الى جانب مقاعد الكوتا المخصصة لهم، يتطلع الايزيديون للفوز بمقاعد أكثر في مجلس محافظة نينوى، لكي يكون لهم دور في الحكومة المحلية، لكن المشكلة التي تعترضهم تتمثل بتشتتهم ومشاركتهم في عدة قوائم وتحالفات مختلفة في الانتخابات المقبلة.
بموجب القانون، يحظى المكون الايزيدي بمقعد كوتا من مجموع 29 مقعداً لانتخابات مجلس محافظة نينوى المقرر إجراؤها في 18 كانون الأول 2023.
يتنافس أربعة مرشحين على مقعد الكوتا، لكن الايزيديين لديهم 25 مرشح آخرين في إطار قوائم وتحالفات أخرى، معظمهم ضمن قائمة الحزب الديمقراطي الكوردستاني.
مناف حسن، مسؤول مؤسسة الانتخابات للحزب الديمقراطي الكوردستاني في نينوى، قال “لدينا 18 مرشحاً في قضاء سنجار أغلبهم ايزيديون… حزبنا يولي اهتماماً كبيراً بالمكونات الدينية والقومية، لهذا يرغبون بالمشاركة معنا في الانتخابات”.
قبل حل مجالس المحافظات أواخر عام 2019 بقرار من البرلمان العراقي، كان رئيس مجلس محافظة نينوى ايزيدياً من كتلة الحزب الديمقراطي الكوردستاني.
كان هدفنا تجنب تشتت أصوات الايزيديين وجعل تأثيرها أكبر
غالبية الايزيديين يعيشون في قضاء سنجار، وهي منطقة متنازع عليها غربي محافظة نينوى. وقع القضاء تحت سيطرة تنظيم داعش في 3 آب 2014، ما أسفر عن تعرض الآلاف من المكون الايزيدي الى القتل، والاختطاف والتهجير. ويعيش قسم آخر من الايزيديين في شيخان، وبعشيقة ومناطق أخرى من سهل نينوى.
حزب التقدم الايزيدي –ينشط في سنجار-، من الأحزاب التي تتطلع للوصول الى مجلس محافظة نينوى من خلال الفوز بمقعد الكوتا.
سعد بطوش، رئيس حزب التقدم، قال لـ(كركوك ناو)، “سنشارك بمرشح واحد فقط لمقعد الكوتا، النظام الانتخابي الجديد يضر بمقاعد الكوتا وليس في مصلحة المكونات، على سبيل المثال، نحن الايزيديين لدينا مقعد كوتا وحيد”.
وجود مرشحين ايزيديين في قوائم وتحالفات متعددة وعدم توحيد هذا المكون الديني لصفوفهم، يؤدي الى تشتت أصواتهم، بحسب عمر صالح، رئيس الهيئة العشائرية في سنجار –حزب ايزيدي- والذي قال لـ(كركوك ناو)، “نحن مع توحيد الصف الايزيدي، في الحقيقة قبل انتهاء الموعد النهائي لتسجيل أسماء القوائم والتحالفات، حاولنا كثيراً مع الجهات الايزيدية والأحزاب التي ترشح ايزيديون ضمنها، ومن بينها الحزب الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني الكوردستاني، لكن الخلافات الموجودة بينهم أحبطت مساعينا”.
“كان هدفنا تجنب تشتت أصوات الايزيديين وجعل تأثيرها أكبر”، وأضاف عمر صالح “للأسف، مثل كل مرة، لم نتمكن من توحيد صفوفنا”.
تشكيل قائمة مشتركة للايزيديين كان مستحيلاً
عدد من الايزيديين رشحوا أنفسهم ضمن تحالف أهالي نينوى الذي يشارك فيه الاتحاد الوطني وكذلك الهيئة العشائرية في سنجار.
يقول رئيس حزب التقدم الايزيدي بأن وجود عدد كبير من النازحين في دهوك جعلهم يركزون مساعيهم للفوز بمقعد الكوتا، “أكثر من 70 بالمائة من أصوات ايزيديي سنجار هي في مخيمات اقليم كوردستان وغالبيتها للحزب الديمقراطي الكوردستاني”.
في انتخابات مجلس النواب العراقي الأخيرة التي أقيمت عام 2021، فاز الديمقراطي الكوردستاني بمقاعد دائرة سنجار الانتخابية الثلاثة وجميع المرشحين الفائزين كانوا من المكون الايزيدي.
في انتخابات مجلس محافظة نينوى السابقة، حظي الايزيديون بثمانية مقاعد في إطار قوائم وتحالفات مختلفة، لكن سعد بطوش، رئيس حزب التقدم يخشى أن يؤدي تشتت وانقسام أصوات الايزيديين الى تقليص عدد مقاعدهم الى ثلاثة مقاعد.
في الانتخابات البرلمانية عام 2021، كان عدد الناخبين في دائرة سنجار الانتخابية 270 ألف ناخب، لكن 60 ألف فقط أدلوا بأصواتهم، بحسب احصائية لهيئة انتخابات حزب التقدم الايزيدي.
داود جندي، مسؤول تنظيمات الاتحاد الوطني الكوردستاني في سنجار ذكر بأن انقسام وتشتت الأصوات لا يشمل الايزيديين فقط، بل أصبح سمة تلازم القوميات والديانات المتعددة في المحافظة وحتى في عموم العراق، “لذا فإن تشكيل قائمة مشتركة للايزيديين كان مستحيلاً”.
ليشاركوا بالانتخابات كيفما يريدون، بالنسبة لنا الأهم هو أن يعيدونا الى سنجار وأن تستقر الأوضاع فيها
مشعل نواف (24 سنة)، من سكنة ناحية سنوني التابعة لقضاء سنجار، قال إن “هذا الانقسام لا يصب في مصلحتنا، أصبحنا أحزاب ومجاميع ولا نملك رؤيا مشتركة”، واضاف بأن تلك الجهات فضلت مصالحها الشخصية ولحزبية على المصالح الدينية.
وفقاً لقانون الانتخابات، محافظة نينوى عبارة عن دائرة انتخابية واحدة، وفي هذه الحالة، بإمكان المرشح الايزيدي السعي لحصد أصوات مناطق نينوى الأخرى وبالعكس.
عدد مقاعد مجلس محافظة نينوى، بموجب قانون الانتخابات، 29 مقعداً لأكثر من ثلاثة ملايين و800 ألف شخص، ثلاثة منها مقاعد كوتا خصصت للمسيحيين، الايزيديين والشبك.
تشتت الايزيديين قبيل الانتخابات يأتي بالرغم من أن قضاء سنجار استعيد من قبضة “داعش” منذ 13 تشرين الثاني 2015، ولكن 35 بالمائة من نازحي سنجار، ومعظمهم ايزيديون، عادوا الى مناطقهم الأصلية. إجمالاً، يأمل الايزيديون أن يتمكنوا من معالجة هذه المشكلة عن طريق الحكومة المحلية في نينوى.
في انتخابات 2021 البرلمانية، 120 ألف و120 نازح في عموم البلاد كان يحق لهم التصويت، معظمهم كانوا في دهوك، حسب احصائيات حصل عليها موقع (كركوك ناو) من المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق.
يشكل الايزيديون نسبة 30 بالمائة من مجموع أكثر من 664 ألف نازح في اقليم كوردستان، ولا يزال مصير أكثر من 2600 مختطف ايزيدي، مجهولاً.
خوديدا كرتو، نازح مقيم في مخيم كبرتوو بمحافظة دهوك قال “فليشاركوا بالانتخابات كيفما يريدون، بالنسبة لنا الأهم هو أن يعيدونا الى سنجار وأن تستقر الأوضاع فيها”، واضاف “نأمل أن لا تكون مجرد وعود مثلما رأينا في السابق”.
عمار عزيز