الجمعة, أبريل 26, 2024
Homeاراءاقتراح فانتازي " خيالي " : صبحي حجو

اقتراح فانتازي ” خيالي ” : صبحي حجو

كثيرة هي الافكار والمقترحات التي يمكن للانسان ، ان يطرحها للنقاش والجدال ، لغرض الوصول لشيئ ايجابي ومفيد لمجموعة بشرية ما .
وبطبيعة الحال توجد اشكال كثيرة من هذه المقترحات ، منها الجيد والمعقول واللامعقول والسيئ وآخر لاينفع غير صاحبه ، وآخر لا يعيره احد اهمية تذكر ، ومنها ما يكون خياليا ” فانتازي “.
وهذا ما اردت ان اقدمه للقراء الافاضل مقترحا فانتازيا . ما دمت مقتنعا بأهميته وصلاحيته ، ولانه يستند الى الحق الالهي كما يقال اولا ، والحق البشري العام ثانيا . ولانه مهم ويفيد جمهرة واسعة من الآباء والامهات .لهذا توفرت القناعة والرغبة لدي لتقديمه . واعذر مسبقا من لا يعيره اهمية ، او من يضحك منه او حتى من يسخفه . وبالتأكيد اثمن عاليا من يقف معه . ولكني مقتنع انه سيجد طريقه للاخذ به وتطبييقه في يوم ما ، وان قصر او طال الزمن .
اعتقد ان الايزيديون هم من بين القلائل من الاقوام او ربما آخرها ممن ما زالت تتعامل بالمهر ! عند تزويج بناتهم . وللمهر تاريخ طويل من التغييرات التي طرأت عليه وفق الازمان والظروف والحالة الاقتصادية والمعاشية للناس ، وفي احيان كثيرة ، خاصة ايام المجاعات والفقر المدقع ومواسم الجفاف ، كانت الناس تتعالى شكواها مطالبة بالغائه او التخفيف من وطأته !. وكان آنذاك ينبري الوجهاء ورجال الدين واحيانا المجلس الروحاني لا بل الامير نفسه للتخفيف من ثقله على الناس . وبالفعل تخلت عنه الكثير من المجموعات البشرية في العالم ، ولكنه والحق يقال صمد امام عوامل التطور والتقدم الذي اجتاح المجتمعات المختلفة !!.
وبقينا نحن الايزيديون متمسكون به ونخشى ان يفلت من بين ايادينا !!!.
واذا ما دققنا في الاسباب التي جعلت الايزيديين يتمسكون بهذا التقليد ، سنجد له اسبابا عديدة ، ولكن اهم تلك الاسباب برايي هو الجانب المعيشي ، الذي يؤمن اسباب المعيشة للعائلة وان لفترة معينة ، خاصة عندما كان الفقر سيد الموقف في مختلف الازمنة وبشكل خاص قبل هذا الجيل ! .وكان يقال ايضا انه نوع من الضمانة للبنت في حالة وقوع الطلاق او الافتراق .
وجميعنا نعلم ان هذه العادة ” المهر ” قد استشرت وتغولت بيننا في اوربا بشكل خاص وبقية بلدان المهجر بشكل عام . واصبحت تشكل هاجسا كبيرا للكثير من الشباب . وشكل ذلك واحدا من اهم الاسباب التي تدفع الشباب الايزيدي الى عدم الزواج ، او التعويض عنه بالزواج او الارتباط بالاجنبيات وبسهولة كبيرة وبلا مهر ولا هم يحزنون !! .خاصة بين ايزيدية تركيا وسوريا ، ومن الجدير بالذكر ان ايزيديو العراق تمكنوا من السيطرة الى حد ما على الوضع وبقيت المهور بحدود معينة وهي مقبولة اذا ما قورنت بالمصاريف الكبيرة التي تصرف على الاعراس .
وعلى ذكر هذه الحالات لابد من تثمين المواقف الايجابية لبعض العشائر من ايزيدية تركيا حيث انهم كخطوة اولى لا يأخذون المهر فيما بينهم . وكذلك العديد من ايزيدية العراق ، حيث تخلوا طوعيا في موقف لافت وعن قناعة راسخة عن المهر ، وكان ذلك منهم موقفا رائعا جدا ، وبذلك ضربوا مثلا امام المجتمع يمكن ان يقتدي به الكثيرون مستقبلا .
المهم في هذا الامر يلاحظ المرء وكما وردت هذه الملاحظة من العديد من الاباء ،وربما يكونوا على حق من انهم يربون البنت ويقدمون لها كل ما تحتاجه في دراستها الى ان تتخرج وتتوظف ، وتكاد ان تتسلم اول راتب لها ، ولكن سرعان ما تخطب وتتزوج وتذهب الى بيت العريس براتبها وامتيازاتها ربما مع قطعة ارض من الدولة ايضا !!! . ويتساءل العديد من الاباء هل هذا من العدالة في شيئ ؟ ! .ومن الغرابة ان لا تتم عادة الشكوى من الابن الذي يصرف عليه ايضا ، وذلك لاعتبار ان الابن باق مع العائلة وهو يشاركها في السراء والضراء !! رغم ان الابن الذي يتزوج في المهجر من النادر جدا ان يبقى في البيت لدى العائلة ، فهو يستقل بنفسه لاعتبارات سكنية واقتصادية ايضا .
ومن اجل تحقيق قدر من العدالة ولتعويض الوالدين معنويا وماديا ايضا ،اقترح التالي وعلى شكل فقرات ، بالتأكيد عند صياغتها من قبل المعنيين وخاصة الحقوقيين ستكون بشكل افضل :
( 2 )
* ان يتم الغاء المهر كليا كعادة غير حضارية وسيئة وهي تعني البيع والشراء للبنت كأي سلعة في السوق !!
* ان يصار الى اتفاق لتخصيص نسبة مئوية ، كأن تكون في سبيل المثال لاغير ، 10 % من راتب البنت او الولد شهريا الخريج / ة او الموظف / ة لفترة زمنية محددة كأن تكون( 10 ) سنوات او في حالة الوفاة لاحد الوالدين او كليهما .
* للوالدين او احدهما حق اعفاء الولد او البنت من دفع النسبة المقررة وبكامل رضائهما او رضائه في حالات وجود مورد معيشي له او لهما ، او لاسباب مقنعة له او لهما .
* للوالدين او لاحدهما اعفاء الولد اوالبنت من هذا الالتزام لفترة مؤقته هما او هو يرتأيها ، ومن حقهما او حقه مطالبة الولد او البنت بالاستمرار بالالتزام بالدفع عندما يرغبان او يرغب بذلك
* وللوالدين او لاحدهما الحق في مقاضاة الولد او البنت في المحاكم في حالة امتناع احدهم عن دفع النسبة المقررة .
* على الوالدين او احدهما مراعاة الوضع الوظيفي للولد او البنت في حالة عدم التوظيف . او في حالة تركه للوظيفة لاسباب خارجة عن ارادته ، او طرده منها ، او عدم دفع الراتب له لاشهر عديدة .
وبالتأكيد عند مناقشة هذا المقترح من قبل المواطنين والمتعلمين والمثقفين والاكاديمين بشكل خاص سيكون خاضعا للزيادة والتصليح والاغناء ، حتما سيتم التوصل لصياغة افضل .
ومن اجل اضفاء الشرعية والقانونية على الفكرة بعد تنظيم الفقرات بصياغىة متفق عليها ، تضاف الى مشروع قانون الاحوال الشخصية للايزيديين ، الذي كان قد تم انجازه منذ سنوات والمقدم الى السلطات المعنية في اقليم كردستان لاجل اقراره .
ومن الجدير بالقول ان هكذا طلب او قانون او اتفاق مجتمعي على مثل هذه الصيغة ، ربما لن تكون ذات نفع كبير للوالدين الذين يقيمون او يعيشوا بشكل نهائي في بلدان المهجر، لان الوالدين في هذه البلدان لهم مورد مالي منظم من مصدر ( التقاعد ) من الدولة ولا بأس به يكفيهم في الحد الادني من المعيشة .، ولكن القرار على الاقل سينفعهم من الناحية المعنوية فقط ، وهي مسألة هامة جدا بنظري .
ولكن اهمية الكبيرة تكمن في تطبيقه في الوطن ! اذ ان الوضع المعاشي للكثير من الاباء والامهات هو وبلهجة مخففة نقول ( انه ليس في المستوى المقبول !!.) وهم احوج ما يكونون الى مثل هذا المقترح او القانون عندما يتحول الى قانون ملزم . حيث سيضمن لهم معيشة لا بأس بها ، وسيساهم في حفظ كرامتهم ومكانتهم في المجتمع .
علما ان الجميع ( الابناء والبنات ) هم يحبون آباؤهم وامهاتهم بدون اي شك ولا مجال للنقاش فيه.
ولكن اعتقد انه لا خلاف قط على اخلاص البنات اللانهائي للوالدين ، لان التجربة لاجبال واجيال قد اكدت ذلك ، وقد قيل فيه العشرات من الامثال الجميلة .
ولا شك ايضا في حب الابناء للوالدين ، لكن بعض هؤلاء الابناء لهم ظروفهم الخاصة ، واذ يقعون تحت ضغوط معينة ، او لاسباب اخرى متنوعة لا سبيل لشرحها في هذا المقال القصير. تجعلهم لا يتمكنون من اتمام التزاماتهم كما هي مطلوبة تجاه والديهم .
هذا هو جوهر الفكرة ” الفانتازية “المقترحة مني . وهي موجهة لكافة شرائح المجتمع الايزيدي وخاصة المثقفين منهم لمناقشتها وابداء الرأي يها وقبولها او رفضها ، او ابداء المقترحات بشأنها.
آملا ان اكون قد ساهمت بشكل ما في الاقرار ان الآباء والامهات يستحقون الكثير من الاهتمام ، ويشكل الجانب المادي والمعاشي اهم جانب فيه
تتحية لجميع الاباء والامهات ، وكذلك الابناء بنينا وبناتا ، متمنين لهم جميعا كل الخير.
ارجو ان اكون قد قدمت فكرة واضحة عن هذا الموضوع الهام. املا من القراء اغناؤه بما لديهم من افكار ومقترحات اضافية .
هانوفر… 11/ 01 / 2023
صبحي حجو ( ابو سربست )
Gilla

 

Kommentera
RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular