السبت, أبريل 27, 2024
Homeمقالاتبيار روباري : تركيا وغزو شرق الفرات في ظل الوجود الأمريكي

بيار روباري : تركيا وغزو شرق الفرات في ظل الوجود الأمريكي

 

منذ فترة والمسؤولين الأتراك وعلى أعلى المستويات، يطلقون التهديدات تلو التهديدات ضد الكرد والإدارة الذاتية في غرب كردستان، ويتوعودن بغزو مماثل لغزو منطقة عفرين المحاذية لولاية لواء الإسكندرون، ما لم ينفذون مطالبها، والتي يمكن تلخيصها بجملة واحدة هي: “على الكرد أن يتخلوا عن حقوقهم القومية، وتسليم المنطقة للجماعات الإرهابية الإسلامية المرتبطة بها”، وإلا واجهوا عزائم الإمور وجميع أنواع الشرور.

 

السؤال هنا: هل تركيا جدة فيما تقول، وقادرة على تنفيذ لك في الوجود الأمريكي بالمنطقة؟ الجواب: نعم إنها جادة وقادرة على فعل ذلك. وكل من يدعي غير ذلك يخدع نفسه ومعه الشعب الكردي.

قبل عدة أشهر وقعت قيادة (ب ي د)، عندما إعتقدت بأن الوجود الروسي المحدود، سيحمي منطقة عفرين من أي غزو تركي، وبأن العالم لن يسكت عن ذلك، ولم تأخذ التهديدات على محمل الجهد، وأعطت حجمآ أكبر لقوات الحماية الشعبية الكردية، وحدث الذي حدث.

أتمنى على قيادة (ب ي د) أن لا تقع في نفس الخطأ، وتعتقد بأن الأمريكان لن يتخلوا عن الكرد، وسيواجهون القوات التركية عند دخولها الأراضي الكردية، أو تظن إن الوجود الأمريكي المادي كافي لردع الأتراك. أو تتكئ على تصريحات قيادات قنديل العنترية. لقد جربنا كل ذلك من قبل، وخسرنا كركوك وعفرين وغيرها من المناطق الكردية.

 

يبقى السؤال الأخر هل ستسمح أمريكا للأتراك باحتلال كامل شرق الفرات؟

 

بتصوري الشخصي، أمريكا لن تسمح لتركيا بإحتلال كامل منطقة شرق الفرات، ولكنها ستسمح لها بإيجاد نتوأت في داخل الشريط الحدودي، كنقاط إرتكاز لها، بحيث تستخدمها كنقاط إنطلاق لتنفيذ علمليات قذرة داخل المدن والبلدات الكردية في المستقبل، بهدف تخويف المواطنيين الكرد ودفعهم لترك مناطقهم، واللجوء الى المناطق الإخرى الواقعة تحت سيطرة النظام السوري. وثانيآ ضرب الإستقرار والقضاء على الكيان الكردي الوليد، وبدعم من المرتزقة الذين يسمون أنفسهم معارضين للنظام السوري، وحلفائهم في المجلس الوطني الكردي أيتام مسعود البرزاني.

 

على قيادة (ب ي د) أن تدرك إدراكآ قطعيآ، بأن أمريكا لن تتخلى عن حليفتها تركيا، مقابل تعاون عسكري مرحلي مع قوات الحماية الشعبية، بهدف محاربة تنظيم داعش الذي رفض محاربة بدءً من النظام السوري والتنظيمات المتطرفة والجيش الحر. 

وتتخلى نهائيآ عن وهم يعشعش في دماغها، بأن النظام السوري سيهب للدفاع عن الحدود السورية  ويدخل في مواجهة مع الجيش التركي. وعليها التوقف عن طلب النجدة من هذا المجرم والمفلس. والتركيز على جمع قوى شعبها وتتحضر لمواجهة القوات التركية، وإستنزاف تلك القوات من خلال إتباع تكتيكات حربالعصابات، لأن أن مواجهة مباشرة كلاسيكية مع الجيش التركي حتمآ لن يكون في صالح المقاتلين الكرد، ورأينا ذلك في عفرين، نظرآ لتفوق الجانب التركي على كافة الأصعدة.

 

المستفيد من التهديد والحشد العسكري التركي على الحدود مع غرب كردستان، هو الروس بالتأكيد وحليفهم بشار ونظامه القاتل، و يأملون أن تتحول الأقوال إلى أفعال وإن كانوا ضد سيطرة تركيا الكاملة على المنطقة. بإمكان الروس إستخدام مثل هذه الخطوة كورقة ضد أمريكا إن حدثت. وثاينآ الضغط  من خلالها على الكرد بهدف إعادتهم لسيطرة النظام.

 

والوجود الأمريكي في المنطقة الكردية شرق الفرات، له ثلاثة أهداف رئيسية هي:

الهدف الأول: محاربة التنظيمات المتطرفة وعلى رأسها تنظيم داعش الإرهابي.

الهدف الثاني: منع إيران من فتح ممر بري يمتد من طهران مرورآ ببغداد فدمشق وإنتهاءً بالضاحية الجنوبية لبيروت.

الهدف الثالث: عدم تمكين الروس من التفرد بالساحة السورية، وللضغط على إيران وتركيا من جهة ثانية.

 

وختامآ، الأيام القليلة القادمة ستجيب عن كل هذه التساؤلات وغيرها، ولننتظر ونرى. وبرأي على الكرد أن يحضروا أنفسهم لأسوأ سيناريوا، كي يتجنوا الكارثة.

 

15 – 12 – 2018

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular