الخميس, أبريل 25, 2024
Homeمقالاتمنى سالم الجبوري : تأريخ سيعيد نفسه

منى سالم الجبوري : تأريخ سيعيد نفسه

قيام  المتظاهرون المحتجون الغاضبون من أهالي البصرة بحق القنصلية الايرانية في البصرة، تطور نوعي في مسار الموقف الشعبي في العراق من إيران، وهو قد جسد رفضا عراقيا قويا للدور الايراني الذي صار أخطبوطيا وألقى بظلاله السوداء على مختلف الاوضاع في بلاد الرافدين، ويبدو إن عملية الحرق لم تکن تتم لو لم تبادر منظمات وميليشيات عميلة لإيران بإطلاق النار على المحتجين البصراويين أو إختطافهم، مع إنه يمکن إعتبار حرق القنصلية الايرانية في البصرة بمثابة رسالة للمنظمات والاحزاب والميليشيات العميلة لإيران من آثار وتبعات تابعيتها لإيران.

ولاغرو من إن حرق القنصلية الايرانية في البصرة والذي من شأنه إحراج النظام الايراني أمام الشعب خصوصا وإن أهالي البصرة معظمهم من الشيعة الذين يفترض إنهم محسوبون على هذا النظام کما يزعم في وسائل إعلامه، قد کان دافعا لقيام الحرس الثوري الايراني بإستهداف مقرات أحزاب کردية معارضة في مدينة “كويسنجق” والذي يبعد حوالي 65 كلم من الحدود الشرقية لإقليم كردستان بهجوم صاروخي تسبب بمصرع 14 شخصا وإصابة 42 آخرين من أعضاء الحزب الديمقراطي الإيراني، من بينهم سكرتير الحزب، إذ يمکن تفسير هذا الهجوم الصاروخي بأنه سعية من أجل التغطية على حرق القنصلية الايرانية في البصرة وجعله خبرا ثانويا.

بحسب مواقع التواصل الاجتماعي ومصادر أخرى مختلفة، فإن هناك  ليس إرتياح واضح من جانب العراقيين لهذه الخطوة فقط وانما تإييد کامل لها، وهو مايدل على مدى حالة الکراهية والرفض المعتمرة في صدور ونفوس العراقيين من النفوذ الايراني في بلادهم خصوصا وإن الوجوه السياسية المتشبثة والمتعلقة بکراسي السلطة کالصدأ ولم تقدم للشعب العراقي سوى الفقر والحرمان والتخلف، معظمها محسوبة على طهران بل وإن نوري المالکي الذي توجه له إنتقادات کثيرة الاخطاء والمساوئ الکثيرة التي رافقت فترة ولايتيه، أغدق عليه المرشد الايراني الاعلى أوصافا مثالية.

الشعب العراقي وعندما ضاق ذرعا بالبريطانيين وماجنوه على العراق فقد بادر الى القيام بثورة العشرين التي ردد فيها شعاره المعروف”الطوب أحسن لو مکواري”، ليس ببعيد عليه أن يقوم بإعادة هذا السيناريو ضد النظام الايراني ورموزه في العراق بعد أن ضاقت به السبل من جراء الاوضاع بالغة السلبية والتي صار واضح جدا بأن للنظام الايراني يد فيها، وإن الذي يدفع ويحث ويحفز العراقيين للإنتفاضة بوجه هذا النظام والتابعين له، هو إن الشعب الايراني بحد ذاته يرفضه أيضا ويسعى لتغييره.

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular