الأربعاء, أبريل 23, 2025
شبكة بحزاني الاخبارية
شبكة داسن الاجتماعية
Homeاراءصلاح شأننا المجتمعي، والحوار الإيزيدي صحوة الضمير، قدوة المصير ح3 :...

صلاح شأننا المجتمعي، والحوار الإيزيدي صحوة الضمير، قدوة المصير ح3 : دلشاد نعمان فرحان

إنحن لا نتحرّك من فراغ، بل نخوض حوارا إيزيديا جادا، نطمح من خلاله لملمة شتاتنا المتناثر، والسعي لخلاص أبناء جلدتنا من قيد التبعية وعبء العبودية المُذلّة، ونحاول، بما نملك من حلمٍ وإرادة، أن نفتح نوافذ لحلول واقعية لأزماتنا الاجتماعية، وأن نرسّخ احترام إرادة هذا الشعب المنهك، الذي عانى من الإقصاء والتهميش، لا بوصفه ضحية مزمنة، بل فاعلاً أصيلاً يستحق أن يُصغى إلى صوته، وأن تُصان حقوقه حيثما وُجد، داخل أوطانهم أو في المهجر.

وندرك أن بناء “البيت الإيزيدي” في المهجر ليس ترفاً تنظيمياً، بل ضرورة وجودية لحماية ما تبقى من هويةٍ دينيةٍ وثقافية عريقة، تضرب بجذورها في عمق التاريخ، أمام عولمةٍ جارفة لا تُبقي من الخصوصيات إلا رمادها، ولا من التقاليد إلا ذكراها.

ونعي تماما أن طريقنا لن يكون مفروشا بالورود، فثمة جبهات تتأهّب لمواجهتنا، منها من تمثّل أجندات سياسية دأبت على استغلال بساطة الإيزيديين، والتكسب من عاطفتهم، واصطناع الوصاية عليهم، رغبةً في إبقائهم أسرى الاستضعاف، ومنها من يتجسّد في حفنة من أصحاب المصالح، الذين تماهوا مع مواقعهم الضيّقة، وجرّوا خلفهم من انساقوا دون بصيرة أو وعي.

لكن السؤال الأهم الذي لا بد أن يُطرح: متى يتحرّك العقل؟
فلدينا نخب كافية لإشعال فتيل نهضة تنويرية، نخب تفكّر بعقلها وضميرها، لا بمصالحها أو ولاءاتها الفئوية، وإننا لا نقف ضد أي جهة، وأيضا لا نمارس الاصطفاف خلف أحد، بل نحمل ميزاناً واحداً نقيس عليه المواقف، من يقف إلى جانب مصلحة الإيزيديين، ومن يقف ضدها، كائناً من يكون.

أما نبرة التخوين، والاتهامات المرسلة، والشخصنة، والظنون المسبقة، فهي أدوات العاجزين، الذين لطالما ضاقوا ذرعاً بأي صوت متنور أو مبادرة إصلاحية، وهم موجودون في كل مجتمع، وعلى مرّ الأزمنة، ومع ذلك، فإننا على يقين أن يوماً ما، سيستفيق هؤلاء على مرارة الندم، حين يدركون أنهم كانوا العقبة الأبرز أمام نهوض مجتمعهم، وحين يُسأل التاريخ عن سبب ضياع الفرص، سيشير إليهم لا محالة.

ذلك أن المبادرات النهضوية لا تُخيف إلا من يخشى على امتيازاته، أو من احترف استغلال معاناة الإيزيديين لمكاسب آنية، وحده المستفيد من بقاء الحال على ما هو عليه، ومن يرى في الإصلاح تهديداً، لا أملاً.
فإلى أي كفّ ستتجه بوصلة الميزان الإيزيدي؟ هل ترجح لصالح أولئك الساعين إلى إخراج الإيزيدياتي من مستنقعات التشتت والعبودية والتخلف؟ أم تميل إلى من يعطّل كل مشروع إيزيدي، ويُحسن التلون واللعب على أوتار الضعف والتشرذم، تحت لافتات المنقذين الزائفة، وشعاراتٍ سرعان ما تنكشف عند أول اختبار للنية والموقف؟
الجواب مرهون بيقظة الوعي… وبجرأة العقل.

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular