السبت, مايو 4, 2024
Homeمقالاتنظام الموت يخاف الموت!: منى سالم الجبوري

نظام الموت يخاف الموت!: منى سالم الجبوري

مع قيام نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية بتنفيذ حکم الاعدام الجائر بحق الشابين الثائرين محمد مهدي
كرمي وسيد محمد حسيني، فإنه أسفر مرة أخرى عن وجهه البشع أمام العالم کله وأعلن للعالم کله من
إنه نظام لاينتمي لهذا العصر بصلة أو وسيلة بل وحتى إنه ليس دخيل وإنما عدو للإنسانية والحضارة،
وکيف لا وهو يکن الکراهية والعداء الشديد للمرأة ويقف موقف منها لامثيل له إلا في العصور
الوسطى، کماإنه يقف أيضا ضد الاجيال الشابة الجديدة التي ترفض رفضا قاطعا التأقلم مع أفکاره
الحجرية التي أکل عليها الدهر وشرب.
النظام المتسلط على رقاب الشعب الايراني، يسعى من خلال الاصرار على التمسك بتنفيذ الاعدامات
وبزيادة الممارسات القمعية والاعتقالات التعسفية، أن يٶثر على عزم ومعنويات المنتفضين لکنه لايعلم
بأنه کلما قام بتنفيذ حکم إعدام بحق ثائر من أجل الحرية فإن المئات سيحلون مکانه ولاسيما وإن
المنتفضون يرددون بکل اباء وشموخ هتافات تٶکد خيبة وخذلان نهج الاعدامات والبطش بالشعب
نظير:" لم تعد تفيد المدافع، الدبابات، والرشاشات، أخبروا أمي أنها لم يعد لديها بنات أو أبناء"، هذه
الهتافات وغيرها تٶکد بأن الشعب مصر على التمسك بالاستمرار في الانتفاضة حتى النهاية وإن النظام
وعندما يلجأ الى تنفيذ أحکام الاعدامات بحق الثائرين فإن ذلك دليل على إنه شخصيا من يخاف المستقبل
المظلم الذي بإنتظاره والحساب العسير الذي لابد أن يجرى معه، ومن دون شك فإن هذه الاعدامات لن
تغير إطلاقا شيئا من الاوضاع الجارية وحتى إنها لاتٶثر على الانتفاضة الشعبية بل وحتى توسع دائرتها
وتضاعف من مشاعر الکراهية والغضب بوجه النظام.
النظام ومن خلال تنفيذ حکم الاعدام بحق الشابين الثائرين، أثبت بکل جلاء من إنه ليس في يده وسيلة
لإخماد الانتفاضة المتصاعدة والمستمرة إلا هذا الاسلوب العائد للعصور الوسطى ولکن ومن دون أدنى
شك فإنه وکما أثبتت الاحداث والتطورات فإنه ومع تنفيذ کل حکم إعدام جائر بحق عشاق الحرية تنطلق
ازاءها شرارة غضب وكراهية الى برميل البارود، ويصبح الإيرانيون أكثر يقينا بأن النار وحدها هي
الرد المناسب على النار.
الانتفاضة الشعبية وهي تقترب من دخول شهرها الخامس، فإنها تزيد من حالة الرعب والخوف لدى
النظام عموما ولدى خامنئي خصوصا، لأنه يعلم جيدا بأن الحساب الاکبر سيکون معه بإعتباره المسٶول
الاکبر عن کل ماقد جرى من جرائم ومصائب وويلات ولذلك فإنه وکأي دکتاتور يطالب فلوله المنهارة
بقتل وإبادة المنتفضين من أجل الحرية ظنا منه بأن ذلك سيکون دافعا لتخلي الشعب عن الحرية وهو
المستحيل بعينه!

 

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular