الإثنين, مايو 20, 2024
Homeالاخبار والاحداثسوريون أيزيديون : "فصائل معارضة متشددة تجبرنا على الإسلام تحت تهديد السلاح"

سوريون أيزيديون : “فصائل معارضة متشددة تجبرنا على الإسلام تحت تهديد السلاح”

يؤكد رئيس المنظمة الأيزيدية للتوثيق، حسام عبدالله، لـ”ارفع صوتك”، أن “فصائل المعارضة السورية المتطرفة الموالية لتركيا، تُجبر الأيزيديين في مدينة عفرين وقراها وفي المناطق الأخرى الخاضعة لسيطرتها، على اعتناق الديانة الإسلامية”

“وخلال الفترة الماضية تم توثيق عمليات هدم أربعة أماكن عبادة أيزيدية من قبل هذه الفصائل وهدم مقابر الأيزيديين في مناطق سيطرتها، ولا يمكن لأي كردي أيزيدي أن يعلن بشكل مباشر أنه أيزيدي ويمارس طقوسه في هذه المنطقة، وهذا دليل واضح على أن هذه المليشيات تحاول بطريقة وأخرى السيطرة وفرض هوية محددة وتمحو تراث وتاريخ هذه المناطق”، يبيّن عبدالله لـ”ارفع صوتك”.

ويضيف أن “الكرد الأيزيديين متواجدون في هذه المنطقة، إلا أن الهوية الغالبة هي هوية التطرف الإسلامي، بالتالي فإن الأيزيديين يعانون بشكل كبير، واضطرت غالبيتهم للهجرة، بسبب هذه المضايقات، لكن كبار السن ما زالوا متواجدين”.

 

“تكسير شواهد قبور وسلب أموال”

في مقطع فيديو تم تداوله على نطاق واسع نهاية مارس الماضي، ظهر “أحمد الزيوك”، وهو أحد رجال الدين التابعين لفصيل “أحرار الشرقية”، على جانبيه رجلين أيزيديين أعلنا اعتناقهما الإسلام.

هذا المشهد أثار حفيظة الأيزيديين في سوريا ومخاوفهم من التعرض للإبادة في ظل استمرار ما اعتبروه “أسلمتهم”، بالإضافة إلى خوف من الاستيلاء على أراضيهم وممتلكاتهم وتدمير معابدهم في عفرين وقراها.

عزيز جمو، اسم مستعار لأحد شيوخ العشائر الأيزيدية في عفرين، تمكن “ارفع صوتك” وبعد محاولات عديدة من التواصل معه لمعرفة ما يجري هناك، فالفصائل المسيطرة على الأرض تفرض تعتيما شديدا ورقابة على سكان المدينة واتصالاتهم، وتشن بين الحين والآخر حملات اعتقال ضدهم بتهمة التخابر مع الجهات الأجنبية.

يقول جمو لـ”ارفع صوتك”: “تختلف أوضاعنا من قرية لقرية حسب الفصيل الموجود، إذا كان الفصيل إسلامياً راديكالياً، هناك مضايقات أكيدة بشكل رئيسي. مثلاً قرية باصوفان تشهد رمي القمامة أمام مزار الشيخ علي وتكسير شواهد القبور وسلب أموال الناس وقطع الأشجار وكيد التهم لأبناء القرية”.

وتشير إحصائيات غير رسمية حصل عليها “ارفع صوتك”، إلى أن عدد الأيزيديين في عفرين، كان قبل سيطرة فصائل المعارضة السورية عليها (مارس 2018)، أكثر من 25 ألف شخص، بينما الآن لم يتبق منهم في المدينة وقراها سوى 3500 شخص، ويعيش البقية كنازحين في المخيمات داخل سوريا أو مهاجرين في أوروبا والعراق ولبنان وتركيا.

يؤكد جمو: “هناك عمليات أسلمة للأيزيديين تجري في المناطق الخاضعة لسيطرة عدد من الفصائل المسلحة المعروفة بتطرفها مثل أحرار الشرقية وفيلق الشام وجماعة الغوطة، هؤلاء يجبرون الأيزيديين على دخول الإسلام تحت تهديد السلاح، وهذه العمليات لم تتوقف منذ 2018 لحد الآن”.

بالنسبة للفيديو المذكور سابقاً، يقول جمو إن الشخصين اللذين ظهرا فيه “من قرية قيبارية من عائلة عارف الأيزيدية، تم إجبارهما على اعتناق الإسلام تحت التهديد”، مردفاً “لدينا مخاوف كبيرة من المجهول ضمن هذه الظروف الغامضة وعدم معرفة مصير سوريا… هل سنعيش في ظل دولة ديمقراطية علمانية أم راديكالية أم ستبقى الأوضاع كما هي عليه؟”.

وتخضع مدينة عفرين وأطرافها حالياً لسيطرة هيئة تحرير الشام، وهي جماعة سلفية جهادية أعلن عن تشكيلها عام 2017 من تحالف مجموعة من الفصائل والتنظيمات السورية المتطرفة المسلحة ويشكل تنظيم جبهة النصرة السابق أبرز مشكليها.

وينتشر الأيزيديون في أكثر من 22 قرية إلى جانب مركز مدينة عفرين والنواحي والبلدات التابعة لها، ويتهم الأكراد فصائل المعارضة السورية المتطرفة بتنفيذ عمليات تغيير ديمغرافي في عفرين والاستيلاء على الأراضي الزراعية والعقارات وتهجير سكانها الأصليين وتوطين عائلات عربية قادمة من ريف محافظة دير الزور.

ويطالب الأيزيديون والأقليات الأخرى في سوريا، بتوفير حماية دولية لمناطقهم وحمايتهم من تهديدات وهجمات الجماعات المتطرفة المنضوية في المعارضة السورية ومن المليشيات الموالية لإيران.

 

اللجوء لشيوخ العشائر

سمير، اسم مستعار لرجل أيزيدي من أهالي قرية باصوفان، التابعة لعفرين، وتخضع لسيطرة “فيلق الشام”، يروي لـ”ارفع صوتك”: “خلال السنوات الماضية كانت عمليات أسلمة الأيزيديين نشطة في قريتنا، إلا أنها توقفت منذ مدة بعد أن أثبتنا وجودنا ونحن مستمرون رغم دفعنا الثمن، لكن الإساءة لنا كأتباع ديانة أيزيدية مستمرة”.

“هدموا جزءاً من مزار القرية وتمكنا من بنائه، لكن ما زالوا يرمون النفايات أمام المزار وهدموا وخربوا مقابرنا.. إنهم يستغلون خوف الشعب وجهله وقلة ثقافته، بالتهديد حينا والترغيب أحيانا”، يضيف سمير.

ويتابع أن “عمليات أسلمة الأيزيديين مستمرة في القرى الأخرى” لكنه لا يستطيع الحديث في تفاصيل أكبر خوفاً من اعتقاله من قبل الفصائل.

وبحسب معلومات حصل عليها “ارفع صوتك” من مصادر خاصة، يلجأ العديد من الأيزيديين الذين لم يتمكنوا من الخروج من عفرين إلى شيوخ العشائر العربية، من أجل الضغط على عدد من الفصائل المسلحة، للعدول عن عمليات أسلمة الأيزيديين، فيما يرفض قسم من هذه الفصائل الوساطة بل وتعاقب الأيزديين الذين يرفضون الخضوع لها، بالاستيلاء على أراضيهم وممتلكاتهم واعتقالهم.

دلشاد حسين
RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular