الثلاثاء, أبريل 16, 2024
Homeمكتبة بحزانيالمكتبة الايزيديةحاجي علو - المنتظر (الجزء الثالث والاخير ـ الاصلاح)

حاجي علو – المنتظر (الجزء الثالث والاخير ـ الاصلاح)

 

المنتظر

الجزء الثالث والاخير

الاصلاح

مقترحات حول اصلاح المجتمع الئيزدي

 

 

إعداد     حاجي  أَبو سينم

 

المقدمة

 

الجميع مطالبون بدراسة هذه المسودة وأخذ الموضوع بغاية الجدية على ضوء التطور الحضاري والثقاني والتقدم البشري في كافة الميادين، لايمكن الابقاء على القديم والتمسك به بحذافيره، فالركب سائر ولايمكن للجالس ان يدركه ابدا، وان اراد المجتمع الجالس ان يلحق بالركب الفائت عليه ان يسرع الخطى وبإنتظام وتوجيه والا فأما أن يتباطأ ولن يلحقه ابدا فيعيش على هامش الحياة المتخلفة أو ان يسرع بصورة عشوائية فيختلط بغير أنتظام وتكون نهايته المحتومة.

أن اسلافنا عانوا اشكالا مرة من ألمآسي وألأضطهادات وقدموا دمائهم رخيصة في سبيل دينهم النظيف وكيانهم ألمميز وهويتهم المستقلة، وقد نجحوا في ألأحتفاظ بها بدمائهم، نأتي نحن فنذيب أنفسنا طواعية في خضم المجتمعات ألأخرى بعدما وصلنا إلى بر ألأمان وأنتهت ألمآسي وألإبادات، حتى التفرقة والتمييز معدومان بالقياس إلى الماضي، بعد كل تلك الدماء نعرض أنفسنا، أو بالاحرى نختار، الانجراف مع الملذات والاهواء ألشخصية وأللامبالاة، فنشوه سمعتنا ونخجل من انتمائنا الئيزدي، بعدما كنا مضرب الأمثال في الاخلاق والعفة وتُجر الملة إلى نهايتها التي عجزت عشرات الفرمانات عن تحقيقها.

كلنا نعلم ـ ولايستطيع احد انكار ذلك ـ انه حتى وقت قريب كان معظم الضباط يختارون الجنود الئيزديين لحراسة بيوتهم، لما عرف عنهم بعفتهم وسمو أخلاقهم والتحريم الديني للنظر إلى النساء غير الئيزديات، وبدلا من أن يكون هذا ثناء مشجعا لهم ويدفعهم إلى زيادة تمسكهم بمبادئ دينهم وأخلاقهم الرفيعة، إنخرط البعض مؤخراً في الاعمال المنافية لها وتهافتوا على فتح الحانات والمقاهي ودور شرب الخمور التي درّت عليهم ارباحا لم يألفوها من قبل، وزاد الإقبال عليها كلما ازدادت الضغوط الاقتصادية على المجتمع الئيزدي وكذلك بسبب غياب التوجيه وترشيد المجتمع الئيزدي وتنبيهه إلى الضرر الذي تلحقه هذه الاعمال بسمعة الئيزديين. صحيح أن الخمر ـ عندنا ـ غير محرم دينيا لكن عواقبه غير محمودة والممتهن بها كالمدمن منبوذ تماما عند الئيزديين كما هو عند معظم طوائف المجتمع العراقي الذي هم جزء منه. والذين كان من المأمول أن ينبهوا الملة إلى هذه الخطورة ويمنعوهم منها، تسابقوا هم إلى هذه الاعمال التي لاتناسب مقامهم بسبب ماجنوه منها من أرباح طائلة رغم انهم لم يكونو مضطرين إلى ذلك كالآخرين من عامة الشعب الذين انجرّوا اليها جرّاً لفقرهم المدقع وللأسباب التي أوضحناها في الجزء ألأول ـ المهنة ـ.

إن دين ألئيزديين ومبادئهم وعاداتهم فيها من المرونة ما يمكنهم من التكيف بسهولة مع كافة أدوار التطور والتعايش الإيجابي مع الظروف المستجدة على مر السنين وليس أدلّ على ذلك من تعاليم الزواج التي تغيرت ثلاث مرات خلال القرن المنصرم (1929،1975،1995) حسب متطلبات الظروف، كذلك الزي الئيزدي ألأبيض. يمكنك ان تتفنن فيه بحيث يشكل ذوقا رفيعا ينافس أحدث ألموديلات إن كان للملابس الخارجية أو تجعلها مختصرة لتشكل الملابس الداخلية وتختار ما يلائمك من الأذواق للملابس الخارجية، كذلك طريقة استضافة الطاووس وخيرات التعازي كلها تغيرت تماما عن ألإجراءات ألقديمة السابقة وبنفس الوقت غير مخلة بالمبادئ الدينية.

أما القضايا المثالية ـ تفاسيرها الخيالية ـ ميثولوجيا الدين ـ التي تحيط بالدين الئيزدي فهي موجودة لدى جميع المعتقدات والاديان تماما كما هي عند الئيزديين وفي جميع الحالات لا تمنع أحداً من التطور والتفوق في ميادين الحياة المختلفة الواسعة والاندماج في المجتمع المتحضر وبنفس الوقت يحافظ على خصوصيته المميزة، فالالتزام بطوق ئيزي في الملابس الداخلية لا يمنعك من لبس أيً نوع من الملبوس وفي جميع المجتمعات، وأنك ترى كبار رجال الدولة في معظم دول العالم يعتزون بزيهم الوطني المميز فالهنود يلبسون زياً يشبه الزيّ الئيزدي تماما ـ باستثناء الطوق ـ ولا أحد يعيبهم على ذلك وهم يرأسون أعظم دولة متقدمة وبأمكانهم لبس أي نوع من الملابس لكنهم لايفرطون بخصوصيتهم الوطنية المميزة فالزي هو علم القوم ورايته وتركه يعني الإفراط بأهم ميزة لهم.

لقد بدا واضحاً أَنّ الئيزديين يُعانون من شعورٍ شديد بمركّب النقص جرّاء التطوّر السريع العشوائي , وبسبب الأَحداث العراقية العنيفة المُفجعة للئيزديين في الآونة الأَخيرة , بحيث أَصبح عسيراً عليهم شق طريقهم بخُطى سليمة في تجاوز هذه المرحلة العصيبة , بسبب كونهم أَقلية ضعيفة بقيادة مفقودة فأَصبحوا يضطربون في التطور في جميع النواحي ولا يعلمون أَيَّ التغييرات ضروريّة للإنسجام مع الوضع الشاذ المُتناقض فبدأوا بتقليم الهوية بدءاً بالدين والزي والعادات والتاريخ وكل ما يُذكرهم بالئيزدياتي ,  وأَصبح عزاؤُهم في المظاهرفأَخذوا يتنافسون في التباهي بالمظاهر والإنفاق في أَوجه هي ليست ضرورية  .

أن ترشيد المجتمع الئيزدي يقوي من تماسكه ويزيد من التعاون بين افراده فيشعر الفرد بوجوده ضمن هذا المجتمع ويتحمل مسؤولياته بإيمان وبصيرة وثقة، الالتزام بالسلوك الصحيح يزيد من هذا التكاتف والتعاون وليس في أي منها ما يمنع التطور والتقدم أو الاستمتاع بالحياة.

ولا يخفى على احد أن التسيب واللامبالاة وعدم مراعاة حقوق الآخرين ـ حتى احترام الجار ـ أصبحت مشكلة متنامية بأطراد فيما بين الئيزديين أنفسهم مع ان تلك الصفات السلوكية من تسامح وأستعداد للخضوع والتنازل مع غير الئيزديين بقيت كسابق عهدها فلماذا لاتبقى وتزداد بين الئيزديين مع بعضهم البعض.

ليس عذرا أن تدعي أن البستان غير المسوّر هو الذي دفعك إلى السرقة، أن ما يمنعك من السرقة او غيرها من المنكرات أو الاعتداء على حقوق الآخرين يجب أن يكون سور أخلاقك لا سور البستان، صحيح أن ظروفا معينة عاشها ولايزال يعيشها الئيزديون، تشجع هذا التسيب ـ وللأسف ليس هنالك من مدّعٍ للأصلاح ـ وربما ان تلك الظروف تتعمد في شلّ قدرة من يحاول ألإصلاح، لكن علينا ان نتحلى بمضاداتها ولا يزودنا بها غيرنا فالإرادة والتصميم ممكن أن تفعلان أيّ شيء، ولنا في نصوصنا الدينية علاج كل المشاكل وتهذيب تام للمجتمع، تصلح لجميع الازمنة والعصور وقد تحلى بها اسلافنا حتى قبل جيل وهي اكثر اصلاحا الآن منها في الماضي الدموي كما ان الحاجة اليها اشد في الحاضر المتحضر الذي يبدو أكثر تسامحاً.

إن هذا الكتاب ليس كلاما منزلاًّ بل مسودة مشروع اصلاح المجتمع الئيزدي تتطلب الظروف الحياتية المستجدة وروح التقدم والتطور السريع، ايجادها، وهي لم تلد اليوم بل انها موجودة في تعاليم ديننا منذ القدم الا ان الاهمال واللامسؤولية وربما الخوف أو العجز عن تطبيقها تحت ظروف الماضي جعلت المسؤولين يغضون عنها النظر وكأن ليس للئيزديين أي شيء يهتدون به، فلابد من نفض الغبار عنها وأظهارها بأسلوب يساعد على تطوير مجتمعنا والاهتداء بها في مسيرة التطور السريع، ان هذا المقترح هو منهج مطروح امام الجميع ـ خاصة ذوي الاختصاصات والمسؤوليات المعينة ـ وعلى الجميع ابداء الرأي فيها ورفدها بمقترحاتهم وتعديلاتهم  وما يمكن أن يضاف اليها، اما اهمالها أو الغاؤها فذلك هو الفرمان الثالث والسبعون.

لقد فرض الألف الثالث نفسه على الجميع ولابد من التحوط للمتغيرات ، والعمل من أجل البقاء والتطور امر لابد منه وعلى كل فرد ان يتحمل مسؤوليته في تحقيق الغاية المنشودة وهي ليست التطور فقط، بل التطور والتكيُّف والحفاظ على خصوصياتنا المميزة والله المعين.

 

 

 

 

الفصل الاول

 

أَوّلاً . أعداد ألكادر ألديني

ألهدف من اعداد الكادر الديني هو جعل المهمات الدينية تتمشى مع ما يتطلبه التطور وروح الحضارة وجعلها وظائف رسمية مسؤولة محددة ومؤهلة تأهيلا حضاريا يتمكن القائمون بها من التفاعل الصحيح مع المستجدات المتشعبة وترشيد المجتمع الئيزدي ترشيدا صحيحا، يحفظ علوم الدين الئيزدي ويعرف الآخرين به على ضوء الحريات والتسامح الديني والتفاهم بين مختلف الطوائف وألاقوام وتعريف الئيزديين بموقعهم بين هذه الشعوب والطوائف وألاديان وبنفس الوقت ستؤدي إلى تقليص عدد المتوطوعين للمهمات الدينية بدوافع اقتصادية عندما يكون جمع الخيرات محسوبا وبأيادي مسؤولة رسميا. الكادر الديني يشمل جميع درجات رجال الدين أعتبارا من المير وإلى مجيور اصغر قرية أو تجمع أسري، المير يعتبر رجل دين من الطراز ألاول فهو صاحب الفتاوي الوحيد وصاحب الفتاوي ـ المفتي ـ هو رجل دين قبل ان يكون شيئا اخر، ولما كان يضطلع بأمور الملة الادارية ـ السياسية، فيجب ان يعد اعدادا يؤهله للمهنتين معا.

بما ان الكادر الديني هو الذي يتولى جمع الخيرات والعناية بالمقدسات والصرف عليها فأذن هو الكادر الاقتصادي ايضا ويجب ان يعد اعدادا جيدا لتلك المهمة ايضا:

  1. 1. تفتح مدرسة لأعداد الكادر الديني لمختلف المهمات يقبل فيها كل من يرغب الانخراط في سلك الدين، ويجب ان تعطى اولوية للطلاب الذين ينحدرون من سلالات رجال الدين السابقين والسردريين والمجيورين من الذين يتطلعون إلى تولي مناصب دينية معينة هي من اختصاصاتهم التقليدية سلفا.
  2. 2. القبول يجب ان يكون الطالب قد انهى مرحلة الدراسة الابتدائية أو المتوسطة قبل التحاقه بالمدرسة الدينية الخاصة.
  3. 3. يمكن استثناء بعض الذين لاينوون تسلم واجبات الكادر الديني، بل تزهدوا ونذروا انفسهم للدين طواعية، هؤلاء يمكن أن يستثنوا من الشرط السابق وهم الذين سيلبسون الابيض اثناء الدراسة وبعد التخرج ايضا.
  4. 4. مناهج المرحلة الاولى تكون موحدة للجميع ومدتها ثلاث سنوات.
  5. 5. مناهج المرحلة الثانية تخصصية ومدتها سنتان.
  6. 6. مناهج المرحلة الثالثة تخصصية رفيعة المستوى اشبه بدورات تاهيل مهنية خاصة بالمناصب المهمة التي من المؤمل أن تبوأها الدارس في المستقبل كالمير والبابا شيخ والمطبخجي وحاكم محكمة الئيزديين… الخ. ومدتها سنتان ايضا ومن الافضل استحداث منصب اخر ديني محض يفوق علما جميع علماء الدين ذوي الاختصاصات الاخرى ويسمى بـ (عالميَ ئيزديا) أو كما هو الان يطلق على رئيس القوالين (مةزنيَ قةوالا) ويكون هو مفتي الئيزديين بدلا من المير، ويمنح الدرجة بعد عشر سنوات من التخرج من المرحلة الثالثة وممارسة العمل الديني ميدانيا ويثبت كفاءة عالية في المهنة وألماما واسعا بعلوم الدين والتاريخ ويمنح شهادة (أستاذ) ويكون مفتي الئيزدية واحدا من عدد من هؤلاء الخريجين بهذه الدرجة، فيكون المرجع الديني الاخير[1] لجميع المعضلات الدينية والفتاوى التي هي اصلا ممنوعة في الدين الئيزدي لكن التطور ماض والمستجدات غير المتوقعة تستوجب الفتاوي.
  7. 7. يجب ان يخدم الخريج في مجال اختصاصه مدة لاتقل عن ثلاث سنوات قبل تسلم منصب مهم من مناصب الفقرة السابقة وأن لا يتسلم تلك المناصب قبل الثلاثين من العمر والبابا جاويش الاربعين.
  8. مهمة القوالين تبقى محصورة في سلالاتهم ويقبل اولادهم في المدرسة دون قيود لتأهيلهم تأهيلا مدرسيا أَكاديمياً، كذلك باقي المناصب المحصورة دينيا وتقليديا في عوائل محددة يدخل ابناؤها المرشحون لهذه المناصب إلى هذه المدرسة قبل تسلم تلك المناصب كالمجيور والقوال العادي اما اذا اراد الاضطلاع بمنصب رفيع المستوى ككبير القوالين او الذين ذكرناهم في الفقرة 6 فيجب ان يكون ذو دراسة اكاديمية عالية اضافة إلى مراحل المدرسة الدينية الثلاث.

9 ـ يُفضَّل القوالون للقيام بتعليم الدين في المدرسة الدينية ضمن اختصاصاتهم اضافة إلى ذوي الاختصاصات الاخرى كالتاريخ واللغة .

  1. يبدو لنا أَن القوّالون قد أَهملوا دورهم القيادي في الأُمور الدينيّة لصالح المُثقفين الأَكاديميين الذين لا يعلمون من ديننا إلاّ ما في الكُتب الأَجنبيّة ، والأَخطر من ذلك أَنّ بعضهم قد تأَثَّر بهؤلاء الكتبة وإنعكس ذلك على النصوص والتراث الديني الذي إستلموه من آبائهم المرحومين، هذا آخر ما كُنا نتصوره ، وهو شيءٌ خطير ومرفوض ، عالم الدين الئيزدي لا يستلم العلم إلاّ من أَبيه ، كُل ما نَقله إلينا أَسلافُنا مُقدَّس، يجب أَن لا يُمس الأَصل أَبداً ، التغيير والتلاعب بالموروث ممنوع مهما كان ، إنّما الشرح والتفسير والآراء فلكُل كاتبٍ رأيه ولا بأس في ذلك ، لقد كان من المأمول أَن يتدخَّل القوالون ( ضمن لجنة الرقابة الدينية ) في الممارسات الدينية الشاذة التي تزداد عاماً بعد عام وتفحص المطبوعات الدينية ومُقارنتها بما ورد في الموروث الديني الشفاهي، وإذا لم تكن لديهم سلطة منع الكتابة ، فلديهم سلطة التقييم وإعلان المخالفة منها للنصوص . وأَخيراً نقول إنّهم على حق ، فبمن يسترشدون وبمن يأتمرون ؟ على الئيزديين أَن لا ينتظرو أَكثر ، عليهم الإلتفاف حول قيادة كيفما كانت، المهم هو الإتحاد والطاعة والإلتزام بما يُؤمرون ، وعدم إنتهاك أَيّ خرق ديني مهما كان بسيطاً
  2. 10. توضع المناهج من قبل علماء الدين المختصين وبعض الاكادميين المحترفين وتصدق من قبل المجلس الروحاني وفقا لتعاليم الدين الئيزدي بحيث تعكس تاريخ الئيزديين وخصوصيات الشعب الئيزدي وفكره، آخذا بنظر ألاعتبار التغيرات الحضارية المستمرة والتكييف معها.
  3. 11. درجات الكادر الديني: لايتبوأ منصباً دينياً من اي نوع وأي مستوى دون الحصول على شهادة تخرج من هذه المدرسة بمراحلها المختلفة، بدءاً بالمير وانتهاء بمجيور اصغر قرية، وتدرج المسؤولية مع الشهادة بحيث تكون ادناها الحصول على شهادة المرحلة الاولى من المدرسة الدينية وأعلاها كالمير والبابا شيخ مثلا شهادة المرحلة الثالثة زائداً شهادات أكاديمية عليا مثل القانون والتاريخ لاتقل عن البكالوريوس.
  4. 12. ان يكون في كل تجمع قروي ئيزدي رجل دين واحد على الاقل من خريجي هذه المدرسة من اية درجة كان يقوم بوظيفة المجيور في الاعياد والمناسبات الدينية وحالات الوفاة ويؤدي عمله بصورة جيدة وفقاً لتعاليم الدين الئيزدي التي تعلمها دون اضافات او اجتهادات شخصية.
  5. 13. يترك خيار التزهد للكادر المتخرج ـ أي لبس الابيض والامتناع عن شرب الخمر… الخ. ـ، او يختار الحياة العادية فكلا الخيارين معمول بهما سلفاً ولايشكلان تناقضا مع الواجبات الدينية، لكن يجب ان يكون هنالك ما يميز هؤلاء عن غيرهم وذلك بلبس (الكلك) أي قبعة الرأس المقدسة التي يلبسها الان مربو اللحى فقط يجب ان يلبسها جميع خريجي هذه المدرسة سواء أَقصَّ اللحية أَم رباها حتى لو لبسها دون عمامة فلايمكن ان يسمح لحاصري الرؤوس القيام يأية مهمة دينية. ويمنع غيرهم من لبسها حتى لو كان قوالا او فقيها بل يمكن لهم شد العمامة او العقال دون الكلك ان لم يكن من خريجي هذه المدرسة.
  6. 14. يفضل الكوادر المتزهدون على غيرهم من نفس الدرجة او المستوى في تسلم أي من المناصب الدينية، كما يفضل العازفون عن الزواج على غيرهم من المتزهدين من نفس الدرجة لهذا الغرض.
  7. 15. باب التطوع (التنذير) مفتوح لجميع الئيزديين من ذوي المؤهلات والكفاءات المعينة او غيرهم ممن يرغبون في الانخراط في سلك التدين للقيام بأي نوع من الخدمات الدينية او الخيرية او أي عمل اخر يخدم الملة فيه مجانا ولفترات محدودة لاتقل عن سنة او مدى الحياة ومن هؤلاء يختار البابا جاويش بعد أن يكمل دراسته في المدرسة الدينية.
  8. 16. فتح دار للطباعة والنشر ملحقة بهذه المدرسة لتلبية الحاجات الكتابية للئيزديين مهمتها الاولى طبع مناهج هذه المدرسة وكتبها ولوازمها، ثانيا نشر الثقافة الئيزدية ومؤلفات الكتاب الئيزديين بأسعار وأجور مخفضة بنسب توافق اهمية الموضوع لعموم الئيزديين فنعمل بذلك على تشجيعهم وحثهم على المزيد من الكتابة، والمهمة الثالثة الفورية هي أصدار صحيفة خاصة بالئيزديين تكون لسان حالهم مستقلة عن الضغوط والمؤثرات الخارجية تعمل على تعريف العالم بوجودهم وماضيهم وحاضرهم وتطلعاتهم ودورهم في المجتمع العراقي من خلال المقالات التي ينشرها فيها حملة الاقلام الئيزدييون وهيئة التحرير الذين سيبرز منهم حتما سياسيون اكفاء يسمّعون صوتهم للعالم الخارجي ويبرهنون انهم مؤهلون متميزون في جميع ميادين الحياة المعاصرة. ورابعا: كونها دار نشر وطباعة فهي مؤسسة تجارية غايتها الربح يمكن ان تتعامل مع مختلف الجهات

الئيزدية وغير الئيزدية على اسس اقتصادية تجارية بحتة.

17 ــ لقد بات من الضروري جدّاً فتح دورات طوارئ تأهيلية عاجلة لأَئمّة  مجالس العزاء والمُناسبات الدينية للإلتزام بالمنهج الديني الثابت المعروف في تقديم الفقرات الدينية في هذه المناسبات ، فبغياب التوجيه والإهمال وبدون مرجعية ومنهج فقد تبخَّرت آخر المراسيم و المناهج في إدارة المجالس الدينية ولم تبق منها إلاّ نقطة الإبتداء وهي الطلب ( داخواز ) وبعدها يبدأ الإمام بخلط فقرات المنهج الديني ببعضها ولا يسرد من القول المطلوب بالإسم إلاّ بضع سبقات ودون بيش قول ولا نهاية معلومة مليئاً بمقتطفات من أقوال وقصص وأمثلة وإجتهادات …..ناهيك عن الكلمات المسهوّة والمنسيّة فتُعوَّض بكلماتٍ مُرادفة أَحياناً ومُبتدعة في أَحايين كثيرة ، فمثلاً لا وُجود لكلمة ( أَزداهي ولا أَزادايي )في النصوص الئيزدية التي نُقلت إلينا عبر أَجيالٍ من علماء الدين الأُميين وما أَن تناوله المُثقفون حتى حتى تشعَّب إسم ئيزيد ي سور  إلى سلسلة من المُشتقّات المُقدّسة على هوى مُبتدعيها ، فمن مجموع ثمانية وأَربعين قولاً عثرنا عليها هناك ذكرٌ لكلمة يزدان مرّة واحدة فقط في قولي بطشاي لملك فخردين ، وليس هذا فقط فقد غيَّروا إسم الملّة العربي من يزيدي إلى أَيزيدي … فيتوَّهم الأَجانب أَن هذه هي الأَسماء الأَصلية ، وقد غيَّرها الشيخ عدي إلى ما هو معروف الآن لكن هذا غير صحيح إطلاقاً الشيخ عدي عدَّل المزدية إلى يزيدية منسوبةً ليزيد بن معاوية ( المزداسنية ) هذه الكلمة التي لا نزال نتسمى بها حتى اليوم ( داسني ) رغم أَنها إعتُبرت كفراً ، فإن تريدون العودة إلى الأسماء السابقة والتخلُّص من يزيد بن معاوية عليكم بالعودة إلى الداسنية واإلغاء النصوص الدينية كلَّها .

هكذا على الئيزديين التعجيل بإيجاد مركزية لجميع الئيزديين وإيجاد نوعٍ من التوجيه للأَئمّة لعدم الخروج عن الأَقوال أَو تشويهها والإستزادة عليها . يجب الإلتزام حرفياً بنص الأَقوال وإن إختلفت الآراء فتختلف في التفسير ولا يُمس النص كما يجب الإحتفاظ بالفقرات التقليدية السابقة  للمنهج الديني في المجالس الدينية :

! ــ الطلب ( داخواز ) يطلب أَحد الحاضرين ويُفضَّل أَن يكون ملماً بالأُصول .

2 ــ  بيش قول : يبدأ الإمام بتلبية الطلب مبتدئاَ بالمقدمة وهي قصيرة لكن للإمام المجال الواسع في الشرح والتوضيح وضرب الأَمثلة وإستخلاص العبر ومُقتطفات من أَقوال أُخرى يُهذّب بها المجتمع

3 ــ نص القول المطلوب يسرده الإمام سبقة فسبقة يشرحها بالتفصيل أَو الإيجاز بحسب الوقت المُتاح دون أَن يترك سبقة واحدة ولا تتخللها أَيّة سبقة من قول  آخر  و يختم القول ب( ئةم ئت كيمين خوديي تةمامة )

4 ــــ  الأُمور العامة يتكلم الإمام في شؤون الئيزديين بصورةٍ مفتوحة   وإن كان لديه متسع من الوقت أَردفها بقصة دينية يسردها كاملةً

 

18 ـ

ثانياً ـ. تنظيم الاقتصاد الديني

حتماً يجب أن تدرس هذه المسألة دراسة كافية وتتخذ الأجراءات الضرورية لتنظيم ألاقتصاد الديني على اسس متطورة تناسب التقدم المستمر في الحياة ألاجتماعية للشعوب ومنها الشعب الئيزدي، لأن التهاون في معالجة هذا الموضوع بجرأة كافية قد ادّى إلى نمو روح اللامبالاة والتسيب وأحيانا الاستهتار بالألتزامات الدينية لدى الشباب والجيل الجديد، ولا داعي إلى المزيد من الكلام الذي لاينتهي فالتهاون في الألتزامات الدينية ليس سببها الدين بل القائمون عليه.

مصادر الاقتصاد الديني:

  1. 1. أيرادات العتبات المقدسة: يتولّى كادر ديني اقتصادي مختص القيام بجمع الخيرات التي تتألف من:

أ. خيرات العتبات المقدسة داخل لالش.

ب. خيرات العتبات المقدسة خارج لالش.

ج. إيرادات الطاوس و بةريَ شباك.

د. إيرادات البابا شيخ.

ه. إيرادات محكمة الئيزديين.

و. الهبات والتبرعات الاخرى من الئيزديين وغير الئيزديين.

س. التركات التي ليس لها وارث.

  1. 2. تجمع هذه الخيرات ـ التبرعات النقدية منها ـ وتثبت في دفاتر حساب دقيقة ومفصلة وخاضعة للتفتيش والتدقيق وتودع في خزينة ألاقتصاد الديني التي تكون في لالش. وقد يودع قسم منها في بنوك باسم صندوق الئيزديين.
  2. 3. تجمع الخيرات العينية من حيوانات او حبوب او فرش… الخ. وتثبت ايضا في دفاتر خاصة ودقيقة ومفصلة وخاضعة للجرد والتدقيق، وترسل إلى أماكن مخصصة لها في لالش ويقوم على تربية الحيوانات عمال خاصون، ويمنع التبديل أو البيع او الضيافة الخاصة، تكون مخصصة فقط لتغطية حاجة المزارات من الذبائح. ويمكن فتح حقل تربية الحيوانات في سنجار ايضا بالقرب من مزار شرف الدين وبأشراف الكادر الديني المالي ايضا.
  3. 4. خيرات البابا شيخ والبيش إمام، ينظر فيها على ان يكون نصيبهما منها نسبة جيدة تؤمّن لهما مستوى معاشي يليق بهما، وأيضا تكون بدفاتر حساب منظمة يتولى أمرها كادر مالي يرافقهما، والخيرات العينية تكون لهما ومن الأفضل إلغاء المبلغ الحالي (بدل الضمان) لتسلم المنصب أو أن يذهب هذا المبلغ لصندوق الاقتصاد الديني.
  4. 5. تبرعات أخرى يدعى الئيزديون بضرورة تقديمها لتغطية نفقات جميع المستلزمات الدينية وغير الدينية التي تخدم الملة وعند الضرورة، والتي سيقدمونها حتما وبكل رحابة صدر وبمقادير كافية حينما يتوعى الجميع ويتأكدون من أن أَيادٍ نظيفة تتداولها وتشرف على اوجه صرفها وهذه ستحل محل (دان و خؤيَ شيَخادي) الذي يجمع في العادة قبل عيد الجلة والجما او في فترات استثنائية عند الضرورة القصوى. ويقوم بها كادر ديني خاص يسمى بنفس التسمية التقليدية القديمة (فةقيريَ زةنكًلا) ولا بأس من أن يكون من سلالة الفقراء ، وهذا يلزم وجود قيادة صادقة موثوق بها وأَيادي أَمينة لكسب ثقة المُتصدِّق ، النكبة الأَخيرة التي أَصابت الئيزديين أَفرزت سلبيّات كثيرة جدّاً لا مجال لذكرها ، وحالة الإنحلال الإجتماعي وعدم الثقة الذي أصاب الئيزديين ، تفرض علينا جميعاً التضحية والعمل على إسعاف الآخر بكل ما تتوفَّر لدينا من الإمكانات وتجاوز الشكوك في القيادات التي يجب عليها التفاني من أَجل إنقاذ الملّة ، على الجميع أَن يكونو مضحين لمعالجة المنكوبين غير مستفيدين .
  5. 6. الكادر الديني المالي الذي يتولى هذه المهمات يكون موظفاً دينياً براتب مناسب ويمنح نفس الألقاب التقليدية القديمة للقائمين بها سابقاً (السردري ـ المجيور) فمثلاً الذي يتولى إيرادات عتبة الشيخ عدي يسمى الفقير المطبخجي ويلبس الخرقة المقدسة حتى لو لم يكن من سلالة الفقراء. ولعتبة الشيخ شمس بالشيخ الوزير وهكذا ويفضل أن يكونو من نفس السلالات التي كانت تقوم بنفس المهمة سابقاً بعد أن يؤهّل تأهيلاً مهنياً دينياً في المدرسة الدينية ويعد أعداداً عصرياً يجيد القراءة والكتابة وللعتبات المهمة أن يكون متقدما في التعليم الاكاديمي إضافة إلى علوم الدين وتاريخ تلك المهن.
  6. 7. يقوم مجلس أقتصادي ديني بالأشراف على هذه الأموال وألموافقة على صرفها مكونا من وجهاء الئيزديين لايقل عددهم عن عشرة بينهم المير وثلاثة من الأختصاصات الدينية والمالية.
  7. 8. تكون مستندات صرف الأموال وألتصرف بها بتوقيع المير والبابا جاويش وأحد الاختصاصيين (مدير الصندوق) مثلاً.
  8. 9. يكون الصرف على اعداد الكادر الديني والمدرسة الدينية ورواتب القائمين بالمهمات الدينية وصيانة وتطوير المقدسات اضافة إلى مستجدات أخرى يرى المجلس انها تخدم الملّة وتمس الدين.
  9. 10. يمنع الصرف على الامور ذات الطابع الخاص أو لمنفعة جهة معينة دون عموم الملّة.
  10. 11. يمكن فتح صناديق فرعية تابعة لهذا الصندوق في مختلف القرى والتجمعات الئيزدية المهمة تكون بإشراف مجيور القرية أو أشخاص يرى المجلس انهم أهلٌ بالمسؤولية.
  11. 12. المستجات الاخرى التي تخدم الملًة عموما وليست ذات طابع ديني، وفي حالات طارئة، يكلف الكادر المالي المختص بالقيام بجمعها من الملّة باسم الخزينة بعد توضيح القضية ومدى الحاجة اليها ويقرها المجلس الاقتصادي الأعلى، ويتعاون مختار القرية او رئيس العشيرة مع الكادر المالي في جمعها.
  12. 13. التركات والتبرعات الطوعية (النذور) تجبى لخزينة الاقتصاد وكذلك خيرات زيت الإنارة وسفرا ماسطا.
  13. 14. الغرامات التي تفرضها محكمة الئيزديين بأنواعها تكون لخزينة الأقتصاد ألديني أيضاً.

البنك العقاري الئيزدي :

لا يُخفى على أَحد خطورة التطورات الأَخيرة على مستقبل الئيزديين وثباتهم على أَوطانهم في ظرفٍ عصيب وبقيادةٍ مشلولة ، ما يُحتِّم علينا ـ كلّنا ــ أَن نتحمّل المسؤولية والتضحية من أَجل إنقاذ أَرضنا من الضياع وفقدان الوطن الذي لا وجود للملّة ولا هوية بدونه ، وإزاء الأَزمات المتفاقمة والتطورات المتسارعة علينا المبادرة إلى إبتداع إجراءات إنقاذية ليست تعجيزية ولا مستحيلة للتمسُّك بالأَرض التي نعيش عليها ، وتوعية الملّة إلى عواقب الإفراط بها في نزوة عابرة أَو ضائقة وقتية زائلة .

إنّ بين الئيزديين والحمد لله رجال أَعمال متمكنون وقد تفوَّقوا في الإقتصاد بإمكانهم ، وبتوجيه وإدارة تجارية من خبراء منهم ، أن يُقدّمو خدمة عظيمة للملّة وذلك بتأسيس بنك إنقاذ عقاري يتولّى شراء الأَراضي والعقارات التي يصرّ مالكوها على بيعها لأَسبابٍ قد تكون وجيهة وقد لا تكون , يسهمُ في البنك كل من يملك القدرة على المساهمة فيه بالقدر الذي تسمح بيه امكاناته ورغباته بحيث يتحدد قيمة السهم الواحد بسعر الدونم الواحد للارض ، وللمساهمِ الحرية في المشاركة بالمبلغ الذي يرغب فيه , يتولى هذا البنك اسعاف المضطرين الى بيع اراضيهم فيشتري منهم للبنك عامة ، ولاعضائه الحرية في شراء الارض من البنك لحسابه الخاص اوالمساهمة في راس مال البنك فقط 0 بعد هذا يتولى مجلس ادارة البنك وفق المنطق التجاري بقصد الربح ، التعامل في شراء وبيع العقارات من المساهمين وغير المساهمين ، وبهذا نوجه هذا النداء الى كل يزيدي متمكن مادّياً الى المبادرة ودراسة هذا الموضوع بعناية خدمة للملة , المبادرة يمكن ان يقوم بها اي انسان غيّور فيطرح الدعوة على اقرانه الذينَ نرجو ان لايتردد احداً في الاستجابة , فهو انقاذٌ للملة وتجارة مربحة بدون شك 0

 

ثالثاً ـ صيانة ألمقدسات وتطويرها

المقدمة:

إن الظروف ألسلبية القاسية التي مر بها الئيزديون على مر العصور قد ولد لديهم حالة نفسية من نوع خاص، فبسبب ما وصفوا به في الماضي من تقوقع وتخلف وجهل وتحجر، يريدون أن يظهروا للعالم انهم ليسوا كذلك ـ لانهم فعلا ليسوا كذلك ـ فصاروا ينفتحون باندفاع وتهور لكل خطوة حضارية تعرف الناس بهم وتبرهن على بطلان النظرة القديمة الخاطئة اليهم، نعم هذا واجب، لكن التهور في هذا المجال ـ كما في باقي مجالات الحياة ـ له آثار سلبية تنتهي إلى عكس النتائج المرجوة، وقد برزت بوادر هذه النتائج السلبية في عدة مجالات، فالانفتاح على العالم والاختلاط والعمل في المدن بدلا من ان يتجه نحو أنشطة صناعية او تجارية لزيادة الانتاج الوطني المثمر اتجه معظمه إلى العمل في الحانات سيئة الصيت في مجتمعنا، كذلك الزي فبدلا من تطوره والتفنن في خياطته وتحديثه، صيّر إلى الغائه فاختفى أهم مظهر من مظاهر القوم المميزة. وأخيرا تغيير واقع المكان المقدس ـ لالش ـ الذي بدأ يتجه نحو مرفق سياحي بدلا من قبلة مقدسة.

إن الخطط غير المدروسة التي اتخذت في مجال تطوير لالش وصيانة المقدسات، بدأت من الخطأ في الستينات، نعم بدأت منذ ذلك الوقت عندما شق طريق للسيارات إلى ألأحواض، وربما كانت الخطة أن تمد إلى داخل جلسة الشيخ عدي عبر باب المير فصف الدكاكين الجنوبي مع ابنية اثرية مقدسة أخرى التي كانت تشكل عائقا قد ازيلت تماماً تمهيداً لذلك الطريق لكن لم يكمل الى الداخل ولاندري لماذا؟ وقد تكون هذه هي الخطوة التالية فالقرارات غير المدروسة مستمرة ولاتبدو في الافق اية نية في التفكير لأصلاح ألأخطاء أو مراجعتها.

إن من يبغي العبادة يتحمل ألخشونة وإلاّ فلا اهلاً ولا مرحباً به في لالش، ومع ذلك فلابد من مواكبة الحضارة على الاقل في مجال الصيانة والحفاظ على التراث التاريخي الديني وتجميله ولكن ليس على حساب هذا التراث وتشويهه. إن الذي يقدم على خطوة تقدمية او حضارية ـ كما يسمونها ـ عليه أن يعلم كيف يتدبر ألأمر، الذي شق الطريق إلى وسط الـ (گه‌لى) وسمح بالبناء بدون ضوابط كان عليه أن يزن ثقل الئيزديين وقدرتهم على منع الفوضى وهروع الآلاف من الشبان الئيزديين وغير الئيزديين الى المعبد ولأغراض سياحية يعيثون فيها فسادا ولا أحد يمنعهم، فلماذا مهد لهم ألطريق إذن؟ إنه هو الذي تعمد خلق هذا الوضع. ربما نكون نحن على خطأ وهو على صواب ويبدو انه قد شعر أو أحس ببعد نظره أن المردودات الدينية من لالش ستتدنى في المستقبل فعمد إلى اتخاذ خطوات تؤدي إلى تحويلها تدريجيا إلى تجمع سياحي كبير. ليدر عليه دخلا اكبر من الدين. فليس من المعقول أن تبدأ بالخطأ وتستمر فيه حتى النهاية دون أن تكشفه فتصلحه أو تتراجع عنه.

هذا عدا ألإجراءات الهامشية ألأخرى فمثلا حجر الحلاّن قضى على (جمايا قبا) عندما حل محل الجص في تبييض المزارات فاختفت بذلك مناسبة مهمة كانت تشد الفرد إلى دينه في صورة تجمع خدمي متآزر مع إخوته في مناخ ديني تتلى فيه قصائد دينية ونصح اجتماعية كثيرة، كلها انتهت إلى غير رجعة، عدا اختفاء كثير من الملامح التراثية الأثرية تحت ذريعة أن حجر الحلاّن أو الإسمنت أمتن وأدوم وأفضل من الناحية ألاقتصادية لذا نرى أنه من ألأفضل أن يكون التطوير وأعمال الصيانة كما يلي:

  1. 1. تشكل لجنة صيانة المقدسات وتطويرها من ستة أعضاء منهم علماء دين وتراثيان ومهندسان اختصاصيان.
  2. 2. تقوم تلك اللجنة بتقدير متانة الابنية الدينية ومدى حاجتها الى الترميم أو أعادة البناء.
  3. 3. تتولى تلك اللجنة معالجة أو الاشراف على أعمال الصيانة والترميم بحيث يبقى المظهر الخارجي محتفظا بطابعه الديني المقدس وهيئته التراثية مع مراعاة المتانة والتجديد في الهيكل الداخلي.
  4. 4. تقوم نفس اللجنة بدراسة الحاجة الى اضافات، على أن تكون مختصرة جدا في لالش ومماثلة تماما من حيث المظهر الخارجي للأبنية السابقة ـ القديمة، وفي أماكن لاتؤثر سلبا على مظهر تلك ألأبنية أو طمس ا] من ألأبنية القديمة أو ردمها أو تشويه المعالم الأثرية فيها.
  5. 5. يمنع بناء الغرف والمآوي باسم ألأشخاص منعا باتا ويحرم صاحبها من ألأولوية في اشغالها، فمثلا لو حدث أن قَدِم الى لالش مع اسرته لإشغال الغرفة التي بناها لنفسه ووجدها مشغولة بأسرة أخرى فلا تحق له ألمطالبة بإفراغها مهما كان حتى يفرغها هو بكامل حريته ودون أي تأثير عليه، وهكذا مع كافة ألأبنية ماعدا السردري الذي يشغل المكان الخاص له منذ القدم، أما اذا تبرع شخص ببناء غرفة أو غير ذلك كذكرى فيسمح له بتثبيت لوحة حجرية باسمه تخليدا لجهوده، فلا ملكية ولابيع ولا شراء في لالش ولا أولوية لأحد على أحد في إشغال أي مكان فيه، من المستحسن استثناء القادمين من خارج العراق من هذا الشرط لأن تلك الحالات نادرة جدا وهي من واجبات الضيافة، ألأفضلية هي للضيف حتى لو كنت في بيتك وهذا ايضا ليس فرضا أو شرطا بل من واجبات الضيافة كما أسلفنا، وفيما عدا هذه الحالة يبقى الشاغل في مكانه حتى يخليه بكامل حريته فيشغله التالي أيا كان، ونرى انه من الواجب ايقاف بناء مثل هذه الغرف نهائيا لما لها من ضرر على مستقبل ألمكان المقدس فينقلب إلى مدينة سياحية.
  6. 6. في القرية التي تضم أكثر من نقطة مقدسة يبنى نصب مختصر مناسب لكل منها بحيث يضم الستيرك لأنارة السراج عشيات الأيام المقدسة، وألأضافات للمزار الرئيسي فيها فقط.
  7. 7. دراسة الحاجة الى بعض الإضافات الضرورية لمزارات القرى، من المفضل جعل الأضافات لواحد منها في القرية التي تضم عدة مزارات بحيث تتألف من غرفة مخزن صغيرة تصلح لأن تكون مطبخا عند ألحاجة وغرفة مجلس بحجم مناسب.
  8. 8. بناء نصب تذكارية للأحداث المهمة في ألتاريخ الئيزدي كنصب لشهداء تل قوينجغ 1832 في لالش أو نصب ألنياشين تخليدا للوالي العثماني الذي اعادها في 1914 وذلك عند مدخل خزنة الرحمن في باعذرة.
  9. 9. منع السيارات من اجتياز القنطرة الأسمنتية الحديثة في أي وقت من السنة وفي أي مناسبة كانت إلا للشخصيات المهمة والبعثات الدراسية وعائلة الفقير القائمة على خدمة الطلي، وإنشاء ساحة كبيرة هناك لأستادرة السيارات او التوقف او المبيت.
  10. 10. إنشاء ثلاث أماكن للمرافق الجافة تصلها طرق ميسمية ممهدة يسهل عليها المشي بأرجل حافية، مواقعها متعاكسة أحدها الى الشرق وقبل بساتين الزيتون وأخرى في الغرب غرب الهاجيال على طريق القائدية والثالث الى الجنوب الشرقي على السفح المنبسط شرق شيخ عبدال البسك بحيث تبعد كل منها مسافة مائة متر عن أقرب نقطة مقدسة إليها، يكون الطريق الى الاول بمحاذاة الطاي كوذ من الخارج بداً من موقف السيارات حالياً ويمتد بمحاذاة سفح الجبل الذي يطل على بساتين الزيتون. والى الثاني يكون الطريق عن طريق كولانا باعدريا ونحو الجنوب الشرقي على سفح الجبل المنبسط والى الثالث يكون الى الغرب على طريق القائدية.
  11. 11. خارطة المرافق مبسطة جدا وغير مكلفة تكون بأقامة جدران بشكل موانع متتالية بأرتفاع متر تقريبا وطول مترين تصب فوقها مسطبة (دكة) كونكريتية تترك فيها فتحات مناسبة بين كل جدار وآخر لتشكل مصرف المرفق ثم تبنى فوقها غرف صغيرة بأرتفاع 5 متر بحيث تكون أبوابها نحو قمة ألجبل ليكون ارتفاع المدخل اقل من متر ويسهل الأرتقاء ومن جهة الوادي يكون ظهر الغرفة أعلى من متر ويسهل تصريف المحتويات بمياه الأمطار في الشتاء ويمنع استخدام الماء فيها لان ليس هنالك من حاجة ماسة لاستخدامه فورق الحمام متوفر وفترة استعمالها لاتزيد عن عشرة أيام في السنة في أفضل ألحالات.

تخصص أحدى هذه المرافق للرجال والأخريين للنساء والأطفال، كما يمكن عمل أكثر من طريق لكل مرفق أو إضافة مرفق رابع حسب الحاجة وما يرتأيه المتخصصون.

  1. 12. أنشاء مرفق صحي واحد للضيوف الخاصين في مكان ما يقرره اعضاء اللجنة وتصرف محتوياته بأنابيب خاصة مدفونة الى قسطل تحت الأرض يبعد كثيرا عن الاماكن المقدسة (الى نواحي بساتين الزيتون مثلا) ويجهز بالماء من خارج لالش بسيارة صهريج بين الحين والحين ويمنع منعا باتا تدنيس المياه المقدسة الى نهاية المجرى الطبيعي الى الشرق من موقف السيارات شرقي القنطرة الأسمنتية الحديثة.
  2. 13. لانرى ضرورة ـ بل نجدها مضرة ـ لمشروع توزيع الماء على انحاء لالش لأننا كما قلنا لسنا بصدد تطوير مرافق سياحية وتقديم خدمات ترفيهية لأجتذاب السواح، الذي يبغي العبادة يتحمل كل شيء، ولتسهيل الحركة بأرجل حافية يستحسن اصلاح ارضية الطلي والطرق بالأسلوب القديم أي بالفرش الحجرية وليس الاسمنت، وعدم قلع حجر واحد لتبديله, ان كان هناك عدد قليل منها في بقعة كبيرة غير ممهدة, بل يجب تكملة الجزء غير الممهد بفرش حجرية مُماثلة للتي فيها .
  3. تخصص مبالغ كافية من الصندوق لتغطية تكاليف مثل هذه الاضافات والترميمات الضرورية تزيد او تنقص حسب الحاجة في السنين المختلفة، كما يمكن اللجوء الى الشعب لجمع التبرعات للأضافات المكلفة كثييراً

 

 

 

الفصل الثاني

 

  1. 1. دعم المير في تدارك مشاكل المجتمع
  2. 1. تعيين ألمير: ينتخب المير من بين عدد من المرشحين من خريجي المدرسة الدينية والكلية الاكاديمية الرسمية (حقوق او تاريخ) ومن أولاد المير السابق أو أقاربه ـ أي من نفس طبقة البصمير المالكة السابقة ـ بشرط أن تتوفر فيه شروط قيادة الملة وإن لم يتوفر العدد الكافي المؤهل للتنافس ينصب أحدهم بالتزكية وبصلاحيات محدودة.
  3. 2. ألانتخاب بالنسبة للمير أو غير ألمير بالنسبة لأعضاء المجلس الروحاني أو البرلمان الئيزدي المؤقت (ري سثييَت ئيَزدييا) يكون إما بالتصويت العام لاختيار المرشحين أو أن تقوم كل قرية بتعيين عدد من ألممثلين لها وهؤلاء الممثلون ومن بينهم مختار القرية هم الذين سيقومون بألتصويت لإنتخاب من يلزم إنتخابهم من بين المرشحين المتنافسين للمناصب الحساسة كالمير والباباشيخ والبيش إمام ورئيس المحكمة… الخ.
  4. 3. من المفضل ان يكون المير متقدما في السن، أن يكون قد بلغ ألاربعين على ألاقل وأن يكون متزوجا سلفا ولايسمح له بالزواج وهو في منصب المير وإذا أراد الزواج فعليه التنازل لغيره وفي جميع الحالات لايسمح للمير أن يتزوج أكثر من أثنتين أي أن المتزوج من ثلاث لايقبل ترشيحه مقدما ولا الذي سنه دون الاربعين, من ألافضل أن لايكون تعيين المير مدى الحياة بل لفترات أنتخابية محددة (سبع سنوات أو نحو ذلك) غير قابلة للتجديد وهو في منصب المير أي أن المير لايقبل ترشيحه بل يتنازل وينتخب غيره للفترة اللاحقة ويجوز له ترشيح نفسه ثانية بعد أنتهاء ولاية المير الذي اعقبه.
  5. 4. عندما يكون المير قد تعين بالانتخاب الحر من بين عدد من المتنافسين ولفترة أنتخابية محددة تكون صلاحياته واسعة وغير محدودة ويكون هو رئيس المجلس الاستشاري، أما اذا كان تعيينه بالتزكية لعدم وجود منافسين أو مدى الحياة تكون صلاحياته مقيدة وتكون القرارات كلها بيد المجلس الاستشاري الذي يرأسه شخص آخر منتخب من بين الملة، هذا المجلس يكون بمثابة برلمان مصغر مؤلف من عشرة اعضاء ورئيس ولايكون المير بينهم ويتكون من:

أ. رئيس محكمة ألئيزديين (أو المدعي الئيزدي العام)

ب. رئيس المدرسة الئيزدية (رئيس المجمع العلمي الئيزدي).

ج. رئيس الصندوق الاقتصادي الديني.

د. رئيس لجنة صيانة المقدسات والآثار.

هـ. ثلاثة من وجهاء الشيخان وثلاثة إخرين من وجهاء سنجار بينهم قانونيون.

هؤلاء هم الذين يصنعون ألقرارات وتطرح للنقاش وبعد ألاستقرار على صيغته النهائية يوقع عليه ألمير كرمز أعلى ثم يعلنه لينفذ. أما إذا كان المير منتخبا لفترة محدودة وبالمنافسة فيكون هو صانع القرار يناقشه المجلس ويعود للمير ثانية ليصادق عليه ويعلنه. هؤلاء العشرة يكونون حاشية المير ويمثلونه أينما كانو ينتخبهم الئيزديون من بين عدد من المرشحين لعضوية هذا المجلس ولفترات محدودة (خمس سنوات مثلا) يمكن إنتخابهم لفترة ثانية فقط.

  1. 5. يخصص للمير راتبا يؤمن له مستوى معاشي يليق به ونفس ألشيء بالنسبة لأفراد ألحاشية (المجلس الرئاسي ـ ألبرلمان ألمصغر) المذكورون في الفقرة السابقة وكذلك لحراس المير الشخصيين، ومن صندوق ألاقتصاد الديني.
  2. 6. يعين المير لنفسه رئيسا لحرسه ويفضل أن يكون من ذوي الخبرة العسكرية والامنية ويقوم هذا بتعيين الحراس للمير واسرته واتخاذ الاجراءات ألامنية اللازمة في هذا الشأن وهو الذي يرافق المير في تجواله بين ألئيزديين وغيرها من الاسفار.
  3. 7. في القرية التي ينزل فيها المير ضيفا على اهلها، عليهم توفير ألحراس ألأضافيين وتأمين ألحماية ألكافية له خلال مكوثه بينهم كما يرافقه مختار ألقرية أو رئيس العشيرة عند مغادرته حتى يوصله إلى وجهته ألتالية بأمان.
  4. 8. أحيانا يستدعى شباب من القرية ـ أو البلدة ـ التي يسكن فيها ألمير بصورة دائمية لحراسة بيته، كحراس أضافيين عند الحاجة وفي الحالات الاستثنائية على أن يبدل هؤلاء الشباب يوميا وبألتناوب وبدون أجر وبتنسيق من رئيس ألحرس.
  5. 9. يصدر ألمير أمره بمعاقبة ألمنحرفين وألمتهمين بتهمة دينية وعلى الجميع ألألتزام بها وتنفيذ ذلك ألامر أو العقوبة كنبذه من قبل الشيخ او البير ومنعه من زيارة الطاوس والعتبات المقدسة أو غير ذلك من إجراءات المجتمع لحصر الافراد ألمنحرفين والحد من تصرفاتهم ألمتنافية مع مبادئنا وقيمنا.
  6. 10. هنالك حالات انحراف خطيرة بدأت تحدث بين الئيزديين مؤخرا لا يأبه بها أحد وبدأت تتكرر وتزداد وستشكل خطورة وتسيب عام إن لم تعالج بحزم وعلى الئيزديين معالجة هذه المشكلة ـ مشكلة الزواج المنافي لمباديء الدين الئيزدي ـ عليهم معالجتها بسرعة وحزم، لأن هؤلاء يشكلون خلايا سرطانية في المجتمع ولا علاج لها الا بالبتر وألاستئصال، ويجب على المير أصدار أوامره بسرعة في رفض هؤلاء من المجتمع وعلى الجميع طاعته فورا ورفض تزويج اولادهم أو بناتهم من هؤلاء وأقاربهم ألذين يتقبلونهم ويتعاملون معهم.

إن من الواجب عدم التساهل في مثل هذه الحالات النادرة ألشاذة، وذلك بلفظهم ايا كان، فطرد النفر القليل الشاذ لن يؤدي الى إنقراض الملة ولكن بقاءهم سيلوث الملة ويجرها الى نهايتها حتما بمرور الوقت. كما أن من المهم متابعة من لم يخرج نهائيا وأصلاحهم وإزالة ألاسباب التي تدفع ألبعض دفعا إلى الخروج من ألسلوك المستقيم.

  1. 11. تطبيق أوامر ألمير بشأن تطبيق العقوبات الدينية على المنحرفين ومن يتهاون في تطبيقها، كما أن على الجميع ايضا تطبيق التعليمات والاصلاحات العامة التي تصدرها الرئاسة الئيزدية في مختلف مجالات الحياة العامة كالأمور السياسية والدينية والأجتماعية، كما أن تقديم مختلف ألمقترحات في مختلف المجالات للمجلس ألاعلى لدراستها واستخلاص منافعها هي من صلب واجب كل فرد.

 

  1. 2. محكمة الئيزديين

يمكن للئيزديين ان يقوموا بدور مهم في قضايا المواد الشخصية مما يخفف كثيرا من كاهل المحاكم الحكومية للمواد الشخصية وأحيانا غير الشخصية ويقلل من تدخل الجهات الحكومية الرسمية في النزاعات العشائرية التي يفضل المتنازعون حلها بطرق عشائرية عند المير فأبمكانه تحويلها الى هذه المحكمة التي غالبا ما يحضرها هو بنفسه في الحالات الخاصة الاستثنائية، هذه المحكمة يقوم عليها قانونيون اختصاص فيتخذ الحق مجراه بالقانون وبالطابع العشائري المفضل لدى المتنازعين في كثير من الحالات.

كما يمكن أن تساهم هذه المحكمة كثيرا في تسهيل عمل المحكمة الرسمية بمساعدتها في توفير الادلة حول القضايا التي تكون فيها شهود العيان من العنصر النسائي اللواتي يتمنعن عن المثول أمام المحاكم الرسمية كذلك في حالة اداء اليمين، لعدم وجود كتاب مقدس معترف به رسميا للئيزديين في المحاكم. أداء اليمين عند الئيزديين لأغراض التحكيم والشهادة يكون بالتطهير ـ غسل الوجه صباحا ـ والتوجه الى المزار المقدس والقسم على عتبته او عند الطاوس او البراة … الخ. وهذا لايمكن أن تقوم به المحاكم الرسمية ميدانيا فتكلف محكمة الئيزديين بالقيام بذلك وتثبت بوثائق وتحول الى المحكمة الرسمية، كذلك في استقدام شهود العيان ـ العنصر النسائي كما اسلفنا ـ لأنهم اقرب وأكثر احتكاكا بالمجتمع الئيزدي أي ان عمل محكمة الئيزديين في هذه الحالة يكون اشبه بدور دوائر الشرطة في التحقيق واستحصال الشهادة من الشهود قبل تحويلهم  الى المحكمة الرسمية إذا تعقدت القضية، لقد كان ومايزال جاريا استشارة المحاكم الرسمية للمرجع الئيزدي بشأن ما يمكن ان تتخذه من اجراءات او اصدار أحكام في قضايا نادرة معينة، وغالبا ما كانت تهمل هذه الاستشارة نظرا لهزالة موقف المرجع الذي لاتُعرف هويته لحد ألان، فلو كان هذا المرجع محكمة قانونية شبه رسمية كانت  إستشارتها ستُؤحذ بنظر الإعتبار في كثير من القضايا الخاصة بالئيزديين عند اصدار أي حكم.[2]

  1. 1. محكمة الئيزديين للمواد الشخصية: يمكن استحصال الموافقة لفتح هذه المحكمة من المحاكم الرسمية للقيام بالمهمات التي يمكن ان تسند اليها رسميا كتسجيل الولادات والوفيات خارج المستشفى وعقد القران والطلاق وكل ما يسمح به القانون في هذا المجال وما على المحكمة الرسمية الا التصديق عليها واستيفاء الرسم القانوني وتحويلها الى الدوائر الرسمية المعنية لتنفيذها، أو الطعن في القرار وإلغائه، كما يمكن التحقق من اداء هذه المحكمة بصورة سليمة بأستمرار من قبل الجهات الرسمية في الدولة وكذلك مير الئيزديين.
  2. 2. المحكمة العشائرية: ستحل هذه المحكمة محل المير حاليا ومحكمة الشرع في سنجار، في حل المشاكل التي ترفع اليها من قبل ابناء الطائفة فيما بينهم وسيقوم المير بدور مهم فيها كمراقب او مدعي عام يحضر جلساتها متى شاء، وتتخذ هذه المحكمة قراراتها بالأستناد الى مواد الدستور الرسمي ومن توصيات هيئات ئيزدية بالنسبة للأنتهاكات الدينية والسلوكية ويسمح لأطراف النزاع بتقديم استئناف ضد قراراتها اما عند المير او بتحويل القضية الى المحاكم الرسمية تماما كحالات التمييز ضد قرارات المحاكم الرسمية.
  3. 3. يتولى قانونيون القيام بالقضاء في كلتا المحكمتين سابقتي الذكر ويفضل ادخال هؤلاء دورات القضاة الرسمية لتأهيلهم لهذه المهمة إن كان هذا ضروريا وممكنا، كما يمكن لهؤلاء سن قوانين المحاكم الئيزدية فتجرى المحاكمات وفقا لبنوده.
  4. 4. ترفع القضية الى المحاكم الرسمية في حال عدم امتثال اطراف النزاع للحكم الصادر كما تطبق بحقهم العقوبات الدينية ألعشائرية الرادعة بأعتبارهم خارجين عن الطاعة.
  5. 5. تكون الغرامات والرسوم لخزينة الاقتصاد الديني كما يستوفي القائمون بها رواتب مناسبة من نفس الخزينة.
  6. 6. تفرض عقوبات رادعة على كل من يساهم في التغطية على المتهمين المطلوبين امام العدالة او إخفاء اية حقائق تساعد على تطبيق العدالة سواء من قبل المحاكم الرسمية او المحكمة الئيزدية وعلى كل من لايطبق عقوبات المير بحق المتهمين امام المحكمة الئيزدية او مرتكبي المخالفات المجتمعية المختلفة.
  7. 7. يحاكم أمام محكمة الئيزديين كل من يخل بالدين او ينحرف عن الاخلاق وتقرر المحكمة الحكم المناسب والعقوبة المناسبة التي يمكن ان تصل لحد الطرد من الدين والقرية التي يقيم فيها.
  8. تتولى هذه المحكمة وخبراء دينيون تحديد مستويات السماح بالتغيير في العادات والتقاليد وتقرر ما يخل بالدين منها وما لايمس، أي ما يقابل اصدار الفتاوى بالنسبة للمستجدات المستمرة مجاراة للتطور.
  9. على ممثل المير في التجمع الئيزدي (مختار القرية او رئيس العشيرة) أن يبلغ عن كل من يخرج عن السلوك الصحيح أو يأتي سلوكا جديدا يشكل خطرا على مستقبل الاخلاق والخصوصية الئيزدية ويبلغ المحكمة بذلك المنحرف ونوع الانتهاك او التغيير لتدرس الحالة وتقرر فيما اذا كان يستوجب التوجيه والاصلاح أو المعاقبة .
  10. ـ ة.

 

  1. 3. العادات:

العادات بين مأكل وملبس وسلوك وآداب عامة ليست فروضا دينية بحيث يعتبر المخل بها خارجا عن الدين، لكنها توازيه في الاهمية، فهي فولكلور الملة وصفته المميزة ولايمكنك ان تظهر للناس بأنك ئيزدي بدون صفات سلوكية ومظاهر مميزة فالدين ليس علما او شعارا تضعه على رأسك فيتعرف عليك الآخرون بمجرد رؤيتك. إذا صادف ان احدا أراد التعرف عليك وسألك من أنت؟ تقول له انا ئيزدي، بعدها تجده يلقي عليك سيلا من الأسئلة لاترى بينها الا سؤالا واحدا عن ألدين وألأخرى كلها ستكون حول ما يتميز به الفرد أو المجتمع الئيزدي من مظاهر فولكلورية مميزة من سلوك ولغة وعادات… وهذا يعني أن الدين بحد ذاته ليس إلا مظهرا فكريا واحدا من مجموع هذه المظاهر المميزة للقوم.

إن المجتمع الئيزدي لايزال متخلفا جاهلا لايقدر مثل هذه الامور حق قدرها، بل ضاق بها ذرعا لما عاناه في ماضيه المؤلم بسبب كونه ئيزدي يحمل تلك الصفات والمظاهر التي لا شائبة فيها سوى التشبث المستميت بالئيزدياتي وهو بحق يعتبر الان تمسكا بالبقاء القومي أكثر منه بالدين، لذا فأن توعية الملة واجبة في كل مناسبة متاحة كدورات الطاوس والبابا شيخ وأيام المناحات والجلسات العامة، لقد فطن الئيزديون الأوائل لهذه التوعية، ولم يغفلوا اهميتها ولا اهملوا شيئا رغم الظروف القاسية ضدها تماما كتشبثهم بأسمائهم الكوردية الفولكلورية ولغتهم، إننا مدينون ببقائنا حتى اليوم لأولئك الذين ضحوا بحياتهم من أجل البقاء، ولتكملة مسيرة الحياة التي اصبحت تتطور بشكل مذهل لابد من وضع دراسة ومنهج للتوعية الموجهة لكل حالة دينية مجتمعية في المدرسة الدينية الخاصة والمدرسة الاكاديمية الرسمية التي بدأت تتيح الفرص لمثل تلك المناهج والارشاد الديني الخاص لكل طائفة.

بدأ يتضح شيئا فشيئا ان الجيل الجديد لايفهم شيئا من هذه الامور أو انه لايقيم لها وزنا رغم انها هي الوجود، ذلك لأن التوعية الدينية المستمرة التي وضعها أسلافنا قبل مئات السنين لم تتطور بالقدر الكافي كي تكون موازية وملبية لحاجات المجتمع المتطور والسريع التطور. فما يقوله القوال اليوم في دورات الطاوس التوعوية هو نفس الكلام الذي كان يردده قوال القرون الوسطى وهذا غير كاف مما زاد في حالات التسيب عند الشباب بدلا من التوعي والأنضباط. فمثلا لو أنت سألت عن مس الشوارب، قالوا لك: هل الدين في الشوارب؟ وعن الازرق نفس الشيء وكذلك الخس والطوق الذي هو أهم ميزة ملموسة منذ القدم وحتى اليوم.

نعم الدين هو في كل هذه الاشياء وغيرها ايضا، إنها جميعا مبادئ أخلاقية وصفات مميزة للئيزدي سواء أكانت دينية أم غير دينية فالأخلاق هي عماد ألدين، وهذه الألتزامات التي نراها تافهة تشكل البنى التحتية للأخلاق وخصوصيات المجتمع الئيزدي وعدم الالتزام بها هو خروج عن الأخلاق العامة للئيزدي وهو تنكر وتنصل صارخ للئيزدياتي وفيها تهديد لمستقبل الدين ثم الملة، فجدار القلعة الكبير لا يتهدم بأخراج حجر أو حجرين منه لكن لو استمريت في إخراج الحجارة لاستوت القلعة بالأرض بعد حين، ومن الخطأ كل الخطأ أن ترى خطأ عند غيرك وتغض الطرف عنه فتقول ليس لي به شأن، هذه هي اللامسؤولية، المرض الاجتماعي الهاديء البطيء المميت، فإن أنت مررت به مرور ألكرام تبعك ألآخرون فيتمادى المخطىء في خطئه وربما نجح وتفوق فيغدو قدوة شريرة للنجاح ويقتدي به كثيرون وهنا الطامة الكبرى.

المير لا يستطيع فرض السلوك المميز بكل دقائقه على كل فرد ولا يستطيع متابعة الجميع ومحاسبتهم على سلوكهم المنحرف، بل إنتقادك وأنتقاد غيرك من من رجال الشارع لهؤلاء وأحيانا التوجيه أو النبذ والأنتهار، وخاصة لأولادك وأقاربك وحتى جيرانك قبل غيرك من ألناس، هذا الاسلوب هو السبيل الصحيح الكفيل بتقليم السلوك العام والحفاظ على هيكل الأخلاق الئيزدية بخصوصياتها المعروفة المميزة.

وصحيح ايضا أن المير لايستطيع القيام بمثل هذه المتابعة العامة ومحاسبة كل شخص على كل صغيرة وكبيرة ولكن هنالك حالات خطيرة تستلزم ردا فوريا حازما وعقوبات رادعة هو وحده يستطيع التدخل ويضع لها حدا، لو فعلها في الوقت المناسب لانعدمت الحالات المشابهة بعدها أو قلت حتما ولكنه يتنصل هو الآخر كغيره من العاديين مما يساهم سلبيا في اللامبالاة والتسيب المتزايد وهذا أمر طبيعي فإذا كانت القيادة لا تعير أهتماما لمثل هذه الحالات والخروقات فما هو شأن المواطن العادي البسيط بها.

  1. 1. الملبس: من الواجب ـ إن رغبت في ألأحتفاظ بإنتمائك كئيزدي ـ الاحتفاظ بالزي الئيزدي التقليدي المميز الذي يحوي الطوق كملابس داخلية على الأقل:

أ. للرجال: قميص أبيض ذو طوق اقصر من السابق إلى مافوق الركبة وردان اقصر الى العكس وسروال قصير الى الركبة ـ كملبوس داخلي ـ أو سروال أبيض فضفاض كالسابق من افضل الاقمشة وانسب الاذواق، إن كان للملابس الخارجية، وقد طوّر ئيزديّو بعشيقة وبحزاني زيهم التقليدي هذا بصورة لائقة لايخلو من الذوق الرفيع لدرجة يثير الاعجاب ويستحق الثناء.

ب. للنساء: من الممكن ايضا تطوير الزي القديم دون فقدان الخصوصية المميزة للمرأة الئيزدية ودون التأثير في ذوقها او تقييدها في تطوير الازياء الخارجية واستخدام مختلف الاقمشة والالوان، فالفستان القديم يكون من الخصر فما فوق جزء داخلي وهو فقط الخاضع للمواصفات الدينية ـ ابيض ويحوي الطوق ـ وردانه ايضا قصيرة ومختصرة، ومن الخصر فما دون جزء خارجي ولاضير في تغييره حسب الاذواق والموديلات والالوان، ومن الافضل تجنب الفصل بين القسمين مهما كان حجم وشكل التنورة (القسم السفلي من الثوب الخارجي) ومن الافضل ايضا تجنب التنورات القصيرة او الضيقة جدا ولاتقليد ملابس الرجال فهي لاتزيد من جمال المرأة بتاتا سوى انها انتهاك للعادات المتعارف عليها عندنا، وذلك بأظهار مفاتن المرأة بدلا من أن تسترها، وهي فعلا تزيد من قبحها إن كانت هي قبيحة ولاتزيد من جمالها إن كانت هي جميلة. والسروال النسائي ايضا من الافضل ان يحتفظ بوجوده، فهو ان كان يلبس للستر فأيهما أستر القديم الطويل نوعا ما ام التبانة العصرية الحديثة المختصرة جدا، لابأس من أن يختصر قليلا الى ما تحت الركبة بدلا من فوق مفصل القدم ـ بحسب حجم الثوب وطوله ـ وإذا كان يلبس تحت الملابس فما الفرق بين أن يكون ابيضا او ملونا؟.

أما المكياج فلا أظن أن في الدين ما يتعارض معه سوى أن عاداتنا الاصيلة تفرض علينا ان لا نتسابق في الامور التافهة العديمة النفع والتي هي غش في الواقع، فالذهب الاصيل هو الذي يكون بدون اضافات ولايزيد التلميع من قيمته بل يساويه بالمغشوش الملمع والمكياج المفرط غش لاتحمد عواقبه.

  1. 2. الشوارب: ألدين لم يبحث في الشوارب ابدا، هذا غير صحيح إن ادعى احد بذلك، لكن كون الئيزديين محافظين ومتمسكين بالعادات والمميزات القديمة أكثر من غيرهم، فقد عرف عنهم عدم مس الشوارب واصبحت للئيزديين صفة مميزة، وهي لاتشكل عائقا ضد التقدم والتحضر والتطور، فمن الافضل الاحتفاظ بها الى الابد وفرض عقويات دينية رادعة على كل من يشذ عن الملة لان الذي يفرط في ذلك ليس هدفه الشعرات القليلات التي يزيلها بل يهدف الطعن في من يدعي بها وهم رجال الدين او الئيزديون المتدينون، أي انه يفعل فعلته هذه بقصد النيل من الدين لا بقصد النظافة او التجميل ولا لأنها تحد من كفاءته إن كان هو بطلا موهوبا، نعم لمراعاة النظافة وجمال الوجه، مس الشوارب اصبحت مسألة لابد منها ولا ضير في ذلك.
  2. 3. الئيزديون لا يستسيغون ألازرق مع أنهم يسمونه بيروز (مبارك)، وهذه ايضا اصبحت لنا صفة مميزة وبنفس الوقت لاتشكل أي عائق ضد الانفتاح و التطور فمن بين مئات الالوان يمكن الاستغناء عن الازرق دون ان يشكل ذلك نقصا في متطلبات الحياة أو تطور ألازياء، بل الالتزام الادبي ببعض الممنوعات ينمي الشعور بالانتماء النوعي الى كيان مميز ويزيد من الاستمتاع بالحياة المتفرّدة المميزة ويساهم في التمسك والتحلي بالأخلاق الرفيعة. ويقاوم الانجراف مع هؤلاء، فلا عذر لمن يستخف بالالتزام بهذه الصفات المميزة لنا والتي لا تضر، الا إذا كان يتعمد هو نفسه في التخلي عن شخصيته والانصهار في المجتمعات الاجنبية الأخرى.
  3. 4. ألمأكولات: الزمن كفيل بإزالة العادات التي لا معنى لها ولا أقرها الدين وليست مظهرا مميزا للقوم وقد بحثنا بما فيه الكفاية في الجزء الاول، معظم هذه المأكولات هي محرمة عند فئة ولم يسمع بتحريمها آخرون، يا ترى من من الفريقين هم أكثر ئيزدية، الذين يأكلون السمك أم الذين يستحرمونه؟ هذا كمثال لكثير من المأكولات الاخرى التي يقال عن بعضها انها محرمة جزئيا، ماعدا الخس الذي عرف عن الئيزديين تحريمهم إياه وهذا صحيح فمن الافضل الابقاء على الامتناع عن اكله لانه ليس دواء موصوفا واكله وعدم أكله لايغيران من الامر شيئا ـ خاصة ان أكله غير ضروري ونقصه من المائدة لايؤدي الى سوء التغذية.

إن معظم المجتمعات ـ خاصة المتطورة منذ القدم ـ كانت وما تزال ملتزمة ببعض مثل هذه الالتزامات التي ان بحثت فيها من الناحية العلمية لاتجد فيها شيئا يستوجب هكذا تحريم، وبنفس الوقت نرى بعض افراد هذه المجتمعات لايلتزمون بشيء وبعضهم شديد الالتزام والمجتمع باق محتفظ بخصوصيته المميزة عن غيره، هكذا هو المجتمع الئيزدي ايضا فتحررية بعض الافراد لايعني أن المجتمع الئيزدي هو في طريقه الى الزوال او مقبل على ثورة هدامة لانه في نفس الوقت هناك اكثر منهم بكثير من يلتزم بعاداتهم وهم حريصون على الاحتفاظ بهويتهم المميزة وحفظ التراث، المجتمع البشري، حتى المجتمع الواحد في داخله، هو دائما في صراع وتفاعل وتغيير، هناك كسب وخسارة دائمة والبقاء هو لمن يمتلك الارادة ويمتلك من مقومات البقاء التي لايفتقر اليها الئيزديون، فمثلا تحريم الخس لايختلف في شيء عن تحريم لحم الخنزير او البقر اللذان تلتزم بها مجتمعات هي آلاف أضعاف المجتمع الئيزدي ومن ارقى دول العالم تقدما في العلم والحضارة. لكننا نريد المزيد من الالتزام بحيث تكون نسبة المتهاونين ضئيلة جدا فيكون المجتمع الئيزدي اكثر تجانسا وكلما كان اكثر تجانسا كان أكثر تعاونا وتكاتفا وقوة وانتاجية.

  1. 5. ألالتزام بقدسية الاربعاء واجب على كل ئيزدي: تقديس يوم في الاسبوع هو اعظم دليل على أصالة القوم وعمق جذوره، فالتمسك به هو تمسك بوجود القوم وتخليده، وقد أكد عليه ملك فخر الدين ملهم ديننا ومصدر تاريخه. قال في قةوليَ مةها: (ضارشةمبو رؤذةكة فازلَة، ملك فخر الدين ئةفراندبو ذ ئةشق و دلة، ناس نةدكر ضو غافلا). ألاربعاء هو اليوم المفضل، عينه ملك فخرالدين بالمحبة والاشتياق، لم يتعرف عليه الغافلون)، إذن فالألتزام به هو جزء من الألتزام الديني التاريخي القومي كأكراد، إنك لن تصاب بالجرب إن أنت امتنعت عن الاستحمام او الغسيل ليوم واحد في الاسبوع وإن كنت من هواة النظافة فاغتسل في الأيام الستة الأخرى مرة أو مرتين يوميا وأنا أتكفل بأنك لن تصاب بالجرب من جراء تخلفك ليوم واحد في الاسبوع وكذلك الحلاقة وتقليم الاظافر… الخ. من الممنوعات، ان مثل هذه الألتزامات والمظاهر هي مبادئ أخلاقية وسلوك مميز للشعوب وقلنا ان الاخلاق هي عماد الدين فالالتزام بها هو التزام بالدين والالتزام بالئيزدياتي. من المؤسف جدا ان نري بعض المهزوزين الذين لايجرأون على الدفاع والمواجهة لأظهار الحقيقة والبرهنة على صواب معتقداته، ينهار بسهولة أمام المتجادلين معه وبدلا من الدفاع عن الحق الذي الى جانبه يستسلم للباطل، ويقر بأنه هو المخطئ، وقد نوهنا عن هذه النقطة في الجزء الاول ايضا عند الكلام عن التكتم في الفصل السادس فيقول: لماذا النظافة ممنوعة وفي أي يوم كان؟ الدين الذي يمنع النظافة لا التزام به، بكل تأكيد لايستحم هو يوميا ابدا ومع ذلك يصرخ كاذبا ودون خجل، ونفس الشيء في امور دينية كثيرة اخرى. أنا متأكد لو أن معتنقي الاديان المحيطة لم يصومو اكثر منا لما صام هو ساعة واحدة التزاما بالدين ولثرثر في كلام كثير وحتى هذه الايام الثلاثة القصيرة لايصومها والبعض يتمادى اكثر فيفطر علنا، مع انه لايفعل ذلك في بقية الايام، وكذلك عن الكتاب الديني المقدس… الخ. ياترى هل كان صاحبنا النظيف هذا سيتمكن من الوقوف امام (ميريَ كورة) لو كان بيده خمسة كتب مقدسة؟ للأسف هناك عدد متزايد من هذه النماذج المتخاذلة، ومع ذلك فأنا لا الومهم، فكيف تريد أن يكون القطيع الذي لا راعي له؟!.
  2. 6. الستيرك من الممكن والواجب أن يحتفظ كل بيت ـ كالسابق ـ بالستيرك في زاوية مستورة بستار بسيط (ثري ـ ثةردة) من قماش نظيف ومعمد يثبت في زاوية في اية غرفة قليلة الاستعمال في البيت، فيعمل فيها سراج صغير لينار عشيات الاربعاء والمناسبات الدينية ويمكن أن يستخدم للأنارة الزيت أو السمن النباتي بدلا من المنتجات النفطية التي لم تعرف سابقا.
  3. 7. ألالتزام بعادات الجنازة والمناحات: وهذه يعرفها الجميع والألتزام بها لم يتاثر كثيرا بالتطور كالوفاة التي لم تتأثر هي الاخرى بشيء، ولكن من الضروري تواجد من يجيد الترقيني ودعاء الطعام والنصوص الدينية الضرورية لهذه المناسبة في كل قرية ـ كما ذكرنا في موضوع الكادر الديني ـ لتتم مراسيم الدفن بالصورة ألصحيحة المعتادة، ومن المستحسن حمل المتوفي على الاكتاف إن كان الدفن في القرية ويتقدم النعش قوالان وهذا لايزال معمولا به، التعاون بين أفراد المجتمع في هذا المجال واجب ويؤدي الى المزيد من التكاتف والتعاون والمحبة وهذا مانصبو اليه وهو ما تقوم به الملة بصورة صحيحة حتى اليوم.
  4. 8. اللغة والاسماء التراثية: اعتاد البعض في المدة الاخيرة تسمية أولادهم وبناتهم بأسماء غريبة تماما عن المجتمع حتى أن بعضهم يسمون مواليدهم بأسماء لايستطيعون إخراجها ولو بصورة نصف سليمة، الاسماء واللغة والقصص وألأمثلة… الخ. هي بمجموعها تشكل فولكلور القوم وتراثه الادبي وهي من أهم الصفات المميزة للشعوب على ألاطلاق لانها جزء مهم من تاريخها الادبي وهو الجزء الذي يتخلد من غير تدوين، وبالنسبة للئيزديين ـ الاكراد عامة ـ الذين لم يدونو تاريخهم، يعتبر هو الوثيقة التاريخية المتبقية من التاريخ كله فالتمسك بها هو صيانة للتاريخ والماضي الذي لا نستطيع أن نبي المستقبل على غير ذلك الاساس، وهو وثيقة الوجود، حتى ولا نستطيع الاحتفاظ بوجودنا من دونه. إن تسمية ابنك بـ ( كولمبس) بدلا من رشو او خديدا ـ مثلا ـ لن تجعل منه مكتشفا لعالم آخر ولا بحارا عبقريا كأسمه، ولا تجعل منه قائدا كبيرا لو اسميته نابليون… الخ. فتربيته التي هي على يديك والظروف التي تهيئها أنت له ومؤهلاته الوراثية التي لك ايضا سهم فيها هي التي تقرر مستقبله وليس اسمه، الاسم فقط يدل على هوية صاحبه من ناحية انتمائه القومي إن كان من فولكلور شعبه، وإن كان اسما غريبا فذلك يساعدك على طمسه وإخفائه إن كنت لاتريد أن يكون ابنك ئيزديا.
  5. 9. ألألتزام بزيارة المقدسات والعادات الدينية كالتعميد والحج الى لالش ولو لمرة واحدة خلال سني الحياة، وزيارة مزار القرية في صباح جميع الاعياد وقبل الافطار في أيام الصوم، وتقبيل مسقط شعاع الشمس الاول والاخير من كان منتبها لذلك، كذلك عند المرور بالمزارات على الاقل عن بعد، فهذه العادات الدينية البسيطة غير المتكلفة هي اهم صفة للدين الئيزدي العريق، كما انها صفة مميزة مهمة لمن يعتنقه، كذلك الزيارة السنوية لشيخ وبير الرسم ضرورية وهي رمز الولاء للدين الئيزدي وخصوصياته وهي رمزية من حيث المقدار ولا تستحق الذكر، إنما عامل مهم من عوامل ترسيخ وتوطيد العلاقات الاجتماعية الاخوية بين أفراد الملة.
  6. 10. تجنب تدنيس المياه، الراكدة منها والجارية فذلك من دواعي الصحة العامة التي اكد عليها ديننا ويؤيدها كل ذو عقل وبصيرة وشعور، دعى اليها مؤخرا المجتمع البشري ممثلا بمنظمات مكافحة تلوث البيئة، فمكافحة تلوّث الماء هي عادة دينيّة وأزليّة عند الئيزديين ويجب الالتزام بها، الماء مقدس كالنار والشمس تماما (در ـ الزاد أو الحنطة، سر ـ الماء ـ، نور ـ النار او الشمس) هذا هو الثلاثي المقدس التي يتكون منه الحياة ـ المادة العضوية أو كما يسميه العلم الحديث بالكيمياء الحياتية ـ عند الئيزديين، الالتزام بها كان شديدا حتى وقت قريب وهو ما أثار حفيظة الأعداء فوصفوا الئيزديين بما يحلو لهم من الالقاب ونسجوا احاديث خيالية مليئة بالحقد على الئيزدية وتحريم استخدام المرافق، التي لم تكن ضرورية في محيط القرية الصغير قبل أن تتوسع الى تجمعات كبيرة التي لابديل للمرافق فيها، هنا يصبح استعمال الماء امر لابد منه خاصة انها لاتشكل تلوثا للبيئة لأن محتوياته تصرف الى قساطل تحت الارض وتمنع انتشار الأمراض كما أن نظام المجاري وتوزيع شبكات المياه والتحوطات الاخرى قد وفرت المياه الصحية المعقمة في كل بيت فأصبحت الخطورة من هذه العادة معدومة تقريبا، ومع ذلك فالأحتفاظ بالخصوصيات المميزة للملة مهمة جدا وهي رمز للنظافة والطهارة ومراعاة الصحة العامة ويجب عدم تدنيس المياه كلما كان ذلك ممكنا ويجب ارشاد المجتمع وألاولاد من قبل الوالدين بعدم التغوط أو التبول قرب المياه في المحيط القروي الذي لم يضطر بعد الى تخصيص غرف للمرافق، حتى الذين يسكنون المدن والتجمعات السكنية الكبيرة ويستعملون المرافق من المفضل استخدام ورق الحمام بدلا من الماء حفظا على مبادئناـ فنحن لسنا أنظف أو أكثر تطورا من الاوروبيين الذين لايستعملون الماء لذلك الغرض ربما لمبدأ إجتماعي مماثل أو لتجنب تدنيس اليد التي خلقت لأغراض أخرى والتي لن تتطهر نفسيا مهما غسلت.
  7. 11. عادات الزواج: قدمنا في الجزء الاول ـ فصل الزواج ـ صورة مفصلة لزواج الئيزديين وأحكامه وتعاليم المير الحديثة، بقي أن نحث الجميع على التمسك بها وعدم الخروج عنها وليس فيها ما يستوجب التغيير، والذي يستوجب التغيير في المرحلة اللاحقة هو إلغاء المهر نهائيا، هذا ما كنا نراه مناسبا بعد بضع سنوات، الا أن التطور يبدو أنه يسبق أوانه ـ خاصة في المهجر ـ وإلغاء المهر بات ضروريا وفوريا لان ألحرية المطلقة هناك لاتدعو مجالا للمساومة المخجلة التي لايزال البعض يتمسك بها بحجج مضحكة وعلى الئيزديين أن يتحركو لحل مشاكلهم ويستجمعو إارادتهم ولو لمرة واحدة في حياتهم، وما نريد أن نضيفه الآن في عادات الزواج أنه من الأفضل عدم تقليد الاخرين، نقول احذروا التقليد كما قاله كثيرون قبلنا، احذروه بكل معانيه ووسع ميادينه إنه يجعل ابنك عدوا لأبيك، عد الى الوراء قليلا ـ الى ألتاريخ ـ تجد أن المقلِّد لم يخلف أثرا حميدا، انه ببساطة انتحال صفة الغير، انه يطمس شخصيته بنفسه ليظهر عليها شخصية المقلَّد، ايجابياته منسوبة للمقللِّد وسلبياته هي من صنع يديه ومحسوبة عليه.

إن من الممكن تطوير عاداتنا في جميع ميادين الحياة نحو ألافضل وألاحسن ومنها عادات وتقاليد الزواج والأعراس والأحتفالات، والأبداع عظيم نتائجه، لا أحد قال ممنوع تصوير حفلات الزواج او محرم وطبعا لم يكن هذا معروفا سابقا، لكن تزين العروس على طريقة الأفلام المصرية أرى فيه خجلا أعجز عن وصفه.

في نصوصنا الدينية فقرة تقول: (بؤ حةرمةتيَ باشة حسن وحةيا) ما معناه أن الخجل والحياء صفة جيدة للنساء .

وكان هذا يوفَّر للعروس بتغطية وجهها بمنديل أحمر (خيَلي) أزيل الأن باستعمال الزينة الحديثة بالوجه المكشوف عدا تطورات أخرى يرى فيها الئيزديون المتطورون انهم بهذا التقليد التافه قد ادركوا قمة التطور الحضاري والتقدم العلمي .

إن كل ميزة مهما كانت صغيرة يفقدها القوم تعتبر طمسا لجزء من خصوصياته الى أن يفقدها كلها وتكون نهايته كالسفينة التي يحدث فيها ثقب صغير جدا فتغوص في البحر ببطء شديد لكنها تغرق في النهاية.

  1. 12. نقطة أخرى بخصوص موضوع الزواج وقد تكو مثيرة للجدل والكلام الكثير، لكننا نرى فيها حلا قد لا يرضي الجميع وهي تشجيع الزواج المبكر والزواج من اثنتين فقط وتربية البنات نفسيا للقبول بالضرة والتعاون والتوافق كي نقلل من المشاكل الناجمة عن تعدد الزوجات من جهة ومن جهة اخرى يقلل من عدد العانسات، وفي ذلك تطبيق عملي لفقرة واردة في نصوصنا الدينية التي نعتبرها امتدادا لتعاليم زرادشت الذي دعا اليها هو سلفا لاسيما أن قائل هذه الفقرة هو ايضا كردي شمساني، تقول الفقرة: (نةبينم وي ييَ كيذيَ ت ماليَ دا مةن كةت بكر) ما معناه (الويل لمن يعنس البنت في بيته) وليس معنى ذلك طرد البنت التي تبلغ سن الرشد من بيته بل يقال هذا الكلام لمن يعنت في تزويج البنت التي بلغت سن الزواج ويرد كل من يتقدم لها إما طلبا للمهر الغالي غير المعقول أو الحاجة الى خدمتها وتعب يدها في البيت، ونحن نرى أن من واجب المير أن يشخص مثل هؤلاء الآباء أو أولياء الامر، وإذا تزوجت هذه البنت عن طريق الخطف أو الانحراف، أن يعاقب والدها بأن يحرم من مهرها نهائيا وأن يذهب كله غرامة الى خزينة الاقتصاد الديني بأمر المجكمة، لأن مثل هذه البنت إما أن يتملكها اليأس فتستسلم للأمر الواقع وتتعنس وهذا اثم عظيم أو تنحرف عن السلوك الصحيح. كذلك الولد الذي يقدم على الخطف قبل أن يتقدم لخطبة البنت من ذويها ويقدم إشعار بامتناع والدها عن تزويجها اياه، أن يعاقب بأن يدفع مهر مضاعف للخزينة وعقوبات أخرى يقررها المتخصصون.
  2. 13. عادات أخرى كثيرة جدا لامجال لسردها كلها من الافضل التمسك بها لأنها على الاقل صفة مميزة لنا والمضرة منها لابد أن يأتي عليها الزمن بالتدرج فلماذا تجعلها فجائية ومثيرة للكلام الكثير.

 

  1. 4. العقوبات الرادعة
  2. 1. الغرامات: تفرض الغرامات العينية او النقدية على المخالفين حسبما يراه رجال القانون والدين وتثبت ألاحكام في قانون خاص يستند اليها حكام المحكمة ألئيزدية في اصدار أحكامهم وتجبى لخزينة ألأقتصاد الديني.
  3. 2. يقوم رجال الدين وقانونيون بدراسة الحالات التي يعتبر مرتكبها مخالفا ومنتهكا العادات الدينية او العرف الاجتماعي الئيزدي، والتي تستوجب العقوبة بمختلف درجاتها ومستوياتها، يكون الطرف المدعي فيها مدعي عام ئيزدي يطالب بتطبيق العقوبات المحددة لكل حالة من الحالات بحيث تكون أقصاها طرد المتهم من المجتمع الئيزدي وأعتباره خارجا عن الدين إن كانت المخالفة دينية وخطيرة كالزواج من محرمة مثلا.
  4. 3. تشديد العقوبات على منتهكي تعاليم المير بخصوص الزواج وغيرها وذلك بفرض غرامات باهضة وحتى منع الطرفين من تحقيق الزواج إن ظهر فيها ضغط على البنت فمثل أولئك المتعنتين المغرورين بمالهم يشكلون بوجودهم ومخالفاتهم اللامسؤلة خطورة كبيرة وعلى التزام الفرد الئيزدي بجميع القرارات والألتزامات التي يفرضها المير في المستقبل.
  5. 4. محاسبة من يقفون في الجانب الخفي من مثل تلك القضايا بقصد التأثير على اصحاب القرارات لتمرير تلك التجاوزات والأنتهاكات، وكل مبلغ مالي يكشف امره في تلك الصفقات الشاذة يصادر الى الخزينة الموحدة اضافة الى عقوبات أخرى اضافية.
  6. 5. إخراج المنتهكين تحديدات الزواج الفئوي من المجتمع الئيزدي باعتبار ذلك زواجا من محرمة فهم خارجون عن الدين الئيزدي إذن ويعامل نفس المعاملة من يستقبلهم من اقاربهم.
  7. 6. يعامل المتزوجون والمتزوجات من غير الئيزديين نفس المعاملة السابقة.
  8. 7. العقوبات تتدرج من الانتهار والطرد من ديوان الطاوس والنقد اللاذع وتحريم تبرعاته الدينية الى الطرد النهائي من الملة، ويقرر ذلك اختصاصيون بحسب درجة الانتهاك او المخالفة الدينية.
  9. 8. تربية وتهذيب الاولاد بصورة تمنعهم من الانجراف مع التيارات الاخلاقية المنحرفة التي بدأت تظهر في المجتمع الئيزدي وتحميل ولي امر الطفل مسؤوليات مخالفات أولاده أيا كان نوع المخالفة، اجتماعية أم دينية كالكذب والسرقة وانتهاك حرمة الجار والاعتداء والقسم الكاذب…الخ. وعدم التغاضي عن سلوك الصغار المنحرف بذريعة انهم لايفهمون، طبعا لايفهمون لكن كبارهم يفهمون وهم سيشبون عليها وتكبر مخالفاتهم إن لم يُصلحو منذ الصغر ومعاقبة ولي أمر الطفل بتوجيه النقد اللاذع اليه في المجالس العامة كديوان الطاوس او الباباشيخ… الخ. والذي لا يرعوي ويتمادى ترفع دعوى جماعية ضده الى محكمة الئيزديين لاتخاذ الاجراء الصحيح وإن لم ينفع فإلى محكمة الدولة.

هذه الفقرة قد يستخف بها البعض لكن هذه هي الحقيقة وبداية المشكلة او قل المشاكل كلها وهي الفقرة التي يحتاج اليها الئيزديون اليوم بالذات وليس الى غيرها فهي تشكل البنى التحتية لأخلاق المجتمع وتماسكه وفي تطبيقها اصلاح شامل له وهي اهم من المدرسة وتتقدمها وتوصيات رئيس القوالين والباباشيخ هي مستمرة ولكن التهاون في تطبيقها مستمر ايضا وفي ازدياد مطرد فإذن الحاجة هي الى إضافات وعقوبات رادعة ومساءلة الى جانب الارشاد والتوجيه المستمر.

 

الفصل الثالث

المهجر

 

الوطن لايعوض ولا وجود للأنسان ما لم يكن مرتبطا ببقعة أرض ينتمي اليها، فمادام هو موجودا فهو على الارض وقد ولد على بقعة من الارض حددت فيها نسبه، فيها عاش أجداده، وتاريخه مرتبط بها، كل جزء من كيانه من نتاج تلك الارض، ان لم تصدقني اسأل الحكماء والمؤرخين والجهلاء وحتى الحيوان، لن تجد في اجاباتهم كلها اقدس من الوطن، اسأل الشهيد لماذا أفرط بدمه؟.

إن الظروف التي دفعتك الى خارج الوطن يجب أن لاتنسيك قدسيته وأن يكون خروجك انما للتمسك به والمحافظة عليه وليس الاستغناء عنه، انه مهد تاريخنا وديننا وقبلتنا ويضم مقدساتنا ورفات أجدادنا، فكيف نتركه؟ الانسان هو مجموعة احاسيس ومشاعر وإن تجرد منها فليس بشرا، هذه ألاحاسيس والمشاعر هي مرتبطة بالوطن وبالناس الذين أنجبوك مهما واينما رحلت.

إنك في المهجر مناضل ومناضل فعال ومنتج وعليك واجبات كثيرة وتضحيات جسيمة وأنت تعلم ظروف الذين تركتهم وراءك، إن عليهم التشبث بالأرض التي هي وطنك ووطنهم والتمسك بها بأيديهم وأسنانهم كما فعل أسلافنا مع أرضهم ودينهم، انه مكتوب عليهم الشقاء في سبيل ذلك ولابأس فإن تحمل شظف العيش تحت ظل الظروف القاهرة هو واجب وتضحية اقل مما يستحقها الوطن. إن عليك أن تعلم هذا وتساعدهم على الثبات ويجب أن تعلم ايضا انك لست في الغربة مادام لك وطن تنتسب اليه ولايزال محروسا من قبل إخوانك وأقاربك، ولك تاريخ نظيف تتباهى به، وطنك هو الذي انبت الحضارة الاولى للبشر وجدك الاعلى هو أول من زرع، ودينك هو أول من دعى الى التوحيد. واعلم ايضا أن تشبثنا بهذا الوطن هو الذي يؤكد وجودنا ووجود من هاجروا واغتربوا للمحافظة على هذا الوطن رغما عن الظروف القاهرة، وإن غبطتك هي في شعورك بالأنتماء اليه اينما كنت وعشت، إن سهولة المواصلات قد جعلت من كل بقاع العالم مسرحا واحدا لنشاط الانسان من أي جنس أو وطن كان، إلا أن الوجود المميز للأنسان هو في هويته وخصوصيته وانتمائه الى الوطن التاريخي ومنه اكتسب صفاته البشرية والاجتماعية، عليه عاش أجدادة وولد هو عليه.

إن على الئيزديين أن ينظروا الى هذا الموضوع الخطير ببعد نظر وبصيرة ثاقبة وان لا يتركو للهرب والتشتت دون ضابط ولا نظام، يجب أن لا تكون نسبة الخارجين اكثر من ربع أفراد الاسرة، ومن الافضل التعاون بحيث لاتترك عائلة بلا معيل ولو بفرد واحد من كل عائلة، وعدم مسح اية عائلة من الوجود، وذلك لكي يتمكن الجميع من الحصول على مورد مالي ومقاومة الظروف المعيشية الصعبة ولايحدث فراغ تتركه العائلة المهاجرة بكاملها، هذا خطر مميت وأبادة حديثة من النوع الذي تاق اليه ميريَ كورة وأمثاله ولم يفلحو، نحققها لهم نحن بإرادتنا، نذهب اليها بأرجلنا، نختار الفناء بل نتسابق اليه فيأتي جيلنا التالي منقسما على نفسه بعضهم يلعنوننا لهذا الاهمال والآخر يتيه وينصهر في المغترب ولا نصيب لنا فيه.

إن الذي يهاجر مناضل والذي يبقى ويتشبث بـأرضه مناضل ايضا فاعلم واجب المناضل انه التضحية بكل معانيها كيفما كانت الطريقة ومهما كان الحجم وايا كانت الاهداف، بالنسبة لنا الهدف الوحيد هو البقاء فقط وليس شيئا آخر، البقاء بكامل مميزاتنا وخصوصياتنا التي استشهد في سبيلها اجدادنا في مختلف الفرمانات والمذابح التي تكلمنا عنها كثيرا.

مناضلان أحدهما يساند الآخر، هذا يعمل ويعيل والآخر يحرس ويحافظ على البقاء، وبقاء كل منهما تحت هذه الظروف مرهون ببقاء الآخر ودعمه، لأن الئيزدي يختلف عن غيره من أفراد الشعوب والطوائف أولا لأنهم أقلية قليلة جدا لايزيد عددهم على ثلاثة أرباع المليون في جميع انحاء العالم وثانيا لأن عاداتهم ومميزاتهم في ألمحافظة على النقاء دما ودينا تجعلهم غير قادرين على ألاختلاط بالشعوب الاخرى دون فقدان خصوصيتهم وهويتهم الدينية والقومية المميزة، ليست القيود الفئوية أو تحديدات الزواج هي التي قلصت حجم الئيزديين كما يدعي المتخاذلون وهم يعلمون جيدا أن ذلك نتيجة الفرمانات والإبادات التي ولت إلى غير رجعة بل أن الفضل في بقائنا يعود إلى هذه القيود والأنغلاق على العالم، ولو لم تكن هذه القيود دقيقة والتمسك بها شديدا لانصهروا في المجتمعات البشرية ألمجاورة منذ زمن بعيد دون فرمانات, خاصة في المجتمع الكردي المسلم وذلك لأنهم لايختلفون عنهم في شيء، فأي تداخل كان سيرجح الميزان لصالح الطرف القوي، ذلك لأنهم ضعفاء لايملكون أمرا فلابد للذرية المهجنة من الميل نحو الطرف القوي المسيطر و الدمج فيه سواء أكان من جهة ألأب أو الأم حتى يذوبو عن آخرهم. نحن لسنا آسفين على هذه القيود ولا طامعين بحجم أكبر وحبذا لو بقينا بهذا العدد القليل إلى أبد الآبدين على أن ندنَّس بأفراد  خارجين عن العرف والأخلاق والدين.

إن ألمانيا ولا اية دولة من دول العالم الحر المتقدم لم تفرض على أي فرد أن يتزوج من غير دينه أو غير فئته ولا دفعت بهم بالقوة الى المنكرات ولا منعت الزي الذي يختاره الفرد، بل بالعكس فإن جميع الشعوب تفضل وتعتز بالأفراد الملتزمين بأي نوع من الأخلاق الحميدة النظيفة لأن الألتزام والتمسك بأي نوع من المباديء يؤدي الى التمسك بالمبادئ الانسانية الاخرى كلها كالصدق والأمانة والأخلاص، هذه الخصال التي تسعى جميع دول العالم وشعوبها الى تحقيقها على إختلاف أديانها وطبائعها المتأخرة منها والمتقدمة، الملتزم بالمبادىء والأخلاق من أي نوع كانت، يكون كبيرا في عيون الجميع.

فمثلا لو قلت لا يجوز للمريد أن يغازل ولا يعشق ولا يتزوج من غير فئته ولا من غير دينه، وكذلك الشيخ والبير، ربما يرفع الأجنبي حاجبيه تعجبا من هذا الكلام، ولكن لو علم أن هذه هي ثوابت دينية وقوانين معمول بها عند الئيزديين وأن شيئا مخالفا لهذا لم يحدث عبر التاريخ وأنهم ملتزمون بها جميعا حتى اليوم، انا متأكد من أنه سيكنُّ لك ولجميع الئيزديين إحتراما وإعجابا نادرا، ولكن لو علم أن هذا هو المعمول به وأنك أنت الذي تخالف تعاليم دينك فربما يحتقرك ويعتبرك ضاربا القيم عرض الحائط وتصغر في عينيه وينعكس ذلك سلبا على الملة، فالذي يكون في الخارج عليه أن يعلم هذا جيدا ويكون نموذجا للئيزدي الجيد.

إنكم هناك واجهة الشعب الئيزدي وعن طريقكم يتعرف العالم على الئيزديين فكونوا عند حسن ظننا ومثالا للألتزام والأخلاص وستفلحون بإذن الله في كل ما تبغون اليه.

إن الأخلاق الشرقية عامة والئيزدية خاصة تختلف كثيرا في بعض الوجوه عن عادات وطبائع المجتمعات الغربية، بعض عاداتنا المتشددة غير معروفة هناك بل تعتبر غريبة جدا وانتهاكها لايشكل أي مساس بالقانون والنظام ـ في بلد الحرية كما يقولون ـ وهذا القول غير صحيح، صحيح انهم لايحاسبون على بعض ما نراه إخلالا بالأخلاق وخرقا للعادات، لأنها بالنسبة لهم سلوك أعتيادي بمقاييسهم هم، لكن هناك أمورا اخرى نحن نراها اعتيادية وهم يرون فيها العكس كالزواج من اثنتين مثلا. وهناك أمثلة كثيرة من هذا وذاك، ألذي نريد قوله هو أن أي نظام لايفرض عليك أمرا منافيا لمبادئك ابدا ولا لالتزاماتك ضد إرادتك، طبعا لا يمنعوك من انتهاك المباديء التي يجب علينا الألتزام بها والمهمة عندنا كالاقتران بأفراد من الفئات الئيزدية المغايرة أو الأديان الأخرى، هذه الضوابط يجب أن تكون ذاتية وبتوجيه من الجالية الئيزدية في الخارج، وهذا لا يؤدي الى اختلاف مع القوانين السائدة في تلك الدول بل يزيد من احترام تلك المجتمعات لكم باعتباركم مجموعات ملتزمة بعاداتها وطبائعها.

إن التشتت في الغربة يؤدي في النهاية الى الانصهار والأختفاء مهما أوتيت من الألتزام والأنضباط، عندما يشب الشاب وتعمل الغريزة الحيوانية فعلها لابد للشاب ومهما أوتي من ضبط النفس أن ينزلق إن لم يجد في محيطه ماهو مسموح له به، فأنفراد العائلة في مكان بعيد ومعزول تدفع شبابها الى الأنزلاق، وأي تهاون أخلاقي في هذا المجال يعتبر خروجا عن الدين حسب مقاييسنا التي لا يأبه بها من هم في محيطه من الشباب الأجانب، وقد قلنا في البداية أنكم ذاهبون للمحافظة على البقاء، بقاؤكم وبقاء من يحرس لكم وطنكم.

على الئيزديين في مثل هذه الظروف الحرة اللامسؤولة أن يتحملوا هم المسؤولية ويرشدون الشباب ويوجهون العوائل ويحاولون جمعها في مجموعات قروية أو شقق في عمارة واحدة في أي إقليم أو دولة يتواجدون فيها وعليهم جميعا الالتزام بتوصيات من يقودونهم ويولونهم امرهم، وعلى هؤلاء الارشاد ومقاومة المنتهكين والخارجين على العرف والمخالفين المرتكبين اخطاء مرفوضة في مجتمعهم فيبلغون السلطات عنهم بتجاوزات هذا المخطىء قبل أن تكتشفة الشرطة وتحتسب سلبياته على الئيزديين جميعا.

إن أفضل طريقة للمحافظة على الكيان المتميز للئيزديين هو في امتهان الزراعة والسكن في قرى زراعية متقاربة في اية دولة كانوا، فأن الزراعة والارتباط بالأرض تحافظ على وجود العاملين عليها في كيان مستقل وتمنعهم من الأنصهار في المجتمع. أن ارتباطك بالأرض لا يعني أنه ممنوع عليك الخروج للعمل في المدن أو أي مكان آخر في دولتك لأن وسائل المواصلات قد جعلت الفرد قادرا على العيش والعمل في أي مكان ومتى شاء. وبهذه المُنسبة نحث المسؤزلين الئيزديين في الخارج البحث عن منطقة زراعيّة تستقبل الئيزديين الفارّين إلى الخارج ، في دولة زراعيّة فيها ما تكفي لاستيعابهم كلّهم في قرى فلاحيّة تُؤمّن يُحافظون فيها على هويّتهم وخصوصيّاتهم .

قارن بين عائلتين فرضيتين، عائلة (س) وعائلة (ص)، اسرتان ئيزديتان تعرضتا الى فرمان ميرى كوره 1832، عائلة (س) ابيدت عن بكرة ابيها، وعائلة (ص) تمكنت من الهروب الى العالم الجديد، فقد نجت بجلدها اذن، وهناك كما هو شأن الئيزديين الان عاشوا واختلطوا دون ضابط ولا نظام وهذا أمر اعتيادي فالذي ينجو من الاضطهاد المؤبد والموت المحقق الى الحرية المطلقة والأمان الدائم كيف تظنه يكون، وكانت النتيجة أن الدين والتراث واللغة والتاريخ قد دفنت مع الجيل الاول الذي مات وانتهى، فعمر الانسان محدود وجسده فان حتما هذا هو حكم الطبيعة، اما الجيل الثاني فقد نقلت اليه بعض أنباء الوطن الأصلي وهذا النزر اليسير ايضا دفن مع الجيل الثاني فأتى الجيل الثالث ممسوحا والرابع ناكرا. يا ترى أي من العائلتين انفع وأجدى للملة وأي من العائلتين أخلد وابقى؟ كلاهما مبادتان لاجدال في ذلك، لكن الاولى أمدتنا بثبات وعزيمة لاتلين وافتخار بدماء شهدائنا الذين حافظوا على بقاء الملة وخلود الدين حتى شاطىء السلامة. أما العائلة الثانية فلا تثريب عليها ولا لوم انها تمكنت من الهرب والنجاة وكان هذا فقط هو طريق الخلاص والبقاء. لكن اللوم الذي يقع عليها هي انها اصبحت قدوة خطيرة ليست افضل من ميرى كوره نفسه، فقد اصبحت مثالا لللامبالاة بين افراد الشعب الئيزدي الان. عش وتهنأ ولا شأن لك بمن يخلفك ولا الشعب الذي انجبك، الوطن والتاريخ والدين كله في قدح المشروب. نحن لاندعو الى التقشف وتعذيب النفس، ندعو الى أن تعيش حياتك وتتهنأ، لكن هناك واجبات أخرى وهي لا تمنعك من أن تعيش حياة سعيدة فلا تهملها، انك تعيش تحت ظل الحرية والامان والرفاه وبمقدورك أن تفعل ما تشاء وتقول ما تريد، نريد منك أن تخلد شعبك وتراثك وهويتك المميزة التي من اجلها استشهد اجدادنا وذاقوا مر العيش في سبيلها.

لقد كان بمقدور تلك العائلة أن تكون موضع اعتزاز وافتخار واقتداء لنا الان لو انها فقط التفتت الى احدى جاراتها من العوائل المهاجرة الاجنبية الاخرى والتي اصبحت الان تشكل جاليات متميزة ذوي وزن ملموس ولبعضها دور فعال جدا في اوطانها الجديدة، انها تعيش في المغترب ولكن اقدامها على ارض اوطانها الاصلية، لم تمس شعرة من تراثها ولا دينها ولا لغتها الجيل السادس منها في المغترب لايختلف في شيء عن الباقي في وطنه، لقد اكتسب لغة وطنه الجديد وثقافته اضافة الى لغته الام وهو حريص على سلامة وسعادة شعبه في الوطنين على حد سواء.

ان قلة نفوس الئيزديين ليس عذرا في التفرق والضياع بل يجب أن يكون هذا عاملاعلى التكاتف والتجمع والتعاون، فالارمن وكذلك اليهود لم يكونو افضل منا سابقا، بالجد والمثابرة والتخطيط، انظر الى النتيجة اليوم، قيل أن العائلة اليهودية في الماضي ـ حتى لو كانت منفردة في قرية منعزلة ـ كانت تعلم أولادها القراءة والكتابة والتاريخ وكان كل فرد منهم يستعمل اسمين تراثي عبري يستعمل داخل الاسرة والمجتمع اليهودي واسم شعبي من المحيط الذي يعيشون فيه، فكان أن صانوا أنفسهم من الضياع ولو لم يكونو كذلك لكان احفادهم الان ينتمون الى مختلف طوائف المجتمع البشري ولربما دخلوا في حروب ضد بعضهم البعض ضمن الفئات التي انصهروا فيها.

نحن لا ندعوا الى العنصرية ولا التكتل، نحن نريد البقاء فقط بكل مميزاتنا الشعبية والتراثية وعدم الضياع في متاهات المجتمع الغربي المتطور في المستقبل المظلم، نريد الوفاء لمن سكبوا دماءهم في سبيل الوطن والدين، نريد أن نصارع الظروف المميتة المحدقة بنا في كل مكان، ليس هناك استسلام ولا يأس بل هو صراع من أجل البقاء حياة أو موت، الوطن هو الحياة والحج، اللغة هي الدين والهوية، اللباس هو العلم.

لا مكان لليأس، الانسان يستطيع أن يبدأ من الصفر متى شاء والأرادة تحقق المستحيل، اذا كان سابقوك لم يفعلوا شيئا فافعل أنت ومن اليوم لاشيء يفوت الانسان ابدا، تفوت فرصة وتاتي أخرى، اذا اعتل أو تعسر والدك فهل تتخلى عنه وترميه في الشارع؟ طبعا ذو الاخلاق يتفانى في خدمته ومعالجته حتى لو أن بقية المسؤولين عنه خذلوه، مثل هذا المرض الاخلاقي موجود وعند الكثيرين من بني البشر، وما أكثر ما سمعنا أقوالا متخاذلة: (من تنصح ومن ترشد لقد انفلت الزمام… الخ.) هذا هو شعار المتخاذلين خائري القوى، لا يأس لمن يمتلك الارادة ولو لم تكن لنا ارادة حديدية ما نجونا من عشرات الفرمانات على مدى القرون. يا للعجب السيف بيد الاعداء لم يبيدنا، الحرية تبيدنا بأيدينا.

كل من يخرج من العراق مدعو الى التعاون والتضحية من اجل إنقاذ الشعب والوطن الذي تركه وراءه والاخلاص والتفاني للوطن الجديد مفروضان عليه فهو امه التي ترضعه وتحميه، لقد أسلفنا مرارا أن الئيزدي ليس كغيره من الملل الاخرى، دينه هو هويته وتراثه وتاريخه ولغته، هكذا هو الدين بالنسبة للئيزديين، انه ليس مسألة جنة أو جهنم أو مؤمن او كافر، انها مسألة قومية وطنية لا يماثلنا في ذلك من شعوب العالم الا اليهود. أن قلة الئيزديين في العالم والانغلاق الديني والاجتماعي جعل الئيزديين في موقف حساس جدا، اننا متميزون نختلف حتى عن الرياضيات:

(+ × – = -/ – × + = -/ – × – = -/ الا + × + = +)

هذه هي مشكلة الئيزديين ونحن نعتز ونفتخر بهذا الانفراد المتميز بين شعوب العالم نأمل أن يكون هذا الانفراد مبعث تمسك وتعاون وتكاتف لا لشيء، فقط للبقاء أنقياء تحت أي ظرف كان.

أن مثل هذا الوضع يجعل ذوبان الملة سهلا وسريعا ان لم يعضد بنضال دؤوب وارادة قوية. المجتمع الزراعي هو أفضل محيط يقي الئيزديين من الذوبان بحكم تجمعهم الى بعضهم وثباتهم على ارض يمتلكونها، وليس معنى ذلك أن الذي يعيش في المدن محكوم عليه بالفناء، فبالأمكان تجمع عدة عوائل في شقق سكنية متقاربة حفظا على تراثها ولغتها وأخلاق شبابها، النضال ليس بالسلاح فقط، المناضل المغترب له ميدانان للنضال أحدهما اقتصادي وهذا سهل وميسور والثاني ثقافي وهذا اصعب بكثير من النضال المسلح لان ذلك يتطاب ارادة قوية وضبط نفس أشد ليس لك فقط بل لمن هم في ذمتك وجوارك وأصحابك، الارادة والتعاون تجعل كل شيء سهلا وميسورا فلست في معركة مسلحة كل ما هو مطلوب منك هو التكلم بلغتك والاحتفاظ بالملبوس والعادات والتقاليد الدينية التي تتقنها جيدا وان كنت لاتعرف فبجوارك من يعرفك بها وأنك في المجتمع الحر لاقيود ولا ضغوط على شيء من هذا القبيل. أن الامراض الخطيرة اتي تنتشر عن طريق المخالطة في المجتمع الغربي الحر تكفي لردع العاقل المتزن عما نريد قوله والذي لا يردع، عليه أن يعلم أن عمله يضر به وحده وسيقوده الى مزيد من التهور والانحلال الخلقي، وعلى المسؤولين عن الئيزديين هناك تقع مسؤولية اصلاح وارشاد الشباب وتوجيه المجتمع الئيزدي بالاسلوب الذي يرونه مناسبا.

ربما يكون في تجمع الئيزديين في اماكن متقاربة حلا لمثل هذا السلوك ويؤدي الى التفافهم حول زعامة مقبولة ترشدهم وتساعدهم في التعاون وحل المشاكل وعليهم الالتزام بتعليماتها وعدم الخروج عن طاعتها في جو اخوي شعبي بعيد عن التيارات السياسية التي تجعل من المهمات الاساسية هوامش جانبية وتؤدي حتما الى الفرقة. أن تكون تعليمات الزعامة موجهة للدين والتراث والوطن الاصلي والجديد واطاعة واحترام قوانين النظام الذي يعيشون في ظله، ويتفانى في خدمة من آواه وحماه وعلى المسؤولين ايضا التبليغ عن اخطاء القلة من الافراد الذين ربما تسول لهم أنفسهم ارتكابها بحق الوطن الجديد فتحتسب سلبياته على الئيزديين، هكذا يكتسب الئيزديون وجها مشرقا يليق بهم ويستحقونة.

  1. 2. مكتب رعاية شؤون الئيزديين في المهجر.

ان الكومبيوتر والانترنيت قد جعل المستحيل حقيقة والصعاب هينات، لكن النفوس تأبى الاستقامة، لقد وجدنا عددا كبيرا من الاخوان يبحثون عن سبل يتمكنون بها من خدمة الملة خدمة خالصة كالتي نحلم بها، لكن مع الاسف لم نجد اثنان منهم على وفاق، وكل يعمل في اتجاه مضاد للاخر تماما ولايتمكن احد منهم من تحرير نفسه من قيود السياسة التي لم يحسن أي منهم شيئا منها، فلا حقق شيئا في ميدان السياسة ولا في ميدان الئيزدياتي، وكل من خاطبته قال: شعارنا انه لا علاقة للسياسة بنشاطاتنا، هذا محفل لجميع الئيزديين ولكن جميع الئيزديين يجدون ويلمسون العكس، كل اجتماع في مكان وتبرعات في كل مكان ولا نتائج غير الكلام الفارغ او تبادل الانتقادات التي هي تعبير عن ميولهم السياسية أو الشخصية المتعارضة في سالف الايام يريدون تجديدها على حساب الئيزديين، حتى التبرعات التي كانت تأتي بسخاء أخذت تتناقص بعدما شعر المتبرعون انها تذهب الى اوجه لاتخدم الملة في شيئ.

الئيزديون في الخارج بحاجة الى من يوجههم ويخدمهم اولا وعندما يلمسون منه الاخلاص والنفع يتشبثون به ويطيعون اوامره بكل رحابة صدر. انهم بحاجة الى غرفة واحدة وجهاز كومبيوتر واحد ويد ماهرة امينة واحدة وليس اكثر من ذلك، ويكون هذا القائم على الكومبيوتر مسؤولا أمام المير او ممثله الذي يكون رئيس مجلس الئيزديين في الخارج، واجباته محددة وبسيطة، وهي في الحقيقة ليست بسيطة إلا أن الكومبيوتر قد جعل كل الصعاب سهلة جدا، على راس اولوياته هي:

  • 1- يعمل كموظف الاحوال المدنية أو مأمور النفوس كما اعتادوا على تسميته في العراق، يقوم بتسجيل المعلومات عن جميع الئيزديين في المهجر بما فيها الدول الاوروبية وغير الاوروبية في سجلات على غرار سجلات النفوس، مشيرا فيها إلى عناوينهم وجنسياتهم السابقة والحاليّة .
  • 2- تفتح بعدها سجلات المواد الشخصية وما كانت من اعمال المحاكم.
  • 3- صفحة التعارف وتنظيم اللقاءات بين الئيزديين في المناسبات العامة كالاعياد والمناسبات الخاصة كالزواج والتعازي وهذا شيئ مهم جدا في الخارج حيث يسهل على الشباب التعارف على بعضهم البعض واختيار شريك الحياة.
  • 4- القيام بعمل دائرة العمل، ويكون عمله هنا من شطرين، الاول البحث عن الوظائف الشاغرة ـ الشركات التي تحتاج الى الايدي العاملة ـ وتوفير فرص العمل للعاطلين الذين يبحثون عن عمل، والثاني توفير ايادي عاملة لمن هم بحاجة الى عمال أي كعمل شركات الاعارة، ولن يكون هذا العمل صعبا عندما يكون له عيون في جميع انحاء البلاد ويبلغون بالتلفون والانترنيت عن وجود شواغر وفرص للعمل في الاماكن التي يعملون فيها فتكون تلبية حاجات الطرفين فورية جدا عبر هذا الموظف، كما يمكن الاتصال بالشركات التي تحتاج الى ايدي عاملة فيوفر لها ما تريد.
  • 5- يقوم ايضا بدور امين الصندوق على غرار صندوق الاقتصاد الديني الذي تكلمنا عنه في الفصل الاول بنفس الالية والشروطـ، بأمكانه أن يفتح صندوقا اخر للتبرعات الخاصة لأسر الئيزديين التي لم تهجر اوطانها وتمر بضائقة مالية طارئة، يتبرع لها المواطنون خصيصا لهذا الغرض (مساعدة الاسر الفقيرة).
  • 6- القائم بهذا العمل سيجد من خلال قيامه بوظيفته، سيجد حتما مجالات اخرى ضرورية لخدمة الملة فيمكنه التوسع وربما الاستعانة بموظف اخر كالجانب الثقافي مثلا ونشر اخبار الئيزديين… الخ.

الفصل الرابع

منهج مطروح لتعليم التربية الدينية

 

بعد انتشار الملة في انحاء العالم بات من الضروري جدا العمل على ايجاد طريقة لتعريف الئيزديين بهويتهم وشدهم الى بعضهم اينما كانوا، حتى الباقون في اوطانهم هم بحاجة الى تثقيف وتربية دينية تاريخية تختلف تماما عما كانت عليه في القرون الماضية السوداء. هذه الهجرة الفجائية ليست بالضرورة حالة استثنائية فلولا تقوقع الئيزديين لكان هذا قد حدث منذ زمن بعيد، هذه هي نتيجة حتمية للتطور والتحضر وسهولة المواصلات وظهور كفاءات وطموحات مختلفة لدى الافراد، ولابد ان للظروف الاستثنائية المستجدة في ازمنة مختلفة اثر كبير في تحريك ودفع الافراد الى وجهات معينة او العكس، فظروف العراق تحت الحصار ساعدت كثيرا على اندفاع الئيزديين بدون نظام ولا توجيه الى الخارج وحتى بعد تثبيت اقدامهم في الخارج بأعداد كبيرة لم تقم هناك زعامة او لجنة او منظمة او أي كيان تأخذ على عاتقها تنظيم شؤون الئيزديين، وهذا امر يؤسف له، ان لم يوجهك احد فوجه نفسك، وان كان بمقدورك فوجه غيرك ايضا، لاتسكت عن الحق، وهذا العامل ايضا مفقود بين الئيزديين حاليا رغم انهم لم يكونو كذلك سابقا والا لكانوا قد انقرضوا منذ زمن بعيد.

تعليم الفرد الئيزدي بهويته وانتمائه ودينه وتاريخه ولغته مهم جدا لمن هم في الخارج ولمن هم في اوطانهم ايضا. انها مسألة تربية ئيزدية وحسب.

ان علوم الدين ونصوصه هي من اختصاص رجال الدين، لكن الذي يهمنا هم عامة الشعب وليس العلماء فهؤلاء يجب ان يكون اعدادهم في المدرسة الدينية التي تكلمنا عنها سابقا وليس في المدرسة الرسمية حيث تمر المناهج بقنوات التربية الرسمية وتؤثر فيها الدولة بشكل مباشر. العامة ليسوا بحاجة الى نصوص الدين بل الى مفاهيمه، لذا ارجو ان لا اكون مخطئا او متجاوزا الحد عندما اقترح منهجا للتربية الدينية هو اقل ما يجب على الئيزدي معرفته منذ نعومة اظفاره فالشتلة يجب رعايتها في دور البادرة كي تنمو مستقيمة، هذا المنهج مشتق من نصوص الدين الئيزدي، من كلام ملك فخرالدين، ومن عاداتهم التي ترسخت في سلوكهم عبر العصور تحت هداية تلك التعاليم ايضا، وهي ليست اعتباطية ولا اجتهادات شخصية، نرى انها الحد الادنى من المعلومات التي يجب على الئيزدي معرفتها قبل بلوغ سن الشباب كي تكون مترسخة فيه سواء اكان طالبا في المتوسطة ام غيرهم ممن بلغوا الثانية عشر من العمر، عليهم ان يكونوا قد اتقنوا هذه المفاهيم الدينية الاخلاقية اسوة ببقية المواد الدراسية التي يجب اتقانها لتخطي المرحلة الابتدائية.

لذا نرى انه من واجب الئيزديين أن يحققوا ذلك بأية طريقة سواء اكانت في المدرسة او في البيت او في محاضرات دينية مستقلة… الخ. والئيزديون الذين هم في الخارج هو احوج ما يكونون اليها.

 

الفصل الاول

المقدسون

  • 1- خودىَ: وهوخودان ، الله هو صاحب وخالق الارض والسموات وجميع المخلوقات وواهب الارزاق والحياة ومدبر الكون.
  • 2- ئيَزي: هو اسم قديم من اسماء الله لايزال مستعملا لدى شعوب ايرانية كثيرة غير الئيزديين وهو ليس يزيد بن معاوية الذي لبَّسه به الشيخ عدي لتشابه إسميهما.
  • 3- طاوسي ملك: هو ايضا اسم قديم من اسماء الله وهو مشتق من (دياوس بيتر) الذي يعني أب السماء أو رب السموات أو صاحبها فهو اقدم اسم لرب العالمين اذن. [3]
  • 4- زرادشت: هو نبي الله المبعوث للامة الميدية ـ الكردية ـ المزداسنية ـ الئيزدية، اكد ذلك ملك فخرالدين في البند السابع.[4] اكد على تقديس الشمس التي كانت مقدسة قبل ولادته.
  • 5- شيخادي: هو شيخ الئيزديين العام الاعظم، بظهوره تغير الدين الئيزدي بشكل او باخر وتعرف الئيزديون على لقب الشيخ ثم نشأت طبقات الشيوخ المختلفة بعده، له الفضل في تبلور الدين الئيزدي بشكله الحالي وزاد من تمسك الئيزديين بدينهم بعناد شديد.
  • 6- ملك فخرالدين: هو مرشد الئيزديين الاول (ريَ بةر) وهو صاحب الدفتر (الوحي) ويعتبر بحق النبي الملهم للئيزديين، اما عدم تسميته بالنبي فأن المحيط الاسلامي الذي ختم الانبياء قد ساهم في ذلك. أو لانه جاء بعد الشيخ عدي المؤلّه وأهمل من تبعوه.
  • 7- الشمس هي الرمز الطبيعي المقدس والنار يمثلها على الارض لذلك تشعل عشيات الاعياد والايام المقدسة.

الفصل الثاني

المقدسات المحسوسة ـ الملموسة

 

(دور، سور، نور)

هذه هي عناصر الحياة الثلاثة التي حددها ديننا بغض النظر عن تفاصيل علم الاحياء الحديث، وقد سبق لزرادشت ان عرف عناصر الكون بأربعة هي التراب ـ الماء ـ النار ـ الهواء. هذه العناصر الثلاثة قدسها الئيزديون منذ القدم وحتى اليوم الا ان غياب التوجيه والتثقيف الديني الئيزدي جعل الجيل الجديد يجهلها تماما وقد يستخف بها ان ذكر شيئا عن تقديسها لان احدا لم يذكرها له قبل الان ولا سمع بها فتكون مفاجأة له تزيد من استغرابه، هذه الكلمات الثلاثة لم نعثر عليها ضمن قول او نص ديني فهي اذن اقدم من ظهور المذهب الئيزدي الجديد الذي تبلور بعد ظهور الشيخ عادي، فأما النص الذي كان يضمها قد ضاع وانقرض حافظوه او ان التيار الجديد المعاكس للقديم قد ساهم في دفنها، الا انها بقيت حية تتناقلها الافواه غير المختصة بالدين، كما ان العادات والممارسات الجارية حتى الان تؤكد هذا التقديس.

  • 1- الـ (درِ) هو الحنطة وهو قوت الحياة ومنها يصنع الخبز الذي نسميه دينيا (قةوةتا ئيمانيَ) أي قوة الايمان. يرشد الاطفال الى تقديس مشتقات الحنطة وعدم تلويثها او رميها في اماكن تتعرض للتدنيس ـ خاصة الخبز ـ فهذه هي عادة الئيزديين والتزام ديني لهم وفرض على كل من ينتمي اليهم، يقبل الخبز قبل كسر الرغيف وأكله، وكسرة الخبز التي تقع على الارض بحيث لا يستسيغها الآكل ترفع وتقبل وتوضع في مكان بعيد عن التدنيس، يفطر الصائم بتقبيل الخبز، كذلك الطبيخ او أي نوع من الطعام وعندما يباشر بالاكل يمنع الكلام ويؤكل بهدوء من الجهة الموجهة لك وبعد الاكتفاء يقبل الطبق الذي اكل منه قائلا: (الحمد لله، مة كيَم كر تو زيَدةكة ــ الحمد لله ,أنقصناه فزده يا رب العالمين).
  • 2- الـ (سُر): هو الماء، يقول ملك فخرالدين ان الماء قد تكون من الدر، وهو هناك يعني النور وليس الدُر الذي في الفقرة السابقة، (ئاظ ذ دوريَ وةريابو) ـ سفر التكوين ـ لايوجد دين لم يقدس الماء إلاّ الإسلام ,فمنه جميع الاحياء .

ذكر ملك فخرالدين في نفس القول أن ادم قد خلق من الماء ايضا (ضار قسم تيَك هنجنين: ئاخ و ئاظ و باي و ئاطر) مزجت اربعة عناصر: التراب، الهواء، الماء، النار) وخلق منها ادم. زرادشت اوصى بعدم تدنيس الماء الجاري وغير الجاري فهو مصدر شرب جميع المخلوقات الحية. العلم الحديث اصبح يقيم الدنيا ويقعدها لمنع تلويث وتدنيس المياه، فلم لا نفتخر بديننا الذي حرم تلويث المياه تحريما دينيا منذ الاف السنين  ؟

الماء هي هبة الله لجميع المخلوقات، أمطرنا بها اياها فتقديسها جزء من طاعة الله، يجب ان لا ندنس الماء في أي مكان كان، فقط نشربه ونتطهر به ونسقي به الاحياء الاخرى  ، ومن الافضل تصريفها الى قساطل تحت الارض مراعاة للنظافة وللصحة العامة.

  • 3- الـ (نور) الشمس او النار هما مرادفان لبعضهما: النور هو نور الله يأتينا من الشمس التي نعتبرها رمزا لعظمته، ظهر الله للنبي موسى بشكل نار يشعل في العلقة (درِي ـ بالكوردية) ولما ذهبوا اليها وجدوها نضرة خضراء يانعة لم تؤثر فيها النار ابدا .

النار او النور هو احد العناصر الاربعة التي يتكون منها الكون وقد ذكر ملك فخرالدين ان قالب ادم جزء منه هو النار التي هي الحرارة في جسم الانسان  .

مصدر النور بالنسبة لنا هو الشمس ولهذا فهي مقدسة عند الئيزديين،  وهي مصدر النور والدفء والحياة، اذن فهي مقدسة علميا، كل من ابصرت عيناه النور من القدماء عبدها، ولذلك كانت هي اولى المقدسات التي عرفها الانسان منذ بداية نشوء الفكر الديني عند البشر بدءا من وطننا شمال العراق ولذك فقد قدسها اسلافنا في قديم الزمان وحتى اليوم، عظمها زرادشت تسمى بها منقذ الئيزديين شيخ شمس  إيزدينا .

الشمس هي الرمز المقدس المحسوس بيننا وزيارتها مفروضة دينيا وواجب على كل ئيزدي ان يتبرك بها يوميا، يقبل موضع شعاع الشمس الاول والاخير في الصباح والمساء ان كان منتبها وشهد لحظة بزوغ الشمس او نزولها.

الفصل الثالث

الفرائض الدينية

 

الفرائض الدينية هي كل ما يجب على المؤمن ان يؤديها وهي بالنسبة للئيزديين:

  1. التعميد: على الئيزدي أن يتعمد في كانيا سبي وزمزم مرة واحدة خلال سني حياته ومن المفترض ان يكون قد اتم ذلك عند بلوغ الثانية عشر من العمر.
  2. الحج: ربما تكون كلمة الحج جديدة فأصبحت مرادفة للتعميد، على اية حال يجب على الئيزدي أن يحج الى لالش مرة على الاقل خلال حياته لزيارة العتبات المقدسة والتبريك ليُمنح هناك خلات شيشمس علامة الحج، جاء في دعاء الصباح (وةرن دانط و دامانيَت شيَشمس تةوافكةن ذ بةدةلا كةعبةت الله حةجيَ).
  3. الصوم: يبدأ موسم الصوم في عيد (الثلة) اليوم الاول من فصل الشتاء، قال ملك فخر الدين (سيَ شةمبوا سةريَ زظستانا..) أي الثلاثاء الاول من فصل الشتاء فيتوسط الاربعاء الصوم و ينتهي بالعيد الذي يصادف الجمعة الاولى من شهر كانون الاول الشرقي. هذه الايام الثلاثة هي صوم ئيزي تسبقها صوم يومين او اكثر للشيخ والبير وغيرهما وهناك صوم يوم واحد يصادف الاربعاء الذي بسبق الخميس الاول من شهر شباط شرقي حين يحل عيد خضر الياس، يشجع التلاميذ على الالتزام بجميع العادات الدينية منذ الصغر حتى يشبوا على الالتزامات الدينية وينمو فيهم الشعور بالانتماء الئيزدي.
  4. الصلاة: هذا السن لا يناسب حفظ النصوص الدينية او الادعية، فقد يعود الطفل على ذكر الله صباحا ومساء عند الذهاب الى النوم ونفس الشيء عند الغروب ويشجع على احترام المقدسات والتمسك بالعادات الدينية، وزيارة النقاط المقدسة عند المرور بها سواء بتقبيل ضم الاصابع في مواجهة المزار ام زيارة المزار نفسه.
  5. زيارة عتبة الشيخ عدي والشيخ الرسم وبير الرسم وغيرها من العتبات المقدسة في لالش والحرص على نظافة المكان المقدس وعدم الاحتذاء ولبس الخيط المقدس ولو مرة واحدة في فترة الطفولة. وتبركة البسك من قبل الشيخ او البير.
  6. زيارة الطاوس والبابا شيخ في دوراتهم السنوية واعتبار يوم حلولهم في القرية عيدا رسميا يحرم فيه العمل وكذلك يمنع الاحتذاء طيلة مكوثهم عندهم كذلك زيارة العتبات المقدسة في القرية عشيات الاعياد وصبحياتها وقبل الافطار في ايام الصوم.
  7. أداء الرسم السنوي هو جزء من اداء الفرائض الدينية الواردة في الشهادة ويجب الالتزام بها، وهي رمزية ولا معنى لذكرها بصورة سلبية، هي رمز الطاعة للدين والتمسك به وهي ليست للاشخاص انما توثق العلاقات الانسانية بين افراد المجتمع الئيزدي وفي فصل الصندوق الاقتصادي تفاصيل كافية للتبرعات الدينية الاخرى.

الفصل الرابع

السلوك والاداب الدينية

 

  1. المنكرات: نتجنب كل ما نهانا ديننا عنه كما نهت عنه كل الاديان والاعراف:
  • 1- الكذب: الكذب هو مفتاح كل الشرور، لانه ينكر الحقيقة ويختلق ما هو غير وارد، ديننا يقول (دةرةوين دوذمنيَ خوديَ ية) أي الكذاب هو عدو الله، فهل تريد أن تكون كافرا عدوا لخالقك الذي وهبك كل شيء؟.
  • 2- السرقة: هي أعتداء على حقوق الغير وابتزاز عرق جبينهم، فهل تقبل أن يسلبك احد ما تملك؟.
  • 3- السرقة غير المتعمدة: اذا مشيت في الشارع ووجدت شيئا ملقيا على الطريق فسترفعه حتما، نعم ولكن السكوت عليه هي سرقة متعمدة اذا سأل عنه صاحبه، وان لم يسأل عنه احد فعليك الاحتفاظ به والبحث عن صاحبه وتسليمه له فذلك من سمو الاخلاق، وان لم تجد صاحبه فهو حرام ايضا ولا يحق لك التصرف به ولكن لا ذنب لك في الاحتفاظ به لديك، وبأمكانك التخلص من هذا الحرام بعد فقدان الامل في العثور على صاحبه، وذلك بالتبرع او التصدق به لمن هو في حاجة ماسة اليه، وفي هذا العمل اجر لك ولصاحبه الحقيقي في تلك الصدقة.

ويركز المحاضر على اللوازم المدرسية خاصة ولعب الاطفال من مقتنيات الجيران والاصدقاء وغيرها.

اذا دخلت شاة تائهة الى بيتك فعليك ايواءها وعدم تركها تتوه الى مصير مجهول فتضيع وتكون انت جزءا من السبب في ضياعها وهو اضرار بصاحبها، هو عمل حرام واعتداء غير مباشر على صاحبها الذي هو ليس بعيدا عنك بكل تأكيد.

  • 4- الاعتداء: هل تريد أن يعتدي احد عليك؟ كذلك لا يريد الاخرون ان تعتدي عليهم انت. قال ملك فخرالدين: (هندي ذ تة دئيَت تاقةت نةضة نيَزيكي موونا/ هةما بدةست تة كةفت فةرسةت مةكة حيليَ ل زةبونا).
  • 5- معاشرة اصدقاء السوء: القول الشريف السابق يفيد القفرتين معا: (لاتقترب من اصدقاء السوء بكل ما أُوتيت من طاقة/ وعندما تتاح لك الفرصة لا تعتدي ـ تحتال ـ على المساكين البسطاء)، صديق السوء هو الذي يدفعك الى ما يتجنبه هو من سلوك خبيث..الخ. ولا يتورع عن تحميلك اخطائه هو. ولما كان المحاضر يخاطب الاطفال ليستقيم سلوكهم عليه ان يحارب هذه النزعة فيهم لا ان يشجعهم فقط ،  للحذر من الاخرين فهم مادته التي يجب ان يصنع منها تماثيل نموذجية.
  • 6- النفاق: أن لا تقول كلاما يثير الشر والفتنة حتى لو كان صدقا، وان لا تنقل مثل ذلك الكلام بين فرد وآخر، ولا تضيف الى الكلام المنقول كلاما آخر ان كنت قد كلفت بنقل رسالة شفوية أن تكون امينا، وان وجدت شخصا مخالفا لهذا فابتعد عنه.
  • 7- الفحشاء: نتجنب الكلام البذيء والمسبات والشتائم واللعن .
  1. نتحلى بالاخلاق الفاضلة والصفات الحميدة:
  • 1- القسم: لا نلجأ اليه ابدا وان اضطررنا فبالصدق.
  • 2- الصدق ـ الامانة ـ الاخلاص: ان لا نقول قولا مخالفا للحقيقةابدا. ان نحفظ الامانة ونعيدها الى صاحبها كما هي لا نتصرف بما هو ليس لنا من دون علم صاحبه وبموافقته. ان نخلص في اداء الواجبات الموكلة الينا. ان نؤدي العمل بأخلاص ودقة وحرص سواء اكنا نعمل لنا ام لغيرنا بأجور.
  • 3- حرمة الجار: قال ملك فخرالدين: نسيت!، قالوا ماذا؟ قال: (ماليَ جيناري بو جينار من نة نظيسي) أي (لم اجعل الجار يرث جاره). هكذا يرتقي الجار الى مرتبة الوارث لان الجار هو في مقام الاخ او الاب او الابن حسب التناسب الزمني بين عمري الجارين، هو اول من تستغيث به وهو أول من يحضر لنجدتك فاخلص له يخلص لك، احترمه يحترمك أغِثه يغيثك.
  • 4- الرفق بالحيوان: الحيوان مخلوق بريء لايملك امره ولا يستطيع التعبير عما يشعر به من جوع او عطش او الم ولا يفهم ما تقول له انت او تأمره به ولا يعلم ما يجب عليه عمله او ما تريد انت منه وهو تحت رحمتك تؤذيه او تريحه، تجيعه او تطعمه، تسجنه او تطلقه، الحيوان يخاف فقط، وإذا ما شعر بالامان يكون وديعا مسالما مطيعا مرنا، فعليك أن تشفق عليه وأن تشعر بما يشعر هو به وتعامله على هذا الاساس.

الفصل الخامس

اهم الانبياء المعروفين عند الئيزديين

 

  • 1- آدم عليه السلام: اول من خلقه الله بهذه الهيئة ومن نسله ينحدر البشر، قال ملك فخرالدين في خلق آدم: (جار قسم تيَك هنجنين: ئاخ و ئاظ و باي و ئاطر، قالبيَ ئادم ثيَ نذنين) بحسب اعقتقادنا خلق آدم من العناصر الاربعة الطبيعية التي يتكون منها الكون بحسب نظرية زرادشت (التراب، الماء، الهواء، النار) وهي فعلا المكونات الاساسية للطبيعة: المادة بحالاتها الثلاثة والطاقة. ثم احيا آدم وسار الدم في عروقه بالكأس وليس بالسجود.
  • 2- النبي نوح عليه السلام: أنقذ البشر والمخلوقات من الطوفان (ئاظا رةش) الذي انفجر في كوردستان عين سفني في عين معيركا.
  • 3- أبراهيم الخليل (ع): نبي ارامي عراقي الولادة والمنشأ، ولد في اور وهاجر الى فلسطين في حوالي القرن السادس عشر قبل الميلاد، وهو من رواد التوحيد وقدوة المؤمنين بالله، ومن نسله ينحدر الانبياء الثلاثة الساميون: موسى، عيسى، محمد وعدد كبير من الانبياء الاخرين منهم: اسماعيل، اسحق، يعقوب، يوسف، داوود، سليمان الذي كان ملكا على أورشليم في سنة (1000 ق. م.) ودانيال قناة الربط بين اليهود والزرادشتيين.
  • 4- النبي ايوب الصبور: وهو احد عباد الله يضرب به المثل في الصبر، ابتلى بداء عضال وعذاب اليم فكان حمده وشكره لله يزداد كلما اشتد به المرض، حتى شفى وعاد الى شبابه، وذلك هو جزاء الصالحين الحامدين، وهو لا ينحدر من مصدر الانبياء السابقين.
  • 5- موسى (ع) هو صاحب اول كتاب مقدس ـ التوراة ـ ولد في مصر في حدود الالف الثاني قبل الميلاد، كان كليم الله هاجر مع قومه من مصر الى فاسطين وتوفي فيها.
  • 6- النبي زرادشت (ع): نبي ميدي كوردي مزداسني[5] ولد في كردستان ونشأ ومات فيها في (575 ق.م.) تقريبا بعد عمر ناهز (75) عاما صاحب كتاب آفستا، هدى الى التوحيد وقدس الشمس وبارك الزراعة، واول من بشر الصالحين بالثواب والمسيئين بالعقاب وآمن بوجود (تةرازووا هةقييَ) المرموز لها بـ (بةريَ حسابيَ) في لالش.
  • 7- عيسى (ع): ولد في فلسطين ونشأ فيها قبل الفي عام وصلب فيها على يد الحكام الرومان، وهو صاحب الانجيل المقدس.
  • 8- النبي محمد (ص): ولد في الحجاز (مكة) في سنة 570 ميلادية ونشأ وتوفي في المدينة  سنة 633 م. وهو صاحب القرآن الكريم.

هؤلاء هم الانبياء الذين ذكرهم ملك فخرالدين في قول زةبونيَ مةكسور وهو سفر التكوين، وقد قفز من النبي محمد الى الشيخ عدي مهملا يزيد بن معاوية تماما، ومع انه لم يذكر فيه اسم النبي زرادشت كنبي ولا غير نبي ـ لأعتبارات ظرفية لا يعلمها الا هو وخالقه ـ الا انه ذكره كنبي ورئيس الايمان في قول تاريخي خاص مثير جدا وخال من الاسماء المقدسة التي ظهرت في عهد الشيخ عدي وبعده، عدا اسم الشيخ شمس زعيم الئيزديين الشرعي، كما انه قد ذكر اسم ئيزي في مقدمة القول بصفته خالقا وليس انسانا، احيانا باسم سلطان ئيزي واحيانا باسم (ثةدشا) الرب ولم يذكر شيئا عن يزيد بن معاوية ولا نطق باسم معاوية ابدا.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الفصل السادس

جدود الشيوخ والابيار المهمين

  • 1- الشيخ عدي بن مسافر (ع): هو شيخ الئيزديين العام، ولد في الشام ـ بعلبك ـ بيت الفار، في حدود العقد الثامن من القرن الخامس الهجري (475 هـ) تقريبا. هاجر الى المةركًه، واستقر في لالش في حدود 530 هـ وتوفي فيها سنة 557 هـ.
  • 2- الشخ صخر ابو البركات ولد في الشام ونشأ فيها وهاجر الى لالش بعد استقرار عمه فيها ثم خلفة بعد مماته في 557 هـ.
  • 3- الشيخ عدي بن ابي البركات ولد في لالش في (557 هـ) خلف والده في شيخة ـ امامة ـ الئيزديين بعد مماته في حدود العقد التاسع من القرن السادس الهجري تسلم زعامة الئيزديين من ئيَزدينة مير بعد تنازله عنها له في حدود العقد العاشر من القرن السادس الهجري، ثم توفي في عام 625 هجرية.
  • 4- الشيخ حسن بن عدي الثاني: ولد في لالش سنة 591 هجرية ونشأ فيها، تسلم الزعامة والشيخة من والده بعد مماته ثم حدثت في عهده تغييرات كبيرة وغامضة انتهت الى انتقال الزعامة الى عائلة ثالثة وترسخت التقسيمات الطبقية على اساس ديني غير قابل للتغيير او الانتهاك، إستشهد سنة 644 هجرية. هو صاحب كتاب ملك شيخ حسن.
  • 5- ملك فخرالدين: هو حكيم وفيلسوف الدين الئيزدي عاش بين 560 ـ 630 هـ او نحو ذلك وهو صاحب الدفتر (الوحي) علم الصدر ويرمز له بالقمر.
  • 6- الشيخ شمس: هو شقيق ملك فخرالدين عاش بين 565 ـ 650 هـ. هو منقذ الئيزديين وقائد الانتفاضة ويرمز له بالشمس.
  • 7- شرف الدين: هو ابن الشيخ حسن عاش الى ما بعد 660 هجرية وهو آخر الاسماء المقدسة المهمة التي نعرفها.
  • 8- الشيخ ابو بكر: هو مربي الئيزديين العام الوحيد وصاحب الخرقة المقدسة ولد في بغداد عام 530 هـ. ونشأ فيها ثم هاجر الى لالش في 580 هـ، وتوفي عام 602 هـ. نعتقد انه (الشيخ عبد العزيز ابو بكر) ابن الشيخ عبد القادر الكيلاني.
  • 9- الشيخ محمد الباطني : هو إبن الشيخو بكر ولد في بغداد قبل هجرة والده الى لالش ، لقبه السابق منصور لكنه لُقب بالباطني بعد تزعُّم الملّة ، تسلم صفة المربي العام خلفا لوالده ثم تسلم زعامة الئيزديين بعد تغييرات الشفبرات فتوزعت صفة المربي ايضا على عدد من الشخصيات كالشيوخ تماما. وعلى الارجح توفي في وقت مبكر بعد تسلمه الزعامة أي في حدود 630 هجرية.

10ـ المير هسن ممان: هو رئيس الابيار ومعاصر الشيخ عدي الثاني وبقية الشخصيات المقدسة من شيوخ وابيار. أَهم ما تتميز به أُسرة هسل ممان هو تحريم زواجهم من بقية الئيزديين حتى الأَبيار منهم ، ذلك لأَنهم قمة الهرم الئيزدي الذي يوصلهم بطاوسي ملك , وهذا إعتقادٌ قديمٌ جداً كان سائداً   عند السومريين والفراعنة والرومان وغيرهم من الشعوب القديمة فكان الملك يستمد سلطته من الإله مباشرةً , خو ينتمي إلى فئة الأَميار التي ينتمي إليها ئيزدينه مير الذي إنضم أَولاده إلى الشيوخ  فأَصبحوا شيوخاً شمسانيين فاستقلت أُسرة هسل ممان برئاسة الأَبيار وليس له بير فقال له طاوسي ملك 🙁  بيرى ته ئه ز نه بيذه كه س ) ، وثمة ملا حظة مهمةٍ أُخرى : وهي أَن جميع الأَبيار هم مريدو الشمسانيين عدا هسل ممان لأَنهم  أَقاربه فكيف يعلونه برباط ديني ؟

الفصل السابع

ألتمسك بالالتزامات الدينية

  • 1- الالتزام بقدسية الاربعاء: كل امة مميزة او دين مستقل له يوم مقدس في الاسبوع، جميع البشر يستريح لفترة بعد عناء عمل لفترات ، هكذا الجميع ـ ولابد لهم ـ من الاستراحة في يوم من ايام الاسبوع ، ومن الطبيعي ان تلتزم كل مجموعة بشرية بيوم معين ثم يتخذ هذا اليوم طابعا دينيا مقدسا تتعدد اسبابه وتنسج حوله الكثير من الاساطير بمرور الزمن قد تكون بعضها صحيحة وقد لا تكون. هكذا الئيزديون ايضا ، الاربعاء هو يومهم المقدس. يوصى الاطفال بأنه هو اليوم المميز المقدس بالنسبة لنا ، ولن يجد المحاضر كثيرا من العناء في ترسيخ هذا المفهوم في اذهانهم فهم يرون التزام الاخوة المسيحيين بالاحد والمسلمين بالجمعة ، وسوف يدركون الموضوع حالا. فقط يُشجَّعون على السلوك الذي سيظهرون به احترامهم لقدسية هذا اليوم الذي اكد عليه ملك فخرالدين في قةوليَ مةها: (ضارشةمبوو روذةكة فازلَة، ملك فخر الدين ئةفراندبوو ذ ئةشق و دلة). وطبعا اسباب تعظيمه عميقة في الماضي وتطرقنا اليه بالتفصيل في الجزء الاول في عدة فقرات ، يطلب من الطفل ان يتحلى بالسلوك الهاديء وضبط النفس في اللعب والتعامل مع الاخرين ، ان يتصف في ذلك اليوم بالمسالمة والتسامح وتجنب القسم او الاعتداء ومن المهم تشجيع التلاميذ على إتمام إداء الواجبات المدرسية قبل غروب شمس الثلاثاء ويُمنعون ـ إعتباراً من المغرب عند اضاءة السراج ـ من ادائها حالها حال بقية الاعمال كالتعليك والخياطة والغزل والاعمال الاخرى التي كان يعفى الاطفال من ادائها عشيات الاربعاءات في سالف الايام كحلج الاقطان والصوف وتنقية الحبوب من الشوائب.. الخ.
  • 2- الالتزام بأضاءة السراج عشيات الايام المقدسة : تخصص زاوية في احدى غرف الدار القليلة الاستعمال وتعزل بستار بسيط يستر رفا صغيرا يوضع عليه سراج يُضاء عشيات الاربعاءات والمناسبات الدينية الاخرى. ويُعوَّد الاطفال على النهوض مبكرا في جميع الايام ويكون التركيز على الاربعاء فينهض ويغسل يديه ووجهه ليتوجه للشمس لزيارتها ولا يغسل الجسم ولا الملابس لجميع افراد الاسرة في ذلك اليوم الا في الحالات الاستثنائية .
  • 3- ألامتناع عن اكل المحرمات التي اعتاد الئيزديون على الامتناع عن اكلها ، هذه المحرمات وان كانت لا تستند على ارضية دينية الا انك عندما تعمل في اعمال النفط والبنزين فالتدخين حرام عليك فعلا في مقر عملك وحبذا لو حرمت عليك مدى الحياة. هكذا الخس بالنسبة لنا فالتجاوز على انتهاك ذلك التحريم علنا هو انتهاك لاحترام العادات الاجتماعية المميزة للئيزديين والتي هي من تقاليد القوم ـ الفولكلور ـ المهمة منها وغير ألمهمة ، وحتى التافهة هي مهمة والاحتفاظ بها هو احتفاظ بالهوية المميزة ، وقد تكلمنا في هذا الكلام كثيرا جدا. انتهاك العادات يغلظ النفس ويفتح المجال للاستمرار فيها فلا تقف عند حد. هكذا هي كثير من العادات التي لا علاقة للدين بها، انما احترام المشاعر العامة هو الواجب َ، فمثلا لو اكلت الخس في الخفاء فأنك مجبر على الكذب علنا لانك لو سئلت عن اكله اجبت بالنفي خجلا، وهذا كذب وانتهاك ديني بينما اكله ليس انتهاكا دينيا بل إستهانة بالمجتمع . من الافضل ان يوصى الاطفال بالابتعاد عن اكله ـ ليس كدرس في المدرسة إنما في المجتمع والمناسبات العامة ـ ليس فقط بسبب ما تعود عليه القوم ، بل لاسباب صحية أيضا اكدتها الدوائر الصحية ، فلأن الخس يؤكل دون طبخ فلا تعقيم له ، كما ان قذارته مشهود بها بسبب استنمائها بالفضلات مع ان الاسمدة الكيمياوية قد ملأت الاسواق وذلك لان تلك الاسمدة لا تعوض الفضلات في تجويد المحصول.
  • 4- الشيطان كلمة اصبحت رمزا لجرح الشعور لدى الئيزديين بسبب الظروف القديمة التي وضحناها في الجزء الاول وهي لا تعني شيئا ابدا لكنها اصبحت ليست اهانة فقط بل توجيه تهمة مباشرة للئيزدي بأَنه كافر. اذا سألك سائل من هو رمز الشر لديكم وانتم تنحدرون من اصل زرادشتي يؤمن بالخير والشر؟ تقول نحن مزداسنيون/ داسنيون حتى اليوم نؤمن بأن الخير والشر توأمان لا ينفصلان تحت سلطة اهورامزدا (الله) وشعارنا على مدى العصور وحتى اليوم لم يتغير (خيَر و شةر هةردو ذ دةرطةهيَ خوديَ نة) (الخير والشر كلاهما من باب الله)، نحن لسنا مانوويين، حيث الخير منفصل عن الشر ومستقل عنه لا سلطة لأحد منهما على الاخر، بالنسبة لنا كل ما يأتي ويحدث هو (فةروارا خوديَ ية) ارادة الله وامره. على هذا الاساس يجب ان يجتهد الجميع في تربية الاجيال التالية وعدم الاهتمام بهذا الشأن لانه فعلا بالنسبة لنا لا يعني شيئا غير اثارة الحساسية التي ستزول بالتربية وعلى مدى الايام.

 

 

 

 

 

 

 

ئةم يت كيَمين خوديَ ي تةمامة

الفهرست

مقدمة الجزءالثاني                                                                                             2

الفصل الاول: الادعية                                                                                   7

الفصل الثاني: التكوين                                                                                 10

الفصل الثالث: الاقوال الدينية الاجتماعية                                     20

الفصل الرابع: سيرة الصالحين                                                                45

الفصل الخامس: التعازي                                                                              65

الفصل السادس: سيرة الانبياء                                                                 71

الخلاصة                                                                                                              82

مقدمة الجزء الثالث                                                                                     86

الفصل الاول                                                                                                                91

الفصل الثاني                                                                                                     108

محكمة الئيزديين                                                                                             111

الفصل الثالث: المهجر                                                                                13132

الفصل الرابع: منهج مطروح لتعليم التربية الئيزدية                        148

المقدسون                                                                                                      149

المقدسات المسوسة ـ الملموسة                                                       151

الفرائض الدينية                                                                                              156

السلوك والاداب الدينية                                                                                159

الفصل الخامس: اهم الانبياء المعروفين عند الئيزديين       163

الفصل السادس: اهم الخاسين المهمين                                          168

الفصل السابع : التمسّك بالآداب الدينية

 

 

[1]                      من الافضل اختيار المتقدمين في العمر (40 سنة على الاقل) ويمكن ان يسند المنصب الى البابا شيخ اذا كان يتمتع بهذه الصفات فيمنح لقب البابا شيغ والمرجعية الدينية معا، هذا الاقتراح معناه ان يختار افضل وأكفأ شخصية لمنصب البابا شيخ من بين الملة دون قيود تقليدية قد لايكون من بين سلالة ملك فخرالدين ممن يمتاز بهذه الصفات فيختار غيره من اية فئة كان، المهم الكفاءة العالية.

[2]                      قيل لنا في الخارج ان المحاكم السورية لاتعقد القران بين زوجين ئيزديين الا بعد أن يشهدا الشهادة الاسلامية، ولما سألنا عن السبب قالوا ان عقود الزواج لغير المسلمين تصدرها المرجعيات الدينية الخاصة بكل طائفة ولما لم يكن للئيزديين مرجع خاص بهم تلجأ المحاكم الى تطبيق الاجراءات الرسمية الخاصة بالدولة المسلمة ومع ان هذا الكلام لايعبر عن الحقيقة كاملة الا أن ذنب الئزديين وبدون شك في هذا الامر كبير جدا وبالأخص القيادة التي هي في العراق والتي اهملت الجميع.

[3]                     قال ملك فخرالدين في القول السابع (ئةو شولا تاوسي مةلك ل ذورة، تاوسي ملك يةزدانيَ ثاكة، يةزدانيَ ثاك ناظةكة ذ ناظيَت خودانة) أي (هي ارادة تاوسي ملك في العلى طاوسي ملك هو يزداني باك، يزداني باك هو اسم من اسماء الله) كما ان نصوصنا الدينية الاخرى مليئة بعبارات بهذا المعنى وقد فصلنا ذلك في الجزء الاول.

[4]                       في القول السابع يقول ايضا (دةورانة سرون طوت كي ية زةرادةشتيَ شةمسانا؟ زةرادةشت طوت ئةزم ثيَغةمبةريَ زةمانا، ديَ عةردي كةمة وةك عةزمانا) (سأل دةوران سروون من هو زرادشت الشمساني؟ قال زرادشت انا نبي الزمان، سأجعل الارض طاهرة كالسماء) وفي مكان اخر قال (زةرادةشت سةروكيَ ئيمانة) (زرادشت هو رئيس الايمان)، ومن الجدير بالذكر انه لم يذكر شيئا عن يزيد بن معاوية لا في هذا القول ولا في قول التكوين ولا في غيرهما.

[5]                      قال عبدالقادر مارسوني أن الدين الميدي الذي سبق ظهور زرادشت كان يسمى (مزدايةسنة) ومن هذه الكلمة اشتقت كلمة (داسني) التي يتسمى بها الئيزديون حتى اليوم

RELATED ARTICLES

Most Popular