الخميس, مارس 28, 2024
Homeاراءأبو آزاد : معاناتي من تحريم التعليم في المدارس الحكومية

أبو آزاد : معاناتي من تحريم التعليم في المدارس الحكومية

أخواتي وأخواني:
عانيت الكثير من تحريم ميان خاتون التعليم في المدارس الحكومية، ومنها مدرسة عين سفني الابتدائية للبنين والبنات التي تأسست في عهد الملكية سنة (1926م) ، ورغم هذا التحريم الذي التزم به الجميع، فقد تحداه بضعة عوائل في عين سفني وبحزاني وبعشيقة، وعددهم لا يتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة، وبسبب رغبتي التي لا تقاوم للتعليم، فتحديت القيود جميعا، بما فيها قيود والدي الذي استجابة لقرار التحريم حرفياً، ووقف في طريقي بشتى الطرق، منها استخدام العنف، ورغم ذلك مضيت أكافح لنيل قسط من التعليم، وأمضيت تحت هذه القيود المتعسفة من قبل ولي امري والمجتمع، فأن وجد مظلوم أسطوري فهو أنا.. أصريت المضي على طريق التنوير والتعليم، وناضلت بشتى الطرق لمقارعة التحريم، وتحديت قرار منع دخول أبناء الإيزيديين في المدارس الحكومية. أيد رجال الدين والوجهاء قرار ميان خاتون الخاص بتحريم التعليم ، وشرح الموضوع ومعاناتي دون غيري لا تكيفه المجلدات، وقد شرحت جانب منه في الفيديو عن حياتي المنشور عبر صفحة الأنترنيت…
أخواتي واخواني:
في بداية الخمسينيات نشر صديق الدملوجي كتاب حول الإيزيدية بعنوان (اليزيدية) ونشر عبد الرزاق الحسني كتاب عن الإيزيدية بعنوان (عبدة فلان)، فأراد أن يستفز المسلمين ضد الإيزيديين، ويمهد الطريق لارتكاب المسلمين الجيران جريمة إبادة الإيزيديين، ولم تنفع معه زيارتي برفقة الشيخ هسن برقێ، فكان عبد الرزاق حينذاك سكرتير “البلاط الملكي” ، ورغم سلبيات كتاب الدملوجي و بشاعة ما كتبه عبد الرزاق، فلم يؤثران على سمعة الإيزيديين ، وذلك بفضل كتمان رجال الدين أسرار الديانة الإيزيدية أمام الغرباء، واستحرموا تدوين النصوص حفظاً على أسرارها، ولم يسمحوا بتدوينها حتى من قبل النخبة الإيزيدية المثقفة التي ظهرت لأول مرة في بين الإيزيديين بعد منتصف قرن العشرين …
أخواتي وأخواني: استحرم رجال الدين تلاوة النصوص بحضور الغرباء ، فحين يحضر غريب عزاء احد معارفية من الإيزيديين، وبعجالة يتم تنبه رجل الدين بوجود غريب، بقوله (عورا)، ويتوقف رجل الدين عن شرح فقرات النص، وبدلاً منه يسرد قصة اجتماعية تحتوي على الحكم والأمثال الاجتماعية تصلح لكل الناس . في البداية استاء المثقفون الإيزيديون من موقف رجال الدين، الذين أصروا على رفضهم لتدوين النصوص والمعلومات الدينية، وكانوا يحذرون من نشرها في الكتب لكي لا تقع بيد الغرباء…
أخواتي واخواني: فيما بعد أفلح بير خدر وشيخ خليل على تدوين عدد من النصوص في كتبهم، واعتقدوا بأنهما أنقذوا النصوص، ولم يخطر على بالهم بأنهم سهلوا على الغرباء الحصول على النصوص والمعلومات الدينية الإيزيدية بدون عناء . أعطيهم العذر فلم يكن لهم خيار أخر، ولو كانت المؤسسة الدينية قائمة وللإيزيديين مطبعة خاصة بهم، لما طبع المذكوران في مطابع الغرباء، فكان أمامهم امتحان صعب ، فإما أنفاذ النصوص وطبعها في مطابع الغرباء، وإما ترك النصوص للتلاقي مصيرها. أحمل كافة الإيزيديين من الخاصة والعامة مسؤولية عدم حماية النصوص المدونة، وعدم إقامة المؤتمرات الواحدة تلو الأخرة، بغية تدارك السلبيات في النصوص المتراكمة، وذلك قبل نشرها في الأسواق قبل وقوع الفأس على الرأس…
اخواتي واخواني:
لم تثير تدوين النصوص في حينها ضجة واستياء، لا من قبل المثقفين ولا من قبل الإيزيديين . وحماية الكنز التراثي واجب مقدس، ولا ننسى بأن الأجداد حموا التراث بالغالي والنفيس، وحملوا الأحفاد حمايته. مع شديد الأسف برز هذه الأيام نخبة من الأحفاد المتعلمين، أفرزتهم الظروف السلبية والتكنلوجية الحديثة، ونشروا كل ما تيسر لهم من الموروث في الهواء للداني القاصي، وسهلوا على الغرباء الأطلاع عليها، وقرر الغرباء بالأجماع على تكفير الإيزيديين ويحق لهم شن حملات إبادة والقضاء على أخر شخص إيزيدي ، ولا يستطيع الإيزيديون مسح تلك السلبيات من صفحة الانترنيت وبالذات من صفحة اليو توب (you tube (…
أخواتي واخواني:
عاهدت هذه النخبة المتعلمة، أن لا تهمل نصاً ولا معلومة و لا أسطورة، ما لم تنشرها على المليء، و أقحمت هذه النخبة نفسها بين صفوف بعض المثقفين ، الذين وجدوا محمد المصري المسلم ضالتهم لنشر معلوماتهم الدينية، ضناً منهم بأن نشرها سيجمل صورة الإيزيديين أمام العالم، فاستغل محمد المصري هذه النخبة المتعلمة المذكورة، باسم قناة حقائق الأديان، وأستدرجهم للحصول على كافة المعلومات المدعومة بالنصوص والقصص والأساطير السلبية، التي ظهرت في ظروف عصيبة، وهي الأن لا تصلح للنشر، وكان الإيزيديون حتى منتصف قرن العشرين يستمعون بشغف إلى القصص والأساطير التي تزرع الأمل والطمأنينة في نفوسهم، وكانوا يتذرعون من الأولياء كمخلصين يخلصونهم من ظلم المسلمين. الله لن يغفر لمن يستهزأ بعقيدة الخلاص والمخلصين…
أخواتي واخواني:
استحلفكم بالله أيهما افضل أن يكون للمظلومين الإيزيديين أمل بظهور المخلص يخلصهم من ظلم المسلمين وسيفهم ، أو قتل الأمل في نفوسهم، وتحويلهم إلى مجرد بائسين ومساكين، ولا أمل لهم من النجاة من الظلم والتعسف المسلمين!!!.. فقد الف شعراء الإيزيديين مجموعة أناشيد منها أنشودة ( البشت بەردا) “نشيد ما وراء الحجاب”. أيها المساكين والمظلمين تعالوا معي لنزرع الأمل في قلوبنا ونزغرد للغد المشرق ونستمع إلى نشيد ( البشت بەردا) بصوت فقير خدر رحمه الله …
أبو أزاد: هنوفر: 5/8/2021
RELATED ARTICLES

2 COMMENTS

  1. عاشت يدك أبا آزاد ونعم المقال عسى أن تكون مُعاناتك وإصرارُك على التعليم حافزاً للشباب يحثهم على البحث وإستقصاء الحقائق رغم الصعوبات , أن يلتفتو إلى تراثهم الذي تركه آباؤنا أمانةً في رقابنا, في زمن الأم]]ن كان كل شيء على ما يُرام في سلامٍ وأمان تراث شفاهي محفوظ في الصدور في صناديق محكمة , وللجيل الجديد تهيّأَت ظروف أفضل بينما هم أفسدوا كل شيء وتبعثرت الأراء لدرجة تشويه النصوص وقلب المعاني والقذف بالشتائم بين بعضهم البعض

    أما بشأن محمد المصري فهو لم يُجبر أحداً على تلبية دعوته ولا وضع الإجابات في أفواه الئيزديين , قُل للئيزديين أن يُوحدوا كلمتهم ويتفقو على تفسير واحد , أليس الدملوجي والديوجي والحسني هم أفضل مصادركم بل تعلونها على تراث الئيزديين , من منع الئيزديين من إقامة مقابلات في ستوديهاتهم ولم قنوات خاصة بهم يستقدمون من يشاؤون ويختارون ما يث{يدون تفسيره وليكن فيها رد على الآخرين ……. وشكراً

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular