الجمعة, أبريل 19, 2024
Homeمقالاتثورة ايلول الكبرى نقطة ارتكاز الوعي القومي في كوردستان : لؤي فرنسيس

ثورة ايلول الكبرى نقطة ارتكاز الوعي القومي في كوردستان : لؤي فرنسيس

 كوردستان بعد الحرب العالمية الأولى وتقسيم الدولة العثمانية، تقسمت أراضيها ذات الأغلبية الكوردية بين الدول التي تشكلت حديثًا وهي تركيا والعراق، بالإضافة إلى أراضي تحت سيطرة إيران مما جعل الكورد أقلية عرقية كبيرة في كل دولة. وقد تعرضت جميع الحركات الكوردية للقمع من قبل تركيا والعراق حيث كان يخشى كل منهما احتمال استقلال كوردستان، ويتضمن التاريخ الحديث للكورد وكوردستان العديد من عمليات الإبادة الجماعية وتواصل الحركات الكوردية السعي إلى مزيد من الحقوق الثقافية والحكم الذاتي والاستقلال في جميع أنحاء كوردستان ، ولكن مع تأسيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني عام 1946 على يد البارزاني الخالد ومعه اؤلائك الرجال البؤساء الذين تمكنوا من توحيد صفوفهم ماضين بالعمل سياسيا تحت راية البارتي الذي استطاع بحنكة قائده ومؤسسه البارزاني الخالد في فترة قصيرة ان يؤسس بداية فكرية تخص الوعي القومي الكوردي مستندا الى الظلم الذي كان يتعرض له شعبه في جميع انحاء كوردستان والى مقررات اتفاقية سايكس بيكو سيئة الصيت والغدر الذي كانت تمارسه الحكومات والسلطات في انحاء كوردستان ضد الكورد، ومع العمل الفكري والنضال الدائم وفي 11ايلول 1961 اندلعت اعظم ثورة في تاريخ كوردستان بقيادة البارزاني الخالد واصبحت نقطة ارتكاز العمل القومي والوطني في كوردستان والعراق  وكانت مبادئها الديمقراطية في العراق والحكم الذاتي لكوردستان واستمرت الثورة لعشرة سنوات متتالية ، ومع تقلب الانظمة والحكومات في العراق حينها لكن الثورة كانت مستمرة كونها لم تكن تبحث عن السلطة والحكم لكنها كانت ثورة شعب ظلمته الحكومات تبحث عن العدالة والمساواة وثورة لمقاومة الظلم والاضطهاد، وكانت في الوقت نفسه ثورة اجتماعية حيث وضعت اللبنات الأولى للتغيير الاجتماعي والتقدم في مجالات الصحة والتربية والعدالة والمحافظة على البيئة، فالى جانب النضال المسلح وحياة البيشمركة، كان الاهتمام كبيرا في العلم والتعليم حيث فتحت عدة مدارس في القرى والارياف المحررة ، لقد كانت ثورة أيلول ثورة كل طبقات وفئات الشعب، ولعبت فيها المرأة دورا عظيما كأم وكسند لجبهات القتال حيث قدمت تضحيات جسام لشعبها ووطنها ، فرؤيتنا لثورة ايلول الكبرى بانها كانت مدرسة في النضال تتعلم منها الاجيال القادمة من اجل ارساء الحقوق المشروعة لاي شعب يطالب بان تنصف حقوقه وفق المعايير الانسانية ومبادئ حقوق الانسان.

     ونحن نحتفل اليوم بمرور 60 عاما على تلك الثورة العظيمة حيث يشهد اقليم كوردستان تقدما وتطورا مستمرا وقد أضحى مثالا للأمان والسلم والبناء، فاننا مازلنا بحاجة الى روح المقاومة والثقة بالنفس ووحدة الصف التي ألهمتنا اياها ثورة أيلول العظيمة، لاننا مازلنا  نواجه تلك المخططات التي تحاول النيل من ارادتنا واطفاء تلك الروح الثورية  التي زرعتها ثورة أيلول في اعماقنا. وينبغي علينا التعاون من أجل غد أفضل والحرص على وحدة الصف وهنا يقع الدور الكبير على الشباب والطلبة والمرأة ورجال الدين والجانب التربوي والاعلام وعليهم ان يقرأو تاريخنا وأن يجعلوا روح الصمود والثقة العالية للبيشمركة نبراسا في حياتهم، وأن يتطلعوا بارادة قوية الى مستقبل مشرق، ولا يمنحوا الفرصة للمتربصين بتشويه تأريخنا ، وها هو الامتحان قادم والانتخابات قريبة فعلى الكوردستانيين ان يكونوا صفا ويدا واحدا خلف قائدهم سيادة مسعود بارزاني والحزب الديمقراطي الكوردستاني .

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular