العمارة الأجنبية في العراق.. قصة سد الثرثار

كتب صلاح عبد الرزاق:

موقع السد وفكرته

يقع سد الثرثار على نهر الفرات جنوب مدينة الفلوجة ، ويمتد بطول خمسة كيلومترات. والهدف من إنشائه هو توفير المياه لري المناطق الزراعية القريبة مثل اليوسفية وجرف الصخر وكربلاء والمحمودية وأبو غريب. وكذلك تنظيم تصريف المياه بين سد الرمادي وسد الهندية جنوباً. وقد افتتح في ٢ نيسان ١٩٥٦ من قبل الملك فيصل الثاني وبحضور ولي العهد الأمير عبد الإله ووزير البلديات ضياء جعفر وأعضاء مجلس النواب والسفراء وأعضاء مجلس الاعمار وكبار الموظفين والضباط .
فكرة السد

تعود فكرة السد إلى عام ١٩٤٨ عندما استقدمت الحكومة العراقية هيئة هندسية استشارية برئاسة المهندس هيك Hegg للقيام بالتحريات والدراسات اللازمة لإنشاء السدود والنواظم وخزانات المياه لتوفير المياه في موسم الشحة ودرء الفيضانات عن البلاد. قدمت الهيئة تقريرها حول أهمية إنشاء سد الثرثار. وكان المهندس السير وليم ويلكوكس William Wilcox (١٨٥٢-١٩٣٢) قد أشار في وقت سابق إلى إمكانية الاستفادة من منخفض الثرثار لدرء الفيضان والخزن.

وصف المشروع

يقع منخفض الثرثار شمال غرب تكريت وشمال الرمادي. وهو من أكبر المنخفضات الطبيعية في العراق. فهو منخفض طبيعي كبير يبلغ طوله (١٠٠) كيلومتر، وتبلغ مساحته السطحية (٢٠٠٠) كيلومتر مربع عند امتلائه إلى ارتفاع (٦٠) متراً فوق سطح البحر. عمل في المشروع ما يقارب ألفي عامل و ١٤٠ مهندساً. وقد ذهب ضحية إنجاز المشروع ثلاثة ألمان وعشرة عراقيين بسبب أعمال التنفيذ.

تم حفر قناة تبدأ بسد سامراء الذي أنشئ عام ١٩٥٥ وتصل نهر دجلة بالمنخفض، ويبلغ طولها (٦٢) كيلومترا ، وبسعة تصريف (٨٠٠٠) متر مكعب بالثانية. وقد عهد بإنشاء القناة إلى شركة بلفور بيتي وشركاءه.

تطلب حفر القناة إزالة (٤٠) مليون متر مكعب من التراب. وقد لغت الكلفة للقناة أكثر من ٦ ملايين دينار.

يتكون سد الثرثار من عشر فتحات لها أبواب هلالية بأبعاد ( ١٦ ) متراً طولا و ( ٨،٥ ) متر ارتفاعاً. ويبلغ حجم المياه التي تمر عبر السد (٣٦٠٠) متر مكعب بالثانية. ويضم السد ممراً لعبور الأسماك ومنظم القناة الموحدة وحوض الترسيب.

بحيرة الثرثار

تقع على بعد ١٢٠ كم شمال غربي بغداد بين نهري دجلة والفرات. وتبلغ مساحتها (٢٧١٠) كيلومتر مربع. ويبلغ أعلى منسوب للخزن (٦٥) متراً. فيما يبلغ حجم المياه المخزونة (٨٥،٥٩) مليار متر مكعب. ويبلغ المنسوب التشغيلي بين ( ٦٥ – ٤٠ ) متراً. ويبلغ حجم الخزن الميت (٣٥،١٨) مليار متر مكعب بعمق (٤٠) متراً.

تضم البحيرة عدة منشآت مكملة لوظيفتها وتم تنفيذها على مراحل وهي:

١-ناظم سامراء

والهدف منه هو تحويل مياه الفيضانات في نهر دجلة إلى بحيرة الثرثار. كما يوفر (٨٤) ميغاواط من المحطة الكهرومائية فيه.
وقد تم إنشاؤه عام ١٩٥٥ ، ويضم ١٦ بوابة بأبعاد (١٢ – ٤،٥) مترا ، وبمنسوب العتبة (٥٨) متراً ، ومنسوب القدم ( ٦٨ ) متراً، والتصريف التصميمي (٧٠٠٠) متر مكعب بالثانية، فيما يبلغ التصريف بين (٢٠٠) إلى ( ٣١٠٠ ) متر مكعب بالثانية.
وقد قامت شركة زبلن Zublin الألمانية بإنشائه. في حين قامت شركة فوغانلي Voganlei وشركة كوود Coode البريطانية بإعداد التصاميم اللازمة للسد. وقد تم تشغيل محطة توليد الكهرباء عام ١٩٧٢.

٢- ناظم الثرثار

وقد أنشئ عام ١٩٥٦ ، ويضم ٣٤ بوابة بأبعاد (١٢ -٦،٥) مترا، ومنسوب العتبة (٦٣) متراً، ومنسوب القدم (٦٨) متراً. ويبلغ التصريف التصميمي (٨٥٠٠) متر مكعب بالثانية.

وهذا الناظم له القدرة على قطع المياه عن مناطق واسعة من العراق بما فيها العاصمة بغداد قد تصل إلى تجفيفها بمجرد إقفال البوابات. وقد لجأ مسلحو داعش إلى هذا الآمر عندما نجحوا في الدخول إلى منشآته، واستخدموا الماء كأحد الأسلحة في الحرب. ولكن سرعان ما استعادت قوات الجيش بالتعاون مع سلح الجو العراقي من استعادة الناظم.

٣- ناظم مخرج الثرثار

وقد تم إنشاؤه عام ١٩٧٦ ، وفيه ٦ بوابات ، أبعادها (٦ – ٨ ) متر، منسوب العتبة (٤٠) متراً ، منسوب القدم (٦٥) متراً. ويبلغ التصريف التصميمي (١١٠٠) متر مكعب بالثانية.

٤- ناظم التقسيم الأول (الفرات)

وتم إنشاؤه عام ١٩٧٦ ، وفيه ٤ بوابات ، أبعادها (١٢ – ٩،٥) متر، منسوب العتبة (٤٠) متراً ، ومنسوب القدم (٤٧) متراً . ،تبلغ طاقة التصريف (٦٠٠) متر مكعب بالثانية.

٥- ناظم الشلالة (دجلة)

وقد تم إنشاؤه عام ١٩٨١ ، وفيه ٤ بوابات ، أبعادها (٨ – ٧،٢) متر. ويبلغ منسوب العتبة (٣٧،١٥) مترا ، ومنسوب القدم (٤٥) متراً. والتصريف التصميمي (٦٠٠) متر مكعب بالثانية.