الأحد, أكتوبر 6, 2024
Homeاراءالتحول او" الانقلاب "الفكري الكبير والهام الذي حدث لدي "!! ح 2...

التحول او” الانقلاب “الفكري الكبير والهام الذي حدث لدي “!! ح 2 : صبحي خدر حجو

صبحي خدر حجو

 الحلقــــــة   2

حدث قديم ، وتقييم متأخر  

    وكان من الاسباب التي كنت اهتم بها  ايضا ، انني كنت الاحظ واتتبع الرفاق الذين كانوا يعودون من “الدول الاشتراكية “، والذين كانوا يرسلون للدراسة الاكاديمية او الحزبية ، وعند عودتهم كنا نسأل ونحن بشوق كبير ، لسماع الانباء الطيبة والجيدة عن حالة الناس هناك ، وهل هم سعداء كثيرا ؟، والكثير من الاسئلة التي كنا نتوقع ، ان تعطي انطباعا ايجابيا كبيرا كتصوراتنا الفنطازية ، التي كنا نحلم بها ، مع الاسف لسنوات كثيرة . وكنت انا ادقق كثيرا ، في حديث هؤلاء القادمين من تلك الدول واقلبه على كل الجوانب ، ولم يكن يعجبني تفسيري للامر ، اذ كنت استشف من احاديثهم رغم انهم لم يصرحوا ، عن الوضع  بما كان عليه الواقع الحقيقي وكما هو ، رغم انهم كانوا يحاولون ان يجملوا ذلك الواقع ، بشكل من الاشكال وحسب اسلوب كل واحد فيهم ، ولكن  كان يكفي بعض النباهة لمعرفة الحقيقة .

وفي واحدة من هذه اللقاءات ، والتي انا اسف الان من سردها ، ولكن ارى ان الحقائق تفرض نفسها احيانا ، اذ زارنا السيد القوال سليمان سفو ، وهو يتمع بمكانة كبيرة بين الايزيديين ،  فهو رئيس مجموعة القوالين الدينية  ، وابرز عضو في المجلس الروحاني الايزيدي الاعلى . وكان قد عاد حديثا من زيارة ارمينيا والتي كانت ضمن ( الاتحاد السوفيتي ) وزار القرى التي كان الايزيديون  يسكنونها ، وسألناه الكثير من الاسئلة حول اوضاعهم ، معيشتهم ، ثقافتهم ، علاقتهم بالدولة والحزب الشيوعي ، والكثير من الاسئلة التي كنا نطمح ان نلقى الاجوبة التي كنا نتخيلها او نتصورها ونتمناها في اذهاننا . ولكن الرجل كان صادقا مع  نفسه ، ويقدم لنا ما راه وما شاهده وما لمسه ، وبالطبع لم تعجبنا اجوبته ولم نستسيغها ، وانزعج اغلبنا ، وانبريت له انا ، ولم اراعي فارق السن على الاقل !!، بشكل لا يخلو من العصبية واللياقة ايضا ، ما هذا الذي تقوله ؟ !! وبشكل عام نفيت صحة ما سرده لنا الرجل ، وتماديت للاسف ، باتهامه بانه يخدم اعداء الشيوعيين بهذا الكلام عن الشعوب التي هي ضمن  ( الاتحاد السوفيتي ) ، وتماديت اكثر من ذلك بان قلت له ، ان هذا الحديث السيء ، انت مضطر بالتصريح به التزاما بالاوامر من الاجهزه الامنية ، ونفى الرجل هذا الامر ، واكد انه يقول فقط وينقل لنا ما شاهده . والان انا اعترف انني نادم اشد الندم على موقفي السيء انذاك والخاطيئ تجاه تلك الشخصية .

فقد علمت بعد ذلك بسنوات ، ان القوال سليمان سفو ، كان على حق ، وما تحدث  به الرجل كان صحيحا ، ولكن الحقيقة كانت مرة  للمؤدلجين مثلنا أنذاك !!! حدث ذلك في بداية السبعينات من القرن الماضي  ( 1972 ). وقد اعتذرت له فيما بعد .

وهناك وقائع  اخرى لمثل هذا الموقف ، الذي استشفيت منها المغزى الكبير من هذا الامر . وانا والحق يقال ، رغم عدم قناعتي ، بما كان يقال من امور سلبية عن واقع الشعوب السوفيتية انذك ، ولكني ورغم انزعاجي من تلك المعلومات ، ولكني لم اكن اهملها قط . انما كنت ادقق فيها واجمعها واحللها مع نفسي كثيرا ، واحيانا الى حد الهوس ، بصراحة كنت قلقا جدا ، على ضياع التجربة التي ضحى من اجلها الملايين ، ويتطلع لها المئات من الملايين من سكنة المعمورة ، ونحن بالنسبة لنا كنا حتى كأفراد او مجموعات مناضلة ، كرسنا حياتنا ، ولم يبقى شكل من اشكال المعاناة  والقهر ، اذا لم نكن قد عانينا منها او تجرعناها  من اجل انجاح هذه القضية والتجربة !!. فكيف يكون وضعنا ، اذ نرى او نعلم انها وشيكة على الانهيار!!! لهذه الاسباب كنت مهتما جدا بها ، وبكل ما يحيط بها من عوامل النجاج او الفشل .

 ومن هذه الوقائع ايضا ، كان الحزب قد ارسلني للدراسة الحزبية في موسكو ولسنتين ، في ايلول من عام  1983 ، وبعد وصولي الى  دمشق العاصمة السورية ، وبعد شهرين تقريبا  ، ابلغت بالتهيئ للسفر بعد يوم واحد ، ولكني ، فوجئت بتأجيل سفري لوقت اخر ، او مع وجبة اخرى قادمة حسب ما بلغت به !! ، ولكن مع الاسف تبين لي غير ذلك فيما بعد ، اذ انهم استبدلوا اسمي بواحد اخر من المقربين ( اللوكية ) لاحد المسؤولين !! .

وعلى كل حال تم فيما بعد ، ارسالي الى براغ وصوفيا انذاك وتعويضا لي ، ولاقناعي ، ولكي لا اتخذ موقفا من الحزب او منظمته ، والتي كانت اغلب قيادتها  فاسدة في دمشق ، وبسبب موقفهم المعيب تجاهي ، حيث كانت لي مكانة كبيرة بين الانصار الموجودين في دمشق والقامشلي وباعتبار كوني قيادي في الانصار. هؤلاء الانصارالذين كانوا متواجدين فيها للدراسة او العلاج او الاستراحة ، وقد قبلت الامر على مضض ، وتم ارسالي الى براغ ومن ثم صوفيا ، وقد  زادت من عوامل التشاؤم لدي ، ولان الاوضاع لم تعجبني في هذين البلدين ، فقد كانت مناسبة مهمة ، لي ان احاول ان اختلط قدر الامكان بعامة الناس ، ورغم عائق اللغة ، ولكني كنت اجيد الانكليزية بعض الشيء ، ، ولكن ذلك  لم يحول دون التفاهم والاطلاع على ارائهم  ، بخصوص موقفهم مما هم فيه ، ومن اوضاعهم المعيشية وبالتالي من الحزب . وكانت النتيجة سلبية وقاتمة  تماما في البلدين ، بالنسبة لي ولرفاقي العراقيين وكان جميعهم من الانصار الذين اكتووا بنار المعاناة .

يتبــــع

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular