الخميس, أبريل 25, 2024
Homeمقالاتعن عودة طهران الى الاتفاق النووي : منى سالم الجبوري

عن عودة طهران الى الاتفاق النووي : منى سالم الجبوري

 

أکثر شئ يبدو واضحا في مسير المفاوضات الدولية مع النظام الايراني بشأن برنامجه النووي، هو عدم الجدية في التوصل الى إتفاق يحسم الموضوع وإن النوايا کانت دائما غير صادقة وهذه کما يبدو حقيقة لايبدو إن مجموعة 5+1 لاتأخذها بنظر الاعتبار والاهمية ولاسيما وإن المٶشرات کلها تدل على إصرار طهران المضي قدما بالنهج الذي إختارته للتعامل مع المجتمع الدولي، وإن تعثر محادثات فيينا بعد 6 جولات شابها الکثير من الضبابية والغموض يعطي إنطباعا واضحا بهذا الصدد.

هل يريد النظام الايراني التخلي عن الجانب العسکري من برنامجه النووي؟ سٶال من الصعب أن يکون هناك من يجيب بالإيجاب عليه خصوصا وإن حالة السرية والتکتم والغموض التي تحيط بهذا البرنامج توحي بالکثير من الشکوك حيث إن هذا النظام وفيما يتعلق ببرنامجه يحرص کما يبدو على وضع نفسه في مواضع التهم ولذلك فإن لومه ونقده الموجه للآخرين بهذا الخصوص لايٶخذ بنظر الاعتبار.

عندما کشفت منظمة مجاهدي خلق في عام 2002، المساعي السرية للنظام الايراني من أجل الحصول على الاسلحة الذرية، وأکدت ضرورة وأهمية عدم الثقة بنوايا هذا النظام الذي يجد في إستخدام منطق القوة والعنف سبيلا من أجل تحقيق أهدافه وأن يتم التعامل معه بمنطق الحزم والصرامة، فإن المجتمع الدولي قد تصور بأن المنظمة ومن أجل أهداف سياسية تقوم بطرح هکذا تأکيد، لکن ومع مرور الزمن وبقاء المنظمة على موقفها ودعوتها المستمرة لأخذ الحيطة والحذر وضرورة التعامل معه بمنطق الحزم والصرامة، فإن الحقيقة بدأت تنجلي وتتوضح أکثر فأکثر خصوصا وإن هذا النظام وعلى الرغم من إتفاقه مع وفد الترويکا الاوربية عام 2004، ومع مجموعة 5+1، في عام 2015، فإنه ظل يواصل مساعيه السرية ولم يقلع عنها والاهم من ذلك إن أجهزة الاستخبارات الغربية قد حصلت على معلومات توثق المساعي السرية المشبوهة لهذا النظام حتى بعد الاتفاق النووي وبذلك فقد تأکد للعالم المصداقية الکاملة والقاطعة لما کانت تقوله وتٶکد وتصر عليه مجاهدي خلق.

اليوم وفي خضم التلاعب الاکثر من واضح الذي يقوم به النظام الايراني بشأن عودته الى طاولة المحادثات الدولية، فإن الذي يمکن إستشفافه من ذلك هو إن هذا النظام لايريد التخلي عن الجانب العسکري من برنامجه النووي ويريد فعلا أن يتوصل لإنتاج الاسلحة غيڕ إنه وفي نفس الوقت لايريد أن يتخلى عن المحادثات النووية ويريد أن يبقى على تواصل مع المجتمع الدولي من أجل أن يکون ذلك بمثابة غطاء له من ناحية ولايريد أن يخلق أية مشکلة تدعو للتصادم معه في وقت هو ليس على إستعداد لذلك أبدا، ولذلك فإن على المجتمع الدولي أن ينتبه لکل ذلك وأن يتصرف بالاسلوب والمنطق الذي يحسم من خلاله هذه القضية!

 

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular