الخميس, أبريل 18, 2024
Homeمقالاتالسعادة في العراق في يوم السعادة العالمي/7 : عبد الرضا حمد جاسم

السعادة في العراق في يوم السعادة العالمي/7 : عبد الرضا حمد جاسم

عن هرمون السعادة:

يتبع ما قبله لطفا

……………..

نعود لموضوع السعادة:

توقفتُ في السابقة عند المقطع التالي: ولتأكيد هذا الانقلاب كتب البروفيسور قاسم حسين صالح تحت عنوان : (العراق.. وليس لبنان) التالي:[اصدرت الامم المتحدة في اليوم العالمي للسعادة هذا العام( 20 آذار/ مارس 2023) تصدرته فنلنده عالميا والأمارات عربيا الأكثر سعادة.. وجاءت لبنان في ذيل الدول العربية والعالمية (المرتبة 136) الأقل سعادة في العالم بحسب معهد غالوب.. وهذا ليس صحيحا علميا وعمليا، اذ نرى ان العراق هو الأقل سعادة، لأنه البلد الأغنى في المنطقة الذي يمتلك كل المقومات لأن يعيش أهله بحرية وكرامة، فيما هو وبعد عشرين سنة من نظام حكم ديمقراطي! اضطر اكثر من خمسة ملايين عراقي الى الهجرة، وقتل اكثر من 320 عالما واستاذا، واصبح طاردا للعقول، وتضاعفت فيه حالات الطلاق والانتحار وتعاطي المخدرات، فضلا عن 13 مليون دون خط الفقر بحسب وزارة التخطيط…ما يعني ان العراق وليس لبنان هو الأقل سعادة على صعيد الدول العربية.. وهذا خطا آخر يرتكبه معهد غالوب، اذ وصف العراقيين في عام 2022 يحتلون المرتبة الرابعة من بين الشعوب الاكثر غضبا في العالم] انتهى.

ملاحظة مهمة: [لا اختلف مع البروفيسور قاسم حسين صالح من ان العراق لن يتسلق سُلَمْ السعادة سباب كثيرة جداً منها سطحية حديثة ومنها مترسخة عميقة… و خلافي هو عدم دقة وجهة نظر البروفيسور بعلم النفس ونظرته غير العلمية و لا العملية لمثل هذه الأمور حيث المطروح بعيد عن علم النفس او علم الاجتماع ساء في النظرة من موقع العراق و علاقته بموضع لبنان و لا للعلاقة بين الغضب و السعادة/التعاسة و ما يحيط بالنقطتين من تبريرات تأكلها التناقضات] انتهى

 

أقــــــــــــــول عن المقطع أعلاه التالي: ادعو القارئ الكريم الى تدقيق المقطع وملاحظة حجم التناقض فيه من خلال الربط بين السعادة/ التعاسة و الغضب و العجب من الربط بين لبنان و العراق…دعوتي هذه لسببين هما:

*الأول هو: ان المقطع صادر عن عالم نفس هو البروفيسور قاسم حسين صالح الذي فات عليه كما يبدو الفرق بين المشاعر الإيجابية في طريق السعادة و المشاعر السلبية ومنها الغضب في طريق التعاسة. و *الثاني هو: ان بإمكان أي باحث / قارئ مستقبلاً ان يقول: [ان التعاسة أي ألا” سعادة” تتناسب عكسياً مع الغضب]… فالشعب العراقي كما يقول البروفيسور قاسم يجب ان يكون مركزه قبل الأخير في سُلَمْ السعادة العالمي أي اتعس شعوب الأرض و في نفس الوقت ان هذا الشعب لا يغضب لآنه شعب ذكي و موصوف بالحب و محب للفرح و الطرب وغيرها..

تضمن هذا المقطع اعتراضين للبروفيسور قاسم حسين صالح على معهد غالوب هما:

1 ـ موقع العراق بين الدول على سُلَمْ السعادة في تقرير المعهد لسنة 2023 كان في المرتبة (98) من أصل(137) دولة و دعوته المعهد الى نقل العراق من المرتبة (98) الى المرتبة (136) التي احتلها لبنان  وكأن التنافس هو فقط بين العراق و لبنان… و أشار البروفيسور قاسم حسين صالح الى عدم دقة تقريري معهد غالوب علمياً و عملياً ووضع لهذا الاعتراض سبب وجده كافياً حيث كتب التالي: [ان العراق هو الأقل سعادة، لأنه البلد الأغنى في المنطقة الذي يمتلك كل المقومات لأن يعيش أهله بحرية وكرامة، فيما هو وبعد عشرين سنة من نظام حكم ديمقراطي! اضطر اكثر من خمسة ملايين عراقي الى الهجرة، وقتل اكثر من 320 عالما واستاذا، واصبح طاردا للعقول، وتضاعفت فيه حالات الطلاق والانتحار وتعاطي المخدرات، فضلا عن 13 مليون دون خط الفقر بحسب وزارة التخطيط] انتهى

2 ـ موقع العراق في تقرير معهد غالوب عن الغضب لعام 2022 حيث ذكر البروفيسور قاسم حسين صالح ان المعهد وضع العراق في الموقع الرابع بين الدول من حيث “الغضب” وكتب النص التالي: [اذ وصف العراقيين في عام 2022 يحتلون المرتبة الرابعة من بين الشعوب الاكثر غضبا في العالم] انتهى.

اليوم سأناقش البروفيسور قاسم عن موضوع السعادة/ التعاسة و موقع العراق في التقرير و أترك موضوع الغضب للقادمات حيث سأناقشه من خلال هذا المقطع و اُعرج على ما ورد في مقالته: [العراقيون و الغضب]/بتاريخ 06.07.2022…نشرها كما يبدو رداً على ذلك التقري…رابط المقالة:

https://www.almothaqaf.com/qadaya/963780-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D9%82%D9%8A%D9%88%D9%86-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%BA%D8%B6%D8%A8

لكي نناقش موقع العراق في تقرير معهد غالوب المشار اليه في (1) أعلاه يجب ان نناقش السبب الذي دفع البروفيسور قاسم حسين صالح الى هكذا اعتراض… السبب كما طرحه البروفيسور قاسم هو ان العراق اغنى دول المنطقة ة كما ورد أعلاه.

هنا يُطرح سؤال مهم هو : هل صحيح ان العراق اغنى دول المنطقة أم أن العراق يمكن ان يُقال عنه انه يمكن ان يكون من اغنى دول المنطقة؟

الفرق كبير جداً بين الطرحين حيث الأول مرفوض بالأدلة و الثاني مقبول بشكل عام…ما يعزز غرابة هذا الطرح/ السبب هو ان البروفيسور قاسم حسين صالح لم يكتفي بجعل العراق أغنى دول المنطقة حيث تعدى ذلك ليقول ان العراق من اغنى عشرة دول في العالم و كرر ذلك مرات عدة و منها في مقالته المشار اليها و تاريخ نشرها أعلاه حيث كتب التالي: [مع ان بلدهم هو الأغنى في المنطقة وواحد من اغنى عشرة بلدان في العالم ]!!!! و هذا مثير للتعجب و الاستفهام.

على كل حال سأضع نفسي محل معهد غالوب و لجانه والذين عملوا في/ على انجاز ذلك التقرير لأسأل البروفيسور قاسم سؤال هو: كيف تَبَيَّنَ لك/ او كيف تُقْنِعْ مُعِدي التقرير من ان العراق هو الاغنى في المنطقة…هل العراق اغنى من السعودية…تركيا…ايران…الإمارات…الكويت…قطر؟

ان البروفيسور قاسم يرى ان العراق هو من يجب ان يكون في ذيل القائمة أي يأخذ المرتبة قبل الأخيرة في سُلَمْ السعادة العالمي لسنة 2023 بدل لبنان حيث كتب: (العراق و ليس لبنان).

ثم لم يبين لنا البروفيسور قاسم حسين صالح عدم صحة تقرير غالوب من الناحيين العلمية والعملية ولو انه وضع  ذلك تحت باب ان العراق هو البلد الاغنى في المنطقة و هذا طرح ليس فيه شيء من “العلمية” و لا من “العملية” لأن صور الغِنى واسعة و كثيرة لم يتوفر منها لا سابقاً و لا حالياً ما جعل و يجعل العراق كشعب غني و الشعب هو المقصود بسُلَمْ السعادة و ليست خزينة الدول او الاحتياطي النقدي.

هل هناك في عراق اليوم عنصر من عناصر الغِنى مثل الصناعة او الزراعة او الامن او حتى المياه حيث الرافدان الى جفاف!!!؟ هل العراق غني بما تحويه ارضه من نفط و بعض المعادن غير المستخرجة و التي لم يتمكن شعبه من استخراجها و الاستفادة منها؟ هل العراق غني بالثلاثة ملايين برميل نفط يصدرها يومياً و معها أحيانا كيلو غرام او كيلوين من “الطماطة” او التمر…ربما واردات صادرات العراق لا تكفي لسداد رواتب الموظفين و المتقاعدين و الاستيراد و تكاليف او مصاريف الجيش و قوى الامن وسرقات القرون غيرها؟ هل العراق غني ب(115) مليار دولار التي كانت موارده من النفط لعام 2022… منها (5) مليار استيراد محروقات و اكثر من(60) مليار رواتب  في بلد فيه ربع السكان يستلمون رواتب ومعونات من الدولة/ الحكومة . وهذا المبلغ ربما اكثر من ميزانيات دول عدة في المنطقة و خارجها…ديون العراق الخارجية (20) مليار دولار…هل العراق غني لأن صافي عمل العامل او الموظف لا يتعدى ساعة او ساعتين في اليوم وربما في الاسبوع؟ هل غني لأنه أكثر بلد في العالم من حيث العطل الرسمية؟

يبدو ان مشكلة البروفيسور قاسم مع تقرير غالوب عن السعادة هي في وضعه العراق في تسلسل رقم (98) من اصل (137) عالمياً و يريد دفعه / سقوطه الى تسلسل (136) الذي يحتله لبنان

هذا الاعتراض غريب و يحتاج الى تفسير وفق علم النفس حيث ما هي مساحة الفرق في “السعادة” بين الموقعين؟ ما لفرق بين الشعب التعيس بدرجة (98) و شعب تعيس بدرجة (136)؟

لو افترضنا ان السعادة قطعة قماش بلون معين (أي لون) تم تدريج لونها من (1) الى (137) درجة فهل يستطيع خبير بالألوان او بعلم النفس او بعلم الاجتماع او بعلم الفيزياء او بعلم الكيمياء ان يعرف الفرق أو تمييز درجة لون القطعة القطعة في الدرجة (98) او لونها في الدرجة (136) بالعين المجردة؟
ثم يقول البروفيسور ان معهد غالوب ارتكب خطأ أخر هو انه اعتبر او وصف العراقيين في عام 2022 انهم يحتلون المرتبة الرابعة من بين الشعوب الأكثر غضباً في العالم…و العجيب هنا اعتراض البروفيسور قاسم على هذا الوصف وهو القائل في نفس المقطع أعلاه ما يتناقض او يعارض اعتراضه هذا حيث كتب واصفاً العراق بالتالي: [قُتِلَ اكثر من 320 عالماً و استاذاً و اصبح طارد للعقول و تضاعفت فيه حالات الطلاق و الانتحار و تعاطي المخدرات فضلاً عن ان هناك 13 مليون مواطن دون خط الفقر…].

هذا الاعتراض (على الغضب) يلغي/ ينفي اعتراضه الأول على السعادة/التعاسة… لماذا؟ الجواب في الجزء التالي لطفاً.

يتبع لطفاً

عبد الرضا حمد جاسم

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular