عند النظر والتأمل في الاوضاع السيئة في دول العالم المختلفة، فإنه يمکن أن نجد هناك ثمة جانب في هذه الاوضاع يبعث على الامل في تحسينها وجعل الحياة أفضل مما هي عليه، ولکن وعند النظر والتأمل في الاوضاع السائدة في إيران، ولاسيما في الفترة الحالية، فإنه ليس هناك من أي جانب إيجابي يمکن التعويل عليه بالتفاٶل والامل في إحداث نوع من التغيير ولو الطفيف بإتجاه الاحسن، بل وحتى إنه وبموجب معظم المٶشرات فإن الاوضاع تتجه نحو الأسوأ والأکثر سوءا.
ونظرة على ما قد آل إليه الوضع الاقتصادي ولاسيما وإن ميزانية النظام الإيراني لعام 1404 (مارس 2025 – مارس 2026)، تعکس وبصورة جلية حالة اليأس الاقتصادي التي يعيشها، حيث تلجأ الحكومة إلى فرض زيادات ضريبية هائلة، وغرامات باهظة، ورسوم خدمات متصاعدة لتعويض عزلتها الدولية وأزمتها المالية التي ألحقتها بنفسها، وهذا کله ينعکس على الشعب الايراني لأن النظام و مع تشديد العقوبات الدولية، وارتفاع معدلات التضخم بشكل غير مسبوق، وضغوط متزايدة على عائدات النفط، لجأت حكومة مسعود بزشكيان إلى استنزاف الشعب كمصدر رئيسي للإيرادات، من خلال زيادة الضرائب بنسبة 53%، ورفع الغرامات بشكل غير مسبوق، وزيادة هائلة في رسوم الخدمات، بينما تستمر في الإنفاق بسخاء على حرس النظام الإيراني، والمؤسسات الدينية، والأجهزة الأمنية التابعة للدولة.
ومن جانب آخر، فإنه ونظرا للأحداث والتطورات التي تراجع بسبب منها دور وتأثير النظام الايراني في المنطقة الى حد کبير مما کشف وفضح أکثر من أي وقت سابق ضعف وهشاشة النظام، ومع الاخذ بنظر الاعتبار التزايد المضطرد في الاحتجاجات الشعبية ومضاعفة العمليات الثورية لوحدات الانتفاضة في سائر أرجاء إيران الى جانب النشاطات والفعاليات والتحرکات الدولية النشيطة والمثابرة للمقاومة الايرانية ضد النظام، هذا بالاضافة الى تشديد العقوبات والضغوطات الدولية على النظام وتزايد عزلته أکثر من أي وقت سابق، فإن کل المٶشرات تٶکد بصورة وأخرى بأن کل شئ في إيران يٶکد بأن سقوط النظام قد أصبح قريبا بل وحتى يمکن حدوثه في أي لحظة.
ومن دون شك فإن السيدة مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية عندما تٶکد في جانب من رسالتها الموجهة للتظاهرة الحاشدة لآلاف الايرانيين من أنصار المقاومة الايرانية في العاصمة الامريکية واشنطن بمناسبة اليوم العالمي للمرأة في 8 مارس 2025، بأن:” هزائم خامنئي المتتالية، و فساد نظامه، وشلل حكومته، وعجزه التام عن حل مشكلات الشعب، وخاصةإصرار شعب ضاق ذرعا بهذا النظام وعزمه على إسقاطه، كلهاتحمل رسالة واحدة: لقد حان وقت الانتفاضة.“، يبين وبکل وضوح إن إنفجار غضب الشعب الايراني بوجه النظام قد أصبح قاب قوسين أو أدنى ولن يتمکن النظام هذه المرة من الافلات من المصير الاسود الذي ينتظره.
