الثلاثاء, يوليو 15, 2025
Homeاراء( الازدائية وعيدا حجيا):د.خيري خضر الشيخ

( الازدائية وعيدا حجيا):د.خيري خضر الشيخ

يوجد في ديانتنا الحج منذ القدم باعتبار هذه الديانة أقدم ديانة. ولكن لا علاقة لهذه الديانة النورانية الشمسانية ذات الدستور البيراني لتاووس النوراني لا علاقة لها بعيد القربان ولا بعيد حجيا ،لأن الايزيدي بإمكانه ان يحج اي مكان مقدس وفي أي وقت وليس هناك حج أو عيد محدد وتاريخ محدد ،ولا علاقة لنا بعيد الأضحى ومناسك الحج في مكة وقصة ابراهيم خليل الخرافية الاسطورية .

و قبل البدء بكتابة هذا البحث تصفحت عدة مواقع وكتب و مراجع ومصادر تاريخية وحضارية ودينية حول الحج وعيد الاضحى (القوربان) عبر عصور تطور البشرية ولذا لابد من هذه المقدمة التاريخية : كلمة “حَجّ” هي من أقدم المفاهيم الدينية في تاريخ الإنسان لشعوب وحضارات عديدة التي كانت تؤدي رحلات مقدسة إلى أماكن يرونها بوابات بين الأرض والسماء.
المعنى اللغوي والجذري لكلمة “حج”:
1.في اللغة العربية:
الجذر “ح-ج-ج” يعني القَصْدُ، أي التوجه نحو شيء بعينه.
→ “حجّ إلى المكان”: أي قصدَه بنيّة وتعظيم، وليس مجرد زيارة.
2.في اللغات القديمة:
١-في الأكادية (العراق القديم):
كلمة قريبة هي “ḫāgu” وتعني طواف أو زيارة مقدسة.
٢في اللغة العبرية:
“חג” (ḥag) تعني “عيد”، وهي أيضًا تعني الحج أو الطواف المقدس.
٣.في اليونانية القديمة:
Hieros hodós = الطريق المقدس
أقدم الأقوام والحضارات التي قامت بالحج؟
1.العرب قبل الإسلام
كانوا يحجون إلى الكعبة في مكة، ويؤدّون الطواف والسعي والوقوف بعرفة.ولكل عشيرة كان الاهها الخاص ،واهم الالهة الموجودة في الكعبة كانت : هبل ،اللات ،العزى و المناة.
2.الفراعنة (مصر القديمة)
كان هناك “حج إلى أبيدوس”، المدينة المقدسة للإله أوزيريس (Osiris).
الحجاج كانوا يسيرون في قافلة نهرية إلى ابيدوس أويزورون معبد أوزير.
3. السومريون والبابليون
في العراق القديم، كانت هناك رحلات حج سنوية إلى معابد الإله مردوخ او الإله نابو أو الإلهة عشتار.
الحجاج كانوا يقدّمون التمر والخمر والخبز.
4. الزرادشتيون (إيران القديمة):
لديهم حج إلى “النار المقدسة” في المعابد.
النار تمثل الوجود الإلهي، وكان الحج إليها يُعتبر تطهيرًا روحيًا.
بعض الشعائر كانت تشمل الدوران حول النار وتقديم الخبز.
5. الكلت والجرمانيون:
كان لديهم طقوس حج إلى الأنهار والجبال والأشجار .
يُقدمون قرابين من الحبوب أو الخبز أو النبيذ، ويؤدّون الطقوس جماعيًا.
6.الهندوس:
لديهم حج إلى نهر الغانج وغيره من المواقع المقدسة.
يسمى الحج “يَتْرَ(Yatra)”.
ويتم الاغتسال في النهر لتطهير النفس من الخطيئة.
7. اليهود:
لديهم “الحج إلى أورشليم” ثلاث مرات في السنة:
1. الفصح (Pesach)
2. الأسابيع (Shavuot)
3. المظال (Sukkot)
كان يجب على كل ذكر بالغ زيارة معبد سليمان، وتقديم ذبيحة.
*ملاحظات هامة:
الحج كان دائمًا طقسًا للربط بين الأرض والسماء.
وفي كل الحضارات، كان الحج أهم من الطقوس اليومية لأنه يُعبّر عن العهد الأكبر مع القوى الكونية أو الإله.
8.الحج الى الكهوف المقدسة:
من النظريات العلمية المتداولة في علم الآثار والأنثروبولوجيا.
كهوف ما قبل التاريخ في فرنسا، مثل: ١.كهف لاسكو (Lascaux) في جنوب غرب فرنسا. التي تُشير فعلاً إلى احتمال ممارسة الإنسان نوعًا من “الحج الرمزي أو الطقوسي” إليها قبل أكثر من 17,000 سنة.
يعود الى (العصر الحجري القديم الأعلى )
ويحتوي على أكثر من ٦٠٠ رسم جداري لحيوانات (ثيران، أحصنة، غزلان، حيوانات خرافية).
٢.كهف شوفه – Chauvet في جنوب فرنسا يعود إلى حوالي 32,000 سنة.وهو أقدم كهف معروف يحتوي على رسومات متقنة لحيوانات ومشاهد صيد، وبعض الرموز الغامضة.
وظن العلماء أن الكهوف كانت أماكن حج مبكرة،من الأدلة التالية :
١.الكهوف كانت صعبة الوصول مما يعني أن الناس لم يناموا فيها أو يعيشوا هناك . ٢.الرسومات مركّزة في أماكن محددة داخل الكهف ربما كانت “محرابًا” أو “قدس الأقداس”. ٣.آثار نار ودهون حيوانات عند الرسومات تدل على طقوس تقديم قرابين أو إنارة شعائرية
٤. آثار أقدام بشرية (بعضها لأطفال) توحي بوجود “مواكب” رمزية أو طقسية داخل الكهف
٥. الناس استمروا بزيارة الكهف على مدى أجيال يوحي بـ استمرارية شعائرية تشبه الحج.
٦. تفسيرات العلماء (نظرية الحج الكهفي):
حيث اقترح بعض علماء الأنثروبولوجيا، مثل David Lewis-Williams وJean Clottes، أن هذه الكهوف كانت مراكز طقسية دينية تمثل بوابة بين العالم المادي والعالم الروحي.
ربما كان يُعتقد أن الكهف يسكنه أرواح الحيوانات أو الأسلاف، وكان الناس يأتون إليه للتضرّع، أو لطلب الصيد الوفير.
9-الحج الى مواقع حجرية مثل موقع غوبكلي تيبه في تركيا .
لذا الحج قديما كان حجًا داخليًا، روحيًا، يربط الإنسان بالطبيعة والقوى الخفية، ولم يكن منظّمًا بمفهوم الكهنة أو المعبد .
10. هناك أدلة متزايدة تشير إلى أماكن مقدسة أقدم حتى من كهوف “لاسكو” (Lascaux) و”شوفه” (Chauvet)، رغم أن تحديدها كمواقع “حج” لا يزال ضمن نطاق النظريات العلمية، لأنها تسبق أي نصوص مكتوبة أو طقوس موثقة.
لكن من المنظور الاأنثروبولوجي، يمكن القول إن الإنسان ربما مارس شكلاً بدائيًا من “الحج” الرمزي إلى أماكن طبيعية مقدسة قبل 30,000 سنة مثال :
١.كهف كابوي – Kapova Cave في جبال الأورال في روسيا.
يعود الى 36,000 سنة
وفيه رسومات حيوانات (بيسون، خيول) و آثار نيران و تنظيم داخل الكهف.ويحتمل أنه كان ن مركزًا لطقوس تخص الخصوبة والصيد.
٢ كهف إلب كاستيو – El Castillo Cave
يوجد في إسبانيا يعود الى 40,800 سنة، وفيه أقدم رسم بشري معروف (نقطة حمراء مطبوعة باليد).
وقد يُمثل شكلاً بدائيًا للاتصال الروحي أو الطقسي مع الأرواح.
لا توجد رسومات تفصيلية لكن التركيز على جدار محدد يشير إلى طقوس
وهو مرشح كأقدم موقع طقسي روحي على الأرض.
٣. كهف “ريد دير” في الصين (Red Deer Cave)،فيه بعض القطع العظمية والتجميعات تعود إلى ~45,000 سنة،ولا توجد رسوم، لكن وجود جثث مدفونة بشكل طقسي قد يشير إلى شعائر متكررة ومقدسة.
ويُحتمل أنها كانت أقدم أماكن الحج الرمزي والروحي للبشر.
بعد هذه المقدمة التاريخية نجد ان كلمة “حج” كانت تشير إلى زيارة طقسية لمكان مقدّس :جبل او حجر او شجر او كهف او نهر دون وجود دين منظم.
ولكن مفهوم الحج المنظم وجد بعد وجود الديانات الابراهيمية وربط الحج بقصة ابراهيم الخليل وابنه والفداء بألكبش وتسمية عيد الأضحى.
ما يهمنا في هذا البحث هو الحج في الديانة الازدائية الشمسانية التوجه في قبلتها وذات الدستور البيراني للتاووس النوراني وهي ديانة طبيعية تتخذ من قوى وظواهر الطبيعة وتقلبات المناخ وحركة الكواكب والنجوم كرموز للتجلي الإلهي .ولذا اتخذت من أماكن : جبال ،كهوف ،أشجار ، احجار، ومياه للزيارة المقدسة والتقرب من الخالق عن طريقها .
ديانتنا تؤمن بالخالق الواحد خودا ونقدس ما خلقه وما تجلى في ظواهر وقوى الطبيعة وقد لا تكون لالش هي الوحيدة للزيارة والحج فالايزدية مرت بعصور وحضارات وتسميات وتواريخ وجغرافيات متعددة ولم تكن موجودة في بلاد الرافدين وسوريا وإيران وتركيا فقط.
لذا الحج كان موجودا في ديانتنا ولكن ليس بالصورة التي ادخلتها العدوية الصوفية وجعلها عيدا مقترنا بعيد الأضحى الاسلامي بالرغم من تسميته عيدا حجيا وعيدا قورباني ، قد ادخل العدويين الكثير من النصوص والاقوال والابيات والقصائد والقصص باسماء انبياء اليهود والمسيحية والاسلام وحتى تعظيم اولياء وشخصيات صوفية واسلامية مثل:
(قول ابراهيم خليل واسماعيل ،وقول نبي موسى وخدر زياده،مدح كرامات شيخ عدي،شيخ عدي وميرا،رابعة العدوية، قول شيخ حسن ،قول شرف الدين ،محمد الكردي ،قضيب البان ،ذنون المصري،سبيه كه شك ئيت عدوية ،شيخ عبدالقادر،حجي علي ،نبي سليمان وبلقيس ،الشيخ الصنعاني، حضرة سيد الفضل ،شهادة الدين،وإبراهيم الادهم ،والحلاج وغيرهم) .
،فنحن اقدم من ابراهيم خليل ومن كل الأنبياء ومن الديانات الابراهيمية والايرانية والهندوسية القديمة والزردشتية وليس في ديانتنا مفهوم نبي او رسول ،بل نعبد الخالق من خلال ما خلقه من الطبيعة ومظاهر وقوى الطبيعة و المناخ وارتباطها بمواسم الحرث والزراعةوالحصاد ، والكواكب والنجوم وأهمها الشمس والقمر والزهرة .
*ملاحظة :
ما نسمع من رجال الدين وساردي الاقوال الايزديين من أهمية عيدا حجيا وعيدا قوربانى هي تراكمات للمفاهيم والأفكار الصوفية الإسلامية التي ادخلت الى ديانتنا من قبل العدويين وقد تكون نتيجة الخوف المتراكم من الهجمات الاسلامية من الابادات المتتالية ،ولكن المصيبة البعض يقول وجدت هذه الاقوال لاننا نحترم كل الديانات وانبيائها و اوليائها، وهنا نقول ان نحترم هذا شيء جيد ولكن ان ندخل مفاهيم اسلامية وصوفية من اقوال وقصائد باسمائهم وتمجدهم وتعظمهم أكثر من الالولياء والخاسين لديانتنا فهذا غير معقول وغير مقبول وبحاجة الى غربلة كل تلك الشوائب من هذه الديانة العريقة .
ألمعظلة الكبرى بدات في الوقت الحالي اجتهادات شخصية سواء بتعمد أو من غير قصد للدفاع وتعزيز التمسك بالافكار الدخيلة وبما يخص هذا العيد عيدا حجيا ،هناك عدة أراء :
١. هناك من يقول ان شيشم (شيشمس) ذهب الى ديوان الله وقال له الرب اتيت اهلا يا حجي أو عند عودته قالوا له حجي .
السنا نقول ان شيشم هو نور من انوار الخالق ،وأحد أسماء الخالق فكيف نقلل من مكانته و ننزله الى مستوى البشر ونقول له حجي وهل الملائكة تحج ؟
٢.البعض يذهب إلى أبعد من ذلك ويقول إن الملائكة نزلت إلى الأرض بامر الخالق وهبطت على جبل عرفات وقامت بأداء السما الدينية لكي يثبت الارض ولا يتشقق ،وهذا لتثبيت المفهوم الذي قاله رسول الإسلام محمد بان الحج هو العرفة اي أهمية الوقوف في جبل العرفة وهو المنسك الاهم من مناسك الحج الاسلامي .
٣.المنصهرين في الغلو العدوي يقولون ان شيخادي دعا شيخ شمس إلى ديوانه وعندما حضر اسماه حجي .
٤. هناك من يقول ٩٠ الف سنة قبل آدم كان هذا العيد موجودا ،ولم يسبق بان احد من الديانات قالت كان هناك بشر قبل آدم وحواء .مع الاخذ بنظر الاعتبار من الناحية العلمية من الاثار والحفريات والرموز ان الإنسان بدا بالظهور قبل حوالى 2،700،000 سنة والإنسان العاقل قبل 300الف سنة وان عمر الكون حوالى 13مليار سنة.
من كل ماسبق نقول نعم الايزديين مروا بمراحل عديدة من النواحي التاريخية والجغرافية وكانوا يزورون زيارات دينية وطقسية لأماكن مقدسة ولكن ليس بمفهوم الحج المنظم كما في الإسلام ولا يوجد وقت محدد للايزيدي لكي يزور اي مكان مقدس .
ولا علاقة بالديانة الازدائية الشمسانية النورانية بعيد القربان وعيد الجاج (عيدا حجيا) علما الوحيدين الذين يطلقون على الحج كعيد هم الايزديين بعد قدوم شيخ عدي.
ويبدو انه في فترة حكم العدوين وثم شيخ حسن أجبروا الابيار الشمسانيين لتاليف نصوص وأقوال وقصص وقصائد تخدم هدفهم الصوفي مع الاحتفاظ ببعض الإرث الشمساني لاضافة نوع من الشرعية الدينية لهذه النصوص.
ونعلم جيدا اننا نعبد الخالق خودا الذي لا يدعوا الى الذبح والفداء بروح مكان روح اخرى ولا يحق لاي كائن كان ان ياخذ الروح غير خالقها ومما يؤكد كلامنا هو عندما يموت شخص ايزيدي او ايزيدية نقول ئه مرى خودى كر و خودى امانتا خو بر بمعنى الخالق اخذ أمانته لان الروح أمانة الرب في جسدنا يهبها لنا بولادتنا وياخذها بموتنا ،فكيف يحق لإبراهيم الخليل ان يذبح ابنه كتعبير عن طاعته لربه ويدافعون عن هذا الموقف بان ابراهيم الخليل عوض الفداء البشري بالفداء الحيواني ،لأن بعض الحضارات كانت تضحي بالبشر كفداء لارضاء الالهة.
عندما تسأل ايزيدي كم من الأولاد والمال والجاه لديك يقول انها ملك الخالق خودا ثم يبدا بالعد ،فإذا كانت أولادنا فلذة اكبادنا ملك للخالق فكيف نتصرف بملكه ونحن لسنا وكلاء له ،
والجميل في الفلسفة الازدائية النورانية لا يجوز ان تحلف براسك أو برأس اولادك أو عزيز عليك لانها تعتبر كشرك للحلف وانها ليست من العظمة لكي تحلف بها .
بالرغم من الابادات والفرمانات الجسدية والابادات الفكرية بقيت هذه الديانة نقية عريقة بالرغم من تضائل عدد اتباعها وانها غير تبشيرية لأيمانها اليقين بان الخالق هو رب العالمين جميعا يخلق ما يشاء من بين الايزدية او بين اي دين اخر وليس من حق أي ديانة تقوم بفرض نفسها على الآخرين سواء بالقتل أو التبشير ،فأنا خلقني الخالق كايزيدي فمن لديه الحق ان يعارض حكمة وقدرة الرب وان يغير ديني أو يقتلني بسبب ديني .
واقول واكرر الد أعداء الإنسانية هما اثنان :السياسة والدين . مادام الخالق واحد فلنعبده كل واحد منا بطريقته دون تاثير دين أو وصي ،فالخالق وهبنا( من حكمته في عقلنا ومن رحمته في القلب ومن نوره في أعيننا )،وكل ما علينا أن لاننسى ما وهب لنا ونحافظ على نقاوتها لحين رحيلنا وبعثنا من جديد في دائرة (طوق) تناسخ الارواح لحين حفظ الروح في مرحلتها الاخيرة في القنديل الأسمى.
د.خيري خضر الشيخ
المانيا 6.6 2025
RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular