الجمعة, مارس 21, 2025
Homeاخبار منوعةقصة حقيقية مع التعديل

قصة حقيقية مع التعديل

رقصة العروس مع أبيها... معاني حنونة - مجلة هي
عشتُ سبعة عشر عامًا وأنا أظن أن أبي رجلٌ قاسٍ، مجرمٌ وبخيل، تخلَّى عني وعن أمي عندما كنتُ طفلةً بعمر السنة، ورفض الإنفاق علينا، وهرب من مسؤولياته ورجولته، ولم يسأل عنا قط. هذا ما كانت أمي وأهلها يخبرونني به دائمًا، حتى إنها قالت إنها طلبت الطلاق لأنها لا تعرف طريقه.
لطالما شعرتُ بانكسارٍ في قلبي كلما رأيت زميلاتي في المدرسة يأتين برفقة آبائهن، يشاركونهن الحفلات، ويعاملونهن كالأميرات، يأخذونهن في نزهات، ويغدقون عليهن بالهدايا. كنتُ أتمتم في داخلي: “منك لله يا أبي، أين أنت؟ أنا بحاجةٍ إليك، أحتاجُ إلى حضنك، أريدُ أن أخرج معك مثلما تفعل الفتيات الأخريات!”
لكن كل شيء تغيَّر عندما مرض جدي (والد أمي)، وأخذوه إلى المستشفى، وبقيتُ وحدي في المنزل. وبينما كنتُ أرتب البيت استعدادًا للعيد، وجدتُ ملفًا مليئًا بالأوراق، وعندما تصفحته، اكتشفتُ أنها قضايا! اتضح لي أن أمي هي من تركت أبي ورفعت عليه قضايا الخلع والنفقة وقائمة المنقولات، بينما كان هو قد رفع عليها قضية طاعة وطلب حضانتي لأنه كان مسافرًا.
أخذتُ أحد الإنذارات ووجدتُ عليه رقم محامي والدي، فاتصلتُ به وطلبتُ منه رقم أبي. بعدها، تواصلتُ مع والدي عبر تطبيق واتساب، وقلتُ له بحرقة: “حرام عليك، لماذا لم تسأل عني؟ أنا ابنتك، أنا من دمك ولحمك!”
لم أكن أتوقع ردة فعله! بكى بشدة وكأنه وجد كنزًا مفقودًا، وأخذ يحمد الله مرارًا لأنني بحثتُ عنه، إذ كان يحاول العثور عليَّ لسنواتٍ طويلة، لكنهم كانوا يعطونه عناوين وهمية. كما أن محامي أمي كان يشجِّعها دائمًا على الاستمرار في القضايا حتى تحصل على المزيد من النفقات، بينما كان هو يستفيد من أتعابه.
طلبتُ من أبي أن يرسل لي حساباته على مواقع التواصل، وحين دخلتُ إليها، صُدمتُ حين رأيتُ أنه لم يمر يومٌ دون أن يدعو الله أن يجمعه بي مجددًا! رغم أنه سافر بعد المشاكل، وتزوج بعد خمس سنوات، وأنجب أربعة أطفال، إلا أنه لم ينسَني أبدًا. اكتشفتُ أن لديَّ أختين وأخوين أصغر مني، وهم في غاية الجمال، وكانوا يعرفون عني! فقد أخبرهم والدي أن لديهم أختًا كبرى، وكان يُريهم دائمًا آخر صورةٍ لي عندما كنتُ صغيرةً جدًا.
أما عن المزاعم التي كنتُ أسمعها طوال حياتي، فقد تبيَّن أنها كانت محض أكاذيب. أبي لم يكن بخيلًا، ولم يتهرب من مسؤولياته، بل كان يسدد نفقاتي في المحكمة، وكانت نفقاتٍ كبيرة، ولم يكن جدي أو أمي ينفقان عليَّ من جيوبهم كما أوهموني! كما أن محامي والدي حاول مرارًا إقناعهم بأن يسمحوا لي برؤيته خلال إجازاته السنوية، لكنه كان يخشى المطالبة بذلك أثناء وجوده في الخارج لأن القضية لم تكن في صالحه، كما أنه لم يكن يحب المحاكم ولا أقسام الشرطة.
اكتشفتُ أن أبي رجلٌ طيبٌ وحنونٌ ومتدينٌ للغاية، يحبني كثيرًا، وقد ادَّخر لي كل “عيدياتي” طوال السنوات الماضية، وفتح لي حسابًا في البنك! ثم قال لي بكل حب: “إذا أردتِ، سأرفع قضيةً لتنتقلي للعيش معي ومع إخوتك يا حبيبتي.”
حسبنا الله في كل من حرمني من أبي، ومن أجمل لحظات طفولتي!
قصة حقيقية مع التعديل
RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular