الخميس, مايو 2, 2024
Homeاخبار عامة"شتاء كردي ساخن" ينتظر الجيش التركي في العراق

“شتاء كردي ساخن” ينتظر الجيش التركي في العراق

من عمليات "المخلب" التركية في شمال العراق.

من عمليات “المخلب” التركية في شمال العراق.
فيما كانت طائرة رئيس جهاز الاستخبارات التركي هاكان فيدان تعود من العاصمة العراقية بغداد، بعد لقائه رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، أعلنت وزارة الدفاع التركية مقتل أربعة جنود أتراك في اشتباكات مع مقاتلي “حزب العمال الكردستاني”، في المنطقة الحدودية الجبلية، في أعلى حصيلة مسجلة لمقتل جنود أتراك في شمال العراق منذ شهور.
صعوبات الشتاء
المراقبون السياسيون والعسكريون المتابعون للعمليات العسكرية التركية ضمن الأراضي العراقية، وبالذات في إقليم كردستان، لفتوا إلى أن الإعلان الأخير من وزارة الدفاع التركية يأتي في سياق واقع يشير إلى ارتفاع أعداد قتلى الجيش التركي طوال الأسبوعين الماضيين، ما يدل على إمكان حدوث تحول في العملية العسكرية التركية في مواجهة “حزب العمال الكردستاني” ضمن الإقليم، وذلك بسبب اقتراب فصل الشتاء، وما تفرضه تلك البيئة الجبلية الوعرة من صعوبات لنقاط التمركز العسكرية التركية هناك، إلى جانب حالة اليأس التي تصيب الجانب التركي بسبب عدم التعاون العسكري العراقي والإقليمي مع عملياته العسكرية ضد المقاتلين الأكراد، سواء في العراق أو في تركيا.
وزارة الدفاع التركية أعلنت في بيانها الرسمي أن مقتل الجنود حصل في عمليات “المخلب”، أي في الشريط الحدودي بين تركيا والعراق في محافظة دهوك، حيث تنتشر المعسكرات الثابتة لمقاتلي “حزب العمال الكردستاني”، في مناطق متينا والزاب وآفشين وباسيان، أي المنطقة الأقرب للحدود التركية، والأقل وعورة وصعوبة للعمليات العسكرية، مقارنة بالمعسكرات الرئيسية والعصية في المثلث الحدودي التركي – العراقي – الإيراني.
الباحثة في “مركز الفرات للدراسات” سلمى بلباسي قالت لـ”النهار العربي” إنه لو شهدت الشهور المقبلة توقفاً في الهجمات التي يشنها الجيش التركي، بسبب الصعوبة المناخية، فإن نقاط التمركز التركية، المقدرة بأكثر من ستين نقطة ومعسكر، ستتعرض لهجمات مضادة، يشنها مقاتلو “حزب العمال الكردستاني”، عبر استخدام تكتيك التحركات الفردية والقصف من مناطق بعيدة نسبياً من مناطق التمركز.
وأضافت بلباسي: “من خلال متابعة المقاطع المصورة التي تنشرها حسابات مقربة من “العمال” للعمليات التي يقوم بها مقاتلو الحزب في مواجهة العملية التركية، يُلاحظ بوضوح كيف أن أعداد المهاجمين لا تزيد على ثلاثة، يستخدمون عبرها الصواريخ المحمولة على الكتف، والموجهة عبر أدوات التحديد الليزرية. يحدث ذلك كي يتخطى المقاتلون الأكراد صعوبات الرصد الجوي التي كان الجيش التركي يستخدمها طوال الشهور الماضية، منذ إعلان بدء عمليات المخلب في شهر نيسان (أبريل) الماضي”.
وتوضح بلباسي أنه “بحسب ذلك، فإن القواعد العسكرية التركية الصغيرة ضمن هذه البيئة الجبلية الصعبة، إنما قد تتحول إلى نقاط استهداف سهلة للمقاتلين الأكراد طوال شهور الشتاء، والتي لا يمكن للجيش التركي أن يعزز نقاط حماية محيطة بها”.
وقف التعاون
وكانت وتيرة العملية العسكرية التركية ضد المقاتلين الأكراد قد تراجعت منذ أواخر شهر تموز (يوليو) الماضي، بعدما أدى القصف العسكري التركي إلى مقتل العشرات من المدنيين والسياح العراقيين في أحد مصايف محافظة دهوك، ما خلق نقمة سياسية وشعبية عراقية مناهضة لتركيا. تلت ذلك هجمات عدة شنتها فصائل عراقية مسلحة ضد المعسكرات التركية ضمن العراق، وتوقف فعلياً التعاون العسكري والاستخباراتي من الطرف العراقي مع نظيره التركي، بسبب رفض تركيا الاعتراف والاعتذار عن التسبب بمقتل عشرات المدنيين العراقيين.
المعلومات التي رشحت عن اجتماعات رئيس جهاز الاستخبارات التركي مع المسؤولين العراقيين خلال الأسبوع الماضي، أشارت إلى امتناع الطرف العراقي عن عودة التعاون العسكري مع تركيا، وذكرت أن أنقرة تسعى لخلق نوع من التوافق مع إيران في ذلك الإطار، بحيث تضغط تركيا على حلفائها العراقيين، وبالذات الجماعات السياسية السُنية، لتسهيل تشكيل حكومة عراقية جديدة، مقابل ممارسة إيران ضغوطاً على الطرف العراقي، لعودة التعاون العسكري والأمني مع تركيا.
حسابات انتخابية
الباحث والكاتب ريبوار جوجاهي، شرح في حديث الى “النهار العربي” كيف أن العملية العسكرية التركية قد دخلت فعلياً مرحلة التفكك، وقال إن الترتيبات السياسية التركية الداخلية إنما تتطلب وقتاً طويلاً قبل إعادة تنظيم الاستراتيجية العسكرية التركية ضد المقاتلين الأكراد في العراق.
وقال جوجاهي: “ثمة دورة حياة سنوية للعمليات العسكرية التركية ضمن العراق، ومنذ سنوات، تبدأ في أواخر فصل الربيع وتنتهي مع أواسط فصل الخريف. ومن المفترض أن تكون هذه العملية ضمن الوتيرة نفسها. لكن الاستثناء يأتي من الحاجة الانتخابية الملحة لها من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، فهي الأخيرة قبل إجراء الانتخابات الرئاسية الأكثر صعوبة بالنسبة إليه في أواخر فصل الربيع المقبل، إلى جانب التبدلات التي قد تشهدها المنطقة بسبب الحربين في أوكرانيا والقوقاز، حيث تتأثر بهما تركيا، ما قد يعني تغييراً جوهرياً في مشهد التوازنات العسكرية في المنطقة. ولأجل ذلك ستكون المواجهة في أقصاها خلال الشهور المقبلة”.
النهار العربي رستم محمود
RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular