مع إشتداد المواجهة الحامية بين إسرائيل والنظام الايراني على أثر الهجوم غي العادي الذي شنتهه
إسرائيل صباح يوم ال13 من الشهر الجاري، والذي يبدو واضحا من ملاحظة التفاصيل إن النظام
الايراني قد تلقى ضربات موجعة جدا ولاسيما من حيث قتل عدد کبير من قادته من الحرس الثوري
والجيش وکذلك علماء نوويين، فإن النظام يبدو بحالة يرثى لها ويعيش حالة من تناقض غير مسبوق إذ
وفي الوقت الذي يتهدد ويتوعد فيه بمواصلة المواجهة ضد إسرائيل وعد إيقافها، فإنه يقوم سرا بالاتصال
بهذه الدولة أو تلك من أجل التوسط لدى إسرائيل لإيقاف الحرب!
منذ أکثر من 3 عقود وجلسات المفاوضات تجري على قدم وساق من أجل ثني النظام الايراني عن
مساعيه السرية لإنتاج الاسلحة النووية، وعلى الرغم من إبرام إتفاقين نوويين معه في عام 2004
و2015، فإن الاتفاقين الى جانب عشرات جلسات التفاوض لم تتمکن من ثني هذا النظام عن مساعيه
السرية المکلفة جدا من أجل إنتاج السلاح النووي والمثير للسخرية إنه کان يوصل تبديد المليارات من
الدولارات من أجل صناعة السلاح النووي في وقت صار أکثر من 70% من الشعب الايراني يعيشون
فيه تحت خط الفقر.
ومع برنامجه النووي المکلف هذا وتبذيره کل تلك المبالغ الطائلة عليها، فإنه کان يواصل أيضا تدخلاته
المشبوهة في المنطقة ويصرف مبالغ طائلة من أجل ترسيخ نفوذه وهيمنته على بلدان في المنطقة وإثارة
الحروب والازمات فيها، وکل ذلك على حساب الشعب الايراني بالدرجة الاولى، واليوم وعندما تندلع
مواجهة حامية الوطيس بينه وبين إسرائيل بسبب من مساعيه من أجل الحصول على سلاح نووي، فإن
ذلك أيضا يأتي على حساب الشعب الايراني الذي يرفض أساسا سياسات النظام المتطرفة والمشبوهة
ويدينها بشدة ويعتبر النظام الدکتاتوري مسٶولا عنها.
السياسات المتطرفة والمشبوهة التي يعتمدها النظام الايراني منذ 46 عاما وحتى يومنا هذا لم تجلب على
إيران والشعب الايراني سوى المصائب والمآسي والخراب والدمار، مع ملاحظة إن هناك بون شاسع
بين ما يسعى إليه النظام من أجل مصالحه الضيقة وبين مصالح وأهداف الشعب الايراني وإن الشعب
الايراني يعتبر نفسه أساسا في حل عن هذه المواجهة ويحمل النظام مسٶوليتها من جراء إصراره على
سياساته المتطرفة والمشبوهة وعدم تخليه عنها على الرغم من المطالب والنداءات الدولية المستمرة،
وإن النظام الايراني يقف أمام منعطف مصيري من جراء هذه السياسات ويجب عليه تحمل مآلاتها.
