الخميس, أبريل 25, 2024
Homeاراءلماذا الإيزيديون قبل غيرهم.؟! : بكر جعفر

لماذا الإيزيديون قبل غيرهم.؟! : بكر جعفر

 

– غزو شنكال و عفرين .. رسالة الى إخوتنا في القومية و شركاؤنا في الوطن.!

بما إننا نعيش هذا الشهر الذكرى السادسة لجنوسايد الإيزيديين وما حلَّ بإيزيديي شنكال من فواجع وويلات على أيدي المسلمين الدواعش، إذ تعجز الكلمات عن وصف هول الجريمة.
لكن هنا لا بد من أسئلة نطرحها و دائماً باختصار:
فأولاً: الإيزيديون – اجتماعياً – هم فئة مسالمة وعبر تاريخهم لم يغزوا غيرهم ولم يعتدوا على أحد، و دينياً هم أول من عرفوا الخير والشر و آمنوا بوحدانية الخالق، و يحترمون جميع الأديان و معتقدات الآخرين، و حتى في أدعيتهم وصلواتهم يدعون الله صباح مساء ويطلبون منه الخير والسلام لغيرهم قبل ان يطلبوها لأنفسهم.
لكن ..
لكن رغم ذلك نجدهم عبر التاريخ كانوا ومازالوا مستهدفين فقط من قبل المسلمين، ومعظم الويلات والإبادات التي حلّت بهم كانت من منطلق ديني و على يد المسلمين (الكورد و العرب والترك).
فهل المسلمون هم السبب أم الإسلام ..؟؟!!
فإن كان المسلمون أو التطرف الإسلامي هو السبب و الإسلام كدين سماوي بريء من هذا الإجرام فلماذا إذاً لم نر ولم نسمع ولم نقرأ أي شجب أو إدانه أو استنكار من أي جهة رسمية إسلامية لهذه الجرائم اللاأخلاقية التي يرتكبها المسلمون على مرأى ومسمع العالم بإسم الإسلام و تحت راية لا إله إلا الله و محمد رسول الله، بل العكس حتى وصل الأمر بشيخ الأزهر الى القول بأن على المسلم أن لايكفر أخاه المسلم (أي أن لا يكفر أخاه الداعشي لأنه مسلم).
ثانياً: ولنفرض جدلاً لو لم يكن الإيزيديون أكراداً. فهل كانوا سيتعرضون للويلات ذاتها التي التي تعرضوا لها؟
فإن كان ذلك: فلماذا إذاً لم تتبن الحركة الكوردية بأحزابها وتحديداً حكومة أقليم كردستان العراق قضية المكون الإيزيدي في شنكال(مثلاً) كمكون تاريخي و أساسي من الشعب الكوردي، وكجزء لايتجزأ من القضية الكوردية، سيما و شنكال كجغرافية كوردية هي تابعة لكردستان العراق وبالتالي فإن شأنا أم أبينا فقضية شنكال هي من مسؤولية حكومة إقليم كردستان العراق قبل أي طرف إقليمي آخر، بدلاً من تركها كضلع قاصر و كورقة رابحة بيد الأجندات الإقليمية، تارة بأنها مازالت منطقة النزاع، وتارة أخرى بأن موضوع شنكال لم يحسم بعد مع الحكومة المركزية في بغداد، فكل هذا و ذاك أدى بإيزيديي شنكال ان يكونوا فريسة سهلة بين براثن داعش -أشرس أعداء الله والإنسانية- الشيء الذي جعل قلة قليلة من الإيزيديين أن يتنكرون حتى لانتمائهم القومي ويدعون بأنهم ليسوا أكرادا وانما هم إيزيديو الدين والقومية، لاسيما و تعالت هذه النبرات الشاذة بعد جينوسايد الإيزيديين في شنكال أكثر من ذي قبل..!!

ثالثاً: أم أن سبب يعود إلى التخلف الاجتماعي و الثقافي والسياسي الذي يعيشه المجتمع الكوردي بإيزيدييه و إسلامييه نتيجة سيطرة النزعة الإسلامية على مجمل مفاصل الحياة الثقافية و الاجتماعية في كردستان العراق. بالإضافة إلى إهمال شنكال كضلع قاصر و حرمانها من أبسط المؤسسات التعليمة والخدمية طوال السنوات الماضية.

رابعاً: عدم وجود مرجعية إيزيدية محايدة بعيدة عن الولاءات والإملاءات الحزبية تمثل الإيزيديين بشكل جريء و محايد كأكراد وكإيزيديين لهم حقوقهم الثقافية والاجتماعية والروحانية داخل حكومة كردستان العراق مثلهم مثل إخوتهم الكورد المسلمين. ناهيكم عن عدم قيام أمير الإيزيديين و المجلس الروحاني الأعلى للإيزيديين بدورهم المطلوب نتيجة صراعات سياسية وعائلية و انحسار هذا الدور في الهرم الديني مع غياب تام لدور المثقفين الإيزيديين و إختبائهم (خوفاً أو مجاملة) خلف أجندات سياسية ليس للإيزيديين فيها لا ناقة ولا جمل.
فبدلاً من أن يكونوا طليعة واعية في خدمة القضية الإيزيدية نجد معظمهم منطوين على أنفسهم ويعملون كرجال دين و كأن أزمة الإيزيديين هي فقط أزمة روحانية وليست أزمة مكون تاريخي كاد أن ينقرض من جغرافيته التاريخية.

خامساً: الفارق الاجتماعي و الثقافي والديني بين الكورد الإيزيديين والكورد المسلمين حيث مازال القسم الأكبر من الكورد المسلمين يجهلون أو لربما يتجاهلون الخصوصية الاجتماعية والثقافية والقومية لإخوتهم الكورد الإيزيديين. وبالطبع هذا يختلف من مجتمع لآخر، حيث يمكن أن نستثني منهم الى حد ما المجتمع الكوردي في سوريا الذي (نسبياً) يبدو أكثر وعياً وتفهماً لقصية الإيزيديين من غيرهم.

سادساً: أم لأن الإيزيديين -ونتيجة لما سبق من الأسباب- لم يتعودوا يوماً ان يظهروا أنفسهم للعالم بأنهم مكون تاريخي وأساسي من الشعب الكوردي و توحدهم فيما بينهم يشكل قوة سياسية و أساسية لايستهان به، و لايمكن تهميشهم و القفز من فوقهم، وإنما دائماً يحاول الإيزيديون أن يظهروا أنفسهم للعالم بأنهم الضحية فلا حول ولا قوة لهم علهّم ينالوا الرحمة والشفقة من حولهم.
سابعاً: أم بالإضافة إلى ماسبق لأنهم مشتتون وليس هناك توافق إجتماعي وسياسي وثقافي فيما بينهم، سيما و إصطفاف بعضهم في مواقف غامضة لاتخدم الإيزيدياتية و القضية الكوردية جعلهم أن يكونوا أكثر غموضاً.

فللأسف بعد أن كان نسبة المكون الايزيدي في كردستان ( سوريا والعراق و تركيا) لايقل عن ٤٠% من السكان قبل الحروب الإسلامية، بات اليوم أن يفقد الايزيديون جفرافيتهم في كثير من المناطق، حيث أصبح مصير الإيزيديين في خطر أكثر من أي وقت مضى، بل و حتى الميثيولوجيا الإيزيدية أصبحت أسيرة اجتهادات شخصية خاضعة لأجندات و مزاجيات حزبية و سياسية حسب ما يتطلب مصالح تلك الأجندات، فأصبح كل يفسر و يفصل الإيزيدياتية تاريخيا و روحانياً على مزاجه و مقاسه وما يتناسب مع أهدافه و درجة ثقافته، فمنهم من يريد أن ينسب الايزيدياتية إلى الزارادشتية ومنهم من يحاول أن يجردهم من كردستانيتهم. الشيء الذي أودى بالايزيديين رويدا رويدا أن ينحدروا إلى العد التنازلي نحو الانقراض كما يحدث الآن في عفرين و سري كانية وقبلها في كردستان تركيا حيث باتت اليوم طيور البوم تغرد وتعشش بين أوكار قراهم المهجورة.

لذلك وللحفاظ على ماتبقى من هذا المكون نجد بأن:
١. لطالما الايزيديون هم جزء أساسي من الشعب الكوردي، فلايمكن حمايتهم والحفاظ على من بقي منهم بمعزل عن القضية الكوردية، أي أنهم جزء من القضية الكوردية، لذلك فالحركة السياسية الكوردية في عموم كوردستان مدعوة اليوم أكثر من أي وقت مضى باعادة النظر في سياستها وطريقة تعاملها مع هذا المكون بآليات جديدة مبنية على تفاهمات متبادلة وفهم صحيح للإيزيدياتية دينياً ودنيوياً. و لا يستثنى من ذلك المثقف والسياسي الكوردي (سواء كان مسلماً ام إيزيدياً) الذي بات هو الاخر عقبة رئيسية أمام الفهم الصحيح لهذا المكون ومطاليبه.
٢. الايزيدييون مطالبون اليوم اكثر من اي وقت مضى بترتيب بيتهم الداخلي والعمل على تأسيس مجلس روحاني أعلى لعموم الإيزيديين في العالم مستقل ومحايد بعيد عن الولاءات والإملاءات الحزبية والأجندات الأقليمية يضم كافة الإيزيديين (من عراق و سوريا و تركيا و أرمينيا و جورجيا) على إنهم مكون تاريخي وأساسي من الشعب الكوردي، وقضيتهم لا تنفصل عن قضية هذا الشعب و تقديم جملة مطاليبهم الى حكومة أقليم كردستان العراق.

و لتحقيق ذلك لابد أن من تشكيل لجان ضمن المجلس الروحاني الأعلى من:
١. لجنة إيزيديي العراق
٢. لجنة إيزيديي سوريا
٣. لجنة إيزيديي تركيا
٤. لجنة إيزيديي أرمينيا و جورجيا
٥. و منصة كوردية مشتركة من تلك الهيئات تمثل الإيزيديين في مجمل القضايا السياسية المتعلقة بالقضية الكردية في المنطقة..!!

.

RELATED ARTICLES

1 COMMENT

  1. شكرا مقال فيه قنبلة الحق الايزيدي المسكوت عنه وصريح ويبحث عن (الحلول ) وليس مجرد النقد .قد لااعرف الاخ بكر شخصيا لكن ايزيديا افتخر به . نقطة رقم 1 قاعدة مسلمة تقول انصر اخاك مظلوما او ظالما ولكن كل المسلمين ليسوا دواعش ولن ينصرونا لانهم السبب ورقم2 صح كوردية الايزيدية سبب اكثر معاناتهم ونحن احقاق كورد . و3 نعم لايحدث وتاخر التغير الاجتماعي والاقتصادي والتعليم في سنجار خطير ورغم معلمي بعشيقة وبحزاني معهم مذ الاربعينات دون الوصول للمطلوب مع اعتزازنا باهلنا هناك من كفاءات محل تقدير. و4 كارثة سكون المجلس الروحاني حدث ولاحرج ولاتعليق اكثر مما نبحث عن حلول لانقص محبة مع ان الاختيار الاخير سببه الامارة وليس نحن وغاب المثقف الايزدي كانه غير موجود حتى مايعلق خراب او مليح خوفا من ان يتعلق ام ماذا !! اضافة الى محاولة قصم ظهر اكبر محطة ثقافية ايزيدية بحجج ليس وقتها. و5 ضعف القومية في المجتمع الكوردي زحف على اسلاميتها وخسر الايزيدية كورديتهم باعلاء الاسلام السياسي مع تقديرنا للشعب الكوردي الابي في محنه سنجار الاخيرة لكن البحث عن الحلول لايمنع النقد الايجابي و6 كثرة الشعور الايزيدي بالمظالم والفرمانات والتشكي لايرد حقوقنا بل يزيد اليأس والقلق والشعور بالندم وبالتالي يحطم نفسيتنا ومستقبلنا ….واما رقم 1 فيالاخير ان الحفاظ يتاخر كون حال كل الاقليم مصاعب فكيف تحل مشاكلنا دون حل مشاكلهم مع بغداد وغيرها ورقم 2 البيت الايزيدي لايترتب طالما محصور امره عند شيوخنا وابيارنا الكرام في الدنيا والاخرة ..ولابد من فصل المجلس الروحاني بمجلس اجتماعي اقتصادي يقودة المريد من الاكفاء مهندس ودكتور وماجستير وكفاءات وهذا مستحيل لانه يغيب او يقلص دور الشيخ والبير وهذا لايعني الغاء الطبقات … بل تفرغ رجال الدين للروحانيات فقط وترك الساسة والامن والاقتصاد والعلاقات بيد الاختصاص الكفوء الذي دوما يغيب وهم لايفعلوا شيئا بدل التغييب المقصود ؟ مع كل احترامنا لرجال الدين . وشكرا .

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular