تسرحت من خدمة الجيش السوري بعد قضائي اربعة سنوات خدمة الزامية, وعند عودتي الى البيت حاولت مرارا ان اتقدم للتوظيف في كافة دوائر الدولة في مدينة الحسكة لكن لم توافق اجهزة الاستخبارات التابعة للنظام البعثي العروبي العنصري على توظيفي, رغم حيازتي على اثنان وعشرون قفزا مظليا, كونه الاولوية للتوظيف كانت دائما لعملاء وجواسيس الاستخبارات والسوقيين واصحاب النفوذ والرشاوي. غادرت مدينة الحسكة واتجهت الى دمشق للبحث عن عمل, وعملت فيها في اعمال متعبة, فقررت الذهاب الى بيروت العاصمة اللبنانية والتي كنت اعرفها مسبقا بشكل جيد. هناك بدأت اعمل في مجال الديكورات والزخرفة داخل الابنية, وفي يوم من الايام قال لي احد المهندسين المشرفين على عملي والعامل في شركة “اوجيه لبنان” للبناء والتي كانت لرئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري, بما انك سوري والعمل هنا على وشك الانتهاء, فانصحك بالعمل معنا في قصر الشعب في دمشق والذي نبنيه للرئيس السوري حافظ الاسد وتشرف على بنائه شركتنا, فوافقت وذهبت الى دمشق للعمل مع مجموعة اروبية مخلوطة من الاسبان والبرتغال والفرنسيين والايطاليين تعمل في مجال ديكورات الجبصين بقيادة الشيف اليهودي الاسباني Pepe پيپي. القصر يقع على القسم الغربي من جبل قاسيون, يحده حي مزة الجبل جنوبا ويحده شمالا في المنحدر حي زورآفا الكردي الواقع في منطقة دمر الهامة. تجولت في القصر بقدر ما كان مسموح لي وكنت اقول دائما لنفسي انه يبنى بدماء وجماجم الفقراء السوريين من اجل ان تسكنه عصابة ذو عقلية عسكرية تفتقد الضمير والاحساس بآلام الشعب الفقير والجائع. عملت مع المجموعة داخل بعض القاعات والغرف مستخدما الديكورات الشرقية والاروبية وبعد ثلاثة اشهر من العمل هناك ولانه انتهى, غادرت دمشق وعدت الى الحسكة, وهناك وبعد فترة التقيت بالصديق ابو زينو والذي كان معروفا في المدينة ويعمل متعهدا للبناء ويملك محلا في سوق المدينة في نفس الشارع الذي يقع فيه مديرية الامن السياسي في محافظة الحسكة, وعندما علم بأنني ابحث عن محل لشرائه وجعله مركزا للديكورات ولوازمها والدهان, عرض عليّ محله للعمل فيه بالشراكة وأنا وافقت كخطوة اولى وقلت لذاتي انها فرصة لاكتشاف سوق العمل قبل ان اشتري محلا في مدينة تقع في منطقة كردية, كل الحكام العرب الذين أتوا اليها, يتعاملون مع شعبها وارضها بمفهوم الغزو والسلب والنهب والهدم واغتصاب الاعراض واللهو بين كؤوس الخمر واحضان السبايا وقفى الاطفال المراهقين على خطى الخلفاء المسلمين الراشدين والامويين والعباسيين والعثمانيين الذين افنوا عمرهم في الغزوات: ؟؟؟؟؟(ملاحظة: العرب والاتراك والفرس يسمون الغزوات, فتوحات اسلامية)؟؟؟؟؟. ذات يوم قال لي شريكي ابو زينو, انت تذهب الى حلب ودمشق وتشتري بضاعتك بالجملة من هناك وانت تعلم بأني اشرب الخمر واعشقه ويا ليت تبحث لي عن الويسكي الاروبي في سوق التهريب هناك, ولبيت طلبه احتراما واشتريت له من سوق التهريب في حلب لتران ويسكي احدهم وايت ليبل وآخر بلاك ليبل, وهو ترك الليتران في المحل تحت الطاولة, وأنا من عادتي ارحب بالزبائن والاصدقاء واحيانا بعضهم يجلس على كرسيي خلف الطاولة واضيفهم شيئا من ضيافتي, ومن بين هؤلاء احيانا يأتوني رجال الامن السياسي والعسكري والجنائي الذين يراودون المحل ويشترون ما يلزمهم, لكن كعادتهم يتصرفون كصعاليك الصحراء والمرتزقة (الغزاة) حيث يدفعون في الشيء نصف القيمة ويأخذوه بالنصب والاحتيال, وبعضهم الاخر يأخذ الشيء ولا يدفع ثمنه ويقول لي سجله على الحساب بالدين. ذات يوم والوقت منتصف النهار تفاجأت بدورية راجلة لمجموعة من عناصر الامن السياسي يقف امام المحل ودخل قائد المجموعة للمحل ومد يده الى تحت الطاولة واخذ قنينتا الويسكي وقال لي اغلق المحل لانك مطلوب لسيادة العقيد عبدالحميد سلهب رئيس فرع الامن السياسي, وبعد اغلاق المحل وضع يداي في القيد (الكلبشة) ثم توجهنا مشيا الى مبنى الفرع الامني. هناك وفي احدى الغرف بدء التحقيق معي من قبل العقيد وشخصين آخرين وطلبوا مني الاعتراف بأني جلبت شاحنة ضخمة (قاطرة مقطورة) من الويسكي الاجنبي المهرب وبعته في محافظة الحسكة والاعتراف ايضا بكيفية ادخالها ولمن بعتها, وانا نفيت التهمة مباشرة وقلت لهم الحقيقة, وبعد نقاش دام نصف ساعة من التحدي بيننا, اخذوني الى غرفة التعذيب ووضعوني في الدولاب ويداي مقيدتان وبدأ الضرب بالكبلات الرباعية واللكمات لفترة ساعة وهم مصرّون على اكاذيبهم وانا اتحداهم بالحقيقة التي هي وحدها رأسمالي. بعدها اعادوني الى غرفة العقيد ثم كرروا نفس الاسئلة واجبتهم مرة اخرى, بأن التهمة الموجهة الي كاذبة وانتم تتهمونني وانا اطلب منكم الدليل والاثبات, واجهوني مع عميلكم الذي كتب فيّ التقرير او مع شخص او محل تجاري واحد قد بعتهم الويسكي المهرّب والّا اوقفوا هذا الافتراء والمهزلة…الخ ؟. ازعج صمودي وطلاقة لساني العقيد سلهب وامر العنصرين المساعدين له بضربي, وبدأت اصد الضربات بيداي المقيدتان من الملاكمين, لكن لا فائدة, فقد طرحاني ارضا واستمرا بضربي وقذفي بالمسبات البذيئة, وفجأة سألني العقيد, علمت بأنك غيرت اسمك الى اسم اروبي يا مثقف يا متطور, يا جاهل يا امّي, يا مقلد الاروبيين على العمى, وذلك بسبب كرهك للعرب وللاسماء العربية وانت تعيش على ارض عربية وتأكل من خيراتها وهذا وحده كاف ليؤكد بأنك خائن ؟. رديت عليهم بالمثل بشكل لا شعوري من شدة الالم وانا اصرخ بأن هذا ظلم واجرام, فرجال الامن يحافظون على امن المواطن اما انتم تهددون امنه وبدلا من تحبيب النظام الحاكم بالمواطن فبتصرفكم هذا تجعلون المواطن ان يكره النظام ويعاديه وانتم تتهموني بالخيانة وقلتم “عدم اعترافي بالحقيقة هو خيانة للقانون, ومن يخون القانون يخون النظام”, حسنا, واقسم بالله اني اشرف منكم جميعا ووطني اكثر منكم ومن كل مسؤول سوري, يكفي اني احمل اثنان وعشرون قفزا مظليا وخدمت في الجيش عند العماد علي ديب وفي الخندق الامامي في مواجهة الجيش الاسرائيلي على اعلى قمة في الجولان وتسرحت بعد اربعة سنوات وعدت الى البيت وقدمت طلب التوظيف الى كافة الدوائر الحكومية لكن الكل رفضني بينما واحد مثلكم او مدعوم منكم كان يأتي الى دورة عسكرية لشهر واحد, ويحصل على شهادة قفز مظلي بقفزة واحدة فقط, من اجل امتلاك “شهادة امتياز” للحصول على عشرين علامة للتسجيل الجامعي في حال كان طالبا او طالبة والبعض الاخر كانوا اشخاصا يستخدمونها للحصول على وظيفة من الدرجة العليا في الدولة, وغالبيتهم كانوا ينزلون بالمظلات على الارض وبناطيلهم من الامام مبللة لانهم كانوا جبناء يبولون على ذواتهم من الخوف, بينما انا خدمت اربعة سنوات واملك اثنان وعشرون قفزة مظلية واتحداكم انتم واي مسؤول آخر في محافظة الحسكة ان كان يملك ذات الشيء او قدم كما قدمت انا لهذا الوطن وكلكم موظفون بينما انا ممنوع عليّ التوظيف, أوَ ليس هذا بتمييز عنصري, الستم انتم بتصرفاتكم الظالمة جعلتوني اشعر بأننا طبقات عليا, وطبقات منخفضة, ويبرز الإختلاف بينها للعيان عندما يريد المواطن الحصول على حقوقه المدنية وبدا لي ذلك عندما اردت الحصول على حقوقي المدنية وتبين بأني لست مواطنا وليس لي حقوق، لكن وعند تقديم الواجبات الوطنية وضعتوني في الخط الامامي في الجبهة مع اسرائيل, لذلك بحثت عن هويتي الانسانية والقومية وغيرت اسمي بموجب القانون السوري في المحكمة, ومنذ صغري اهلي ينادوني بهذا الاسم, آلان, ولأن الاسماء الكردية ممنوعة, فقد رفض الموظفون العرب عند ولادتي وتسجيلي في السجلات المدنية باسم آلان واختاروا لي اسما عربيا وفق مزاجهم وبقيت اعيش باسمين، والذي فعلته هو ضمن حقوق الحرية الشخصية وليس له اعتداء على حقوق احد, ولعلمكم ان اسم آلان هو كردي وموجود منذ عهد السومريين وهناك مقاطعة جغرافية كردية باسم آلان وايضا ملحمة شعبية اسطورية كردية باسم آلان, والاروبيون اخذوه منا. فجأة فتح العقيد يداه ورفعهما في وجه مساعديه للتوقف وخاطبني بدهشة وعينين جاحظين, أحقاً ما تقوله صحيح ؟ انت تملك كل هذه الخبرة العسكرية وخدمت عند “علي ديب” !؟, حسنا خذوه وانا سأدقق في الموضوع, ورديت عليه, اذا اردت التدقيق فاعطيهم اسمي القديم, وستكشف ان علي ديب نفسه يعرفني ويقدرني كثيرا لما قدمته من خدمات في الجبهة. اعاداني الاثنان الى الغرفة واقفلاها وذهبا, وانا بقيت طول الوقت اتألم من وجع تورمات الضرب, لكنني اشعر بالتفاؤل واقول لنفسي بانهم اذا دققوا, سيكتشفون الحقيقة وهكذا سيطلقون سراحي, وخاصة ان الضابط علي ديب هو اسم مشهور بين صغار العلويين وكبارهم, كونه كان اليد الضاربة بيد رفعت وشقيقه حافظ الاسد, ولانه هو الذي قاد المظليين ودمر مدينة حماة عام 1982 على رأس تنظيم اخوان المسلمين, وارسل المظليين بالهليكوبترات الى منطقة تدمر واباد السجناء داخل السجون هناك. في الساعة التاسعة صباحا قدم لي بيضة مسلوقة ورغيف خبز حاف, فبلعتهما بلعا بسبب الجوع, وفي التاسعة والنصف مرة اخرى وبقدمين موَرمين لا يدخلان في الحذاء اخذوني الى العقيد, لكنه كان هادئا وينظر الي بابتسامة مصطنعة وقال لي, حسنا تأكدت بأنك صادق, وبما انك تملك كل هذه الخبرة العسكرية وروح الوطنية وكنت تعمل في قسم عمليات الفوج العسكري مركز الاسرار العسكرية, فلقد قررت ان اوفر لك وظيفة رائعة, فهل انت مستعد لذلك ؟, فأجبته دعني اعرفها اولا, ان كنت اهلا لها ام لاء ؟, فقال وهو يبتسم, انا سأعطيك سيارة مارسيدس حصلت عليها من لبنان وتحمل “رقم امني” مع مسدس وسلاح كلاشينكوف وبطاقة شخصية امنية معروفة باسم “بطاقة عدم التعرض” مع راتب شهري بالاضافة الى مكافآت شهرية وكل ما هو مطلوب منك هو بناء علاقات مع وجهاء المنطقة والمنظمات السياسية والثقافية وخاصة الكردية وجمع المعلومات ونقلها الينا. فأجبته على الفور, لا يا سيادة العقيد, ظننت انك ستقدم لي وظيفة مدنية استحقها بجدارة, ويا للعجب, وانت بعد كل هذا الضرب والاهانات والشتائم وتريدني ان اعمل معك ومع الناس بنفس الاسلوب الذي مارسته معي ظلما, وهكذا اكون عديم الضمير واظلم الناس الابرياء, فهذا مستحيل, والدليل على ما اقوله, فهذا انا امامك وقلت لك منذ البداية, ان اللتران اشتريتهما من حلب لشريكي ابو زينو وفتح قنينة وشرب منها وهي شبه فارغة وتوجد قنينة واحدة مغلقة وانا مستعد ان ادفع الغرامة المالية كمخالفة التهريب وطلبت منك الاتصال بأبو زينو الذي تعرفه جيدا للتأكد, وانت رفضت ومازلت متمسك بالمؤامرة المخططة لها ضدي, وتريدني ان اتجسس على الناس الابرياء فهذا مستحيل, اما بالنسبة للاحزاب الكردية فكل زعماءها هم من قبل عملاء وجواسيس لديكم ولا داعي لان تضمني الى قائمتهم عندكم, لاني لا احب العمل تحت ايادي العسكريين فأربع سنوات في الجيش اشبعتني تجاربا وكرهتني الحياة كلها. فألتفت الى مساعديه وقال لهما خذوه, وهما وضعا القيد مرة اخرى في يداي واخرجاني من بناية الامن السياسي ثم عبرنا معا سوق الهال (سوق الخضار والفواكه) القريب منها وانا امشي بقدمين مورمين اعرجين من شدة الالم, اتجهنا نحو اليمين وعلى بعد عشرين مترا كان هناك محرس على الطريق العام يسع فقط لحارس عسكري واحد, وفتحا الباب الذي كان عبارة عن شبكة من عواميد الحديد وادخلاني بداخله ثم اقفلا الباب وذهبا. وانا اصبحت بيداي المقيدتان فرجة للناس المارة على ارصفة الطريق, وبعض من يعرفني من المارة ينظر الي بخوف ويبتعد, وقلة مِن مَن يعرفوني كانوا شجعانا, يقفون بجرأة ويسلمون عليّ ويسألوني عن السبب وانا اخبرهم بالحقيقة ومنهم كان عابد حسين نعمان احد ابناء عمومة والدي والذي اتاني بلهفة وقلت له الحقيقة وطلبت منه اخبار والدي على الفور بما حدث لي منذ البارحة, وهو اسرع بالذهاب. بدأت افكر, ترى لماذا يكون سجني على الطريق العام ؟ وهل حدث مثل هذا في اي بقعة في العالم ؟ وفهمت حينها بان عرضي سجينا امام الناس على الشارع العام هو لاذلالي واهانتي لانهم شعروا بالاهانة بسبب عدم رضوخي لمطالبهم وعرضهم المغري لي, وبقيت فرجة للناس من الساعة العاشرة وحتى الواحدة بعد الظهر. بعد ثلاثة ساعات من عرضي في معرض العدل للحكام الغزاة العرب على الطريق العام, جاء المساعد اول ابو يامن وفتح الباب ثم اركبني سيارة جيب عسكرية واتجهت انا وهو والسائق شمالا ووصلنا بعد ساعة الى مدينة القامشلي, وهناك انزلني بالجانب المقابل لمركز الامن العسكري وسلمني للشرطة العسكرية وهم ادخلوني في زنزانة منفردة واصبحت اعيش على بيضة او بطاطة مسلوقة وكأس شاي, او صحن رز اشبه بمادة لاصقة تغلق الفكين وتمنعهما من الانفتاح. ذات يوم وبعد الفطور الصباحي واكمال شهر في الزنزانة المنفردة, ناداني شرطي وذهبنا معا الى بناء قريب, وعند دخولي القاعة, شاهدت ثلاثة اشخاص بلباس القضاة يجلسون خلف طاولة, فأوقفني الشرطي امامهم, وتحدث الذي كان يتوسطهم معي بلغة الجسد دون النطق بكلمة وهو يبتسم, فرفع يده نحوي ثم اشار الى الباب, فمسك الشرطي بيدي وسحبني الى الخارج وقال لي, مبروك لقد اطلقت المحكمة سراحك, فقلت له لكن لم يسألني القاضي من انا وبموجب اي قانون سجنت وبموجب اي قانون تم اطلاق سراحي ؟ فأجاب الشرطي, حسب خبرتي هنا, انه عندما يكون الشخص مثلك لديه دعم قوي, يطلق سراحه بصمت !؟, فمشينا معا وعند الباب الخارجي سلمنا على البعض واتجهت مسرعا الى كراج السيارات, ومن هناك اتجهت الى الحسكة. بعد الوصول الى البيت تلفنت لشريكي ابو زينو واخبرته عن اطلاق سراحي, فقال لي اعرف ذلك وانا قادم اليك, وعند زيارته لي سألته كيف كنت تعلم بأني ساخرج من السجن ؟ فأجاب : لقد تحدثت انا ووالدك بالموضوع منذ دخولك السجن، واكدت للامن السياسي بأنك بريء وقلت لهم ان قنينتا الويسكي هما لي, وخشيت ان تبقى لفترة طويلة في السجن لاني اعرفهم جيدا لا يملكون ذرة من الضمير والاخلاق, وطالبتهم باطلاق سراحك باستمرار, ثم اقمت عزيمة ضخمة للمساعد اول ابو يامن في جزيرة السمك المطلة على ضفة نهر الخابور واشبعته سمكا مشويا ومقليا مع كافة انواع المشروبات الروحية طوال الليل ومن ثم وضعت في جيبه خمسة آلاف ليرة سورية وقلت له, هذه هدية لسيادة العقيد عبد الحميد سلهب وارجوا منه ان لا ينسى ذاك المواطن البريء آلان في السجن, وهو وافق وكنت اتوقع خروجك من السجن قبل اسبوع. حينها فهمت معنى ما قاله الشرطي لي بأن “السجين القوي المدعوم يطلق سراحه بصمت” وبعدها اتفقت انا وشريكي بان تكون الرشوة المدفوعة مناصفة بيننا وان ما حدث لي هي مؤامرة مدبرة وخطط لها مسبقا, ثم اكدت لشريكي بأني ساترك المحل لاني فقدت الثقة وفقدت الكثير من المال بسبب النصب والاحتيال وغزو حكام العرب الذي تعرضت له من قبل عناصر المخابرات, حيث يأخذون البضاعة ولا يدفعون ثمنها وكأنها فرض اتاوات على المحلات التجارية تماما كما يفعلونها مع الآغوات اصحاب الاراضي عند جني المحصول، واكتشفت ايضا من حديثهم بأنك انت ايضا ساهمت في تعودهم على ذلك من قبل, لاني كلما طالبتهم بدفع الدين قالوا لي بأن المحل لابو زينو وهو صديقنا. وهنا تدخل ابو زينو بالحديث وكان صادقا وصريحا معي بقدر ما كنت صادقا وصريحا معه, وقال لي, نعم هذا صحيح, لاني اذا لم ادفع الرشاوي لكافة اجهزة المخابرات من سياسية, عسكرية, جنائية, دولة وجوية, ومسؤلو البلدية والمحافظة, فلن ترسو عليّ مناقصات البناء للمشاريع التابعة لبلدية مدينة الحسكة وغيرها, ولهذا اذا جاؤوا واخذوا شيئا من المحل فأنا لا استطيع ازعاجهم واعرف انك تتضرر بسببي. بعدها قمت بتصفية بضاعة المحل رويدا رويدا وتركت ديوني بالآلافات لبعض عناصر اجهزة المخابرات او الحكام الغزاة العرب, الذين رفضوا الدفع وسلمت مفاتيح المحل لصاحبه. وغادرت المدينة بعدها بفترة……..يتبع……
د. آلان آسمان.