الثلاثاء, أبريل 23, 2024
Homeاراءاليوم التاريخي في حياة الأيززيديين:علي سيدو رشو

اليوم التاريخي في حياة الأيززيديين:علي سيدو رشو

 

هكذا يمكننا وصف يوم 19/1/2023 في البرلمان الالماني عندما أعلن رؤساء الكتل السياسية فيه وبصوت مدوي واضح وبالاجماع بأن ماحصل للإيزيديين في الثالث من اب عام 2014 هو جريمة إبادة جماعية حيث تكاملت فيها جميع أركان الجريمة بحسب الوثائق والادلة والشواهد، وقد أستشهد جميع المتحدثين من البرلمانيين بشهادات حية من أفواه الضحايا.

في هذا اليوم الأغر، لبّت ملائكة السماء لنداء الأستغاثة التي نادت بها حرائر وقديسات الإيزيديين من الضحايا حيثهن في الأسر لا حول لهن ولا قوة إلا عندما فك الله أسرهن بعدما وافقت العديد من شعوب ودول العالم من خلال برلماناتها بالموافقة على ما حصل في ذلك اليوم المشئوم على أنها إبادة جماعية بحق الايزيديين في القرن الواحد والعشرين. في هذا اليوم أبتهجت الحوريات في السماء وتزينن بحلي زينتهن الاليهة وغنين للقديسات الايزيديات بانتصاريهن على الظلم والظالمين، صاروا يرقصون فرحاً على نغم صوت كلمات البرلمانيين الالمان وخاصة لمقولة السيد ميرز (Merz) رئيس كتلة حزب (CDU و CSU)عندما أنحنى أحتراما أمام تضحيات وشجاعة القديسات والشهداء الأبراروذوي الضحايا وانهى كلمته مختتماً بالقول الإيزيدي (هول هولا طاوسي مه له ك). حيث لم يكن السيد ميرز هو الوحيد من المتحدثين من الممثلين للاحزاب الالمانية بالاعتراف بجينوسايد الايزيديين والذين عانوا من التشرد والتهجير والنزوح والقتل والاغتصاب والاسلمة والتفريق العائلي وكل ماهو ضد القانون الاخلاقي للبشرية من التصرف بالانسان كسلعة رخيصة بوضع تسعيرة للاطفال والنساء وحسب الاعمار ولون البشرة. فالبرلمان الالماني قد دشن بمسؤولية فريدة حقبة تاريخية في حياة الشعب الإيزيدي وهو ليس بالغريب بعدما أصبح الموطن الثاني لهم بعد العراق وبعد أن لمسوا حقيقة ماجرى بالمباشر وأن المهاجرين الايزيديين اندمجوا إيجابيا في المجتمع الألماني.

علينا هنا أن نرفع القبعة لكل البرلمانات التي اعترفت بإبادة الايزيديين ونتمنى من الآخرين في أن يحذوا حذوهم لكي ينهوا حٌقَب لمأساة قوم عانوا على مر التاريخ، حيث لم يبق منهم سوى مئات الالاف من المشردين هنا وهناك بعدما كانوا بالملايين وهم قوم مسالمون ليس لهم فيما لغيرهم من مصالح. علينا كذلك أن نستشهد بشجاعة القديسات الايزيديات اللاتي واصلن الليل بالنهار لرفع صوت المظلومية إلى مراكز القرار الدولي. ثم علينا أن لا ننسَ دور المقاتلين الأيزيديين في أرض المعركة المقدسة من على سفوح جبل سنجار الأشم والتضحيات الجسام التي ضحوا بها لحين ان أعادوا الهيبة والكرامه لذلك الجبل الأشم، وكذلك دور الشعب الكردي في ابداء المساعدة للنازحين الأيزيديين. ولا بأس من الإشادة بالجهد المبذول من قبل السادة الذين شاركوا بحملة التواقيع لأجل إنجاح المبادرة التي قام بها السيد كهدار قائيدي وبمساندة ودعم غير محدودين من المجلس الاستشاري الايزيدي في المانيا ورؤساء العشائر والمنظمات والمراكز الايزيدية في أوربا والعالم لدورهم الفعّال في إنجاح المبادرة. كما علينا أن نثمن دور الاصدقاء الالمان الذين ساندوا ودعموا الفكرة وتابعوا مراحل التنفيذ مع الجهات الحكومية والبرلمانية وأخرجوا الأمر بهذه النتيجة المعطاة.

لقد كان يوما مزهوا بالنصر المبين وبداية حقبة جديدة لحياة الشعب الأيزيدي وهو ما يتطلب من الجميع بأن يستمروا في العمل. وأن أي انجاز ومهما كان سوف يزيد من قوة وعزيمة هذا الشعب الذي مازال ينزف وأن العمل الجاد يشجع الاخرين على الانضمام إلى هذا الجهد المتواصل. لنا الأمل في أن تتابع الحكومة الألمانية قرار برلمانها على محمل الجد وتتدارس الأمر مع الحكومة المركزية وحكومة الأقليم بمشاركة ممثلين عن الضحايا للبدء باولويات تنفيذ النقاط الواردة في المسودة التي أعلنت عنها مع ما يمكن تعديله مما لا يتماشى مع الواقع على الأرض (الفقرة سابعاً نموذجاً) لكي يشعر المواطن الأيزيدي بأمل العودة إلى سنجار ويعيش بكرامته على أرض أجداده. بقى لنا أن نقول كل التقدير والاحترام لكل من حضر ذلك اليوم في جلسة البرلمان وعانى من البرد القارص، سواء كان في الدعم أو المعارضة. مع المودة والاحترام.

علي سيدو رشو

المانيا في 21/1/2023   

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular