونها للمدة 1985-1991، وما حدث لرابطة الدول المستقلة ( جمهوريات الاتحاد السوفيتي) للمدة من 1991 ولغاية اليوم من نزاعات مسلحة تحمل طابعاً قوميا وكذلك نزعة فاشية…. وما حدث لما يسمى بالربيع العربي الذي دمر البلدان العربية وخاصة المناهظة لنهج الامبريالية الاميركية وحلفائها المتوحشين ولا تزال تدفع الشعوب العربية ثمناً بشريا باهظا، ناهيك عن الخسائر المادية والعسكرية والخراب والدمار الممنهج للاقتصاد والمجتمع لهذه البلدان، بدليل، ان ثمن ما يسمى بالربيع العربي قد كلف اكثر. من2 ترليون دولار أمريكي؟ لمصلحة من تم ويتم ذلك؟ ومن دفع هذا الرقم الفلكي من المال؟ ومن المستفيد الأول من ذلك؟ وكذلك ان ثمن ما يسمى بالبيرويسترويكا الغارباتشوفية السيئة الصيت في شكلها ومضمونها للمدة 1985-1991 فان ثمن هذا المشروع الهدام والتخريبي والاجرامي والخياني بالضد من الشعب السوفيتي كما اعلن بوش الأب هو 5 ترليون دولار وغيرها من الحروب والنزاعات المسلحة في دول الاطراف وغيرها. السؤال المشروع: من يقف وراء هذه الحروب غير العادلة والنزاعات المسلحة غير المشروعة؟ ولمصلحة من تم ويتم ذلك؟
ان الولايات المتحدة الأمريكية لا تستطيع العيش بسلام وبدون اشعال الحروب غير عادلة، لانها تعيش ازمة سياسية واقتصادية واجتماعية ومالية وازمة المجتمع، ازمة اخلاقية وازمة الطاقة، ناهيك عن عدوانيتها الغير مشروعة والغير مالوفة والغير قانونية ضد الشعوب والانظمة المناهظة لنهجها العدواني فهي دائماً تستخدم اشعال الحروب غير العادلة لانها تمثل كنزا مالياً لها تقوم بتشغيل اقتصادها ومجمعها الحربي – الصناعي بهدف معالجة جزء من ازمة نظامها المازوم بنيويا ولو لفترة محدودة. لدى الولايات المتحدة الأمريكية استراتيجية تهدف إلى قيادة العالم والاستحواذ على ثرواته المادية والبشرية وخاصة بعد عام 1991 ولغاية 2007. بعد ذلك تغيرت موازين القوى السياسية والاقتصادية والعسكرية… عالمياً، وظهور نظام التعددية القطبية ونهاية نظام القطب الواحد، القطب الاميركي ومن هنا ادركت الادارة الامريكية والمجمع الحربي – الصناعي الاميركي، وكذلك الشركات المتعددة الجنسيات، والحكومة العالمية خطر هذا التوجه على مستقبل الراسمالية كنظام سياسي واقتصادي واجتماعي وايديولوجي، وخطر تقليص النفوذ الاميركي عالمياً وفي كافة المجالات وتم تحديد منبع الخطر الداهم عليها من روسيا الاتحادية وجمهورية الصين الشعبية بالدرجة الأولى فروسيا الاتحادية تشكل تهديدا خطيرا من الناحية العسكرية على اميركا وحلفائها وهي دخلت مع روسيا الاتحادية بطابع تنافسي بالدرجة الأولى… اما الصين فهي تشكل تهديدا خطيرا للولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها من الناحية الاقتصادية بالدرجة الأولى ناهيك عن تنامي القوة العسكرية لجمهورية الصين الشعبية ، فهي دخلت في صراع ايديولوجي واقتصادي – اجتماعي وعسكري والشيئ المخيف والمرعب للادارة الاميركية وحلفائها وصقور الادارة الامريكية هو التقارب التعاون بين روسيا الاتحادية وجمهورية الصين الشعبية في كافة المجالات وخاصة في الميدان الاقتصادى والعسكري والمالي، وان هدف روسيا الاتحادية وجمهورية الصين الشعبية ووو،هو العمل على تعزيز نظام التعددية القطبية، هذا النظام الجديد الذي يقوم على أساس مبدأ المساواة والنفع المتبادل والمصلحة المشتركة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول المستقلة….. والخطر الاخر الذي ارعب صقور الادارة الامريكية والمجمع الحربي – الصناعي والشركات المتعددة الجنسيات هو ان بعض الدول ومنها روسيا الاتحادية وجمهورية الصين الشعبية والهند وايران وووو بدأت تتعامل بالعملة الوطنية فيما بينها في المبادلات التجارية ومن هنا جن جنون اميركا لان هذا يعني نهاية امبراطورية الدولار الأمريكي عالمياً وبشكل تدريجي وهذا يعني عملياً نهاية الاقتصاد الاميركي وتقليص نفوذها السياسي والاقتصادي والعسكري على الصعيد العالمي.
ومن اجل احباط هذا المخطط من وجهة نظر اميركا وحلفائها، لا بد العمل وبكل الوسائل المتاحة بالضد من روسيا الاتحادية وجمهورية الصين الشعبية، فتم التفكير باعداد انقلاب فاشي عسكري في اوكرانيا عام 2014 وتسليم السلطة للقوى النازية والنيونازية في اوكرانيا من مثل الكتائب النيونازية ازوف وايدار والقطاع الايمن والقوى القومية الاوكرانية المتطرفة والبنديرين… وتم انفاق نحو 5 مليار دولار لشراء ذمم كبار المسؤولين في اوكرانيا، ومباشرة تم اعلان الحرب غير العادلة ضد جمهوريتي لوغانسك ودوينتسك وتم اتباع سياسة الارض المحروقة ضد شعب الدونباس وبتوجيه وعلم لندن وواشنطن وبون وباريس والناتو وبروكسيل وتم الضغط على النظام البنديري \ الارهابي في اوكرانيا من قبل لندن وواشنطن وبون وباريس.. من اجل عدم تنفيذ اتفاقية مينسك الاولى والثانية لان هدف لندن وواشنطن.. هو اطالة امد الحرب غير العادلة بهدف العمل على تقويض النظام في موسكو بالاعتماد على ((حلفائهم واصدقائهم)) في روسيا الاتحادية في السلطة، وتم تزويد النظام البنديري \ الارهابي بالاسلحة الحديثة واليوم مطروح تزوير زيلينسكي بنظام باتريوت ووو، وهذا يشكل خطراً جدياً على تصعيد المواجهة بين اميركا والناتو من جهة وبين روسيا الاتحادية وجمهورية بيلاروسيا من جهة اخرى اي ان خطر اندلاع الحرب الجنونية الكونية النووية اصبح في تزايد مستمر وفي حالة اندلاع هذه الحرب الجنونية سوف يخسر الجميع فيها وبنسب مختلفة وفي حالة نشوب هذه الحرب والتي تتحمل مسؤوليتها لندن وواشنطن وبون وباريس والناتو وبروكسيل بالدرجة الأولى، فلم يبق امام الشعب الروسي والقيادة الروسية الا استخدام ترسانتها النووية ضد خصومها وخاصة لندن وواشنطن… ، هذه هي احدى اخطر نتائج استراتيجية اميركا المتهورة والتي تخلوا من الشعور بالمسؤولية من حيث المبدأ ، نعتقد،ان الحل الوحيد والجذري يكمن في الكف عن تزويد النظام البنديري \ الارهابي في اوكرانيا بالسلاح والمال والخبراء العسكريين والارهابيين والمرتزقة الاجانب واللجوء الى المفاوضات التي تهدف وتخدم مصالح الشعبين الشقيقين الروسي والاوكرايني وكذلك الشعب الدونباسي والزابوروجي والخيرسوني ولا يوجد مخرج اخر الا المفاوضات وان فكرة ان النظام البنديري \ الارهابي في اوكرانيا يستطيع حسم الحرب عسكرياً مع روسيا الاتحادية، فهذا نوع من الخيال والوهم ولن يمكن لدولة نووية ان تخسر الحرب من حيث المبدأ، هذه هي الحقيقة الموضوعية يحب ان يدركها الجميع بما فيها لندن وواشنطن وبون وباريس والناتو وبروكسيل بالدرجة الأولى.
نعتقد، ان على الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها الكف عن التدخل في الشؤون الداخلية للدول المستقلة، والكف عن اشعال الحروب غير العادلة ضد الدول المناهظة لنهجهم اللامشروع واللاقانوني اتجاه شعوب العالم كافة وخاصة شعوب بلدان اسيا وافريقيا وأميركا اللاتينية ورابطة الدول المستقلة، والكف عن صناعة السيناريوهات السوداء والهدامة ضد الدول الوطنية والتقدمية واليسارية واعتماد مبدأ المساواة والديمقراطية في العلاقات الدولية، سيما وانتم تدعون ما يسمى بالديمقراطية وحقوق الإنسان والتعددية السياسية وحرية التعبير، اتركوا شعوب العالم تختار نظامها السياسي والاقتصادي والاجتماعي بحرية وعدم ضخ الورقة الخضراء من اجل شراء ذمم المسؤولين في السلطة، وصنع الانقلابات الفاشية في دول الاطراف واخرها هو الانقلاب الفاشي الاسود عام 2014 في اوكرانيا، احترموا شعوب العالم كافة في بناء المجتمع الذي تريده هذه الشعوب وبارادتها الحرة.
كانون الثاني \ 2023

 

 

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular