السبب الرئيسى لاندلاع الحرب العالمية الثانية كان غزو ألمانيا النازية بقيادة أدولف هتلر لبولندا فى الأول من شهر سبتمبر عام 1939 حيث أعلنت فرنسا وبريطانيا ومعظم دول رابطة الشعوب البريطانية فى الثالث من الشهر ذاته الحرب ضد ألمانيا.

وكانت بريطانيا وفرنسا قد انتهجتا خلال السنوات الثلاث التى سبقت الحرب سياسة الإرضاء إزاء طموحات ألمانيا النازية التوسعية فى أوروبا والتى استهدفت استعادة مكانة ألمانيا كدولة عظمى إلى ما كانت عليه قبل هزيمتها فى الحرب العالمية الأولى والسيطرة على مناطق فى وسط أوروبا وشرقها لضمان ما اسماه النازيون ب(ليبنسراوم) أى المجال الحياتى للشعب الألمانى.

A view of the set of a new Russian film "Stalingrad" built near the village of Sapernoe outside St.Petersburg

وبموجب سياسة الإرضاء هذه سمحت بريطانيا وفرنسا لألمانيا النازية عام 1936 إدخال قواتها العسكرية إلى إقليم الرَايْن خلافا للقيود التى كانت مفروضة عليها ضمن الاتفاقات التى وقعتها ألمانيا عقب هزيمتها فى الحرب العالمية الأولى ثم قبلت هاتان الدولتان بضم ألمانيا للنمسا فى عام 1938 وما تلاه من استيلاء ألمانيا على إقليم السوديت الذى كان تابعا آنذاك لتشيكوسلوفاكيا كخطوة أولى لاستيلائها على الدولة التشيكية برمتها فى ربيع عام 1939 .

فى أعقاب هذه الخطوة العدوانية ومن منطلق إدراكهما أن طموحات ألمانيا التوسعية لن تقف عند هذا الحد بل وقد تهدد سلامة أوروبا والعالم بأسره قررت فرنسا وبريطانيا التخلى عن سياستها السابقة تجاه ألمانيا النازية وأخذت تعد العدة لمواجهة طموحاتها عسكريا.

ستالينجراد 1

وبعد مرور عشرة أشهر على اندلاع الحرب انضمت ايطاليا إلى ألمانيا علما بأنه كانت لها طموحات توسعية فى منطقة البحر الأبيض المتوسط وفى إفريقيا قبل أن تنضم اليهما اليابان فى أواخر عام 1941 والتى شرعت فى تحقيق أهدافها التوسعية فى شرق وجنوب شرق أسيا بغزوها الصين عام 1937 .

واستمرت الحرب العالمية الثانية ست سنوات وانتهت عام 1945 باستسلام ألمانيا فى شهر مايو من ذلك العام ثم استسلام اليابان فى شهر سبتمبر من العام ذاته بعد القاء قنبلتى نجازاكى وهيروشيما.

كانت هناك – حسب رأى المؤرخين – عدة اسباب رئيسية ادت إلى هزيمة ألمانيا في تلك الحرب أولها دخول الولايات المتحدة الحرب وفتح الجبهة الثانية فى أوروبا.

ستالين جراد2

حيث من المعروف أن الولايات المتحدة خاضت الحرب العالمية الثانية فى أواخر عام 1941 عقب القصف اليابانى للقاعدة الأمريكية فى ميناء (بيرل هاربور-Pearl Harbour) وما تلاه من إعلان ألمانيا وايطاليا الحرب عليها.

وبذلك انضمت قوة عظمى جديدة إلى دول الحلفاء ساهمت بمواردها العسكرية والصناعية والتموينية الكبيرة فى خلق التفوق الاستراتيجى على دول المحور.

ثم فى صيف عام 1944 فتحت قوات الحلفاء بقيادة الجنرال الأمريكى أيزنهاور الجبهة الثانية فى اوروبا بعملية انزال كبرى فى نورماندى على شواطئ فرنسا مما يعتبر من العوامل الرئيسية التى عجلت اندحار النازيين.

ستالين جراد

والسبب الثانى لهزيمة ألمانيا فى الحرب كان قرار أدولف هتلر غزو الاتحاد السوفيتى الأمر الذى اضطر قوات ألمانيا النازية إلى القتال في عدة جبهات في آن واحد. وكان هذا الغزو انحرافا عن إستراتيجية هتلر, القاضية بشن هجمات خاطفة, وحصر القتال في جبهة واحدة.

وقد ارتكب هتلر خطأ جسيما آخر في تقديراته لحجم القوات الروسية, واخطأ أيضا في توقيت الغزو, ذلك أن المساحات الواسعة التي كانت على القوات الألمانية اجتيازها, فضلا عن صمود القوات السوفيتية, وضعت الكثير من الصعوبات أمام تلك القوات.

ستالين جراد

وكانت معركة (ستالينجراد) التى اندحرت فيها القوة الألمانية نقطة تحول هامة في مسار الحرب.

وهناك سبب ثالث ساهم حسب تقديرات المؤرخين في انتصار الحلفاء على قوات المحور وهو حرص دول الحلفاء على التمسك بالتعاون الوثيق بينها على الرغم من الخلافات العميقة بين الولايات المتحدة وبريطانيا من جهة وبين الاتحاد السوفيتى من جهة أخرى.

ستالين جراد 4

ويبرز في هذا الصدد قرار الزعيمين روزفيلت وتشرتشيل الذى اتخذاه في مؤتمر عقد فى الدار البيضاء فى المغرب أواخر عام 1943 حيث أكدا على أن قوات الحلفاء لن تلقى السلاح إلا بعد استسلام ألمانيا وايطاليا واليابان بدون شروط.

أما العامل الرئيسى الاخير لهزيمة ألمانيا النازية فى الحرب العالمية الثانية فيعود إلى شخصية زعيمها أدولف هتلر المتصلبة وتقديراته العسكرية الخاطئة إضافة إلى رفضه قبول المشورة.

ففى المراحل الأولى للحرب كان الانطباع السائد عنه أن هتلر عبقرى يتمتع بحنكة عسكرية كبيرة بيد أن المراحل الأخيرة من الحرب أثبتت العكس تماما حيث واصل هتلر تمسكه الشديد بسياسته وقراراته الأولية ورفض الاستجابة لمشورة بعض قادته الكبار حتى بعد أن أصبحت الحرب حربا خاسرة.